حكومتا الإمارات وقيرغيزستان تطلقان برنامج القيادات الشابة
تاريخ النشر: 14th, March 2024 GMT
دبي - وام
برعاية وحضور إقيلبيك جباروف رئيس مجلس الوزراء في جمهورية قيرغيزستان، وبمشاركة وفد مكتب التبادل المعرفي في حكومة دولة الإمارات، وضمن التعاون الثنائي بين حكومتي الإمارات وقيرغيزستان في مجالات التحديث الحكومي، دشنت حكومتا البلدين مرحلة جديدة من الشراكة، بإطلاق برنامج القيادات الشابة في قيرغيزستان، الذي يهدف إلى تطوير قدرات الكوادر الشابة وتأهيلهم لقيادة العمل الحكومي المستقبلي، بالاعتماد على نموذج الإمارات للقيادة الحكومية.
والتقى جباروف، خلال فعالية إطلاق البرنامج، وفد مكتب التبادل المعرفي، الذي ضم عبدالله ناصر لوتاه مساعد وزير شؤون مجلس الوزراء للتنافسية والتبادل المعرفي، والدكتور محمد سعيد العريقي سفير دولة الإمارات لدى جمهورية كازاخستان، السفير غير المقيم لدى جمهورية قيرغيزستان وجمهورية طاجيكستان، وفريق مكتب التبادل المعرفي الحكومي في وزارة شؤون مجلس الوزراء، والدكتور محمود البرعي من دائرة الأراضي والأملاك بدبي، والمدرب في كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية.
وحضر الإطلاق جينبيك كولوباييف وزير خارجية جمهورية قيرغيزستان، وباكيت توروباييف نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الموارد المائية والزراعة والصناعة التحويلية، وباكيت سيديكوف رئيس دائرة البحوث السياسية والاقتصادية في شؤون الرئاسة، وكودايبيرجين بازارباييف مدير الوكالة الحكومية لشؤون الخدمة المدنية التابعة لمجلس وزراء قيرغيزستان، ومرادبيك أزيمباكييف رئيس قسم السياسة الخارجية في شؤون الرئاسة، وعدد من كبار المسؤولين الحكوميين في جمهورية قيرغيزستان.
وأكد إقيلبيك جباروف، أن التعاون الوثيق مع دولة الإمارات، أسهم في إنجاح الجهود لتحقيق أهداف التعاون الإستراتيجي في التحديث الحكومي، بشكل تجاوز التوقعات، وأعرب عن امتنانه لمبادرة دولة الإمارات بتعزيز مشاريع تبادل الخبرات مع جمهورية قيرغيزستان، مشيراً إلى أن النتائج التي تم تحقيقها ستحفز الجانبين للوصول لمزيد من النجاحات.
وقال جباروف، إن دولة الإمارات تتمتع بخبرة واسعة في تطوير إستراتيجيات طويلة المدى تغطي 50 عاماً، وإن جمهورية قيرغيزستان حريصة على الاستفادة من هذه الخبرات المتقدمة في تطوير إستراتيجيات مماثلة على المستوى الوطني.
وأشار إلى أن «برنامج القيادات الشابة في قيرغيزستان»، يمثل منصة مهمة لبناء القدرات تتيح الفرصة لـ25 من المتخصصين في القطاع الحكومي لتلقي تدريب شامل في موضوعات رئيسية مثل السياسات والكفاءة والإستراتيجية والإدارة الحكومية، وتسهم في تطوير معارفهم وتعزيز التواصل وبناء فهم مشترك وعلاقات تكاملية تعزز مستويات التعاون في إنجاز المشاريع والمبادرات المستقبلية.
من جانبه، أكد لوتاه، سعي حكومة دولة الإمارات الدائم لتوسيع مجالات التبادل المعرفي ومشاركة الخبرات والتجارب الرائدة التي طورتها مع الحكومات حول العالم، ترجمة لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، بتمكين الحكومات وتعزيز جاهزيتها للمستقبل على أسس مستدامة، بالاستفادة من التجارب الاستثنائية لدولة الإمارات في بناء القدرات القيادية، وتطوير مجالات العمل الحكومي بما ينعكس إيجاباً على حياة الأفراد والمجتمعات.
وقال، إن إطلاق برنامج القيادات الشابة في قيرغيزستان، يمثل إضافة نوعية جديدة لمخرجات ونتائج الشراكة الإستراتيجية في التحديث الحكومي، وضمن جهود تعزيز قدرات الكوادر الشابة وتمكينها بالمهارات والأدوات اللازمة لقيادة مستقبل العمل الحكومي.
وأشار لوتاه، إلى مخرجات الشراكة بين البلدين في مجال بناء القدرات الحكومية، التي تمثلت في عقد 40 ورشة عمل استفاد منها أكثر من 1500 متدرب، وغطت أكثر من 10 آلاف ساعة عمل، إلى جانب تنظيم ورش في مجالات استشراف المستقبل والتواصل الفعال وإدارة التغيير وقيادة الجيل القادم، وإدارة الأداء، ومشاركة قيرغيزستان في برنامج المدراء الحكوميين العالميين الذي أطلقته حكومة دولة الإمارات.
وسيعمل برنامج القيادات الشابة الذي يشرف على تنفيذه برنامج التبادل المعرفي الحكومي، وينظم في إطار الشراكة الاستراتيجية في التحديث الحكومي بين الإمارات وقيرغيزستان، على تمكين المنتسبين من أفضل المهارات التخصصية وبناء قدراتهم بما يعزز مساهمتهم في جهود الارتقاء بالأداء والإدارة الحكومية، من خلال تطوير مهاراتهم القيادية والإدارية وتعريفهم بأفضل الممارسات المبتكرة في القيادة، ويشارك في دورته الأولى 25 من القيادات الشابة.
ويسعى البرنامج إلى تمكين المنتسبين من تطوير مشاريع تحولية في حكومة قيرغيزستان بالاعتماد على الحلول الابتكارية والاستباقية، واطلاعهم على أهم المتغيرات والتوجهات العالمية، وتمكينهم من تبني أحدث التقنيات والمهارات القيادية اللازمة لمواجهة التحديات وصناعة مستقبل أفضل للبشرية.
5 محاور لبناء القيادات الحكومية الشابةوتشمل محاور البرنامج «إدارة الأزمات، والحكومة المرنة، وتصميم أفضل السياسات والاستراتيجيات، الابتكار الحكومي، الإدارة الفاعلة للموارد»، ويمتد 4 أشهر، وسيتم تنظيم جلسات تخصصية وورش حوارية حضورية وافتراضية وزيارات تعريفية، إضافة إلى مقابلات مع نخبة الخبراء والمتخصصين في مجالات القيادة للتعرف على التجارب القيادية العملية، بما يسهم في توظيفها بتعزيز قدرة حكومة قيرغيزستان على مواجهة التحديات واستكشاف فرص جديدة تدعم تحقيق توجهاتها المستقبلية.
ويركز محور «إدارة الأزمات» على أهم أساليب وأدوات إدارة الأزمات وبناء السينارويوهات المستقبلية وتقييمها ودراسة أثرها، فيما يتناول محور «الحكومة المرنة» دور القادة في فهم المستقبل والتوجهات المستقبلية والثورة الصناعية الرابعة، وأهمية امتلاك العقلية الرقمية لتعزيز الأداء وتحقيق أفضل النتائج.
أما محور «تصميم أفضل السياسات والإستراتيجيات»، فيتناول دور القادة في تطوير السياسات والإستراتيجيات وتقييم السياسات ومراقبة تنفيذها وإشراك أفراد المجتمع في صنع القرار، فيما يغطي محور «الابتكار الحكومي» أهمية الابتكار ودوره في تصميم السياسات والإستراتيجيات والخدمات الحكومية ومساهمتها في تحسين جودة حياة المجتمعات المختلفة.
ويعرف محور «الإدارة الفاعله للموارد» على أساليب الإدارة الفاعلة لمختلف الموارد الحكومية التي تضمن استدامتها وجاهزيتها للمستقبل.
ويتضمن البرنامج تنظيم زيارات معرفية إلى عدد من الجهات الحكومية، والتعرف على أبرز تجارب دولة الإمارات للاستفادة منها في دعم القيادات الشابة في قيرغيزستان.
يذكر أن حكومتي دولة الإمارات وجمهورية قيرغيزستان، أطلقتا شراكة إستراتيجية في التحديث الحكومي، من خلال اتفاقية تعاون ثنائي وقعها محمد عبدالله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء، وإقيلبيك جباروف رئيس مجلس الوزراء في جمهورية قرغيزستان، عام 2021، تشمل 9 محاور تضم المسرعات الحكومية، وبناء القدرات، والاقتصاد، والشباب، والاستدامة، والبرمجة، والتطوير الحكومي، والخدمات الحكومية، والجودة الحكومية.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات الإمارات قيرغيزستان برنامج القیادات الشابة جمهوریة قیرغیزستان فی التحدیث الحکومی رئیس مجلس الوزراء التبادل المعرفی دولة الإمارات فی تطویر
إقرأ أيضاً:
«بي جي أي إم»: تطورات التكنولوجيا العميقة تفتح آفاقاً جديدة للاستثمار في الإمارات
حسام عبدالنبي (أبوظبي)
تتيح التطورات التكنولوجية في الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا العميقة، آفاقاً جديدة لفرص استثمارية واعدة في دولة الإمارات، حسب محمد عبدالملك، رئيس «بي جي أي إم» «PGIM» في الشرق الأوسط، شركة إدارة الاستثمارات العالمية، التابعة لشركة «Prudential Financial »، التي تدير أصولاً استثمارية تبلغ قيمتها 1.4 تريليون دولار.
وأكد عبدالملك لـ«الاتحاد» أنه منذ تأسيس الشركة حضورها الرسمي في أبوظبي والحصول على ترخيص من أبوظبي العالمي للعمل في أغسطس 2024، التزمت الشركة بالفعل بتنفيذ استثمارات رئيسية في دولة الإمارات، مع وجود مزيد من الخطط المستقبلية الطموحة.
وكشف عبدالملك، أن الشركة ستطلق في سبتمبر المقبل، مع أكاديمية سوق أبوظبي العالمي، مركز «ريل أسيت إكس» وهو مختبر متطور مخصص لدفع عجلة التكنولوجيا المستدامة، والذكاء الاصطناعي، والتكنولوجيا العميقة، لمهام البحث والتطوير والاستثمار في كل ما يتعلق بالأصول الحقيقية في المشاريع العقارية، وأنظمة البنية التحتية الذكية، والمواد المطورة تقنياً من خلال ما يسمى بالتكنولوجيا العميقة.
وأشار إلى أنه ضمن البرنامج ذاته، تتعاون الشركة مع مكتب أبوظبي للاستثمار لتأسيس منصة استثمارية تركز على احتضان الفرص التي تنتج من هذا البرنامج، وتحقيق الربح من خلال دعم نموها محلياً وعالمياً، منوهاً إلى أنه من المقرر أن يتم تمويل منصة الاستثمار هذه وإدارتها بالاشتراك مع شريك محلي، وستهدف إلى إطلاق صندوق عالمي لرأس المال الجريء بقيمة 250 مليون دولار مسجل في أبوظبي العالمي، ليعمل على نطاق عالمي بالتنسيق مع مبادرة «ريل أسيت إكس» التابعة لـ PGIM، وستُسهم هذه الأنشطة في إحداث تغيير جذري ضمن منظومة الاستثمار في الأصول الحقيقية، وتقديم تحسينات تكنولوجية ملموسة يمكن تطويرها وتبنّيها لاحقاً من قبل مالكي الأصول ومشغليها ومديريها.
دور محوري
وأكد عبدالملك أن الإمارات تمتلك الرؤية والإرادة الكافية لرسم دور محوري جديد لها في الاقتصاد العالمي. وأشار إلى أن التوجه نحو مجالات مثل الذكاء الاصطناعي، والطاقات المتجددة، وأسواق المال، واستقطاب الكفاءات، وصولاً إلى الصناعات المتقدمة، هو أمر بالغ الأهمية، فهذه استراتيجيات أساسية لبناء الدولة وترسيخ مكانتها، معرباً عن تفاؤله للغاية بشأن الإمكانات الاستثمارية المتاحة في أبوظبي، في ضوء التوقعات باستمرار تدفق الاستثمارات الكبيرة إلى الأسواق العالمية.
ويرى عبدالملك، أن اللاعبين العالميين في قطاع الخدمات المالية ينظرون إلى أبوظبي بصورة متزايدة بوصفها مركزاً استراتيجياً ضمن النظام المالي العالمي. وقال: إن تزايد إصدار أبوظبي العالمي (ADGM) للتراخيص بنسبة 67% في الربع الأول من عام 2025، مقارنة بالفترة ذاتها من العام السابق، يعد دليلاً واضحاً على الجاذبية المتنامية لدولة الإمارات لدى شركات الخدمات المالية العالمية، مشيراً إلى أن المستثمرين ومديري الأصول العالميين العاملين في دولة الإمارات، يدركون حجم الزخم الذي يمثله رأس المال، ودوره في دفع عجلة التنمية في المنظومة الاجتماعية والاقتصادية المحلية.
تنمية طموحة
وذكر عبدالملك، أنه مع بروز أجندات تنمية محلية طموحة، كالتي تجسدها رؤية مئوية الإمارات 2071، تشهد دولة الإمارات تحولاً جوهرياً في منهجية توظيف رأس المال، فبينما يواصل المستثمرون المحليون توجيه حصة كبيرة من استثماراتهم نحو الأسواق العالمية، تتركز الجهود الحالية لصناع القرار على تحقيق الأهداف التحويلية المحلية.
وأضاف أنه إلى جانب التغيّر الملحوظ في احتياجات ومحافظ المستثمرين المحليين، يظهر أن دولة الإمارات سرعان ما أصبحت جزءاً محورياً من المنظومة المالية العالمية، منبهاً أن أبوظبي تتجه لتصبح مركزاً مالياً نشطاً ومتقدماً يتبنى رؤىً مستقبلية، لاسيما في ظل البيئة التنظيمية المستقرة، وما تشهده من إصلاحات اقتصادية جوهرية.
تدفق الثروات
ووفقاً لـ عبدالملك، فإن الإمارات تركز على تطوير البنية التحتية المحلية وتنفيذ مشاريع عملاقة، في إطار سعيها لتحقيق أجندتها الوطنية في بناء الدولة. وقال إنه من جهة أخرى تحدد القيادة الرشيدة أهداف الدولة بوضوح لبناء اقتصاد متنوع ومرن، ويعملون على استكشاف مختلف السبل لتوفير بيئات عمل ومعيشة جاذبة، وهذا بدوره يعزز تدفق الثروات ويحافظ على استدامة النمو الاقتصادي على المدى الطويل.
وأوضح أن ذلك يتجلى واضحاً في قدرة الدولة على استقطاب الكفاءات العالمية والحفاظ عليها، فقد ازداد متوسط مدة إقامة الوافدين إلى ما يقارب ست سنوات، مع استمرار هذا التوجه بالارتفاع في ضوء تزايد رغبة الوافدين في العيش والتقاعد في دولة الإمارات.
تقنيات متقدمة
تشير التكنولوجيا العميقة إلى تقنيات متقدمة قائمة على ابتكار علمي أو هندسي جوهري، وتعتبر هذه الابتكارات «عميقة» لأنها تُقدم حلولاً متطورة ومتقدمة للغاية لتحديات أو قضايا معقدة ومن أمثلة هذه الاختراقات التكنولوجية العميقة: الروبوتات، وتكنولوجيا النانو، ومبادرات الطاقة النظيفة الصادرة عن مختبرات الأبحاث والأوساط الأكاديمية.