من هي البطلة المغربية نوال المتوكل؟ دخلت التاريخ من أوسع أبوابه
تاريخ النشر: 9th, March 2024 GMT
لا يمكن الحديث عن ألعاب القوى النسوية في العالم العربي بدون استحضار اسم البطلةالمغربية نوال المتوكل، التي تركت بصمة خاصة على هذه الساحة، وفتحت الباب أمام العديد من البطلات الأخريات للتتويج فيما بعد في المسابقات الدولية. وبفضل هؤلاء جميعا رفعت رايات بلدان المنطقة خفاقة في محافل رياضية دولية.
مرت نحو أربعة عقود على إنجازها التاريخي في 1984 عند حصولها على ميدالية ذهبية في 400 متر حواجز كانت هي الأولى التي تحصدها امرأة في العالم العربي، إلا أن نوال المتوكل كاسم رياضي كبير، لا يزال يثير الكثير من الإعجاب والتقدير حتى وسط الأجيال الجديدة.
وهذا النجاح الباهر الذي صفق له الجميع وقتها وحتى الآن، كان ثمرة مجهود فردي وأسري بدعم من الأجهزة الرياضية الساهرة على القطاع، أثبتت المرأة المغربية والعربية عبره أن النساء عموما في المنطقة قادرات على تحقيق العديد من النجاحات، إن توفرت لهن الظروف والأجواء المناسبة على غرار الرجال.
فالفوز الجميل والتاريخي الذي حققته البطلة نوال المتوكل، عبد الطريق أمام بطلات أخريات توجن بميداليات في مناسبات لاحقة سواء على المستوى المغربي أو العربي. فبرز اسم مواطنتيها نزهة بيدوان وحسناء بنحسي، الجزائرية حسيبة بولمرقة الفائزة بذهبية 1500 متر في بطولة العالم لألعاب القوى عام 1991 ومواطنتها نورية بنيدة التي حصلت على ذهبية أخرى في نسخة سيدني 2000 عن سباق 1500 متر، ثم التونسية حبيبة الغريبي التي حازت على الميدالية الذهبية في الألعاب الأولمبية في لندن 2012 في سباق 3000 متر حواجز وغيرهن من البطلات.
"قصة حياة مليئة بالمشاعر"
وفي حفل تكريمي لها بالدار البيضاء بمناسبة عيد المرأة، اعتبرت نوال المتوكل أنها "مناسبة للانحناء إجلالا وتقديرا لنساء المغرب اللواتي يرفعن علم المغرب عاليا في جميع المحافل الدولية، بالإضافة إلى النساء المناضلات عبر تاريخ المغرب اللواتي ضحين بالغالي والنفيس من أجل تكريس حقوق المرأة"، وفق ما نقلته عنها وكالة المغرب العربي للأنباء.
وتابعت وكالة الأنباء الرسمية المغربية أن "قصة حياة السيدة المتوكل، المليئة بالمشاعر، شدت انتباه الحضور، ما دام الأمر يتعلق بسيدة مثابرة آمنت بنفسها وناضلت من أجل تحقيق إنجاز ظل إلى الأبد في سجلات ألعاب القوى العالمية".
وتعود البطلة المغربية التي انتخبت مؤخرا مجددا كعضو في اللجنة الأولمبية الدولية، على أجواء التحضير قبل تحقيقها للإنجاز التاريخي في مقابلة نشرت لها على موقع "بي بي سي" بالقول: "كنت أشعر أنني قادرة على الوصول إلى النهائي ضمن 8 عداءات، ولكن المدربين كانوا دائما يطالبونني بثقة أقوى في نفسي لأنهم كانوا يرون أنني قادرة على الفوز بالسباق".
ولم تتحدث وسائل الإعلام الدولية وقتها عن نوال المتوكل كأبرز المرشحات للفوز بالسباق. لكن إيمانها بقدراتها وإمكانياتها لتحقيق إنجاز مهم ظل حاضرا بداخلها. وكانت تردد مع نفسها "هذا وقتك... لا يمكن أن يضيع منك الفوز"، رغم أن الجمهور كان يهتف باسم الأمريكية جودي براون.
"اجتزت الحاجز الأول ثم الثاني، قفزت أولا بالرجل اليسرى ثم رحت أبدل يمنى ويسرى إلى خط النهاية".
لقد تقدمت الجميع. وفي مثل هذه السباقات لا تدخل في المرتبة الأولى إلا عداءة واحدة، كانت هذه المرة باسم عربي في سابقة بتاريخ ألعاب القوى العالمية، عقبتها احتفالات وأعراس رياضية في بلدها الأصلي المغرب وغيرها من البلدان العربية بهذا الإنجاز. "حقوق المرأة هي طريق مؤكد نحو مجتمعات يعمها العدل والسلام والازدهار. وهي خير لنا جميعا.
"مصدر إلهام وتشجيع"
وتذكر الناشطة الحقوقية فدوى الرجواني، في حديث لفرانس24، تأثير هذا الإنجاز على الأجواء العامة في المغرب وقتها. "نحن كمغربيات حدثنا كثيرا أهلنا وأساتذتنا عن تتويج نوال المتوكل كأول امرأة عربية تفوز بميدالية ذهبية يوم 8 أغسطس/آب من عام 1984، لدرجة أن الملك الحسن الثاني وقتها، أمر بأن تسمى كل مولودة في ذلك اليوم باسم نوال، كنا نشعر بفخر كبير، ونرى فيها مثالا لامرأة استطاعت أن تقتحم مجالا مخصصا للذكور وتتفوق فيه... وعشنا لسنوات نشاهده على التلفزيون، وهو ربما ما جعل العديد من الفتيات المغربيات والعربيات عموما يلجن عالم الرياضة".
وكان لهذا الحدث إشعاع حتى على المستوى العربي. "بدأنا نرى بطلات عالميات في بلدان عدة شكل لهن مسار نوال المتوكل مصدر إلهام وتشجيع" تقول الرجواني، مشيدة أيضا بالانخراط السياسي لهذه البطلة بعد انتهاء مشوارها الرياضي. "لن نبالغ إذا قلنا أن مسار نوال المتوكل الرياضي والسياسي والمسؤوليات الدولية التي تقلدتها يجعل منها أيضا مناضلة من طينة أخرى وبطريقة مختلفة، لمزيد من تكريس الحريات وحقوق النساء وحقهن في التواجد بمختلف الميادين وتحقيق النجاح عبر إعطاء نموذج وقدوة مستمرة في الزمان..".
فإضافة إلى الإنجازات الرياضية، شغلت نوال المتوكل عدة مسؤوليات في مؤسسات رياضية دولية وحكومية. أصبحت عضوا في المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي لألعاب القوى ثم في اللجنة الدولية الأولمبية في 1995، وفوضت لها حقيبة وزارة الشباب والرياضة في المغرب سنة 2007، وكانت شغلت سنوات التسعينيات وزيرة الدولة لنفس القطاع. وترأست اللجنة الأولمبية التي تشرف على تقييم ملفات المدن المرشحة لاستضافة الألعاب الأولمبية في 2008. وفي 2015 منحها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند وسام الشرف كشخصية مغربية وأفريقية مؤثرة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي رياضة رياضة دولية رياضة عربية رياضة عربية نوال المتوكل المغربية المغرب الاولمبياد نوال المتوكل رياضة عربية رياضة عربية رياضة عربية رياضة عربية رياضة عربية رياضة عربية سياسة سياسة رياضة رياضة رياضة رياضة رياضة رياضة رياضة رياضة رياضة رياضة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة نوال المتوکل
إقرأ أيضاً:
دعوات لسحب ذهبية أولمبياد باريس 2024.. إيمان خليف توجه رسالة تحد مرفقة بصورة سيلفي
#سواليف
ردت البطلة الأولمبية في الملاكمة الجزائرية #إيمان_خليف بشكل غير مباشر على التقارير التي تطالب بسحب ميداليتها الذهبية التي فازت بها في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في باريس 2024.
Globallookpressوتوجت إيمان خليف، البالغة من العمر 26 عاما، بالميدالية الذهبية في فئة وزن 66 كغم للسيدات خلال أولمبياد 2024، لكن إنجازها شابته اتهامات تتعلق بنزاعات طبية سابقة، من بينها مزاعم بإقصائها من بطولة العالم 2023 بعد إخفاقها المزعوم في اختبارات الأهلية الجنسية.
ورغم أنها قد ولدت أنثى، إلا أن أهليتها خضعت للتشكيك بسبب تقارير تفيد بأن مستويات الهرمونات لديها تجاوزت الحدود المقررة من قبل الجهات المنظمة لرياضة الملاكمة.
مقالات ذات صلة حكيمي يرد على سخرية بوسكيتس بـ (رقصة البطريق) 2025/07/02وتزايدت الدعوات في الأسابيع الأخيرة لسحب الميدالية من إيمان خليف، حيث طالب رئيس الاتحاد الدولي للملاكمة بأن تعيد ميداليتها الذهبية.
ومع ذلك، أكدت الرئيسة الجديدة للجنة الأولمبية الدولية، كيرستي كوفنتري، أنه لن يتم اتخاذ أي إجراء بأثر رجعي بشأن نتيجة خليف، مشيرة إلى أنه سيسمح لها بالاحتفاظ بلقبها الأولمبي.
وقد التزمت خليف الصمت العلني طوال الفترة الماضية، ولكنها مؤخرا نشرت عبر حسابها على “إنستغرام” رسالة تحد مرفقة بصورة سيلفي، كتبت فيها: “النجاح ليس نهائيا، والفشل ليس قاتلا: ما يحسب هو الشجاعة على الاستمرار”.
كما أرفقت خليف في منشورها كلمات من أغنية “I’m Still Here” للمغنية سيا، والتي تتحدث عن الصمود والبقاء رغم التحديات.
instagram/imane_khelif_10/وجاء منشورها بعد أيام قليلة من إعلان كيرستي كوفنتري، في أول خطاب رئيسي لها كرئيسة للجنة الأولمبية الدولية، عن تشكيل مجموعة عمل مكلفة بحماية رياضة النساء، إلى جانب تأكيد حظر مشاركة الرياضيين المتحولين جنسيا وأولئك الذين يعانون من اختلافات في التطور الجنسي في فئات النساء.
وقالت كوفنتري خلال اجتماع بث مباشرة: “كان هناك دعم ساحق لفكرة ضرورة حماية فئة النساء، نحن ندرك أن هناك اختلافات بين الرياضات، لكن تم الاتفاق بالكامل على أن اللجنة الأولمبية الدولية يجب أن تضع أولوية لحماية هذه الفئة”.
وأضافت كوفنتري أن اللجنة الأولمبية الدولية لن تعيد النظر في النتائج السابقة، قائلة: “لن نتخذ أي إجراءات بأثر رجعي. نحن ننظر إلى المستقبل”.
ومع ذلك، لا يزال مستقبل إيمان خليف في الحلبة غير مؤكد، فقد أدخل الاتحاد العالمي للملاكمة مؤخرا اختبارات إلزامية للتحقق من أهلية الرياضيين للمشاركة في منافسات السيدات، وهي خطوة قد تمنع البطلة الجزائرية من الدفاع عن لقبها الأولمبي ما لم تمتثل للمتطلبات الجديدة.
تبدو إيمان خليف في الوقت الحالي، مصممة على مواصلة القتال، إذ تشارك متابعيها رسائل عن الإصرار والثبات، بينما يحتدم الجدل حول العدالة في رياضة النساء مع اقتراب الدورة الأولمبية المقبلة.