لبنان ٢٤:
2025-06-23@21:14:25 GMT

لبنان يصّلي...فمتى الخلاص؟

تاريخ النشر: 11th, March 2024 GMT

لبنان يصّلي...فمتى الخلاص؟

في 12 شباط الماضي بدأ المسيحيون الذين يتبعون التقويم الغربي صومهم الكبير.
اليوم في 11 الشهر الجاري يبدأ المسلمون السنّة في لبنان والعالم العربي والإسلامي صيامهم الرمضاني، وغدًا يصوم المسلمون الشيعة.
في 18 الجاري يبدأ المسيحيون الذين يتبعون التقويم الشرقي الصيام الارثوذكسي.
فما يجمعه الصوم والصيام، مشفوعين بالصلاة والابتهالات والدعاءات وأعمال الخير والبرّ والرحمة، بين اللبنانيين لم يستطع أن يفعله "الأرضيون"، وإن كان ما بين هؤلاء اللبنانيين، أفقيًا، وحدة حال أكبر بكثير مما يباعد بينهم.

وهذا الأمر واضح في كل المراحل التي عاشها اللبنانيون في تاريخهم الحديث، فكان بينهم "خبز وملح"، وكان بينهم زيجات مختلطة، وكان بينهم مشتركات كثيرة في العادات والتقاليد، وكان بينهم غيرة بعضهم على البعض الآخر. وكان كل لبناني، إلى أي طائفة انتمى، يشعر بأنه غير مستفرد من أي خطر خارجي عندما كانت تربطه بابن بلده روابط لم تهتزّ إلا عندما تخرت "السوسة" الخارجية مفاصله، وهدّت كيانه وزعزّعت ايمانه وتوسعت أوهامه.
لبنان، الذي سيحتفل فيه "المسيحيون الغربيون" بعيد القيامة المجيد، ومن بعدهم المسلمون بعيد الفطر السعيد، ومن بعدهم "المسيحيون الشرقيون" بـ "العيد الكبير"، سيكون محكومًا بالتشارك بالصلاة لرب السموات والأرض، سواء في الكنائس أو الجوامع أو الحسينيات أو الخلوات، وستكون صلاتهم مسموعة لدى رب العالمين، وستثمر شاء من شاء وأبى من أبى وحدة صادقة لا لبس فيها، وسينتج عنها تضافر للجهود الساعية أولًا إلى تقليل الضرر الذي يمكن أن يلحق بهم وبوطنهم في "ساعة تخّل"، ومن ثم الانصراف إلى تمتين أواصر الدولة عبر انتخاب رئيس للجمهورية يكون بالفعل وليس بالنص الدستوري فقط رمزًا لوحدة الشعب والأرض والمؤسسات، وأن يتمكّن من جمعهم جميعًا تحت سقف القانون والحق والعدالة والمشاركة الحقيقية في الحقوق والواجبات.
فإذا انتهى صوم المسيحيين وصيام المسلمين من دون وصولهم جميعًا إلى قاسم مشترك واحد، وهو انقاذ دولتهم من الانهيار المحتم، يذهب صومهم وصلاتهم هباء، إذ لا يُعقل أن يحب أحد الاله الذي لا يراه وهو يكره أخاه، الذي يراه كل يوم، ولا يريد له الخير الذي يريده لنفسه.
فأي صوم وأي صلاة لا يؤدّيان مبتغاهما في الأرض كما في السماء لا يكونان مقبولين لا في الأرض ولا في السماء. وأي دعاء للعلي أن لم يمرّ عبر الآخر، أيًّا كان هذا الآخر، يكون دعاء لا يُرجى منه خير. فمحبة الله تبدأ بمحبة القريب والبعيد، ومحبة القريب والبعيد لا تكتمل إن لم تُقرن بالأفعال، ولن تكون هذه الأفعال مجدية إن لم تكن مجمعة على بذل المستطاع للحؤول دون انهيار هيكل الدولة على رؤوس الجميع. ومتى انهار الهيكل لن يسلم منه أحد، مسلمًا كان أم مسيحيًا.
لبنان يصّلي، ولكي تكون هذه الصلاة نافعة يجب أن تكون جامعة، ولكي تكون جامعة يجب أن تُترجم على أرض الواقع من خلال التكاتف والتعاضد ونبذ الأحقاد وشلّ قدرات التعطيل والالتفاف حول مشروع انقاذي واحد يجمع ولا يفرّق.
فمتى اقتنع اللبنانيون، مسلمين ومسيحيين، أنهم بصلاتهم الجامعة قادرون على اجتراح الاعاجيب يتحقّق الخلاص بعد طول انتظار، ويكون الإنقاذ حتميًا. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

ليس بالضرورة أن تكون مؤيداً لدكتور جبريل أو مناوي حتي تقول رأيك في مناوراتهم الحالية علي مسرح حكومة كامل إدريس

من خرج (مَلُوص) .. فلا يلومنّ إلا نفسه !!
■ من ناحية ( براغماتية ) وبعيداً عن مثالية باركوها السودانية أري في الموقف المتشدد للحركات المسلحة من تشكيل الحكومة وضرورة معرفة نصيبها الفاعل من كيكة الوزراء موقفاً سياسياً يفرضه لا منطق ولا معقولية المشهد السياسي الراهن ..

■ من لا معقولية ولا منطقية المشهد السياسي الراهن أن الذي جاء بكامل إدريس لمنصب رئيس الوزراء دون أن ( تتغبّر )بدلته الأنيقة بغبار معارك الكرامة ، يعطي الحق لمن خاضوا المعارك وقدّموا الدم والتضحيات أن يطالبوا بحقهم في كابينة السلطة عبر مواقع حقيقية لا وزارات بلا طعم ولا رائحة ولا تأثير !!

■ من يتهكمون علي مطالب د. جبريل ومناوي وبقية الفاعلين في الحركات المسلحة يتجاهلون حقيقة صادمة وهي أن كل ما أفرزته الثورة المصنوعة كان ولايزال ( مجوبكاً) وأنّ الجُوطة والسلبطة هي تقود وتشكل الواقع الحالي حيث لاقانون ولا عدالة ولاسياسات وبرامج وطنية متفق عليها علي المستوي السياسي والتنفيذي خاصة ..

■ هذه هي الحقيقة المحزنة التي علينا جميعاً الاعتراف بها .. وعلينا أيضاً الاعتراف بأن الفريق البرهان ومن معه يقومون بتعيين شاغلي المناصب العليا في الدولة بطريقة ( أم غُمتي) لا يسألهم أحد .. ولا تحاسبهم جماعة !! .. ولاة فاشلون .. ووزراء خارج الشبكة وكبار موظفين في مؤسسات حساسة لايعترفون بأي جهة غير مكتب الفريق البرهان !!

■ ومع هذا هنالك حملات اغتيال سياسي ممنهجة وقصف مركز لمن شاركوا في حرب الكرامة دون أن يطلبوا منصباً لأنهم ببساطة لم يستأذنوا أحداً للدفاع عن أرضهم وأعراضهم ووطنهم .. لكن من يخافون علي كراسي وأنصبة السلطة يركزون علي إبعاد الإسلاميين والوطنيين من أي حديث عن مستقبل السودان السياسي والحجة في ذلك أن رائحة الفلول ستفسد أجواء مكاتب الدولة المعتّقة بالعطور الخليجية والباريسية !!

■ من يطمعون ويتطلعون للمشاركة في السلطة دون قاعدة سياسية أو شرعية قانونية عليهم ألا يستكثروا علي من يسعون لذات الهدف أدوات فعلهم وضغطهم السياسي .. ليس بالضرورة أن تكون مؤيداً لدكتور جبريل أو مناوي حتي تقول رأيك في مناوراتهم الحالية علي مسرح حكومة كامل إدريس التي لايملك صاحبها شرعية ثورية أو قاعدة سياسية تؤهله لفرض خياراته علي الآخرين وذلك لأن هذه الخيارات ذاتها أجندة لأشخاص يستغلون عدم معرفة إدريس بكيمياء الراهن السياسي لتمرير مقالاتهم وأفكارهم بإعتبارها برنامج حكومة الأمل المرتقب !!

■ في واقع الفوضي الراهن لايلومّن إلا نفسَه من خرج ( مَلُوص) من بازار التشكيل الوزاري خاصة إذا كان طامعاً وراغباً في ذلك !!

عبد الماجد عبد الحميد

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • احذر: أقراص يوديد البوتاسيوم قد تكون سامة في هذه الحالة
  • ضربة الشمس قد تكون قاتلة.. كيف تحمي نفسك ومن حولك منها؟
  • ليس بالضرورة أن تكون مؤيداً لدكتور جبريل أو مناوي حتي تقول رأيك في مناوراتهم الحالية علي مسرح حكومة كامل إدريس
  • قديم وكان مهددا بالسقوط على سيدة ونجلها.. ماذا حدث في عقار شبرا مصر بالقاهرة؟
  • استشاري : أدوية الاكتئاب من الممكن أن تكون سببًا في التأثير على عملية الأيض .. فيديو
  • وزير السياحة: جهود الترويج تستهدف أن تكون مصر المقصد الأول عالميا
  • نائب وفدي: التنمية المستدامة يجب أن تكون شرطًا لتخرج وتعيين خريجي التربية
  • نبوءة حزقيال وحرب إيران وتمهيد الخلاص المسيحاني لإسرائيل
  • لا تتجاهلها.. 6 إشارات صامتة قد تكون بداية سرطان العظام
  • ائتلاف المالكي:صرف رواتب الإقليم يجب أن تكون وفق آلية وزارة المالية