أفادت وسائل إعلام غربية وأوكرانية بأن موسكو تقوم بإنتاج أثقل قنبلة انزلاقية على نطاق واسع، وهي قنبلة (FAB-1500-M54) الوحشية، التي تزن طنًا ونصف.

ووفقًا لصحيفة بيلد الألمانية، قام الروس بتحديث هذه القنبلة، التي يبلغ وزنها طنًا ونصف الطن، وبدأوا في إنتاجها بكميات كبيرة.

وكانت آخر مرة تستخدم فيها روسيا هذا القنبلة حينما أسقطتها على مبنى شاهق في مدينة كراسنوهوريفكا بالقرب من دونيتسك.

وقام الروس بتصوير انفجار "القنبلة الوحشية" من زاويتين مختلفتين وأظهر أحد مقاطع الفيديو قنبلة تستهدف منطقة سكنية ثم تسقط وتنفجر في كرة نارية يبلغ ارتفاعها 20 طابقا.

ووفقًا لوسائل الإعلام، يقتل ما قرابة 50 جندي أوكراني يومياً معظمهم بسبب استخدام الروس لمثل هذه القنابل.

وفي وقت سابق، حذر منشور لقائد القوات الجوية الأوكرانية ميكولا أوليشوك من وجود "إشارات استعداد في روسيا لاستخدام كامل لمثل هذا النوع من القنابل".

ولاحقا، زار وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو المصنع، الذي يتم فيه تصنيع هذه القنابل.

وذكرت حينها وسائل الإعلام الروسية أن إنتاج مثل هذا النوع من القنابل الجوية مستمر منذ بداية الحرب.

وتعد قنبلة (FAB-1500-) أو الوحشية هي نسخة محسنة من القنبلة (KAB-1500)، التي تم تطويرها في الاتحاد السوفيتي في السبعينيات واستخدمت في الثمانينات، ويبلغ وزن (FAB-1500-M54) 1550 كيلوغرامًا والرأس الحربي يزن 675 كغم.

ما هو معروف عن التحديث؟

في خريف عام 2023، أعلن الجيش الروسي، أو ما يعرف بجنرالات الحرب، أن الاتحاد الروسي قد أنشأ إنتاجًا متسلسلًا للقنابل الجوية شديدة الانفجار (FAB-1500) وقالت وسائل إعلام روسية أن التطوير استغرق وقتًا طويلاً، ولكن أخيرًا تم تقديم أول تطبيق ناجح. على وجه التحديد كان يجب على الجيش الروسي إعادة بناء القنبلة في وحدة التخطيط والتصحيح الموحدة داخل الاتحاد الروسي من الصفر لصناعة القنبلة (FAB-1500)، وتغيير هياكل الطائرات وجميع الآليات من أجل تركيبها. أظهرت وحدة التخطيط والتصحيح الموحدة الجديدة التي تم إنشاؤها لـ(FAB-1500) مدى أطول من النماذج السابق قياساً على قنابل (FAB-250) و(FAB-500) الأصغر حجمًا.

وذكر منشور لـ"ديفينس إكسبريس" الأوكرانية أن المدى المؤكد لهذا القنابل يتراوح بين 60 إلى 65 كيلومترًا، ومن المتوقع أن يكون الحد الأقصى حوالي 70 أو 80 كيلومترًا.

وأشار المنشور إلى أن (FAB-1500) تُحمل على القاذفة التكتيكية (Su-34)، ويمكن للأخيرة حمل ما يصل إلى قنبلتين، وفي المستقبل ستكون قادرة على حمل ثلاث في وقت واحد، لكنه في الوقت نفسه، لا توجد بيانات تؤكد أو تنفي مثل هذه الادعاءات.

وبالنظر إلى الهجمات الأخيرة التي شنها الروس، يبدو أن هذا قد يكون صحيحاً.

وتصبح قنبلة FAB-1500 ، الوحشية تهديدًا خطيرًا جديدًا للقوات المسلحة الأوكرانية، حيث تستطيع الطائرات الروسية إطلاقها بأمان من مسافة طويلة نسبياً، وتكون التدابير المضادة التي تتخذها أوكرانيا محدودة.

خطر جدي

أشارت "ديفينس إكسبريس" الأوكرانية إلى أن (FAB-1500-M54) القنبلة الوحشية تحتوي على 675 كجم من المتفجرات.

وبالإضافة إلى ذلك، أصبح لدى الروس الآن فرصة لاستخدام القنابل في المقام الأول، حيث كان ذلك مستحيلاً في السابق بسبب الدفاعات الجوية الكثيفة التي لم تسمح للقاذفات الروسية بالاقتراب من المدن الأوكرانية.

لكن الآن يمكن نشر القنابل الانزلاقية بعيدًا عن معظم الأنظمة المضادة للطائرات الأوكرانية، باستثناء باتريوت و(SAMP/T).

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو الاتحاد السوفيتي الجيش الروسي الاتحاد الروسي روسيا الجيش الروسي قدرات الجيش الروسي مناورات الجيش الروسي أزمة أوكرانيا وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو الاتحاد السوفيتي الجيش الروسي الاتحاد الروسي

إقرأ أيضاً:

الحياد الروسي في حرب السودان

السذاجة ماركة مسجلة باسم فلول النظام البائد، ففي أواخر عهد الدكتاتور المخلوع وعند زيارته لموسكو، فضحه الرئيس بوتين بأن جعل توسلاته الراجية حماية الدب الروسي تبث عبر الأثير، ليسمعها المواطن الغلبان ويعلم ما أصابه من ابتلاء أن يقوده رئيس مثل المدعو عمر البشير، وما أدى لانفضاض سامر الحلفاء من حول النظام البائد هو دبلوماسية ضرب العشواء التي يتبعها الحاكمون من اتباع الحزب البائد، فالطريقة التي تدار بها المؤسسات السيادية من قبل الاخوان المسلمين ومناصريهم، لا تمت إلى معايير السيادة وإدارة الدولة بصلة، ودبلوماسية ضرب العشواء هذه قد لازمت السلوك الحكومي لموظف الدولة السامي في أعلى الهرم المتمثل في الرئيس، فقد احتارت شعوب العالم حينما سمعت رأس الدولة المطلوب للعدالة يصرخ أمام تجمعات مواطنيه الفقراء، الذين أفقرهم باستغلاله لجهاز الدولة استغلالاً ناشزاً جعلهم يتكففون الناس الحافا، وهو يقسم بتطليق عقيلتيه على أنه لن يسلّم قطة صغيرة للمحكمة الجنائية لو طالبت المحكمة بذلك، وما أدهش الدنيا تلك الغوغائية التي تعاملت بها حكومة الرئيس المخلوع، مع قضية حسّاسة وكبيرة وسابقة خطيرة مثل أن يكون رئيس الجمهورية مطلوباً جنائياً لأكبر محكمة مختصة في جرائم الحرب، فبدلاً من أن تتحرك الدبلوماسية والمؤسسات العدلية ودور القضاء وروابط المحامين المنتمين للحزب، تقدم رأس الهرم بالسباب واللعن والمعايرة للمحكمة الجنائية الدولية عبر الشاشات والاذاعات، وعمل على التحشيد الشعبي المدفوع الأجر لإظهار شعبية زائفة، علها تشفي غليله من هول صدمة هذه السابقة القضائية الأولى من نوعها، المتمثلة في إصدار مذكرة اعتقال بحق رأس دولة ما يزال شاغلاً لموقعه (الدستوري)، فالسلوك الإداري لأفراد وجماعات المنظومة الاخوانية عرف عنه بعده عن العرف العام لحسن تصرف موظف الدولة (الدستوري).
روسيا لا تدعم حراكاً عسكرياً عديم الرؤية وفاشلاً على الأرض ولن تصطف مع الجماعات الإرهابية، ولنا في ذلك عبرة بما حاق بتنظيم داعش وجبهة النصرة بسوريا، فالروس لا يسجلون اللاعب المهزوم في أنديتهم السياسية، خاصة لو كان هذا اللاعب ممن هم موصومين بعار التطرف، والاتحاد السوفيتي السابق الذي تعتبر روسيا رأس سنام مشروعه السياسي والاجتماعي، قاتل طالبان على امتداد الخط الحدودي الفاصل بينه وبين أفغانستان، ووفد فلول النظام البائد الزائر لموسكو يجب أن لا يضع نفسه في مقارنة مع وفود النظام السوري، التي كانت وما تزال تستقبل بقصور القيصر استقبال الفاتحين، فالعلاقة بين موسكو والنظام السوري والبلدان المحكومة بنظم اشتراكية، علاقة متينة بحكم أواصر التاريخ المشترك، أما الأنظمة المسيطرة عليها الجماعات الإسلامية المتطرفة، لا يوجد بينها وبين الإرث الروسي كيمياء فكرية أو تعاون عدا النظام الإيراني الذي يزود موسكو بالطائرات المسيرة، لذلك جاء لقاء الدكتاتور المخلوع عمر البشير والرئيس الروسي فلاديمير بوتين فاتراً وفاضحاً، لأن ثمة جفاء فكري بين الرئيسين، هذا فضلاً عن العلاقات المتوازنة بين الدب الروسي والبعير الصحراوي في جزيرة العرب، ومعلوم ذلك الدور الكبير للمحور الخليجي كوسيط لإيقاف الحرب، فذهاب وفد الحكومة السودانية (غير الشرعية) لموسكو لن يجد المباركة الروسية، لأن المحور الخليجي يحمل ملف الوساطة بين الطرفين المتحاربين بتخويل دولي، لذا يعتبر تحرك وفد النظام البائد المختطف لقرار الدولة السيادي مجرّد محاولة يائسة مكتوب عليها الفشل منذ البداية، والطريقة العرجاء التي يدير بها الانقلابيون الحرب لن تجديهم، ذلك نسبة لوجود وعي عميق للدوائر الإقليمية والعالمية بتعقيدات المعضلة السودانية، وعلم تام بحقيقة إخفاق جيش السودان في الحفاظ على سيرورة الانتقال، وفشله الذريع في الوصول لانتخابات عامة يختار فيها الشعب من يمثله.
روسيا مهتمة جداً ببلدان الساحل والصحراء في الشمال والغرب الافريقي، وقد قدمت المساعدات العسكرية للشعوب الطامحة في الخروج من قبضة الأوروبيين، للحصول على نظم حكم شبه مستقلة تعمل على تحقيق أشواق شعوبها، وقد نجحت تلك الشعوب في تغيير أنظمتها واختيار نخب مدنية وعسكرية لحكمها، أما في الحالة السودانية تهتم روسيا جداً بالتقدم العسكري الذي أحرزته قوات الدعم السريع ميدانياً، خاصة في دارفور الإقليم المتاخم لدول الساحل والصحراء، هذا النجاح العسكري لا يمكن أن تهمله روسيا أو تخسره، وذلك لما لأي قوة عسكرية ضاربة من أهمية قصوى لمشروع روسيا القائم بإفريقيا، خاصة وأن هنالك شعرة معاوية بين الروس والقوات المسلحة السودانية الجديدة (الدعم السريع)، صاحبة الكفاءة العسكرية العالية، والحائزة على الانتصارات الميدانية الواضحة، فدولة روسيا الفدرالية ليست مجموعة من المتطرفين الذين يتعاطون السياسة مثل تعاطي جماهير ناديي الهلال والمريخ للتشجيع المتشنج دعماً لفريقيهما، ودولة المؤسسات لا تأخذ الأمور كما يشتهيها السيد مالك عقار نائب قائد الجيش المهزوم، ولن تجامل أمين مال الانقلاب مهما قدم من باقات الورود وأكاليل الزهور لقبر فلاديمير لينين، ما هكذا تساس الأمور يا مكتب قائد الانقلاب، فالحماقة التي اتسم بها الدكتاتور الذي أسقطه ثوار ديسمبر ليست الطريقة المثلى، لإدارة شأن دولة ذات امتدادات متداخلة مع الغرب الافريقي الذي توليه روسيا العظمى الأهمية الكبرى، فحتى زيارة نائب قائد الانقلاب الآخر لبعض بلدان الغرب الافريقي جاءت متأخرة، كتأخر العقل الانقلابي المركزي الذي درج على تسفيه حكومات غرب افريقيا والتهكم على مجتمعاتها، دون أن يدرك حقيقة أن قوات الدعم السريع تتمتع بعلاقات استراتيجية متينة مع هذه الدول وشعوبها، لكل هذا وذاك سوف تظل روسيا داعمة لخط إيقاف الحرب في السودان، لأنها لم تتدخل في الشأن الافريقي من أجل إشعال الحروب أصلاً، وإنما للتعاون الاقتصادي والتبادل التجاري.

إسماعيل عبدالله
ismeel1@hotmail.com  

مقالات مشابهة

  • زيلينسكي يؤكد شروط أوكرانيا لإنهاء الحرب وأميركا تعتزم دعمها بالباتريوت
  • أغانين: روسيا ليس لديها أطماع في ليبيا على عكس الدول الأوروبية
  • أميركا تعتزم إرسال منظومة باتريوت أخرى لأوكرانيا
  • روسيا تعلن استيائها من رفع أمريكا الحظر على امدادات الأسلحة للوحدة الأوكرانية
  • “بلومبرغ”: الاتحاد الأوروبي يريد الحفاظ على ترانزيت الغاز الروسي عبر أوكرانيا
  • قنابل موجهة فرنسية تفقد فاعليتها عند إطلاقها من "سو-25" الأوكرانية.. ما السبب؟
  • الحياد الروسي في حرب السودان
  • 40 دولة تعلن المشاركة بـ«مؤتمر سويسرا» لحل الأزمة الأوكرانية
  • روسيا تعلن تحقيق مكاسب ميدانية جديدة قبل قمتين حاسمتين لأوكرانيا
  • رئيس تحرير «الأخبار المصرية»: الغرب لن يتحمل انتصار روسيا في الحرب الأوكرانية