هجمات الحوثيين في البحر الأحمر تعيد رسم طرق التجارة البحرية الدولية.. ومصر أكبر الخاسر ين
تاريخ النشر: 13th, March 2024 GMT
تأثر نشاط الموانئ في البحر الأبيض المتوسط نتيجة استمرار التوتر العسكري في باب المندب والبحر الأحمر، وبدأت موانئ إفريقية تنتعش، وقد تتعود سفن الشحن الدولي خاصة العملاقة منها على الطريق الجديد مما سينعكس سلبا على اقتصاديات دول، ومنها مصر، بسبب تراجع الإقبال على قناة السويس، ويبقى المغرب أكبر المستفيدين.
وقد شرع الحوثيون في شن هجمات ضد السفن الإسرائيلية خلال نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي كأحد أكبر المفاجآت للحرب التي تشنها إسرائيل على غزة، وتعهد الحوثيون بعدم وقف الهجمات حتى إعلان إسرائيل وقف الإبادة ضد الفلسطينيين. وتطور الأمر الى الهجوم على السفن التي تقصد الموانئ الإسرائيلية، وانتهى إلى مواجهة مع القوات العسكرية الغربية سواء التي تتولاها القوات العسكرية الأمريكية والبريطانية تحت اسم “حارس الرفاهية” أو مهمة الاتحاد الأوروبي بعنوان “أسبيديس”.
وتفضل شركات الشحن الدولي تغيير مسار الطريق البحري لسفنها خوفا من ضربات الحوثيين، لاسيما أمام معطيين رئيسيين أفرزنهما المواجهة في البحر الأحمر، وهما: قوة الحوثيين على إغراق سفن كبيرة، وفشل القوات الغربية في القضاء على الهجمات الحوثية.
ونتيجة هذا الوضع الجيوسياسي الذي لم يكن متوقعا، قررت شركات الشحن البحري الدولية تغيير مسار السفن من البحر الأحمر إلى الطريق البحري الذي يمر عبر جنوب إفريقيا، وهو الطريق الكلاسيكي قبل فتح قناة السويس، مما أدى إلى انتعاش الموانئ الإفريقية وتراجع الموانئ المتوسطية.
قررت شركات الشحن البحري الدولية تغيير مسار السفن من البحر الأحمر إلى الطريق البحري الذي يمر عبر جنوب إفريقيا، وهو الطريق الكلاسيكي قبل فتح قناة السويس، مما أدى إلى انتعاش الموانئ الإفريقية وتراجع الموانئ المتوسطية
ويبرز الخبير رونار كربيريو من جامعة لوهافر الفرنسية، والجامعية برجيت دودي في دراسة لهما بموقع “ذي كونفرسيشن” جرى نشرها يوم الأحد، أن نشاط الموانئ في البحر المتوسط كمحطة توقف قد تراجع خلال يناير الماضي بنسبة 51% بالنسبة لميناء بور سعيد المصري، و23% في حالة ميناء مارسيليا، و72% لميناء ميرسين التركي، و51% لميناء بيري اليوناني. وهذه موانئ تقدم خدمات للسفن خاصة التي تتوجه من آسيا نحو شمال أوروبا وأمريكا اللاتينية. ولم تتأثر كثيرا موانئ اسبانيا مثل برشلونة أو الميناء المتوسطي في طنجة المغربية، بسبب ارتباط هذه الموانئ بمعبر مضيق جبل طارق. بل يعتبر الميناء المغربي من الموانئ الأكثر استفادة من الأزمة الحالية بسبب موقعه الجغرافي. كما أصبحت موانئ إفريقية مثل بورت لويس في جزر الموريس، ووالفيس باي في ناميبيا، وبعض موانئ نيجيريا نقاط توقف رئيسية للسفن.
وبدون شك، ستكون الأرقام مقلقة في التراجع لكل موانئ وسط وشرق المتوسط بسبب استمرار المناوشات الحربية في البحر الأحمر حيث تمر 12% من التجارة الدولية عبر قناة السويس، وهذا يقدم صورة واضحة عن الخسائر التي تلحق الآن بالموانئ في البحر المتوسط.
ستكون خسائر مصر كبيرة بسبب تراجع عائدات قناة السويس، ثم الكساد في تراجع الطلب على خدمات ميناء بورسعيد. في المقابل، سيعمل ميناء طنجة بكل طاقته للتأقلم مع ارتفاع الطلب عليه
وهناك تخوف من تغيير سيستمر طويلا في الملاحة التجارية، ولعل الضربة الموجعة هي الشركة الصينية كوسكو، التي قررت جعل ميناء البلجيكي زيبروغ أحد المراكز الرئيسية للتوزيع برا وبحرا بما في ذلك نحو مدن البحر الأبيض المتوسط، بمعنى أن السفن ستبحر عبر جنوب القارة الإفريقية نحو هذا الميناء ويتم التوزيع انطلاقا منه، وستقلل كثيرا من الاعتماد على الموانئ المتوسطية خاصة شرق هذا البحر.
وستكون خسائر مصر كبيرة بسبب تراجع عائدات قناة السويس، ثم الكساد في تراجع الطلب على خدمات ميناء بورسعيد. في المقابل، سيعمل الميناء المتوسطي في طنجة بكل طاقته للتأقلم مع ارتفاع الطلب عليه.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن البحر الأحمر الحوثي طريق التجارة العالمية اقتصاد البحر الأحمر قناة السویس فی البحر
إقرأ أيضاً:
بحرية الصين تؤكد تعلمها من الدروس التي تجرعها الأمريكان على يد اليمن في البحر الأحمر
يمانيون || تقرير:
أكدت البحرية الصينية تعلمها من دروس البحر الأحمر التي جرعتها القوات المسلحة اليمنية للعدو الأمريكي وبحريته.
ونشرت مجلة البحرية اليوم الرسمية التابعة لجيش التحرير الشعبي الصيني مقالا بعنوان “دروس وأفكار من صراع السيطرة على البحر الأحمر” سلطت الضوء فيه على كيفية استخدام القوات المسلحة اليمنية للطائرات المُسيّرة والصواريخ المضادة للسفن لمُنافسة السيطرة البحرية.
ووفقًا للمؤلفين، فإن “السفن السطحية ذات تأثير هجومي ودفاعي ضعيف، وبالتالي تبدو ضعيفة”.
وبحسب المجلة فإن نقاط الضعف في السفن السطحية تكمن في الاتي: يمكن تتبع السفن السطحية بسهولة في المحيط آنيًا.ويُميزها مقطعها الراداري الكبير.
كما انه يصعب الدفاع عن السفن السطحية ضد الأسلحة الجديدة التي تكون رخيصة جدًا مقارنةً بتكلفة سفينة حربية.
كما إن القدرات الدفاعية للسفن التي تعمل بشكل مستقل محدودة. اذ إن الحفاظ على حالة التأهب العالية لفترة طويلة من الزمن قد يؤدي إلى الشعور بالرضا عن الذات.
وتقدم المجلة توصيات للبحرية الصينية كالتالي:
إن دمج الأنظمة الذكية المستقلة يمكن أن يساعد في التخفيف من تحديات العامل البشري المرتبطة بالحفاظ على حالة مستمرة من التأهب العالي الكثافة.
ينبغي أن يُراعي بناء السفن الحربية المستقبلية التهديدات التي تُشكلها أنظمة الأسلحة المتنوعة والرخيصة والمرنة.
ينبغي على البحرية الصينية تحديث سفنها بأنظمة تشويش الطائرات بدون طيار، بحيث يُمكن استخدام “قنابل تشويش” للتشويش على أجهزة الاستشعار البصرية والأشعة تحت الحمراء للطائرات بدون طيار، بالإضافة إلى استخدام أشعة الليزر لتدمير مكوناتها.
دمج السفن السطحية والمعدات غير المأهولة معًا لتحسين القدرات الدفاعية، الأمر الذي يفتح “فصلًا جديدًا في استخدامها في العمليات البحرية”. تُعتبر قدرة السفن السطحية على الحركة إحدى نقاط القوة الرئيسية.
“يجب على السفن السطحية استخدام مناورات واسعة النطاق لتجنب الوقوع في موقع المدافع.”
وتخلص المجلة إلى أن استخدام المناورات بعيدة المدى إلى جانب الإنذار المبكر الدقيق أمر قابل للتطبيق بشكل خاص في تنفيذ عمليات الحصار (التي من المفترض أنها موجهة إلى تايوان).
دورس اليمن في البحر اليمن تصل الصين