كيف يمكن إبطاء وتيرة الشيخوخة وخفض خطر الإصابة بأمراضها؟
تاريخ النشر: 17th, March 2024 GMT
ربطت دراسة جديدة الأنظمة الغذائية الصحية بانخفاض خطر الإصابة بالخرف وتباطؤ وتيرة الشيخوخة البيولوجية، وكشفوا عن الآلية الجزئية وراء هذا التأثير الوقائي.
إقرأ المزيدولاحظ الباحثون منذ فترة طويلة أن الذين يتناولون طعاما صحيا يتمتعون بأدمغة أكثر صحة مع تقدمهم في السن، بما في ذلك انخفاض احتمالات الإصابة بالخرف.
والآن، يعتقد الباحثون أنهم يعرفون السبب: يبدو أن الأنظمة الغذائية الصحية تبطئ الشيخوخة البيولوجية، ما يساعد على حماية الدماغ.
وقال دانيال بيلسكي، الأستاذ المساعد في علم الأوبئة في كلية كولومبيا للصحة العامة ومركز كولومبيا للشيخوخة وأحد كبار مؤلفي الدراسة: "يركز الكثير من الاهتمام بالتغذية في أبحاث الخرف على الطريقة التي تؤثر بها عناصر غذائية معينة على الدماغ .. لقد اختبرنا الفرضية القائلة بأن اتباع نظام غذائي صحي يحمي من الخرف عن طريق إبطاء وتيرة الشيخوخة البيولوجية للجسم بشكل عام".
واستخدم الباحثون عقودا من البيانات من دراسة فرامنغهام للقلب، والتي بدأت في عام 1971، عندما كان عمر المشاركين في التجربة 60 عاما أو أكثر، وكانوا خالين من الخرف، وكانت لديهم أيضا بيانات غذائية وجينية وبيانات متابعة متاحة.
وتمت متابعة المشاركين في تسعة اختبارات كل 4 إلى 7 سنوات تقريبا. وفي كل متابعة، شمل جمع البيانات الفحص البدني، والاستبيانات المتعلقة بنمط الحياة، وأخذ عينات من الدم. وبدءا من عام 1991، تم اختبار الإدراك العصبي.
ومن بين 1644 مشاركا شملهم التحليل، أصيب 140 بالخرف.
ولقياس وتيرة الشيخوخة، استخدم الباحثون ساعة جينية تسمى DunedinPACE طورها بيلسكي وزملاؤه في جامعة ديوك وجامعة أوتاغو. وأوضح بيلسكي أن الساعة تقيس مدى سرعة تدهور جسم الشخص مع تقدمه في السن، "مثل عداد السرعة للعمليات البيولوجية للشيخوخة".
إقرأ المزيدوقال إيان جو، وهو أستاذ مساعد في العلوم العصبية في مركز إيرفينغ الطبي بجامعة كولومبيا والمؤلف الرئيسي الآخر للدراسة: "لدينا بعض الأدلة القوية على أن اتباع نظام غذائي صحي يمكن أن يحمي من الخرف. وهذه الحماية ليست مفهومة جيدا".
وأوضح بيلسكي: "كان اختبار الفرضية القائلة بأن الشيخوخة البيولوجية المتعددة الأنظمة هي آلية للارتباطات الأساسية بين النظام الغذائي والخرف هو الخطوة المنطقية التالية".
وتوصل الباحثون إلى أن الالتزام بشكل أكبر بحمية (MIND)، وهي مزيج من حمية داش وحمية البحر الأبيض المتوسط أدى إلى إبطاء وتيرة الشيخوخة، وفقا لقياسات DunedinPACE، بالإضافة إلى تقليل مخاطر الإصابة بالخرف والوفاة المبكرة.
وبشكل عام، حسبوا أن نحو 27% من الارتباط بين اتباع نظام غذائي صحي وانخفاض خطر الإصابة بالخرف ربما يرجع إلى تباطؤ الشيخوخة.
وقالت ألين توماس، الحاصلة على درجة الدكتوراه، وهي باحثة ما بعد الدكتوراه في قسم طب الأعصاب بجامعة كولومبيا ومعهد تاوب لأبحاث مرض ألزهايمر وشيخوخة الدماغ: "تشير النتائج التي توصلنا إليها إلى أن تباطؤ وتيرة الشيخوخة يتوسط جزءا من علاقة النظام الغذائي الصحي بانخفاض خطر الإصابة بالخرف، وبالتالي، فإن مراقبة وتيرة الشيخوخة قد تساعد في الوقاية من الخرف".
وأضافت: "ومع ذلك، فإن جزءا من الارتباط بين النظام الغذائي والخرف ما يزال غير مفسر. لذلك، نعتقد أن مواصلة التحقيق في الآليات الخاصة بالدماغ في دراسات الوساطة المصممة جيدا أمر له ما يبرره"
وعلى الرغم من النتائج، ما يزال هناك الكثير لتعلمه عن علاقة الحياة الصحية بصحة الدماغ.
المصدر: ميديكال إكسبريس
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أخبار الصحة ألزهايمر الصحة العامة امراض حمية مرض الشيخوخة مواد غذائية الشیخوخة البیولوجیة الإصابة بالخرف خطر الإصابة من الخرف
إقرأ أيضاً:
تسارع الشيخوخة.. متى يبدأ وأي الأعضاء أكثر تأثرا؟
كشفت دراسة حديثة أن عملية الشيخوخة في الأعضاء والأنسجة تتسارع بشكل ملحوظ بعد بلوغ سن الخمسين، لكنها ليست متساوية في جميع أجزاء الجسم.
فقد بينت النتائج أن الأوعية الدموية، وبالأخص الشريان الأورطي، هي التي تظهر علامات الشيخوخة بشكل أسرع من غيرها.
نشرت الدراسة في مجلة Cell العلمية، واعتمدت على تحليل عينات أنسجة من 76 متبرعاً بالأعضاء تراوحت أعمارهم بين 14 و68 عاماً، تعرضوا لإصابات دماغية عرضية.
شملت العينات أعضاء مختلفة مثل القلب والرئتين والأمعاء والبنكرياس والجلد والعضلات والدم والغدد الكظرية.
وأظهرت الأنسجة الكظرية بداية علامات الشيخوخة مبكراً حول سن الثلاثين، مما يشير إلى أن الخلل في النظام الهرموني قد يكون دافعاً رئيسياً لبدء عملية الشيخوخة العامة في الجسم، بحسب البروفسور قوانغهوي ليو من أكاديمية العلوم الصينية.
بين سن 45 و55، لوحظت زيادة حادة في علامات الشيخوخة، حيث شهد الشريان الأورطي أكبر التغيرات، تلاه البنكرياس والطحال.
ووصف ليو هذه المرحلة بأنها "عاصفة جزيئية" تؤدي إلى تغيرات واسعة في بروتينات الأعضاء، مما يمثل نقطة تحول حاسمة نحو الشيخوخة الجهازية.
اعتمد الباحثون في الدراسة على ما يعرف بـ"ساعات الشيخوخة البروتينية"، وهي تقنية حديثة تقيس تقدم الشيخوخة من خلال تحليل البروتينات في الأنسجة، بدلاً من التغييرات الجينية.
وأوضح خبراء أن هذه الطريقة تفتح آفاقاً جديدة لفهم معدلات الشيخوخة المختلفة بين الأعضاء، مثل معرفة ما إذا كانت الرئتان أكبر سناً من الدماغ، أو القلب أكبر سناً من الغدد الصماء.
تشير دراسات أخرى إلى أن تسارع الشيخوخة قد يحدث في فترات زمنية مختلفة خلال منتصف العمر، مثل سن 44 و60، بالإضافة إلى أن التغيرات في الدماغ خلال هذه المرحلة قد تؤثر على الصحة الإدراكية المستقبلية.
يؤكد الخبراء أهمية متابعة العمر البيولوجي بانتظام، لما لذلك من دور في الكشف المبكر عن نقاط التسارع في الشيخوخة، والتي يمكن مواجهتها بتحسين نمط الحياة عبر التغذية الصحية، والتمارين الرياضية، والنوم الكافي، وتقليل التوتر، وربما الأدوية.
ويشدد الباحثون على أن منتصف العمر هو فترة حرجة لصحة الشيخوخة، وأن تبني العادات الصحية مبكراً يعود بفوائد كبيرة. فعلى الرغم من عدم قدرة الإنسان على تغيير جيناته، إلا أن نمط حياته يمكن أن يؤثر إيجابياً على مقاومة الأمراض المزمنة ودعم الجهاز المناعي، ما يساهم في العيش بصحة أفضل لفترة أطول.