فك لغز الشكل الأول للتطور على الأرض
تاريخ النشر: 14th, March 2024 GMT
عمل العلماء "لأجيال عديدة" على حل ألغاز كيفية بدء الحياة على الأرض، وأصبحت إحدى النظريات الهامشية موضوع نقاش مثير للاهتمام سابقا.
وتقول نظرية "عالم الحمض النووي الريبي" (RNA World) إن ما يسمى بـ"الحساء البدائي للأرض المبكرة" كان يعج بالحمض النووي الريبي (RNA) الشقيق المفرد للحمض النووي، والذي يحمل التعليمات اللازمة لاستدامة الحياة.
والآن، فك فريق معهد Salk الأمريكي قطعة مهمة من هذا اللغز وبنوها في المختبر، وهي فئة غامضة ولكنها أساسية من الجزيئات تسمى "ريبوزيمات بوليميراز RNA".
ويعتقد العلماء أن "ريبوزيمات بوليميراز RNA" ساهمت في تكاثر الحمض النووي الريبي وتطوره في الهلام والطين للكوكب المبكر.
وأظهرت تجاربهم أن "ريبوزيمات بوليميراز RNA" لا يمكنها نسخ الحمض النووي الريبي فحسب، بل يمكنها أن تصنع نسخا من نفسها قادرة على نسخ RNA أيضا.
ويمكنها تحسين وتطوير عملية نسخ الحمض النووي الريبي، وهو النوع نفسه من التطور الذي وصفه تشارلز داروين: كلما كان الكائن الحي أكثر ليونة، كلما زاد احتمال تكاثره ونقل مادته الوراثية. ولم يكن يعرف شيئا عن الحمض النووي، لكن الحمض النووي يعد الطريقة التي تنتقل بها الجينات.
إقرأ المزيدوأوضحت التجربة الجديدة أن نوعا من التطور ربما كان يحدث في سيناريو "عالم الحمض النووي الريبي". ونظرا لأن بعض "ريبوزيمات بوليميراز RNA" أصبحت أفضل في نسخ الحمض النووي الريبي، فقد أصبحت أكثر عرضة للبقاء والاستمرار في أداء دورها.
وقال جيرالد جويس، كبير معدي الدراسة ورئيس Salk: "إننا نطارد فجر التطور. من خلال الكشف عن هذه القدرات الجديدة للحمض النووي الريبي (RNA)، فإننا نكشف عن الأصول المحتملة للحياة نفسها، وكيف يمكن للجزيئات البسيطة تمهيد الطريق لتعقيد وتنوع الحياة التي نراها اليوم".
في نهاية المطاف، ساهم الحمض النووي الريبي (RNA) في تكوين البنية المزدوجة المألوفة للحمض النووي (DNA)، ما أدى إلى ظهور كائنات وحيدة الخلية ومن ثم أشكال حياة أكثر تعقيدا.
وهذه كلها مجرد نظريات، لأننا لا نستطيع أبدا العودة إلى بداية الكوكب وتأكيد كيف بدأ كل شيء. لكن بناء "ريبوزيمات بوليميراز RNA" في المختبر ومشاهدتها تساعد الحمض النووي الريبي على التطور، يضيف وزنا إلى نظرية "عالم الحمض النووي الريبي" لأنه يوضح أن هذا كان ممكنا من الناحية النظرية.
نشرت الدراسة في مجلة وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم.
المصدر: ديلي ميل
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: اكتشافات الارض الحمض النووي بحوث الحمض النووی الریبی
إقرأ أيضاً:
فحص دم بسيط يكشف عن خطر الإصابة بتسمم الحمل قبل حدوثه
كشفت دراسة جديدة عن فحص دم يجرى في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل يمكن أن يحدد بدقة النساء المعرّضات لخطر الإصابة بتسمم الحمل قبل 5 أشهر من التشخيص، ويعدّ هذا الكشف إنجازا كبيرا في الرعاية قبل الولادة لحالة شائعة وخطرة تحدث أثناء الحمل.
وتسمم الحمل (Preeclampsia) هو حالة تصيب بعض الحوامل، وتكون عادة خلال النصف الأول من الحمل وتشمل ارتفاع ضغط الدم وظهور بروتين في البول (proteinuria).
أجرى الدراسة باحثون من مؤسسة كارلوس سيمون في إسبانيا، وعرضت نتائج الدراسة في الاجتماع السنوي الحادي والأربعين للجمعية الأوروبية للتكاثر البشري والأجنة الذي عقد في العاصمة الفرنسية باريس في الفترة الواقعة بين 29 يونيو/حزيران و2 يوليو/تموز الجاري، وكتب عنها موقع يوريك أليرت.
يعدّ تسمم الحمل سببا رئيسيا لأمراض الأم والطفل في جميع أنحاء العالم، وتعتمد طرق الفحص الحالية في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل على عوامل الخطر المتعلقة بالأم أو المؤشرات الحيوية المشيمية، ولكنها تفشل في الكشف عن أكثر من نصف الحالات، وغالبا ما تكتشف الخطر فقط بعد أن تبدأ هذه الحالة في التطور بالفعل.
قام الباحثون بتسجيل ما يقرب من 10 آلاف حامل من 14 مستشفى في جميع أنحاء إسبانيا بين سبتمبر/أيلول 2021 ويونيو/حزيران 2024.
ونجح الباحثون في التنبؤ بكل من تسمم الحمل المبكر والمتأخر قبل ظهور الأعراض بوقت طويل باستخدام عينة من بلازما دم الأم باستخدام الحمض النووي الريبي الحر في الدورة الدموية (Circulating cell-free RNA).
يوجد الحمض النووي الريبي الخلوي الحر الدائر في السوائل البيولوجية بشكل مستقل عن الخلايا، ويطلق من أنسجة الجسم المختلفة إلى الدورة الدموية.
ويمكن لفحص الحمض النووي الريبي الحر في الدورة الدموية التقاط إشارات جزيئية دقيقة من أنسجة الأم المتعددة، بما في ذلك الرحم والمشيمة، قبل أشهر من ظهور الأعراض.
إعلانجمعت عينات الدم في نقاط زمنية متعددة أثناء الحمل: 9-14 أسبوعا، 18-28 أسبوعا، وأكثر من 28 أسبوعا أو عند التشخيص، وتم استخراج الحمض النووي الريبي الحر في الدورة الدموية من 548 عينة بلازما من 216 مشاركة مختارة.
وقد صرحت الباحثة في مجال الطب الحيوي الدكتورة نيريا كاستيلو ماركو، المؤلفة المشاركة في الدراسة: "لأول مرة، أظهرنا أن عينة دم روتينية في الثلث الأول من الحمل يمكن أن تعطي إنذارا مبكرا لتسمم الحمل بدقة عالية، قبل ظهور الأعراض بوقت طويل".
وأضافت "إن تحديد حالات الحمل العالية الخطورة في هذه المرحلة المبكرة يفتح نافذة مهمة للعلاج الوقائي والمراقبة الدقيقة لحماية الأمهات والأطفال".