سواليف:
2025-05-08@21:40:14 GMT

صانعات الاوطان……أمهاتنا وطن لا تغيب شمسه!!

تاريخ النشر: 8th, March 2024 GMT

#صانعات_الاوطان……أمهاتنا #وطن لا تغيب شمسه!!

د. #مفضي_المومني.
2024/3/8

يحتفل العالم بالمرأة كل عام في الثامن من آذار… ونحتفل بالمرأة كل يوم وكل صباح وكل لحظة…هكذا تربينا وهكذا تعلمنا وهذا ديننا وديدننا.… ولا ننسى امهات وسيدات غزة وفلسطين وقوافل الشهداء… سيداة الكرامة والعزة وعناوين النصر والتضحية… فلا كلام في حضرتكن يا عظيمات الأمة…!
وأمام عظم أمهاتنا انحني صاغرا مع ذاتي، لأكتب لأمي ولكل أم وسيدة أردنية، فمهما كبرنا ومهما كانت مواقعنا في الحياة، نبقى أطفالا في حضرة أمهاتنا العظيمات، سأكتب بعضا من حب، بعضا من وفاء بعضا من كلمات، أقدمها على استحياء،لأن الكلمات تصغر أمام العطاء الأبدي والتضحية وإنكار الذات لأمهاتنا،ولأن المثال الأعظم للمرأة هي الأم فسأكتب عن أمي، لأنني أرى كل أمهات الوطن فيها، أمي التسعينية… العجلونية سيدة النساء، سيدة الصبر، نبع العطاء، أتعبت الأيام ولم تتعبها بعد، ما زلت يا أمي وطني الأكبر والأصغر، سأكتب عنك، لأنك بنظري تمثلين كل أمهاتنا الأردنيات، الطيبات الطاهرات المؤمنات الصابرات العظيمات، أمي لا تعرف أن هنالك يوم أو عيد للمرأة، ولم تتخرج من نوادي السيدات المخمليات، ولم تلتحق بمدرسة غير مدرسة الحياة ومدرسة التضحية والعطاء، لفحتها شمس عجلون، وحواكيرها وكروم عنبها، تعرفها كل ذرة تراب في أرضنا، اذكر ذلك اليوم قبل ما يقارب 45 عاماً، حين فارقنا والدي رحمه الله ونحن عشرة ابناء، خمسة أبناء وخمس بنات، اذكر قصة الكفاح، اذكر ضنك العيش وصعوبة الحياة، اذكر كيف كانت التربية على أصولها دون أن تصِلُك نظريات التربية الحديثة، ورغم انك لم تنالي قسطا من العلم، وانك لا تجيدين القراءة ولا الكتابة، لكنك كنت نعم المربي ونعم الأم، اكتب عنك لأني اعرف أن أمهاتنا مثلك ولا اكتب بخصوصيتك بل اشعر وكأنني اكتب عن كل أم أردنية، ولا تغريني الأعياد ولا الأيام للأم أو المرأة، لأني مؤمن بأنك عيدنا، وحياتنا ومستقبلنا المشرق، وأن بِرك واحترامك ورعايتك والخضوع لعظمتك، بدمنا تعلمناه منك، نمارسه كل يوم ونشعر دائما بالتقصير، نذوب خجلا أمام جلال عطائك وهيبتك الوادعة السمحة وفيض حنانك، وادعوا كل من خانته فطرته، وتجاهل أمه، ونسيها لأي سبب، أن يعود إلى نفسه وان يظفر برضا أمه، وان يتذكر كل لحظة عطاء ورعاية وحنو وسهر وتعب وشقاء بذلتها أمه ليكبر، ويصبح رجلا ذو مكانة في مجتمعه،أمهاتنا بسيطات لا يطلبن الكثير، ينتظرن منا كلمة أو لمسة، ليسبغن علينا فيض الحب وطيب السجية، وسمو العطاء.


اذكر لوالدتي الأمية كيف كانت حريصة على دراستنا، وكيف كانت تجمعنا كل يوم ، وكيف كانت تطلب منا أن نسمع لها دروسنا!، ولم تكن طفولتنا تسمح لنا أن نعرف أنها أمية لا تقرأ ولا تكتب، لكن كنا نجد وندرس وننتظر جلستها وكأننا أمام امتحان صعب، وضحكنا عندما أصبحنا كبارا!، عندما عرفنا أنها لم تكن تقرأ أو تكتب، اذكر أن عيناها كانت لا ترى النوم إلا بعد أن تطمئن بان الجميع بالبيت تحت جناحيها، اذكر أننا كنا نهرع إليها عندما نحصل على تفوق أو علامة عالية في امتحان مدرسي، لنسمع إطرائها ونرسم البهجة على محياها ونحصل على جائزة قد تكون تعريفة أو قرش في أحسن الأحوال! وكيف كانت تفاخر بكل نجاح لنا أمام الجميع، واذكر أن المجتمع في حينه كان يعيش حالة فقر وكدح، وكان اغلب طعام الأردنيين مما تنتج الأرض والطبق الرئيس مرق العدس، أو المجدره، وكان اللحم زائر لا يأتي، والدجاج مما تربيه العائلة، وكنا ننال منه فقط عندما يحل بنا ضيف فكنا نأكل بالمعية، وكنا راضين بكل شيء، كانت الطموحات اكبر من أن يعيقها ضنك العيش، اذكر واذكر لوالدتي كيف كانت تدخر كل قرش لتصرفه علينا في دراستنا، وكانت تحرم نفسها من كل شيء حتى الطعام، وتؤثرنا على نفسها، كانت تعجن وتخبز وما زال طعم خبز الطابون البلدي وما تعده من طعام على بساطته من أشهى ما أكلنا، وأطيب من كل ما تقدمه مطابخ العالم، مهما كتبت لن أصور عظمة أمهاتنا الأردنيات القابضات على لظى الحياة، ومشوارها الصعب، أمهاتنا وطن لا تغيب له شمس، يُنرن درب حياتنا في صغرنا وكبرنا، يحملن هم الوطن، يعملن دون توقف ولا ينتظرن أجراً من أحد، ولا شهادات تكريم، أمهاتنا وطن نلجأ إلى حضنه الدافئ كلما داهمتنا خطوب الحياة، تكفينا من عيونهن نظرة ولمسة حنو، لا نجد لأنفسنا طمأنينة مثلها إلا لديهن، أمهاتنا شمس تشرق في حياتنا تنير لنا الدرب، أمهاتنا بحر من الإلهام ودفق العطاء، تخونني الكلمات ويسقط قلمي عاجزا كلما كنت أنت العنوان يا أمي، الأمس لك واليوم لك والغد لك، وأنت الأردن حين يزهو بجمال نورك، أنت وطن بحجم كل الأوطان، استميحك عذرا فلست في مقام رد الجميل، عاجزون عن مقابلة الوفاء بالوفاء عاجزون عن أن نكون مثلك عاجزون إلا من كلمات لا تداني عظمتك.
في هذا اليوم الربيعي المشرق، كإشراقة وجهك الذي رُسمت ملامحه بعشق الوطن، وحكايات الحب، وقيم العطاء، نقف إجلالاً لكل أم في وطني، وندعو لكل أمهاتنا بطول العمر، وتمام الصحة والعافية،ولكل أم غادرت هذه الدنيا ان يكون مثواها الجنة، وتبقى أمهاتنا، وطن الجميع ومداد حياتنا، لهن تنحني القامات حباً وإجلالا، اللهم ارزقنا برهن ما استطعنا لذلك سبيلا، ولك يا أمي انحني احتراما، وأطبع على جبينك الطاهر، ويدك الطاهرة، قبلة محبة منتظراً … لأسمع منك كلمات لن اسمعها من غيرك، الله يرضى عليك…..حمى الله الأردن.

مقالات ذات صلة الكنافة الناعمة، هل تعكس أمنًا ناعمًا؟!! 2024/03/07

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: وطن مفضي المومني

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تصحح خطأ ترامب.. هناك 24 أسير على قيد الحياة في غزة

صرح مسؤول إسرائيلي يوم الأربعاء أن 24 رهينة ما زالوا على قيد الحياة في غزة، بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن العدد 21، مما أثار قلق عائلاتهم.

قال جال هيرش، منسق شؤون الرهائن الإسرائيلي، في منشور على موقع إكس إن حركة حماس الفلسطينية تحتجز 59 رهينة، منهم 24 على قيد الحياة و35 قتيلاً، وهي أرقام لم تتغير منذ ما قبل تصريحات ترامب.

وأضاف: "يتم إطلاع جميع عائلات المختطفين دائمًا على المعلومات التي لدينا عن أحبائهم".

وفي حديثه خلال فعالية في البيت الأبيض يوم الثلاثاء، قال ترامب إن 24 رهينة كانوا على قيد الحياة قبل أسبوع، لكن العدد الآن 21.

السعودية.. أول حالتَي قسطرة قلبية ناجحة لحجاج بيت الله الحرامتاياني: المقترح المصري بشأن غزة هو الطريق الصحيح ويهدف إلى حل الدولتيناجتماع عاجل للجنة الأمن القومي الباكستانية يدعو لمحاسبة دولية للهندسلطنة عمان تدعو الهند وباكستان إلى فتح المجال للجهود الدبلوماسيةقبيل احتفالات ذكرى النصر.. إلغاء وإرجاء 350 رحلة جوية في روسيا

وقال "أقول 21، لأنه حتى اليوم، بلغ العدد 21. توفي ثلاثة"، دون ذكر مصدر أو تقديم مزيد من التفاصيل.

وقد دفع تعليق ترامب المجموعة التي تمثل عائلات الرهائن إلى مطالبة الحكومة الإسرائيلية بمشاركة أي معلومات جديدة معهم على الفور.

وقال متحدث باسم المجموعة "إن المقر يدعو رئيس الوزراء مرة أخرى إلى وقف الحرب حتى عودة آخر مختطف. هذه هي المهمة الوطنية الأكثر إلحاحًا وأهمية".

وقد تم احتجاز ما مجموعه 251 شخصًا كرهائن خلال هجمات حماس  في 7 أكتوبر 2023.

تقول الحكومة إن هدفي حربها هما القضاء على حماس وإطلاق سراح الرهائن.

 وقد أعلنت هذا الأسبوع عن توسيع هجومها على غزة، مما أثار قلق عائلات الرهائن الذين يقولون إن هذا سيزيد من تعريض أحبائهم للخطر.

طباعة شارك فلسطين مسؤول إسرائيلي 24 رهينة غزة الرئيس الأمريكي دونالد

مقالات مشابهة

  • محمد بن راشد بن محمد: رقمنة الحياة في دبي خيار استراتيجي
  • «التبرُّع بالأعضاء».. أمل جديد نحو الحياة
  • جهود لكشف غموض تغيب فتاة عن منزلها منذ عدة أيام بالقليوبية
  • فخري عودة.. أيقونة العطاء والوفاء
  • الشباب.. بين هواجس الحياة وفرص العمل
  • إسرائيل تؤكد بقاء 24 من الأسرى على قيد الحياة
  • إسرائيل تصحح خطأ ترامب.. هناك 24 أسير على قيد الحياة في غزة
  • بين ممارسة السياسة وممارسة الحياة
  • الإمارات تحتفل بدرع الوطن ورمز العطاء والإخاء
  • رئيس الأركان: نموذج ملهم في الكفاءة والريادة