تجميل الوجوه السياسية في الإعلام… دعوات الى الحقيقة بلا رتوش
تاريخ النشر: 15th, March 2024 GMT
15 مارس، 2024
بغداد/المسلة الحدث: كشف نواب في البرلمان العراقي، عن صفحات وهمية، تصور الانجازات في العراق، على انها فتح تاريخي لم تشهد البلاد مثلها من قبل، فيما قال وزير سابق، ان المشاريع هي إنجازات تراكمية من الحقب السابقة.
وكتب النائب مصطفى جبار سند: “يستغرب البعض لإستخدام كلمة الذباب بالرد على الحسابات الوهمية التي تدافع عن الحكومة.
وفي ذات السياق، كتب الوزير السابق لؤي الخطيب: جهود الحكومة الحالية مشكورة، لكن هذه الإدارة مطالبة بتحقيق الخدمات واستكمال المنجزات التي بدأتها عِدة حكومات سبقتها، خصوصاً أنها تشهد فترة تعافي أسعار النفط بمعدل 80 دولاراً للبرميل بعد أن ورثت احتياطي نقدي تجاوز 110 مليار دولار، واحتياطي الذهب بحدود 133 طن، ومشاريع مُنفذة تنتظر الافتتاح إذ ما كان لها أن تصل لهذه المرحلة لولا جهود الحكومات التراكمية والتكاملية السابقة رغم ما شهدته تلك الحكومات من تحديات أمنية وتدخلات اقليمية إبان فترات النزاع الطائفي والحرب ضد القاعدة وداعش فضلاً عن سنوات الانهيار الاقتصادي الذي أصاب العالم برمّته، وكذلك تدهور أسواق النفط إلى دون الـ 30 دولاراً للبرميل، وآخرها أزمة جائحة كورونا وتداعياتها على مجمل الاقتصاد العالمي وتراجعة. كل هذه الأسباب وغيرها، وتحديداً هيمنة قوى الإطار التنسيقي على المؤسستين التنفيذية والتشريعية، تجعل من حجم التوقعات كبيراً جداً تجاه كم المنجزات الحالية التي لازالت بحدود المعقول وبتفاؤل حذر.
وعندما يُطلق السياسيون العراقيون الحملات الإعلامية والصفحات الوهمية لتصوير صورة مُشرقة في البلاد، تثير هذه الخطوة تساؤلات عميقة حول جوهر الإنجازات والتقدم الذي يُعلنون عنه. فالأمر لم يعد مجرد تصوير وجهة نظر سياسية، بل يُصبح استنتاجاً معقولاً أن هناك وراء كل صورة، دوافعا سياسية ومصالح تُخفى.
تُعد هذه الصفحات الوهمية والحملات الإعلامية جزءاً من سياسات تجميل الصورة والتأثير على الرأي العام. ورغم أن البعض قد يصدق فيما يروج له هؤلاء، إلا أن الواقع يبدو مختلفًا تمامًا عن الصورة الزاهية التي يُحاولون رسمها.
في الواقع، لا يُمكننا تجاهل حقيقة المشاريع والإنجازات، لكن الكثير منها تعد تراكمية، وليست بناءً جديدًا. وبالتالي، ينبغي أن ننظر إلى الحقائق بوضوح وصدق.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
ماهي الأدوار المهمة التي يمكن أن يلعبها الإعلام في السودان في فترة ما بعد الحرب
يلعب الإعلام دوراً مفصليا في إعادة بناء المجتمع، وتحقيق السلام، والمساهمة في التنمية. إفماهي الأدوار المهمة التي يمكن أن يلعبها الإعلام في السودان في فترة ما بعد الحرب :
أولا : تعزيز السلام والمصالحة الوطنية
و لكي يتحقق ذلك يتوجب
أ. التزام وسائل الاعلام بتغطية إخبارية متوازنة وموضوعية لما يجري ، وتجنب الرسائل المتحيزة و خطابات التحريض على الكراهية..
ب. وسائل الإعلام عليها أن تعطي مساحة مقدرة لرسائل السلام والمصالحة، بالتركيز على مبادرات السلام وجهود المصالحة الوطنية النابعة من المجتمع نفسه، ذلك أن وسائل الاعلام كثيرا ما تعد رسائل تبدو و كأنها رغبة سلطوية رسمية مما يضعف التفاعل معها..
ج. على وسائل الإعلام توفير منصة للحوار حول القضايا المهمة، وإشراك جميع الأطراف بلا اقصاء لأحد.. بمشاركة متوازنة تقدم الرأي و الرأي الآخر الموضوعي بما يهدف للوصول للمشتركات في الأفكار و الأطروحات و الحلول
ثانيا . دعم إعادة الإعمار والتنمية. من خلال :
أ. تسليط الضوء على الاحتياجات الإنسانية والمجتمعية في المناطق المتأثرة بالحرب، والاسهام في توجيه جهود الإغاثة وإعادة الإعمار.
ب. متابعة المشاريع التنموية القائمة و المستحدثة في البلاد، وتسليط الضوء على الإيجابيات في هذه المشروعات..
ج. على وسائل الإعلام أن تشجع المشاركة المجتمعية في جهود إعادة الإعمار والتنمية، وإبراز قصص نجاح المواطنين و أدوارهَم في بناء مستقبل أفضل لهم و لوطنهم .
د. إحياء قيم العمل و احترام الوقت.. و تعزيز خطاب التوازن بين الحقوق و الواجبات في علاقة المواطنين و الدولة..
ذلك أنه و لفترة مضت ساد خطاب الحق على الواجب.. و آن الأوان لتصحيح كثير من المفاهيم الخاطئة حول موضوعات السلطة و الثروة، و كانت سببا في استمرار الصراع مما أضعف بنية الدولة و تسبب في تأخر جهود البناء و الاعمار و التقدم نحو الأفضل..
ثالثا : اعادة صياغة الخطاب الاعلامي السياسي و ضرورة تعزيز و نشر قيم الديمقراطية و الشورى، و حقوق الآخر و العناية و الدفاع عن حقوق الإنسان، وتسليط الضوء على الانتهاكات، والمطالبة بالعدالة .
ب. أن تضطلع وسائل الاعلام بدورها، في مراقبة الأداء الحكومي: و يجب عليها مراقبة أداء الحكومة ومؤسسات الدولة، وكشف الفساد وسوء الإدارة، والمساهمة في تعزيز الشفافية والمساءلة.
ج. توعية الجمهور بحقوقهم وواجباتهم، و الدور الذي يجب أن يقوموا به في بناء مجتمع قائم على احترام حقوق الإنسان.
رابعا؛ تعزيز خطاب اعلامي ينبني على الحقائق لا غيرها ومحاربة الشائعات و المعلومات المضللة والأخبار ذات الغرض..
أ. يجب على وسائل الإعلام التحقق من الحقائق قبل نشرها، والتأكد من مصداقية المصادر ، وتجنب نشر المعلومات المضللة والأخبار الكاذبة.
ب. على وسائل الإعلام مكافحة خطاب الكراهية والتحريض على العنف، وتعزيز التسامح والاحترام المتبادل بين جميع مكونات المجتمع.
خامسا : بناء ثقافة السلام والتسامح.
أ. هنالك قصص كثيرة و إيجابية عن التعايش السلمي والتسامح، يمكن لوسائل الإعلام أن تسهم في نشرها وتسليط الضوء على المبادرات الفردية و الرسمية و الجهود المبذولة لتعزيز الوحدة الوطنية.
ب. حسن ادارة قضايا التنوع الثقافي و تشجيع الحوار بين الثقافات وتعزيز التفاهم المتبادل والاحترام بين جميع أفراد المجتمع.
خاتمة.. خلاصة القول أن ما نحتاجه لادارة اعلام ما بعد الحرب في السودان أننا نريده اعلاما مسؤولاً ومهنياً، تقوم رؤيته على بناء مجتمع متماسك و قوي مؤمن بوحدته و تنوعه الثقافي، يسوده السلام والعدل والمساواة.
أ. يس إبراهيم
خبير اعلامي