لبنان ٢٤:
2025-12-14@05:22:53 GMT

لبنان يصّلي...فمتى الخلاص؟

تاريخ النشر: 11th, March 2024 GMT

لبنان يصّلي...فمتى الخلاص؟

في 12 شباط الماضي بدأ المسيحيون الذين يتبعون التقويم الغربي صومهم الكبير.
اليوم في 11 الشهر الجاري يبدأ المسلمون السنّة في لبنان والعالم العربي والإسلامي صيامهم الرمضاني، وغدًا يصوم المسلمون الشيعة.
في 18 الجاري يبدأ المسيحيون الذين يتبعون التقويم الشرقي الصيام الارثوذكسي.
فما يجمعه الصوم والصيام، مشفوعين بالصلاة والابتهالات والدعاءات وأعمال الخير والبرّ والرحمة، بين اللبنانيين لم يستطع أن يفعله "الأرضيون"، وإن كان ما بين هؤلاء اللبنانيين، أفقيًا، وحدة حال أكبر بكثير مما يباعد بينهم.

وهذا الأمر واضح في كل المراحل التي عاشها اللبنانيون في تاريخهم الحديث، فكان بينهم "خبز وملح"، وكان بينهم زيجات مختلطة، وكان بينهم مشتركات كثيرة في العادات والتقاليد، وكان بينهم غيرة بعضهم على البعض الآخر. وكان كل لبناني، إلى أي طائفة انتمى، يشعر بأنه غير مستفرد من أي خطر خارجي عندما كانت تربطه بابن بلده روابط لم تهتزّ إلا عندما تخرت "السوسة" الخارجية مفاصله، وهدّت كيانه وزعزّعت ايمانه وتوسعت أوهامه.
لبنان، الذي سيحتفل فيه "المسيحيون الغربيون" بعيد القيامة المجيد، ومن بعدهم المسلمون بعيد الفطر السعيد، ومن بعدهم "المسيحيون الشرقيون" بـ "العيد الكبير"، سيكون محكومًا بالتشارك بالصلاة لرب السموات والأرض، سواء في الكنائس أو الجوامع أو الحسينيات أو الخلوات، وستكون صلاتهم مسموعة لدى رب العالمين، وستثمر شاء من شاء وأبى من أبى وحدة صادقة لا لبس فيها، وسينتج عنها تضافر للجهود الساعية أولًا إلى تقليل الضرر الذي يمكن أن يلحق بهم وبوطنهم في "ساعة تخّل"، ومن ثم الانصراف إلى تمتين أواصر الدولة عبر انتخاب رئيس للجمهورية يكون بالفعل وليس بالنص الدستوري فقط رمزًا لوحدة الشعب والأرض والمؤسسات، وأن يتمكّن من جمعهم جميعًا تحت سقف القانون والحق والعدالة والمشاركة الحقيقية في الحقوق والواجبات.
فإذا انتهى صوم المسيحيين وصيام المسلمين من دون وصولهم جميعًا إلى قاسم مشترك واحد، وهو انقاذ دولتهم من الانهيار المحتم، يذهب صومهم وصلاتهم هباء، إذ لا يُعقل أن يحب أحد الاله الذي لا يراه وهو يكره أخاه، الذي يراه كل يوم، ولا يريد له الخير الذي يريده لنفسه.
فأي صوم وأي صلاة لا يؤدّيان مبتغاهما في الأرض كما في السماء لا يكونان مقبولين لا في الأرض ولا في السماء. وأي دعاء للعلي أن لم يمرّ عبر الآخر، أيًّا كان هذا الآخر، يكون دعاء لا يُرجى منه خير. فمحبة الله تبدأ بمحبة القريب والبعيد، ومحبة القريب والبعيد لا تكتمل إن لم تُقرن بالأفعال، ولن تكون هذه الأفعال مجدية إن لم تكن مجمعة على بذل المستطاع للحؤول دون انهيار هيكل الدولة على رؤوس الجميع. ومتى انهار الهيكل لن يسلم منه أحد، مسلمًا كان أم مسيحيًا.
لبنان يصّلي، ولكي تكون هذه الصلاة نافعة يجب أن تكون جامعة، ولكي تكون جامعة يجب أن تُترجم على أرض الواقع من خلال التكاتف والتعاضد ونبذ الأحقاد وشلّ قدرات التعطيل والالتفاف حول مشروع انقاذي واحد يجمع ولا يفرّق.
فمتى اقتنع اللبنانيون، مسلمين ومسيحيين، أنهم بصلاتهم الجامعة قادرون على اجتراح الاعاجيب يتحقّق الخلاص بعد طول انتظار، ويكون الإنقاذ حتميًا. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

بصل: 8 وفيات بينهم 3 أطفال جراء المنخفض الجوي في غزة

غزة - صفا

قال المتحدث باسم الدفاع المدني، محمود بصل، إن ثمانية حالات وفاة منذ بداية المنخفض الجوي الذي يضرب قطاع غزة، من بينهم ثلاثة أطفال فقدوا حياتهم نتيجة البرد والظروف القاسية التي يعيشها القطاع.

وأضاف بصل، في تصريح صحفي وصل وكالة "صفا"، يوم الجمعة، أن جزءًا من هذه الوفيات وقع نتيجة انهيار مبانٍ متصدعة وآيلة للسقوط فوق السكان.

وأوضح أنه لا يزال عدد من المواطنين تحت أنقاض المباني التي انهارت بفعل المنخفض الجوي، وما تزال طواقم الدفاع المدني تعمل بإمكانات محدودة للوصول إليهم.

وأشار إلى أنه خلال الساعات الماضية، تلقّينا أكثر من 3500 نداء استغاثة منذ بداية المنخفض، معظمها تتعلق بانهيارات وتسرب مياه وغرق خيام ونزوح عائلات.

ولفت بصل إلى أن المنخفض أدى إلى غرق آلاف الخيام التي تقيم فيها العائلات، ما ضاعف المأساة الإنسانية بشكل كبير.

وجدد التأكيد أن الخيام لا تصلح للعيش ولا توفر الحد الأدنى من الأمان، مطالبًا بشكل عاجل استبدال الخيام بكرافانات آمنة لحماية المدنيين داخل قطاع غزة.

ودعا بصل المجتمع الدولي إلى تحرك فوري وعاجل لحماية السكان العزّل وتوفير مقومات الحياة الأساسية لهم.

مقالات مشابهة

  • “أن تكون مع بوتين أفضل من الحرب”
  • ربع مليون متضرر من العاصفة بغزة .. ووفاة 16 بينهم أطفال
  • كاكه حمه: من الأفضل أن تكون مباحثات تشكيل الحكومة مع الشيعة
  • فضل الله بعد لقائه سلام: الملف الأساسي الذي ناقشناه يرتبط بإعادة الأعمار
  • بصل: 8 وفيات بينهم 3 أطفال جراء المنخفض الجوي في غزة
  • بينهم أطفال.. مصرع 11 شخصاً جراء انهيار منازل والبرد الشديد في غزة
  • الجميل: وعدُنا أن نكمل الطريق الذي استشهد لأجله جبران وبيار وباقي شهداء ثورة الأرز
  • دراسة: الأنظمة الغذائية النباتية قد تكون صحية للأطفال.. ولكن بشروط
  • مراسل بريطاني: لم أتوقع أن تكون حياة الفلسطينيين بالضفة بهذا السوء
  • رسالة الغنوشي من سجنه: هذه بداية نهاية الديكتاتورية والثورة المضادة