افتتح المشرف العام على مكتبة الملك عبدالعزيز العامة فيصل بن عبدالرحمن بن معمر، اليوم، معرض المصاحف الشريفة المذهبة والمزخرفة الذي تقيمه المكتبة بفرعها بحي المربع بمركز الملك عبدالعزيز التاريخي بالرياض.

ويضم المعرض 42 مصحفاً شريفاً نادراً من المصاحف المذهبة والمزخرفة التي تبرز عراقة الفنون الإسلامية في الكتابة والزخرفة والتلوين، واستلهام الآيات القرآنية في ذلك، مع تنوع الخطوط العربية وتنوع الأوراق والمصاحف المنسوخة في مراحل تاريخية مختلفة.


وفي كلمة خلال الافتتاح، رفع ابن معمر أسمى آيات الشكر والتقدير إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان – حفظهما الله– سائلاً الله تعالى أن يحفظ المملكة ويجعلها بلاد رخاء وعز وتطور وتقدم، وأن يحفظ بلاد العرب والمسلمين جميعاً.

وأوضح ابن معمر أن هذا المعرض النوعي يضم مجموعة متميزة من مقتنيات مكتبة الملك عبدالعزيز العامة من المصاحف الشريفة المذهبة والمزخرفة النادرة، ويأتي تواصلاً مع البرنامج الثقافي للمكتبة الذي يركز على إقامة المعارض النوعية خلال المناسبات الوطنية والدينية والثقافية داخل المملكة وخارجها، وأنه يأتي استناداً إلى البرامج والخطط الإستراتيجية الثقافية التي تنتهجها المكتبة للقيام بدورها المعرفي المتجدد في ظل رؤية المملكة 2030.

كما أن المكتبة اهتمت طوال 40 عاماً برصد التراث الحضاري والثقافي والعلمي من خلال الكتب والصور النادرة والمسكوكات الإسلامية، والمخطوطات والنوادر والوثائق، وعزز ذلك كله من قيمة التوجه إلى إقامة معارض نوعية تمثل في بعدها الوطني عناية المملكة العربية السعودية بالثقافة العربية الإسلامية.

وأشار إلى عناية المملكة العربية السعودية بطباعة المصحف الشريف الذي نال اهتماماً في كل مراحل الدولة السعودية، ومن خلال مطبعة المدينة المنورة تمت طباعته وترجمته إلى كل لغات العالم، ليكون في متناول كل مسلم، حيث قدمت هذه الترجمات الصورة الصحيحة المشرقة للإسلام، منوهاً في ذلك بدور مكتبة الملك عبدالعزيز العامة التي أقامت معرضاً للحج في المتحف البريطاني وفي معهد العالم العربي بباريس، وأنتجت فيلم (الحج) الذي انتشر في العالم كله منذ العام 2007م، ويوجد أكثر من 55 موقعاً ودار سينما حول العالم يعرضون الفيلم. وقد قدمت المكتبة معارض كثيرة منها : معرض الخط العربي، ومعرض الشعر العربي، ومعرض المسكوكات العربية والإسلامية عبر العصور.

وقال ابن معمر: نحن المسلمون نفخر بالحضارة الإسلامية وبعلومها وثقافتها الإنسانية، وبإنجازات العلماء المسلمين في كل مكان، وأعظم هذه الإنجازات أن القرآن الكريم ظل محفوظاً في كل المراحل سواء كان عبر ما تم تدوينه في أوائل الإسلام، وما أنجز من جمع القرآن، وأعظم إنجاز في الحضارة الإسلامية أن القرآن الكريم محفوظ في الصدور، فهذا هو السر العظيم في استمرارية الحفاظ على القرآن الكريم ، وكانت في كل فترة من فترات العالم الإسلامي بصمات رائعة في العمران والزخرفة والفنون والخطوط ، وكانت إبداعات الخطاطين لها إسهامات كبيرة جداً في تحويل الخطوط والكتابة إلى لوحات عظيمة جداً، وأن قيمة هذا المعرض تكمن في: إلقاء الضوء على فنون الزخرفة والتذهيب، وتنميق المصاحف الشريفة بمختلف مدارسها، والتعريف بها بوصفها فنا من الفنون الإسلامية البارزة.، وإيضاح أهمية التذهيب والزخرفة في مصاحبة كتابة المصاحف الشريفة ونسخها عبر العصور، والتعريف بجماليات وإبداع هذه التشكيلات والتشجيرات المستوحاة من عناصر الفن الإسلامي.

وأضاف: لقد ازدهرت الفنون الإسلامية في مختلف العصور، وهي نابعة بالأساس من تدبر آيات الله، وما جاء في القرآن الكريم من النظر إلى هذه الآيات واستلهامها في الكون والطبيعة والإنسان، وهي فنون تأثر بها العالم خاصة في الغرب، حيث ظهر ذلك جلياً من خلال الاحتكاك بين العالمين الإسلامي والغربي، ووجود مراكز التنوير الإسلامي في الأندلس وصقلية وشرق أوروبا، حيث تأثرت الحضارة الغربية بالخطوط والمنمنمات والزخرفة والأنسجة والمنسوجات والزجاج والفخار، وكانت الفنون الزخرفية الإسلامية من الصادرات الأعلى قيمة إلى أوروبا خلال العصور الوسطى; وكذلك العمارة والمعمار الإسلامي الذي نراه في تصميم البيوت والقصور والمساجد والقباب، والرسم والأرابيسك، وغيرها من العناصر الفنية الإسلامية.

واختتم كلمته بالإشارة إلى قيمة الخطوط في المصاحف وزخرفة الصفحات، حيث ذكر أن التمعن في دلالات الخطوط التي كتبت بها المصاحف وأنواعها، وأشكال الصفحات المذهبة والمزخرفة يعطي أهمية كبيرة لهذه الفنون تتمثل في أنها تشكل هوية جوهرية ووحدة فنية للعالم الإسلامي ولتاريخية الحضارة العربية الإسلامية وتأثيرها الكبير في الغرب والعالم.

الجدير بالذكر أن مكتبة الملك عبدالعزيز العامة تمتلك آلاف المخطوطات والنوادر التي تؤكد دورها المهم في حفظ التراث الوطني والعربي والإسلامي، كما تقتني المكتبة أكثر من 350 مصحفاً نادراً كتبت بجميع أنواع الخطوط خلال مختلف العصور الإسلامية.

المصدر: صحيفة عاجل

كلمات دلالية: مكتبة الملك عبدالعزيز المصاحف المذهبة مکتبة الملک عبدالعزیز العامة الفنون الإسلامیة القرآن الکریم بن معمر

إقرأ أيضاً:

“أمن المنشآت” تستعرض عربة المراقبة الميدانية في جناحها ضمن معرض “واحة الأمن” بمهرجان الملك عبدالعزيز للإبل 2025

 

البلاد (الرياض)
استعرضت قوات أمن المنشآت أمام زوّار جناحها في معرض واحة الأمن بمهرجان الملك عبدالعزيز للإبل 2025، عربة المراقبة الميدانية المزودة بكاميرات نهارية وليلية عالية الدقة، وتُعد إحدى الوسائل التقنية الحديثة الداعمة لأعمال الحماية في المواقع الحيوية. وتتيح العربة للعاملين في الميدان مراقبة المناطق المكلفين بتأمينها على مدار الساعة، مع إمكانية رصد التحركات المشبوهة بدقة وفعالية في مختلف الظروف المناخية، والإسهام في رفع الجاهزية الأمنية.
وتُجسّد العربة مستوى التطوير التقني في قوات أمن المنشآت لتعزيز قدراتها الميدانية ورفع كفاءة أعمال المراقبة والحماية للمنشآت.

مقالات مشابهة

  • الفنون الشعبية تزيّن مشاركة إمارة الباحة في مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل
  • ضبط مواطن لارتكابه مخالفة رعي في محمية الملك عبدالعزيز الملكية
  • مهرجان الملك عبدالعزيز للصقور يستحدث «شوط المدارس» لتأهيل جيل جديد من الصقارين
  • منظمة الصحة تطلق مكتبة تضم 1.6 مليون كتاب رقمي في الطب التقليدي
  • تضم 1.6 مليون سجل علمي.. "الصحة العالمية" تطلق مكتبة رقمية عن الطب التقليدي
  • ضبط مواطن لإشعاله النار في غير الأماكن المخصصة بمحمية الملك عبدالعزيز الملكية
  • وفد أميركي يطلع على الأعمال الفنية المصاحبة لمهرجان الفنون الإسلامية
  • “أمن المنشآت” تستعرض عربة المراقبة الميدانية في جناحها ضمن معرض “واحة الأمن” بمهرجان الملك عبدالعزيز للإبل 2025
  • الأمير فيصل بن سلمان يرأس الاجتماع الرابع لمجلس أمناء مكتبة الملك فهد الوطنية
  • "الأمن البيئي" يضبط مواطنًا للتخييم دون ترخيص في محمية الملك عبدالعزيز الملكية