يُرى بالعين المجردة.. هلال رمضان يزين سماء المملكة
تاريخ النشر: 12th, March 2024 GMT
رصدت الجمعية الفلكية بجدة أمس الاثنين، هلال القمر لشهر رمضان المبارك بعد غروب الشمس والانتقال نحو بداية الليل، وشوهد بسهولة بالعين المجردة بالأفق الغربي لأكثر من ساعة في سماء الوطن العربي.
وأفاد رئيس الجمعية الفلكية بجدة م. ماجد أبو زاهرة بأن هلال القمر سيكون ابتعد عن وهج ضوء شمس الغروب وأصبح مرتفعًا في السماء مقارنة بالليلة الماضية، وهي منزلة أخرى من منازل القمر تسمى "الإهلال"، وتعني رؤية الهلال الجديد بسهولة دون الحاجة إلى أجهزة رصد بعد اقترانه مع الشمس وخروجه من منزلة "المحاق"، وابتعاده مسافة كافية عن الشمس لظهور النور على سطحه.
وعدّ أبو زاهرة الاقتران أحد منازل القمر، ويعني اجتماع الشمس والقمر على ارتفاع واحد في السماء، ويكون القمر منتقلًا من غرب الشمس إلى شرقها، وهو حدث عالمي يجري في لحظة واحدة بالنسبة لجميع أرجاء الأرض.
وأوضح أنه سيُلاحظ خلال بضعة ليالٍ قادمة، أن الجانب غير المضاء من سطح القمر مضيء بنور خافت، عبارة عن ضوء الشمس المنعكس عن الأرض، ويومًا بعد يوم سيلاحظ أن هلال القمر تزداد إضاءته، وأنه يرتفع عاليًا في السماء عند غروب الشمس ويبقى فترة أطول بعد بداية الليل وذلك لأن القمر يتحرك مبتعدًا عن موقع غروب الشمس.
الاثنين 11 مارس 2024
السعودية مدينة جدة
بعدسة : م. ماجد ابوزاهرة pic.twitter.com/bpJc3k0QON— الجمعية الفلكية بجدة (@JASsociety) March 11, 2024
الحركة الحقيقية للقمر
وأشار أبو زاهره إلى أنه بشكل عام يرجع السبب في رؤيتنا للقمر يتجه نحو الغرب كل يوم نتيجة لدوران الأرض حول محورها، لكن الحركة الحقيقية للقمر هي باتجاه الشرق بالنسبة للنجوم والكواكب في أثناء دورانه حول الأرض، فبمراقبة القمر خلال الليالي والأسابيع القادمة سيكون دليلًا لتحديد مواقع الكواكب والنجوم البراقة في سماء الليل.
الجدير بالذكر أن هذا الوقت من الشهر القمري يُعد مثاليًا لرصد الأجسام الخافتة في أعماق الفضاء، كالمجرات والسدم والعناقيد النجمية، نظرًا إلى أن السماء ستكون مظلمة لغروب هلال القمر في وقت مبكر من الليل.
المصدر: صحيفة اليوم
كلمات دلالية: واس جدة أخبار السعودية الجمعية الفلكية بجدة هلال شهر رمضان هلال القمر
إقرأ أيضاً:
مخيمات حجاج الجمعيات الأهلية.. لا صوت يعلو فوق صوت التلبية والدعاء
في قلب عرفات، تبلغ الروحانية ذروتها وتتشوق القلوب إلى المغفرة، بدت مخيمات حجاج الجمعيات الأهلية وكأنها واحة من السكينة وسط الزحام، يغمرها هدوء خاص وتعلو فيها نداءات التلبية والدعاء دون انقطاع.
منذ الساعات الأولى من اليوم، تتردد في الأرجاء أصوات التلبية كأنها لحن سماوي متواصل:
لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك.. .
وما بين ترديد التلبية ورفع الأكف بالدعاء، تغمر الخشوع الوجوه، وتنساب الدموع بهدوء، لتشكل مشهدًا قلّما يتكرر في العمر.
رغم وجود الآلاف في المخيمات، إلا أن كل حاج بدا وكأنه في عالمه الخاص، يناجي ربه بقلبه قبل لسانه، وكأن لا شيء يحيط به سوى رحمات السماء. حالة روحانية خالصة، تعزل الحاج عن ضجيج الأرض، وتوصله بمناجاة السماء.
لا صوت يعلو فوق صوت التضرع، ولا حركة تتقدم على لحظة الرجاء. الدعوات تتنوع، لكن الهدف واحد: القبول والرضا والمغفرة. وتتشابه النظرات المرتفعة إلى السماء، مهما اختلفت المحافظات والانتماءات.
بين دعوات فردية وجماعية، تسود في المخيمات حالة من الصفاء، حيث لا مجال للجدال أو الانشغال بشيء سوى التقرّب إلى الله، تتردد الأدعية بخشوع، بعضها للآخرة، وبعضها للأهل والوطن، وأخرى تكشف عن أمنيات إنسانية بسيطة لكنها عميقة.
ورغم الطابع الروحي الطاغي، لم تغب الجوانب التنظيمية التي وفرتها وزارة التضامن الاجتماعي، بدءًا من الإعاشة والرعاية الصحية، مرورًا بمشرفين يرافقون الحجاج على مدار الساعة، وحتى تنظيم الدخول والخروج من عرفات بانتظام وهدوء.
المشاهد الإنسانية كانت حاضرة بقوة، من حاجٍ يرفع يديه باكيًا، إلى أخرى تتأمل السماء بصمت طويل، وكأنها تبوح بسرٍ لا يُقال. الكل في خلوته القلبية، والكل يحمل ما بين قلبه ولسانه أمنية يأمل أن تلامس أبواب السماء المفتوحة في هذا اليوم العظيم.
كلما اقترب الغروب، ازدادت الخشوعات عمقًا، وازدادت الدعوات حرارة. اللحظات الأخيرة من يوم عرفة بدت كما لو أنها توقفت فيها عقارب الزمن، فالكل ينتظر رحمة، أو مغفرة، أو لحظة قبول.
في مخيمات حجاج الجمعيات، يغيب صوت الدنيا، وتعلو نداءات القلوب، وتذوب المسافات بين الأرض والسماء.