بعد 6 أشهر غياب عن الملاعب.. لماذا لقب إسماعيل بن ناصر بـ«آكل لحوم البشر»؟
تاريخ النشر: 14th, March 2024 GMT
من أعماق الظلام، عاد إسماعيل بن ناصر، ليُبهر العالم بمهاراته الاستثنائية وقوته التي لا تُقهر، فبعد موسم صعب عانى فيه من إصابة قاسية، عاد الصقر الجزائري ليفرض نفسه كأحد أهم لاعبي ميلان الإيطالي، لكن صاحب لقب «آكل لحوم البشر» لم يستسلم.
إسماعيل بن ناصر يعود بقوة بعد الإصابةلم تكن رحلة إسماعيل بن ناصر سهلة، فقد واجه تحديات كثيرة خلال الأشهر المنقضية، عقب إصابته في مايو الماضي، التي غيبته عن الملاعب لمدة 6 أشهر، وخلال تلك الفترة واجه خطر فقدان مكانه في تشكيلة الفريق الأساسية، لكن يبدو أن لقب «آكل لحوم البشر» لم يأت من فراغ، والذي منحته له صحيفة «لا جازيتا ديلو سبورت» الإيطالية.
بعد موسم صعب عاناه الدولي الجزائري إسماعيل بن ناصر لاعب ميلان الإيطالي، عاد بن ناصر ليخطف الأضواء ويصنع الحدث بشكل استثنائي، إذ عمل بجد لاستعادة لياقته وثقة مدربه ستيفانو بيولي، وبالفعل بمجرد ظهوره استطاع أن يخطف الأنظار من حوله، ويسير في الطريق الصحيح ليصبح عنصرًا لا غنى عنه في تشكيلة «الروسونيري».
سر لقب «آكل لحوم البشر»ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل أطلقت «لا جازيتا ديلو سبورت»، لقبًا جديدًا على بن ناصر وزميله الهولندي تيجاني رايندرز، إذ وصفتهما بـ«آكلي لحوم البشر» في وسط الميدان الدفاعي.
ويشير لقب «آكل لحوم البشر» إلى قدرة بن ناصر ورايندرز على استخلاص الكرة من الخصم ببراعة وشراسة، مما يجعلهما ثنائيًا صعبًا للغاية على أي فريق، وبفضل عودته القوية، أصبح بن ناصر أحد أهم لاعبي ميلان، وبات يلعب دورًا رئيسيًا في مسيرة الفريق نحو تحقيق أهدافه هذا الموسم.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: إسماعيل بن ناصر ميلان بيولي إسماعیل بن ناصر آکل لحوم البشر
إقرأ أيضاً:
الغيبيات في الدين
#الغيبيات_في_الدين
مقال الإثنين: 3 /2 /2025 ب
قلم: د. #هاشم_غرايبه
لعل أكثر ما يتحدى العقل البشري هو الإيمان بأمر لا يوجد له في قاعدة البيانات العقلية مرجعية ينتمي إليها، لأن طبيعة الفهم البشري تعتمد على مطابقة الأمر المعروض على العقل مع ما هو مثبت في الذاكرة، وعندما يكون هذا المعروض أمرا جديدا، يتم ربطه بأقرب الصور تشابها، وعندما لا ينجح هذا الربط، تبقى المعلومة مبهمة غير مفهومة.
من سخف التفكير أن يرفض الإنسان تقبل هذا الذي لم ينجح في ربطه، أو يحكم عليه بالتكذيب استنادا الى عدم معقوليته (أي عدم قدرة عقله على استيعابه)، فالعقل البشري ليس حكما موثوقا، لأن القدرات العقلية للبشر مبنية أساسا على مدى اكتساب المعارف، وهذا أمر متطور متوسع على الدوام، فما لا يعرف اليوم قد يعرف غدا، كما أن القدرات العقلية متباينة بين شخص وآخر.
وثبتت هذه الحقيقة مع تطور المعارف وتقدم علوم البشر، ويتبين على الدوام على مر العصور كم تغيرت من مفاهيم كانت تعتبر المعرفة المثلى، وكم نقضت من قناعات اعتبرت حقائق علمية مثبتة.
الدين هو مجموعة من القواعد السلوكية الضابطة لأفعال الأفراد، والمنظمة للعلاقات بينهم (المجتمعات)، التي تهدف لتنظيم الحياة البشرية والحيلولة دون تعدي بعضهم على بعض، والتي هي المنشئة للخلافات والمنازعات المؤدية الى الصراعات وإقلاق الأمن.
ولما كان الدين إلهي المنشأ، لذا فتعاليمه تمثل العدالة المطلقة، ولذلك يرحب به دائما المستضعفون لأنه ينتصر لهم من الظالمين، ويعاديه المترفون لأنه ينتقص من مكتسباتهم غير العادلة، وعلى مر العصور شكّل هؤلاء جبهة ممانعة للدين منذ أن بدأ الله بإنزاله على البشر، واعتمدوا في محاربته بداية على التشكيك في انتمائه الى الله، فقالوا إنه اخترعه مصلحون ادعوا أنهم أنبياء، ثم حاربوا من استجاب وأتبعهم، ثم اخترقوا الرسالات القديمة فقاموا بالتزوير والتحريف لإفساد الدين وحرفه عن غاياته، وفي النهاية انصبت جهودهم على تحييده لمنعه من أن يتبع كمنهج سياسي تطبقه السلطة، بحجة أنه يولد الخلافات ويؤجج الصراعات، فوضعوا بديلا بشريا لتشريعاته، ما سموه بالدساتير والقوانين وأطلق على ذلك المسعى “العلمانية”.
رغم أن البنود المنطقية في دساتيرهم هذه مشتقة من تشريعات الدين، إلا أنها محشوة ببنود تعزز سلطة الحاكم، وتضعف من قدرات المحكومين على الرقابة عليه، وذلك لأن طبقة المترفين طفيلية، تبني غناها على استغلال العامة، ولأنها تملك الثروة فهي تستأثر بالنفوذ أي التأثير على السلطة الحاكمة، والتي تخضع للمترفين فتجعل التشريعات ممالئة لهم وحامية لمصالحهم.
تكتسب تشريعات الدين قوة تأثيرها من أمرين: الأول عدالتها لأن مصدرها الإله القوي الحكيم، فلا تخضع لابتزاز ولا تأثير بشري عليها، والثانية أن الرقيب عليها قوة غيبية لا قدرة للبشر على الإفلات منها.
من هنا نفهم الحكمة من تغييب كثير من الأمور عن إدراك البشر:
1 – لا يمكن للنسبي الإحاطة بالمطلق، فمدارك البشر محدودة بقدرات حواسه، فمثلا قدرة إبصاره محدودة بمسافة معينة، وبعدها تصبح مبهمة، كما أن الأشياء الدقيقة كالجراثيم والذرة ومكوناتها لا يمكنه إبصارها، وكل ذلك جعله الخالق لمصلحته، فلو كان سيرى العوالق الدقيقة في الهواء الذي يتنفسه أو في الماء الذي يشربه لما استساغه ولباتت معيشته صعبة.
2 – إن تغييب الخالق ذاته العلية عن مدركات البشر لمصلحتهم، بدليل جواب الله العملي لموسى عندما طلب رؤيته، فعندما تجلى للجبل العظيم جعله دكا، فكيف لو تجلى للبشر!؟.
3 – إن الغيبيات مثل الملائكة والجن وموعد اليوم الأخر والجنة والنار والروح والأجل والمستقبل والرزق المقسوم ..الخ، غيبها الله عن علم البشر، لأنه لا قدرة لهم على التدخل فيها، وغيبيتها تريحهم من معرفة ما لا قدرة لهم على استيعابه، ولو عرفوها لانقطع الأمل لديهم بالأفضل ولأصبحت حياتهم تعيسة.
4 – معرفة المرء بوجود رقابة خفية ترصد كل أفعاله وأقواله أعظم تأثيرا ضابطا للسلوك من الرقابة الظاهرة له.
مما سبق نستنتج أن الغيبيات عنصر أساسي في الدين، وهي سر قوته وفعاليته في تحقيق صلاح البشر، لذلك هي أكثر ما يهاجمه معادوه، مستندين الى الحجة الباطلة وهي أنهم لا يؤمنون الا بما يروه، وهم كاذبون.. ألم يؤمنوا بالثقب الأسود الذي لا يمكن رؤيته!.