غادة عبد الرازق: “صيد العقارب” مليء بالتحولات النفسية
تاريخ النشر: 10th, March 2024 GMT
متابعة بتجــرد: قالت الفنانة غادة عبد الرازق، إن مسلسل “صيد العقارب”، التي تُشارك به في موسم دراما رمضان 2024، يتضمن رسائل اجتماعية كثيرة، خاصة فيما يتعلق بعلاقة الآباء والأبناء، بجانب قضايا أخرى مثيرة وصعبة.
وأوضحت غادة، خلال حوارها مع “الشرق”، إنّها تُجسد خلال الأحداث شخصية سيدة أعمال تُدعى “عايدة”، تعيش حكايات صعبة عديدة، خاصة وأنها ستخوض صراعاً قوياً مع رياض الخولي، موضحة أن شخصيتها تحمل تطورات ومفاجآت كثيرة.
وتدور الأحداث، في إطار من الإثارة والتشويق، حول سيدة أعمال تخوض العديد من الصراعات، ضد كبار التجار ورجال الأعمال، الذين يحاولون الوقوف ضدها وتدبير المكائد لها.
ويشارك في بطولة المسلسل بجانب غادة عبد الرازق، كلّ من: رياض الخولي، وسيمون، ومحمد علاء، ومنال سلامة، ومحمد علي رزق، والعمل تأليف باهر دويدار، وإخراج أحمد حسن.
تحولات نفسية
وكشفت غادة عبد الرازق، كواليس التحضير للمسلسل، موضحة أنها درست الدور جيداً، قبل انطلاق التصوير، وصنعت له ماضٍ طويل، متابعة “الشخصية بها تفاصيل وتحولات نفسية كثيرة مجهدة وصعبة، خاصة في فكرة التحول من الطيبة إلى القسوة بسبب ما حدث لها”.
وقالت إن “صيد العقارب” ينتمي إلى الأعمال الدرامية الضخمة، ويتطلب جهوداً كبيرة، عكس أي تجربة فنية سابقة لها، لافتة إلى أنها ستواصل التصوير حتى الأيام الأولى من شهر رمضان.
وأكدت أن المسلسل، لا يُشبه أي تجربة قدمتها من قبل، قائلة: “أحاول الاختلاف وتقديم أعمال متنوعة طوال الوقت، وأتمنى أن يظهر ذلك للجمهور، سواء على مستوى القصة أو الأداء أو التيمة العامة للمسلسل”.
تعاون لأول مرة
وتحدثت غادة عبد الرازق، عن تعاونها الفني الأول مع المخرج أحمد حسن، قائلة إنّ: “هذه العلاقة تعود بالنفع على الطرفين، خاصة وأنني تابعت أعماله السابقة، وفي رصيده نجاحات كبيرة”، واصفة إياه بقولها: “مخرج واعد، واكتشاف بالنسبة لي”.
كما أشادت بتعاونها مع المؤلف باهر دويدار، كونه يُقدم موضوعاً جديداً تماماً على الدراما التلفزيونية، لاسيما دراما رمضان، متابعة “هذا الموسم يكون له اعتبارات خاصة، ونوعية مسلسلات معينة، لكنه يُقدم عملاً قادراً على المنافسة بقوة، ويهتم بأدق التفاصيل في الكتابة”.
وأشارت إلى أن باهر دويدار، يحتفظ بهذا العمل منذ 10 سنوات تقريباً، “أكثر ما أسعدني، أن يكون هذا العمل من نصيبي رغم تلك السنوات الطويلة”
وتابعت “لديّ ثقة كبيرة في التعاون مع باهر دويدار وأحمد حسن، وفريق العمل عموماً، فقد بذلنا جهوداً ضخمة لتقديم عمل درامي مميز”، مضيفة “المسلسل سيكون مفاجأة للجمهور المصري والعربي، وسيُحقق نقلة حقيقية في الدراما المصرية، التي أري أنها تطورت بشكل كبير في السنوات الأخيرة”.
المنافسة
وأبدت غادة عبد الرازق، تفاؤلها بأن يحقق المسلسل نجاحاً كبيراً، خاصة مع اطلاعها على ردود فعل إيجابية طوال الأيام الماضية، من النقاد والجمهور، “أتمنى أن أكون على قدر هذه الثقة”.
وحول المنافسة في موسم رمضان 2024، قالت: “لا يشغلني سوا المنافسة الإيجابية، وأن تكون قائمة على احترام الآخر، خصوصاً وأننا نبذل جهوداً ضخمة في الكواليس، وأتمنى أن يحظى المسلسل بنصيب كبير من النجاح”، متابعة “المنافسة بشكلٍ عام، شيء صحي وتكون لصالح الدراما المصرية”.
وأشادت بتجربتها الإنتاجية مع الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، قائلة: “عملت مع أكثر من جهة إنتاج مختلفة، وكل جهة لها احترامها وتقديرها، ونجحنا سوياً في الأعمال السابقة، وأرى من متابعتي في السنوات الماضية، أن الشركة المتحدة اتخذت خطوات قوية في الدراما وقدمت مصر بشكل مختلف، خاصة في فكرة الريادة لأننا أصحاب الريادة في المجال الفني”.
واستكملت “المتحدة حاولت بكل العاملين فيها، أن تؤكد تلك الريادة من خلال أعمالها الفنية المختلفة في السنوات الأخيرة”.
وحول انتشار المسلسلات الـ15 حلقة في موسم رمضان 2024، بشكلٍ ملحوظ عن السنوات الماضية، قالت إنّ: “كل عمل له ظروفه وقصته، مسلسل (تلت التلاتة) كان يستلزم تقديمه في 15 حلقة، ولكن (صيد العقارب) عمل كبير جداً وأعتقد أنه يستحق عرضه على 30 حلقة”.
main 2024-03-10 Bitajarodالمصدر: بتجرد
كلمات دلالية: غادة عبد الرازق صید العقارب باهر دویدار
إقرأ أيضاً:
«فيلم القشّة» .. يوم مليء بالأحداث في حياة امرأة عاملة
ينجذب جمهور عريض من مشاهدي الأفلام السينمائية إلى نوع فـيلمي يرتبط ارتباطا عميقا بالواقع ويزداد ذلك الاهتمام مع كون قصة أي فـيلم تستند إلى أحداث واقعية وهذا الجانب يعزز من ثقة المشاهد بأن ما سوف يشاهده هو قريب من حياته ويومياته ويمكن أن يقع فـي أي زمن ومن جهة أخرى ينظر إلى فريق الفـيلم انهم قد اجتهدوا فـي الاقتراب من الواقع وتقديم قصة حيوية وذات جدوى وهو ما يميزها عن غيرها من القصص المتخيلة والافتراضية البعيدة عن الواقع.
هذا المدخل سوف يقربنا أكثر من هذا الفـيلم للمخرج تيلر بيري، وهو مخرج معروف ومتعدد المواهب، ويقدم لنا فـيلمه الجديد فـي إطار اجتماعي وإنساني يركز فـيه على الشخصية المحاطة بتحديات شديدة الوطأة والتأثير من خلال نموذج المرأة العزباء وهي شريحة واسعة من النساء العاملات فـي العديد من المجتمعات ومنها المجتمع الأمريكي وحيث يتجسد ما هو أقرب من حالة الصراع من أجل البقاء والكفاح اليومي المستمر والمضني مع متطلبات الحياة.
ينطبق ذلك على جانيا -تقوم بالدور الممثلة تاراجي هينسون، تلك المرأة العزباء المكافحة التي ترعى طفلة صغيرة تعاني من مشكلات صحية فضلا عن المعاناة فـي داخل المدرسة وكثرة المتطلبات وتعرض الأم إلى انتقادات بسبب ما تخبره بها إدارة المدرسة من تقصيرها فـي تغذية الطفلة ونظافتها.
ولسوف ينحصر جانب من المعاناة من خلال يوم واحد يكون عاصفا بالتحديات والمشكلات، عندما تتجه جانيا فـي جو ماطر متوسلة مديرها فـي العمل للذهاب إلى المدرسة التي استدعتها بخصوص طفلتها فلا يسمح لها إلا بزمن مقداره نصف ساعة ولكن وبسبب المنغصات التي عانتها وهي فـي طريقها ذهابا وإيابا يؤدي ذلك إلى تأخرها ومن ثم طردها من العمل وها هي تحاول أخذ مستحقاتها من مديرها لغرض تسديد رسوم مدرسة ابنتها وأدويتها، لكن لسوء الحظ تجد نفسها وهي فـي مكتب المدير فـي وسط عملية سطو مسلح من عصابة لأخذ المال ولكنها تنجح فـي الدفاع عن مديرها وقتل أحد اللصوص، بينما تتهم بأنها هي من دبرت ذلك الهجوم.
ينجح المخرج فـي رسم مسارات سردية محكمة بزج الشخصية فـي وسط دوامة من الاتهامات التي سوف تتفاقم عندما تصطدم سيارتها بسيارة ضابط فـي الشرطة الذي يهددها بأنه سوف يقضي عليها، وبهذا تحكم الحلقة حول جانيا ولا يبقى أمامها إلا أن تحصل على مستحقاتها من المصرف القريب وهناك تتفاقم مشكلتها خلال سحابة ذلك اليوم العصيب إذ تضطر إلى إشهار مسدس وطلب صرف الشيك بمستحقاتها مما يدخل البنك فـي حالة إنذار وتدخل قوات ضخمة من الشرطة لغرض إنقاذ الموظفـين والمراجعين الذين سوف يعدون رهائن.
لا شك أن الجانب الواقعي والإنساني ميز أغلب النصف الثاني من المساحة الزمنية من الفـيلم وهو الذي منح الأحداث تعاطفا كبيرا واهتماما ملحوظا، وإلا فإنه الفـيلم لا يتعدى فـي قصته عن كونه دراما واقعية معتادة يمكن أن تمر بها أية امرأة عاملة لكن فـي هذا الفـيلم تم حشد العديد من الأدوات والعناصر التعبيرية والدرامية وتأسيس مزيد من الحبكات الثانوية لغرض تصعيد الأحداث.
وفـي هذا الصدد تقول الناقدة السينمائية هانا كيران فـي موقع سكرين رانت:
«إن ميزة هذا الفـيلم أن الحبكة فـيه تركز على الشخصيات وبما فـيها الشخصيات التي تبدو حقيقية؛ حيث تُجسّد أفكارا حول ما يفعله الناس عندما يُدفعون إلى أقصى حدود طاقاتهم واحتمالهم. وحيث يُحدد المخرج بيري بعضا من أهمّ مسارات الفـيلم بالقول: «إنك لا تعرف كم هو صعب أن تكون فقيرا» وحيث تُجسّد قصة الفـيلم جانبا من هذه الفكرة؛ حيث يحاول بيري أن يبقى طوال الفـيلم وهو قريب من الواقع من خلال التركيز على مواقف وضغوط الحياة الواقعية على امرأة وحيد شبه منسية».
أما الناقد ريداكو فـيل فـي موقع ماكس سين فـيقول: «يمكننا تحديد أهم ما يميز هذا الفـيلم هو ذلك النوع من الانتقال السلس بين اليأس والغضب والضعف والتصوير الواقعي لأم عزباء وهي تعيش تحت ضغط شديد فضلا عن عنصر التشويق فـي معالجة قضايا مثل عدم المساواة العرقية والاقتصادية والجنسانية وحيث ينتقد الفـيلم الأنظمة المؤسسية التي تُهمّش أشخاصا مثل الشخصية الرئيسة فـي هذا الفـيلم، وتدفعهم إلى اتخاذ قرارات متطرفة وخطيرة».
هذه الخلاصات المهمة تدفعنا إلى تلمس تلك المقتربات التي جعلت تلك الدراما الفـيلمية تتأجج وتتصاعد، حتى تصبح فـي حد ذاتها ميدانا لتطاحن قوى عدة وخاصة المؤسسات التي تستنفد طاقات العاملين فـيها دون أن تعطيهم شيئا كثيرا يساعدهم لتسيير أمورهم الحياتية.
ومن هنا وإمعانا فـي الواقعية والتأثير فـي المشاهد عاطفـيا يطرح الفـيلم معضلة الفقر بوصفها ظاهرة تؤدي إلى انسحاق الإنسان الفقير والمحتاج تحت وطأة عجلة الرأسمالية التي لا ترحم والمسألة المكملة التي يطرحها جانبا هو أن لا أحد بإمكانه أن يصغي لمعاناة تلك الشخصية ولهذا فإنها تطرد من مسكنها البسيط بلا رحمة بسبب تأخرها عن سداد الإيجار، ومن جهة أخرى يتم انتزاع ابنتها منها بدعوى عجزها عن رعايتها بشكل جيد.
واقعيا تدور قصة الفـيلم حول فئة من الناس المهمشين والمنسيين الذين لا تسمع صرخاتهم ولا أحد يكترث لمعاناتهم، ولا يُنظر لوجودهم أصلا فضلا عن تفشي ظواهر التنمر والعنصرية التي تفتك بالمجتمع، وهو ما سوف يتضح عندما يتصاعد الصراع وتصبح مشكلة جانيا هي شبح ذلك الضابط المتعجرف الذي ظل يهددها.
على أن السؤال الذي يحول تلك الدراما إلى تراجيديا قاسية يتمثل فـي الآتي وهو، ماذا يحدث عندما تصطدم امرأة فقيرة وبلا حول ولا قوة بكل هذا التراكم، وتصطدم بالقشة الأخيرة التي قصمت ظهر البعير، ومن بعدها يشتعل برميل البارود؟
إنها إشكالية الكائن المسالم الذي يتم عرضه من خلال شخصية من عمق هذه الحياة وهي تواجه مصيرها مع قوى المجتمع التي لا ترحم ولهذا ليس مستغربا أنها فـي المشاهد الأخيرة تتحول إلى عدو خطير للسلم الأهلي عندما يتم النقل المباشر عبر الشاشات لوقائع تحرير البنك منها على أساس أنها تحمل معها قنبلة وما هي إلا لعبة ابنتها التي جمعتها فـي المدرسة والمكونة من بضع قطع بلاستيكية، وأما المسدس فلم يكن إلا أداتها لصرف الشيك الذي بيدها ولهذا تزيح جانبا الأموال الطائلة التي أعطتها لها تلك الموظفة المرعوبة.
فـي مقابل ذلك وفـي إطار التوازن بين الشخصيات الأشد غطرسة وعلى الرغم من أن فريق الفـيلم فـي غالبيته هم من ذوي الأصول الإفريقية، هنالك شخصية المحققة ريموند - تقوم بالدور الممثلة تيانا تيلور، والتي تتمكن من اختراق الطوق الصارم من رجال الأمن والشرطة وإيجاد نوع من الحوار الإنساني مع الضحية التي نكتشف أنها فقدت طفلتها وأن لا وعيها يدفعها إلى النسيان بشتى السبل.
سيناريو وإخراج: تيالور بيري
تمثيل: تاراجي هينسون، شيري شيفرد، تيانا تيلور، روكموند دونبار
مدير التصوير: جايستين مورو
موسيقى: تارا تيلور
مونتاج: نك كوكر