السومرية نيوز – دوليات

في أعقاب الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2016، تفطّن الأميركيون لما يمكن أن تحدثه وسائل التواصل الاجتماعي، من تأثير على وجهات نظر الناخبين، وتوجيه الرأي العام.
وتُفصّل لائحة الاتهام التي قدمها المستشار الخاص، روبرت مولر، في عام 2018 ما قيل إنها الطرق التي تلاعبت بها الحسابات الروسية، في فيسبوك ويوتيوب وتويتر وإنستغرام، للتأثير عل مسار الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، من خلال هاشتاغات مثل #Hillary4Prison و#IWontProtectHillary.



وبمناسبة التحضير للانتخابات الرئاسية لـ 2024، تتركز مساع لحظر تطبيق تيك توك المملوك للشركة الصينية "بايت دانس"، والذي لديه أكثر من 170 مليون مستخدم نشط شهريا في الولايات المتحدة.

والأربعاء، أقرّ مجلس النواب الأميركي بأغلبية ساحقة مشروع قانون يجبر تيك توك على الانفصال عن الشركة الصينية المالكة أو حظره في الولايات المتحدة.

وصوّت 352 نائبا لصالح القانون المقترح و65 ضدّه، في لحظة توافق نادرة بين الحزبين في واشنطن المنقسمة، ما يكشف الحالة المعادية له في أميركا.

واحتشد عشرات من مستخدمي التطبيق خارج مبنى الكابيتول قبل التصويت، لكن المناخ السياسي يتزايد لصالح مشروع القانون.

وقال الرئيس الأميركي، جو بايدن، الأسبوع الماضي، إنه سيوقع على القانون حال تسلمه.

وقال مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جيك سوليفان، الثلاثاء، إن الهدف هو إنهاء الملكية الصينية، وليس حظر تيك توك.

وأردف متسائلا "هل نريد أن يكون تيك توك منصة مملوكة لشركة أميركية أم مملوكة للصين؟ هل نريد أن تذهب بيانات الأطفال، والبالغين إلى الصين، أو أن تبقى هنا في أميركا؟".

ومن غير الواضح ما إذا كانت الصين ستوافق على أي عملية بيع أو ما إذا كان من الممكن تصفية أصول تيك توك الأميركية في غضون ستة أشهر، تتساءل وكالة رويترز.

وإذا فشلت "بايت دانس" في القيام بذلك، فإن متاجر التطبيقات التي تديرها آبل، وغيرها لا يمكنها تقديم تيك توك بشكل قانوني أو تقديم خدمات استضافة الويب للتطبيقات التي تسيطر عليها "بايت دانس" عموما.

لماذا الاهتمام بتيك توك؟

يقول تقرير لمجلة تايم "نحن بحاجة إلى أن نأخذ ذلك على محمل الجد، ليس فقط لأن تيك توك يؤثر بشكل عام على الشباب الأميركيين، ولكن لأننا رأينا بالفعل أنه يحرك المشاعر السياسية، وخاصة في الجامعات".

وفقا لمركز بيو للأبحاث، يقول 32% من الأميركيين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عاما إنهم يتلقون الأخبار بانتظام من تيك توك، ارتفاعا من 9% في عام 2020، ما يجعل التطبيق واحدا من أهم مصادر الأخبار للجيل "زي" (Z).

في المقابل، نشر المعهد الوطني لأبحاث العدوى (NCRI) دراسة تقول إن تيك توك يقمع المحتوى غير المناسب للصين بينما يقوم بتضخيم المحتوى المتوافق مع أهداف سياستها الخارجية.

والمواضيع الحساسة مثل #FreeTibet و#FreeUyghurs و#FreeHongKong يتم تمثيلها بشكل ناقص إلى حد كبير على تيك توك مقارنة بـ إنستغرام مثلا.

خوارزميات مشبوهة

ويجادل الداعون لحظر تيك توك بأنه يشكل تهديدا للأمن القومي الأميركي. ويشير تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" أن المشكلة الأمنية مع تيك توك "أعمق" من أي مشكلة أخرى تجعل من التطبيق محل اهتمام وتخوف المسؤولين الأميركيين.

وفي السنوات الأربع التي استمرت فيها هذه المعركة، أصبح من الواضح أن التهديد الأمني الذي يشكله تيك توك لا يتعلق بمن يملكه بقدر ما يتعلق بمن يكتب التعليمات البرمجية والخوارزميات التي تجعله فعالا.

هذه الخوارزميات، التي توجه كيفية مراقبة تيك توك لمستخدميه وتزويدهم بمزيد مما يريدون، "هي الخلطة السحرية لتطبيق يمتلكه الآن 170 مليون أميركي على هواتفهم، أي نصف سكان البلاد".

اللافت أن تطبيق تيك توك لا يمتلك تلك الخوارزميات؛ إذ تم تطويرها على أيدي مهندسين يعملون في الشركة الصينية الأم، "بايت دانس"، التي تقوم بتجميع التعليمات البرمجية في سرية تامة في مختبرات البرمجيات الخاصة بها.

والصين أصدرت لوائح يبدو أنها مصممة لتتطلب مراجعة الحكومة قبل أن يتم ترخيص أي من خوارزميات "بايت دانس" للغرباء.

تقول الصحيفة تعليقا على ذلك "هذا ما يعني أن بيع تيك توك لمالك أميركي دون الكود الأساسي قد يكون مثل بيع سيارة فيراري بدون محركها".

بيعٌ وشراء؟

إذا اختارت شركة "بايت دانس" البيع، فإن هذه الخطوة ستطلق سباقا سريعا للتوصل إلى صفقة تصل قيمتها إلى مئات المليارات من الدولارات خلال المهلة الزمنية البالغة 180 يوما التي حددها مشروع القانون المذكور.

وقال خبراء لـ شبكة "آي.بي.سي. نيوز" إن المنصة الشعبية وسريعة النمو تمثل عملية استحواذ جذابة، لكن المشترين قد يواجهون عقبات كبيرة، بما في ذلك الشكوك المستمرة حول دور الحكومة الصينية والتحديات في جمع الأموال اللازمة.

وأضافوا أنه من المرجح أن يتخلى بعض عمالقة التكنولوجيا ذوي الأموال الكبيرة عن فكرة الاستحواذ بسبب مخاوف مكافحة الاحتكار، بينما قد تفتقر الشركات الصغيرة إلى الموارد اللازمة لتحمل تكلفة تيك توك.

وقال إريك جوردون، أستاذ الأعمال في جامعة ميشيغان للقناة الأميركية "تريد الحكومة من الصين أن تسحب عمليات تيك توك الأميركية التي ستكلف المشتري كثيرا من المال، لكن الحكومة نفسها لا تريد أن تصبح شركات التكنولوجيا وشركات الإعلام أكبر وأكثر قوة".

حظر أم استحواذ؟

قال متحدث باسم تيك توك للشبكة إن "هذا مشروع قانون حظر، أعضاء الكونغرس يعرفون ذلك وقد قال بعض أكبر المشجعين لمشروع القانون علنا أن هذا مشروع قانون حظر. وقد أوضحوا دائما أن نيتهم الفعلية هي حظر تيك توك في الولايات المتحدة".

وواجهت منصة التواصل الاجتماعي تدقيقا متزايدا من بعض المسؤولين الحكوميين بسبب مخاوف من احتمال وقوع بيانات المستخدم في حوزة الحكومة الصينية وإمكانية استخدام الصين التطبيق كسلاح لنشر معلومات مضللة.

من الناحية النظرية، فإن أكبر اللاعبين الذين سيستحوذون على تيك توك هم شركة "ميتا" المالكة لانستغرام وفيسبوك، أو غوغل، الشركة الأم لموقع يوتيوب.

ومع ذلك، فإن الشركتين الرائدتين في مجال الإعلان الرقمي والفيديو القصير ستواجهان معارضة قوية لمكافحة الاحتكار، مما يترك آفاقا ضئيلة لأي من الشركتين، حسبما قال الخبراء للشبكة الأميركية.

وتظهر البيانات أن تيك توك لديه تاريخ في قمع المحتوى، وتضخيمه، وزرع الانقسام، كل ذلك بطرق تخدم مصالح الحزب الشيوعي الصيني، وفق "تايم" التي أكدت أن هذا يترك مسارين محتملين للمضي مع ملف تيك توك، إما أن يتم بيعه من الشركة الأم الصينية "بايت دانس"، أو حظره تماما في الولايات المتحدة.

وقد توصلت الهند بالفعل إلى هذا الاستنتاج، حيث اتخذت قرارا بحظر تيك توك في يونيو 2020.

المصدر: السومرية العراقية

كلمات دلالية: فی الولایات المتحدة حظر تیک توک بایت دانس

إقرأ أيضاً:

الهند تُجري محادثات بشأن اتفاق تجاري مع الولايات المتحدة | تقرير

تجري الهند والولايات المتحدة محادثات مكثفة للتوصل إلى اتفاق تجاري متعدد المراحل، يهدف إلى تخفيف التوترات التجارية القائمة وتوسيع العلاقات الاقتصادية بين البلدين. 

وتسعى الهند إلى إبرام اتفاق مبدئي قبل يوليو 2025، لتجنب فرض رسوم جمركية أمريكية جديدة بنسبة 26% على صادراتها، والتي أعلن عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وفقًا لتقارير إعلامية، يتألف الاتفاق من ثلاث مراحل:

المرحلة الأولى: تتضمن خفض الرسوم الجمركية إلى الصفر على 60% من المنتجات الأمريكية، ومنح الولايات المتحدة وصولًا تفضيليًا إلى 90% من واردات الهند من البضائع الأمريكية، وفقا لموقع فايننشال اكسبريس.

بريطانيا وأمريكا تواصلان متابعة وقف إطلاق النار بين الهند وباكستانترامب: الهند مستعدة لإلغاء الرسوم على السلع الأمريكية

المرحلة الثانية: تركز على إزالة الحواجز غير الجمركية، مثل معايير الجودة الصارمة، وتسهيل وصول المنتجات الصناعية والزراعية الأمريكية إلى السوق الهندية .

المرحلة الثالثة: تهدف إلى إبرام اتفاق شامل يتطلب موافقة الكونغرس الأمريكي، ويشمل بنودًا طويلة الأجل لضمان استقرار العلاقات التجارية .

وعرضت الهند تقليص الفجوة الجمركية مع الولايات المتحدة من متوسط 13% إلى أقل من 4%، في خطوة تهدف إلى تجنب الرسوم الأمريكية الجديدة. 

كما اقترحت الهند إدراج بند "الأمة الأكثر تفضيلًا" في الاتفاق، مما يمنح الولايات المتحدة أفضلية تلقائية في حال تقديم الهند شروطًا أفضل لشركاء تجاريين آخرين في المستقبل .

في المقابل، تطالب الهند بالحصول على إعفاءات جمركية لصادراتها من الأحجار الكريمة والمجوهرات والمنسوجات والمنتجات الزراعية، بالإضافة إلى تسهيل وصولها إلى الأسواق الأمريكية في مجالات التكنولوجيا الحيوية والذكاء الاصطناعي وأشباه الموصلات .

بلغ حجم التجارة الثنائية بين الهند والولايات المتحدة حوالي 129 مليار دولار في عام 2024، مع فائض تجاري لصالح الهند قدره 45.7 مليار دولار . تهدف الهند إلى مضاعفة هذا الرقم ليصل إلى 500 مليار دولار بحلول عام 2030. ومع ذلك، وصف الرئيس ترامب الهند بأنها "ملك الرسوم الجمركية" و"مسيء تجاري كبير"، منتقدًا سياساتها الحمائية .

تأتي هذه المحادثات في سياق إعلان ترامب عن تعليق مؤقت لمدة 90 يومًا على فرض رسوم جمركية جديدة، مما يمنح الهند فرصة للتفاوض وتجنب الإجراءات العقابية .

على الرغم من التقدم المحرز، لا تزال هناك تحديات قائمة، خاصة فيما يتعلق بالموافقة السياسية داخل الولايات المتحدة، حيث يتطلب الاتفاق الشامل موافقة الكونغرس. كما أن بعض المسؤولين الأمريكيين يشككون في جدية الهند في تقديم تنازلات حقيقية .

مع ذلك، فإن التزام الجانبين بالتوصل إلى اتفاق يعكس رغبتهما في تعزيز العلاقات الاقتصادية وتجنب تصعيد النزاعات التجارية، مما قد يؤدي إلى شراكة استراتيجية أعمق بين أكبر ديمقراطيتين في العالم.

طباعة شارك الهند والولايات المتحدة الهند دونالد ترامب رسوم جمركية أمريكية جديدة خفض الرسوم الجمركية البضائع الأمريكية الأسواق الأمريكية

مقالات مشابهة

  • الاعتراف بفلسطين: لماذا يعتبر دور فرنسا حاسماً؟
  • الاتحاد الأوروبي يستهدف الطرود الصينية برسوم جديدة
  • اقتصادية قناة السويس توقع عقد مشروع هايتكس الصينية لصناعة الأقمشة
  • الهند تُجري محادثات بشأن اتفاق تجاري مع الولايات المتحدة | تقرير
  • العقوبات النفطية قد تقوِّض نفوذ الولايات المتحدة
  • هكذا يخطط داعمو إسرائيل لسحق الحركة المؤيدة للفلسطينيين في الولايات المتحدة
  • الأمم المتحدة: المساعدات التي دخلت إلى غزة قطرة في محيط
  • الإعمار تعلن عن المشاريع التي ستفتتح قريباً ضمن حزمة فك الاختناقات
  • عدد المحطات وأسعار التذاكر.. كل ما تريد معرفته عن الأتوبيس الترددي BRT على الطريق الدائري
  • أسعار النفط مستقرة مع ترقب المستثمرين لمحادثات إيران والبيانات الصينية