صانعات الاوطان……أمهاتنا وطن لا تغيب شمسه!!
تاريخ النشر: 8th, March 2024 GMT
#صانعات_الاوطان……أمهاتنا #وطن لا تغيب شمسه!!
د. #مفضي_المومني.
2024/3/8
يحتفل العالم بالمرأة كل عام في الثامن من آذار… ونحتفل بالمرأة كل يوم وكل صباح وكل لحظة…هكذا تربينا وهكذا تعلمنا وهذا ديننا وديدننا.… ولا ننسى امهات وسيدات غزة وفلسطين وقوافل الشهداء… سيداة الكرامة والعزة وعناوين النصر والتضحية… فلا كلام في حضرتكن يا عظيمات الأمة…!
وأمام عظم أمهاتنا انحني صاغرا مع ذاتي، لأكتب لأمي ولكل أم وسيدة أردنية، فمهما كبرنا ومهما كانت مواقعنا في الحياة، نبقى أطفالا في حضرة أمهاتنا العظيمات، سأكتب بعضا من حب، بعضا من وفاء بعضا من كلمات، أقدمها على استحياء،لأن الكلمات تصغر أمام العطاء الأبدي والتضحية وإنكار الذات لأمهاتنا،ولأن المثال الأعظم للمرأة هي الأم فسأكتب عن أمي، لأنني أرى كل أمهات الوطن فيها، أمي التسعينية… العجلونية سيدة النساء، سيدة الصبر، نبع العطاء، أتعبت الأيام ولم تتعبها بعد، ما زلت يا أمي وطني الأكبر والأصغر، سأكتب عنك، لأنك بنظري تمثلين كل أمهاتنا الأردنيات، الطيبات الطاهرات المؤمنات الصابرات العظيمات، أمي لا تعرف أن هنالك يوم أو عيد للمرأة، ولم تتخرج من نوادي السيدات المخمليات، ولم تلتحق بمدرسة غير مدرسة الحياة ومدرسة التضحية والعطاء، لفحتها شمس عجلون، وحواكيرها وكروم عنبها، تعرفها كل ذرة تراب في أرضنا، اذكر ذلك اليوم قبل ما يقارب 45 عاماً، حين فارقنا والدي رحمه الله ونحن عشرة ابناء، خمسة أبناء وخمس بنات، اذكر قصة الكفاح، اذكر ضنك العيش وصعوبة الحياة، اذكر كيف كانت التربية على أصولها دون أن تصِلُك نظريات التربية الحديثة، ورغم انك لم تنالي قسطا من العلم، وانك لا تجيدين القراءة ولا الكتابة، لكنك كنت نعم المربي ونعم الأم، اكتب عنك لأني اعرف أن أمهاتنا مثلك ولا اكتب بخصوصيتك بل اشعر وكأنني اكتب عن كل أم أردنية، ولا تغريني الأعياد ولا الأيام للأم أو المرأة، لأني مؤمن بأنك عيدنا، وحياتنا ومستقبلنا المشرق، وأن بِرك واحترامك ورعايتك والخضوع لعظمتك، بدمنا تعلمناه منك، نمارسه كل يوم ونشعر دائما بالتقصير، نذوب خجلا أمام جلال عطائك وهيبتك الوادعة السمحة وفيض حنانك، وادعوا كل من خانته فطرته، وتجاهل أمه، ونسيها لأي سبب، أن يعود إلى نفسه وان يظفر برضا أمه، وان يتذكر كل لحظة عطاء ورعاية وحنو وسهر وتعب وشقاء بذلتها أمه ليكبر، ويصبح رجلا ذو مكانة في مجتمعه،أمهاتنا بسيطات لا يطلبن الكثير، ينتظرن منا كلمة أو لمسة، ليسبغن علينا فيض الحب وطيب السجية، وسمو العطاء.
اذكر لوالدتي الأمية كيف كانت حريصة على دراستنا، وكيف كانت تجمعنا كل يوم ، وكيف كانت تطلب منا أن نسمع لها دروسنا!، ولم تكن طفولتنا تسمح لنا أن نعرف أنها أمية لا تقرأ ولا تكتب، لكن كنا نجد وندرس وننتظر جلستها وكأننا أمام امتحان صعب، وضحكنا عندما أصبحنا كبارا!، عندما عرفنا أنها لم تكن تقرأ أو تكتب، اذكر أن عيناها كانت لا ترى النوم إلا بعد أن تطمئن بان الجميع بالبيت تحت جناحيها، اذكر أننا كنا نهرع إليها عندما نحصل على تفوق أو علامة عالية في امتحان مدرسي، لنسمع إطرائها ونرسم البهجة على محياها ونحصل على جائزة قد تكون تعريفة أو قرش في أحسن الأحوال! وكيف كانت تفاخر بكل نجاح لنا أمام الجميع، واذكر أن المجتمع في حينه كان يعيش حالة فقر وكدح، وكان اغلب طعام الأردنيين مما تنتج الأرض والطبق الرئيس مرق العدس، أو المجدره، وكان اللحم زائر لا يأتي، والدجاج مما تربيه العائلة، وكنا ننال منه فقط عندما يحل بنا ضيف فكنا نأكل بالمعية، وكنا راضين بكل شيء، كانت الطموحات اكبر من أن يعيقها ضنك العيش، اذكر واذكر لوالدتي كيف كانت تدخر كل قرش لتصرفه علينا في دراستنا، وكانت تحرم نفسها من كل شيء حتى الطعام، وتؤثرنا على نفسها، كانت تعجن وتخبز وما زال طعم خبز الطابون البلدي وما تعده من طعام على بساطته من أشهى ما أكلنا، وأطيب من كل ما تقدمه مطابخ العالم، مهما كتبت لن أصور عظمة أمهاتنا الأردنيات القابضات على لظى الحياة، ومشوارها الصعب، أمهاتنا وطن لا تغيب له شمس، يُنرن درب حياتنا في صغرنا وكبرنا، يحملن هم الوطن، يعملن دون توقف ولا ينتظرن أجراً من أحد، ولا شهادات تكريم، أمهاتنا وطن نلجأ إلى حضنه الدافئ كلما داهمتنا خطوب الحياة، تكفينا من عيونهن نظرة ولمسة حنو، لا نجد لأنفسنا طمأنينة مثلها إلا لديهن، أمهاتنا شمس تشرق في حياتنا تنير لنا الدرب، أمهاتنا بحر من الإلهام ودفق العطاء، تخونني الكلمات ويسقط قلمي عاجزا كلما كنت أنت العنوان يا أمي، الأمس لك واليوم لك والغد لك، وأنت الأردن حين يزهو بجمال نورك، أنت وطن بحجم كل الأوطان، استميحك عذرا فلست في مقام رد الجميل، عاجزون عن مقابلة الوفاء بالوفاء عاجزون عن أن نكون مثلك عاجزون إلا من كلمات لا تداني عظمتك.
في هذا اليوم الربيعي المشرق، كإشراقة وجهك الذي رُسمت ملامحه بعشق الوطن، وحكايات الحب، وقيم العطاء، نقف إجلالاً لكل أم في وطني، وندعو لكل أمهاتنا بطول العمر، وتمام الصحة والعافية،ولكل أم غادرت هذه الدنيا ان يكون مثواها الجنة، وتبقى أمهاتنا، وطن الجميع ومداد حياتنا، لهن تنحني القامات حباً وإجلالا، اللهم ارزقنا برهن ما استطعنا لذلك سبيلا، ولك يا أمي انحني احتراما، وأطبع على جبينك الطاهر، ويدك الطاهرة، قبلة محبة منتظراً … لأسمع منك كلمات لن اسمعها من غيرك، الله يرضى عليك…..حمى الله الأردن. مقالات ذات صلة الكنافة الناعمة، هل تعكس أمنًا ناعمًا؟!! 2024/03/07
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: وطن مفضي المومني
إقرأ أيضاً:
خمسة عشر عامًا من العطاء: كيف قاد الاتحاد المصري لطلاب الصيدلة رحلة التبرع بالدم في مصر؟
على مدار خمسة عشر عامًا، يواصل الاتحاد المصري لطلاب الصيدلة جهوده في نشر ثقافة التبرع بالدم داخل المجتمع المصري.
فمن خلال حملته السنوية تحت شعار "أنا متبرّع دائم"، يعمل الاتحاد على تشجيع المواطنين على التبرع المنتظم، وتعزيز الوعي بفوائد التبرع وأهميته في إنقاذ الأرواح.
وتأتي هذه الجهود دعمًا لرؤية مصر 2030 التي تهدف إلى رفع نسبة المتبرعين وتحقيق الاكتفاء الذاتي من أكياس الدم في مختلف المحافظات.
كلية الطب بجامعة السويس تدخل خريطة علاج الإدمان رسميًا لأول مرة بخدمات مجانية عبر الخط الساخن 16023 رحلة جديدة لطلاب يخوضها الاتحاد المصريفي رحلة جديدة يخوضها الاتحاد المصري لطلاب الصيدلة (EPSF )لخدمة المجتمع، أطلق الاتحاد حملة التبرع بالدم السنوية تحت شعار "أنا متبرّع دائم"، حتى يثبت دوره المحوريّ في تطوير طالب صيدلة وخدمة المجتمع وتحقيق رؤية مصر لعام 2030 في الاكتفاء الذاتي من التبرع بالدّم، حتى تصبح نسبة المتبرعين 3 بالمئة بدلًا من 1 بالمئة، مما يجعل في ذلك وفرة في أكياس الدم في اللحظات الحرجة.
جديرٌ بالذّكر أن الاتحاد المصري لطلاب الصيدلة قد بدأ حملته تلك منذ خمسة عشر عامًا، تم خلالهم جمع وتوعية الآلاف من المجتمع المصريّ بمختلف طبقاته عن التبرع بالدم وفوائده، وترسيخ فكرة أن المتبرع المصري متبرّع دائم.
احصائيات حملة التبرع بالدم في 40 جامعة مصريةطبقًا لإحصائيّات حملة التبرع بالدّم التي أقيمت في أكثر من 40 جامعة على مستوى مصر، وكذلك العديد من القرى والمدارس والأماكن العامة التي يتكدّس بها المارة، قام أفراد الاتحاد المصري لطلاب الصيدلة بالآتي:
-توعية 354،793 شخصًا
-جمع 4،318 كيس دم
ولم تكن تلك الأرقام وليدة اللحظة، بل إنها جهود استمرّت من أكثر من عقدٍ ونصف، سعيًا لخدمة المجتمع والإنسان، وقد لوحظ ذلك أثناء توعية المتبرعين وإعلامهم أن كيس الدم لا يُنقذ روحًا واحدة، بل ثلاثة، ناهيك عن الأثر الصحي الذي يعود على المتبرّع من حمايته من الإصابة بالسرطان وتجديد خلايا الدورة الدموية، والحماية من أمراض القلب وتجديد خلايا النّخاع.
يُطلق الاتحاد هذه الحملة مرتين في العام، ساعيًا لزيادة الوعي المجتمعي، وترسيخ فكرة التطوّع والتبرّع بالدم بداخل كل إنسانٍ راشد، ولاشكّ أنه لتذكيرٌ لكافّة أفراد المجتمع بقدراتهم واستطاعتهم على صناعة الفرق، فالرّوح الواحدة تساوي ثلاثة أرواح عندما يتعلّق الأمر بالتبرّع بالدم.