سرايا - سلط صحف الجمعة، الضوء على العلاقة المتوترة بين الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، وقال إنها دخلت في "أزمة خطيرة".

وأشار التقرير إلى أن العلاقة بين الزعيمين والتي تمتد لما يقرب من 50 عاما تقترب من حالة من "التصدع المفتوح" مدفوعة باختلافات عميقة فيما يتعلق بأجنداتهما السياسية وأهدافهما من الحرب في غزة.



وفي تاريخ العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل الممتد لعقود من الزمن، نادرا ما كانت هناك لحظات كان فيها رئيس أميركي أقرب إلى إسرائيل وأكثر خلافا مع رئيس وزرائها كما يحصل اليوم، وفقا للصحيفة.

وتسلط العلاقة المتوترة بين بايدن ونتانياهو الضوء على حجم التباعد بين واشنطن وإسرائيل مع استمرار الصراع الإسرائيلي مع حماس في غزة، مما يثير تساؤلات حول مدى قوة العلاقات الثنائية على المدى الطويل.

وتنقل الصحيفة عن إيتامار رابينوفيتش، السفير الإسرائيلي السابق لدى الولايات المتحدة وعمل أيضا مستشارا لعدد من رؤساء الوزراء في إسرائيل القول، إن "هناك أزمة خطيرة للغاية في العلاقة" بين الطرفين.

وفي تطور استثنائي، حذر كبار مسؤولي وكالات الاستخبارات في الولايات المتحدة علنا في شهادة أمام الكونغرس هذا الأسبوع من أن المستقبل السياسي لنتانياهو في خطر شديد.

كذلك دعا زعيم الديموقراطيين في مجلس الشيوخ تشاك شومر، الخميس، إلى إجراء انتخابات جديدة في إسرائيل لاستبدال نتانياهو وهي دعوة لاقت إشادة من بايدن، الجمعة.

وقال بايدن ردا على سؤال عن تصريحات شومر بعد لقائه رئيس الوزراء الإيرلندي ليو فارادكار في البيت الأبيض، "لقد ألقى خطابا جيدا، وأعتقد أنه عبّر عن قلق جدي لا يشعر به وحده، بل أيضا كثير من الأميركيين".

وكان شومر اعتبر أن نتانياهو هو واحد من أربع "عقبات رئيسية" أمام السلام إلى جانب حركة حماس ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس والإسرائيليين اليمينيين المتطرفين. واتهمه بإحاطة نفسه بالمتطرفين.

قبل ذلك ضغط بايدن من أجل ضمان وصول المزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة وأعلن أنه يمكنه حجب المساعدات الأميركية ما لم تتخذ إسرائيل المزيد من الخطوات لحماية المدنيين.

كانت آخر مرة تراجعت فيها العلاقات الأميركية الإسرائيلية إلى هذا المستوى خلال رئاسة باراك أوباما عندما قال نتانياهو إنه لن يقبل أبدا بإقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل وندد بالاتفاق النووي مع إيران.

تقول الصحيفة إن لدى بايدن انجذاب عميق تجاه إسرائيل، مما دفعه إلى دعم حربها ضد حماس بقوة.

وفي بداية الصراع، امتد هذا الدعم حتى إلى نتانياهو، الذي زامنه بشكل متكرر خلال حياتهما السياسية الطويلة، بحسب الصحيفة.

وتضيف أنه وبدلا من الرد على احتضان بايدن، صده نتانياهو في كثير من المناسبات ومنها رفضه لمبادرة الولايات المتحدة التي تضمنت خطة لما بعد الحرب في غزة.

وتضمنت الخطة منح السلطة الفلسطينية دور أكبر في غزة وإطلاق حملة دبلوماسية جديدة لإقامة دولة فلسطينية.

أعاقت معارضة نتانياهو لهذه الخطة مساعي البيت الأبيض الرامية لتطبيع العلاقات الإسرائيلية مع المملكة العربية السعودية، مما سيحرم البيت الأبيض من تحقيق نصر دبلوماسي مهم.

يقول الزميل في مجلس العلاقات الخارجية مارتن إنديك، وهو مسؤول أميركي سابق، إن "بايدن يمنح إسرائيل دعمه مقابل بعض التكلفة السياسية، وفي النهاية يتم رفض طلباته".

ويضيف إنديك، الذي عمل سابقا سفيرا لواشنطن في إسرائيل: "لقد كان نتانياهو غير مرن وصدامي للغاية لدرجة أن بايدن اضطر لاتخاذ موقف".

يقول منتقدو نتانياهو الإسرائيليون إنه عارض خطط بايدن لما بعد الحرب في غزة من جل الحفاظ على دعم حلفائه في الائتلاف اليميني المتشدد، ولأن الوقوف في وجه الرئيس الأميركي يجذب أصوات الناخبين اليمينيين في إسرائيل.

يبلغ عمر الحكومة الإسرائيلية الحالية أقل من عام، ومن المستبعد إجراء انتخابات حتى عام 2026.

لكن استطلاعات الرأي تظهر أن معظم الإسرائيليين يتوقعون إجراء انتخابات بعد انتهاء الحرب نظرا لقلة الدعم للحكومة الحالية.

بالمقابل تواجه إدارة بايدن ضغوطا سياسية هائلة بسبب دعمها للحكومة الإسرائيلية في حربها مع حماس، بينما يتنافس الرئيس على إعادة انتخابه، خريف العام الجاري.

ويواجه بايدن انتقادات شديدة من بعض الأجنحة في حزبه لدعمه رد إسرائيل على هجوم حماس في السابع من أكتوبر عندما قتل مسلحون 1200 شخص واحتجزوا 240 رهينة، وفقا للسلطات الإسرائيلية. وأدى الرد الإسرائيلي إلى مقتل نحو 28 ألف شخص أشخاص، وفقا لوزارة الصحة في غزة.



المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: الولایات المتحدة فی إسرائیل فی غزة

إقرأ أيضاً:

نتنياهو يعلن عن الخطة الإسرائيلية للسيطرة الكاملة على قطاع غزة

القدس المحتلة - وكالات
أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الاثنين أن إسرائيل ستمضي قدمًا في خطتها للسيطرة الكاملة على قطاع غزة، مؤكدًا أن هذه الخطوة تهدف إلى "منع حركة حماس من الاستيلاء على المساعدات الإنسانية"، على حد وصفه.

وقال نتنياهو في تصريحات صحفية: "نعتزم استكمال المهمة في غزة عبر فرض السيطرة الكاملة على الميدان، لضمان عدم تمكن حماس من نهب المساعدات كما حدث في السابق"، مضيفًا أن "حماس لا تزال تشكل تهديدًا أمنيًّا ولا يمكن السماح لها بإعادة تنظيم صفوفها".

ويأتي هذا التصريح في وقت تتصاعد فيه الضغوط الدولية على إسرائيل لوقف العمليات العسكرية في القطاع، وسط تحذيرات منظمات حقوقية وإنسانية من تدهور الأوضاع الإنسانية في غزة، التي تعاني من نقص حاد في الغذاء والمياه والدواء، وتعرض واسع للبنية التحتية المدنية.

كما أشار نتنياهو إلى أن بلاده لن تقبل بأي ترتيبات أمنية في غزة لا تضمن تفكيك "المنظمات الإرهابية"، على حد تعبيره، مشددًا على أن "المرحلة المقبلة من العملية العسكرية ستشمل توسيع نطاق العمليات البرية في مناطق جديدة داخل القطاع".

من جانبها، وصفت فصائل المقاومة الفلسطينية التصريحات الإسرائيلية بأنها "محاولة لتبرير العدوان المستمر على الشعب الفلسطيني"، مؤكدة أن "المقاومة مستمرة حتى إنهاء الاحتلال ورفع الحصار عن غزة".

ويُذكر أن الأوضاع في قطاع غزة شهدت تصعيدًا كبيرًا منذ عدة أشهر، وسط عمليات عسكرية متواصلة أدت إلى آلاف الضحايا المدنيين، وتدمير واسع في الأحياء السكنية، في حين لا تزال جهود التهدئة متعثرة رغم الوساطات الإقليمية والدولية.

مقالات مشابهة

  • آلية إسرائيل لإدخال مساعدات إنسانية محدودة للغاية إلى غزة
  • كاتبة أميركية: هل ترامب صادق في إعادة تشكيل العلاقة مع إسرائيل؟
  • بعد إصابة بايدن .. إحصائية خطيرة بشأن سرطان البروستاتا
  • عاجل- السيسي يؤكد دعم مصر للبنان ورفض الانتهاكات الإسرائيلية
  • نتنياهو يعلن عن الخطة الإسرائيلية للسيطرة الكاملة على قطاع غزة
  • غارات إسرائيلية عنيفة على غزة توقع أكثر من 100 قتيل.. ونتنياهو يتحدث عن صيغتين للمفاوضات مع حماس
  • ويتكوف: سنرسل مطابخ متنقلة إلى غزة.. والوضع اللوجستي معقد للغاية
  • ويتكوف: الظروف على أرض الواقع في غزة خطيرة للغاية
  • استعدادا لفترة حاسمة.. اتصال بين روبيو ونتنياهو حول غزة وملف الأسرى
  • ترامب: غزة يجب أن تصبح منطقة حرية ونتنياهو في موقف صعب