مسلسل الحشاشين.. يتعرض للانتقاد بسبب اللهجة العامية
تاريخ النشر: 12th, March 2024 GMT
تصدّر المسلسل التاريخي "الحشاشين" الترند خلال الساعات الماضية بعد عرض أولى حلقاته مع بدء الموسم الرمضاني الحالي 2024.
اقرأ ايضاًأثارت الحلقة الأولى من المسلسل ضجّة كبيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي لاعتماد صناع العمل على اللهجة العامية، في تناول قصة تاريخية عن جماعة الحشاشين.
وتفاعل الجمهور بشكل واسع مع الأمر واعتبر البعض إن صناع العمل، لم يبذلوا مجهود في تقديم العمل على احسن وجه، بل اتجهوا للاستسهال باعتماد اللهجة العامية، وهذا الأمر أثر بشكل كبير، حيث أعلن العديد توقفهم عن مشاهدة العمل، معتبرين أن اللهجة العامية افقدته قوته وفكرته التاريخية.
كما تعرض العمل للانتقادات بسبب ما وصفه الجمهور ببعض الأخطاء التاريخية، والمعلومات المغلوطة.
ويتناول العمل تفاصيل وتاريخ طائفة الحشاشين ورئيسها حسن الصباح، وتدور أحداث العمل في في القرن الحادي عشر.
وجاء في التعليقات: "وقت مسلسل أحمس سمحوا لأمير كرارة يسيب دقنه، الدنيا انقلبت قبل عرضه واتقال ملوك مصر القديمة غير ملتحين، المخرج قال دي فانتازيا، قالوا له طز فيك؛ والمسلسل وقف. دلوقتي الناس تقولهم، بعيد عن اللغة، حلقة الحشاشين فيها أخطاء تاريخية مرعبة، والديكور والعمارة غلط، يتقال دي فانتازيا عادي".
في المقابل أشاد البعض بفكرة تناول العمل باللهجة المصرية وجاء في التعليقات: "اكتر حاجه بتميز مسلسل #الحشاشين انه باللغه المصريه، لانه هيكون سهل الفهم وطبيعي وهيوصل لكل الناس لان اللغه المصريه كل الدول العربيه والاوربيه تعرفهاوهيكون علامه فارقه لعوده الفن المصري بقوه
A post shared by Karim Abdel Aziz (@karimabdelazizofficial)
اقرأ ايضاًكريم عبدالعزيز
فتحي عبدالوهاب
ميرنا نور الدين
أحمد عيد
إسلام جمال
نيقولا معوض
سامي الشيخ
سارة الشامي
نور إيهاب
سوزان نجم الدين
عمر الشناوي
بسنت أحمد أبو
المصدر: البوابة
كلمات دلالية: مسلسل الحشاشين أخبار المشاهير
إقرأ أيضاً:
بين الذات الشخصية ونقد العمل
لا أدري إلى متى ستظل هذه النظرة المحدودة للأمور قائمة لدى البعض؟..أولئك الذين يخلطون بين ما هو شخصي، وما هو عام، فإن انتقدت عملا، فأنت تنتقد صاحب العمل، وإن انتقدت مؤسسة، فأنت تنتقد المسؤول نفسه، وإن انتقدت فكرة، فأنت تنتقد صاحب الفكرة، وهكذا حتى تجد نقسك محاطا بمجموعة من السياجات التي تكبّل رأيك، وتحد من قدرتك على التعاطي مع الأشياء، بل وتسلب حريتك في التصريح برأيك، مما يعني تعطيل جزء مهم من منظومة التفاعل الاجتماعي، وهذا ما يجعل من التطوير في مجالات كثيرة أمرا بالغ الصعوبة، بل قد يكبر هامش الخطأ في قرارات مصيرية يتخذها مسؤول ما، حين يحصر الأمور، في دائرته الخاصة، ويعتبر ما يكتب أو يقال عن مؤسسته هجوما شخصيا، وتجريحا في ذاته.
إن المسؤول الناجح هو ذلك الشخص الذي لديه القدرة على الانصات، وتقبّل الرأي المغاير، بل وعنده الشجاعة الكافية لتصحيح الخطأ، وتغيير المسار، وهو ما يجعل من القرارات المصيرية التي تمس الناس قرارات مبنية على قاعدة واقعية، وصلبة، فالعمل البشري عرضة للخطأ والصواب، ولذلك يكون للملاحظة، وقياس الأداء، والاستماع للرأي العام دور كبير في تفادي المشكلات الناجمة عن القرارات التي تهم شرائح المجتمع باختلافاتها، وتباينها، وتشكلاتها.
وإذا خرج المسؤول من تأطير علاقته بالرأي العام، واتخذ من هذا الرأي قوة مساندة لقراراته، كان للقرار أثر واضح، من حيث تقبّل الشارع له، ومن حيث ديمومته، واستمراريته، وتقليل هامش الخطأ فيه، ولعل أعظم القرارات، وأكثرها أثرا، ذلك القرار الذي يخدم شرائح المجتمع، ويزيد من مساحة الرضى، والسعادة لدى الناس، أما تلك القرارات المكتبية التي لا تنزل إلى أرض الواقع، ولا تعايش الناس، فسوف تُقابل بالسخط، والتذمّر، لأنها غير واقعية، فأمام متخذ القرار عناصر كثيرة يجب المرور عليها قبل اتخاذ قرار يمس المجتمع، وأهمها دراسة الموضوع دراسة ميدانية شاملة، وبفكرة غير مسبقة، وبحيادية، وموضوعية، حتى يستمد القرار قوته من المجتمع، قبل أن يستمدها من قوة القانون.
إن فصل المسؤول ذاته الخاصة عن المنصب أو الكرسي يجعل منه أكثر تقبلا للرأي المختلف، ويجعله يراجع قراراته من نواحي قد لا تكون خطرت بباله أثناء اتخاذ القرار، ولذلك يبقى الرأي الآخر مقبولا ما لم يمس الشخص نفسه، وذلك يعبّر عن حراك مجتمعي، وتفاعل إنسانيّ مهم، كما أنه نوع من «العصف الذهني»، أو التفكير بصوت عالٍ للوصول إلى هدف واحد، وهو النجاح، والذي لا يأتي دون الشراكة مع «تفكير مجتمعي» تقوم على عقلية صلبة، وذات لا تنكسر، كما أن هذا التعاطي الراقي بين أطراف القرار المختلفة، تولّد في النهاية قناعات مشتركة، فإما أنها تعيد النظر في القرار برمته، وإما أن تعدل فيه، وإما أن تثبته، وفي كل الأحوال فإن ذلك يصب في صالح كل الأطراف، فمن ناحية فإن المسؤول يوضح الصورة الملتبسة في أذهان الناس، ويشكّل قناعاتهم، وتقبّلهم للقرار من جديد، وفي نفس الوقت يردم الهوة بين صانع القرار، ومنفذ القرار، ومراقب القرار في مراحله المختلفة.
إن هذه الإشكالية الثنائية بين أطراف القرار للإقناع هي قضية هامة، يجب التعامل معها بوعي، لتجسير العلاقة بين أفراد المجتمع، ولنتعلم كيف نختلف، وكيف نصحح الخطأ، وكيف نقنع الآخر بصواب القرار من خلال حوار تفاعلي لا تتداخل فيه الذات الشخصية للمسؤول، مع العمل ذاته، رغم أن ذلك يحتاج إلى معرفة ناضجة من طارح الرأي بطريفة التوصيل، والوعي بما يطرحه، ويتناوله، حتى لا تتداخل الأشياء، وتتشابك الأمور، وتضيع الحقيقة.