قصة تحول حسن الصباح من طفل عبقري لزعيم متطرف.. كيف وصف نفسه في مذكراته؟
تاريخ النشر: 18th, March 2024 GMT
لم تكن بذرة الصبي تريد الشر أو القتل، بل أنه نشأ محبا للعلم يبحث ويقوي معارفه، وفي الطفولة وقبل نقطة التحول، درس حسن الصباح الرياضيات والفلك وعلوم الدين والفلسفة، مثل صديقه عمر الخيام، وأظهرت حلقات مسلسل الحشاشين في بدايتها التي رصدت مقتطفات من طفولة «الصباح» براعته وذكائه، لكن لا أحد يعرف متى تحول الفتى الذكي لزعيم عصابة مع تسارع الأحداث التي تزيد غموضا وتشويقا يوما بعد يوم.
في كتاب «حركة الحشاشين.. تاريخ وعقائد أخطر فرقة سرية في العالم الإسلامي»، للدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة، رصد حياة حسن الصباح من مذكراته، التي يصف فيها زعيم أخطر عصابة دموية في العالم نفسه، قائلا: «منذ طفولتي بل منذ السابعة من عمري كان جل اهتمامي تلقي العلوم والمعارف والتوسع في كل ما استطيعه منها في سبيل توسيع مداركي، وكنت كأبائي نشأت على المذهب الأثنى عشر في التشيع، ولم أكن أجد في غيره طريقا للخلاص من آفات العالم».
نقطة التحول في حياة «الصباح»يروي حسن الصباح زعيم طائفة الحشاشين كما ذُكر في كتاب «الخشت» تفاصيل ذلك المنعطف الجوهري في حياته ويقول، حدث أن تعرفت في شبابي إلى أحد دعاة الإسماعيلية الفاطميين، فكنت أجادله جدالا عنيفا، وأخذ كل واحد منا يشيد بما هو عليه من عقائد مذهبية وآراء دينية.. ولم يكن لدي أي شك أو زعزعة في إيماني بالإسلام»، ومن هذا اللقاء بدأت حياة حسن الصباح تتغير، ومن اتجاهه إلى الطائفة الإسماعيلية كانت رحلته التي تسردها احداث مسلسل الحشاشين عن زعيم أخطر عصابة دموية.
ويستكمل حسن الصباح حديثه عن لقاء الشاب الذي يتبع المذهب الإسماعيلي قائلاً: «كان اعتقادي بوجود إله حي، باق، قدير، سميع، بصير، وفي وجود نبي وإمام، وفي وجود مباحات ومحظورات، وجنة ونار، وأوامر ونواهي، وكنت أفترض أن الدين والشريعة هما ما يؤمن به الناس بوجه عام والشيعة بوجه خاص، ولم يدر بخلدي أن الحقيقة يمكن البحث عنها خارج الإسلام، وكنت أعتقد أن آراء الإسماعيلية من قبيل الفلسفة وأن حاكم مصر فيلسوف».
الإيمان بالعقيدة الإسماعيلية كانت أول عوامل تغير حياة حسن الصباح، بجانب طموحة الشديد، ورغبته في إحداث تغييرات سياسية وقدرة هائلة في استخدام القوة لتحقيق أهدافه.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: حسن الصباح الحشاشين مسلسل الحشاشين كريم عبد العزيز حسن الصباح
إقرأ أيضاً:
كأس العرب ... وكأسك يا وطن!
لم نعد في حاجة لإهدار المزيد من الوقت في الحديث عن أسباب"فشل" لاعبي منتخب مصر في منافسات كأس العرب الأخيرة، فالمعركة الكلامية، وتوجيه اللكمات اللفظية لهذا أو لذاك، ليست سوى طلقات فارغة لا تفيد ، فالهزيمة وقعت، وليس لها من دون الله كاشفة.
ولكن المهم الآن وما يجب أن نتوقف عنده كثيرا، هو أن ندرك حقيقة الفكر الذي قادنا إلى الهزيمة .
والهزيمة لا تقع مع إطلاق صافرة نهاية المباراة، بل تبدأ قبل ذلك بزمن طويل، تبدأ من عقول المسئولين، ومن مكاتب بعيدة عن الملاعب، فتهزم الفريق قبل أن يدخل أرض الملعب!
و نكسة كأس العرب لم تكن مجرد نكسة رياضية فحسب، بل كان شاشة عاكسة ومرآة صادقة كشفت عن خلل خطير يضرب صميم بنية الجهاز الإداري نفسه!
في الماضي، كنا نُرجع هزائم كرة القدم لأسباب فنية: سوء حظ، أو نقص لياقة، أو تكتيك خاطئ، أو استهانة بالمنافس...
في الماضي أيضا كنا نسمى الهزائم" نكسة" أو حتى "وكسة"، ونرتضي بذلك ونكتفي به، ونصمت بعده، بينما يبقى السر الأكبر وراء كل الهزائم و" النكسات" كامنا داخلنا، ومتغلغلا في قلب المجتمع ، وهذا السر هو "غياب الوطنية لدى المسئولين".
إن الخسارة في"كأس العرب" ليست سوى قمة جبل جليد يخفي ما هو أخطر، وهو أن "كأس الوطن" نفسه أصبح مهددا، وأن مستقبل الأمة بأكملها يمكن أن ينكسر بسبب تصرفات مسئولين منشغلين بذاتهم لا بعملهم، وبمصلحتهم الشخصية لا بالمصلحة العامة!.
لقد صار واضحاً للعيان أن هناك صراعات خفية، أو ربما ليست خفية، بين أجنحة وأجهزة داخل كثير من منظوماتنا الإدارية، وأن هناك مسئولين في المؤسسات العامة يرى كل منهم نفسه "الحارس الأمين" دون سواه، وهناك من يرى منصبه "غنيمة" يجب الدفاع عنها بأي ثمن ، حتى لو كان الثمن هو سمعة مصر ذاتها!.. وهناك من يصرف كل طاقته ووقته وجهده لا لحل مشاكل الناس ولا لوضع خطط لمستقبل أفضل، وإنما لتصفية الحسابات، وتوجيه الاتهامات، وتشويه "السمعات"، وتمزيق الثياب، وفضح السوءات وكشف العورات..
وهذا هو القاتل الحقيقي لأي تقدم، وهو السر الأكبر لكل الهزائم والنكسات و"الوكسات" والانكسارات.
بالله عليكم .. كيف ننتظر أن يلعب فريق كجماعة متكاملة، بينما أجهزته الإدارية "جماعات متصارعة"؟ .. وكيف يمكن لمؤسسات أن تحقق "النصر"، في حين أن طاقاتها بالكامل تتبدد في الصراعات الداخلية بين مسئوليها؟.. وكيف نطلب من الجمهور أن يثق في "غد أفضل" بينما يرى كبار المسئولين في بعض مؤسسات الدولة تتقاتل وتتصارع كما لو كانوا أعداء وليسوا شركاء في تحقيق الصالح العام ؟
وفي يقيني أن الكارثة لن تتوقف عند خسارة بطولة كروية، بل تتخطاها إلى ما هو أبعد وأخطر، فعندما يرى المواطن هذا التصدع داخل بعض مؤسسات الدولة، وهذا الانشغال بالصراع على النفوذ بدلاً من العمل الجاد، فإن شعوره الأول يكون الإحباط، وشعوره الثاني هو فقدان الثقة.. وفقدان الثقة هو الانهيار الأكبر.
فإذا اهتزت ثقة الناس في قدرة الحكومة على إدارة شؤون البلاد حتى في الأمور البسيطة ككرة القدم، فكيف يمكن أن يُطلب منهم تحمل الصعاب لبناء مستقبل أفضل ووطن أقوى؟
وأمام هذا الحال صار لزاماً على الأجهزة الرقابية جميعا أن تتحرك - اليوم وليس غدا- لمحاسبة كل مسئول يتجاوز في مسئولياته ومهامه ، و أيضا لـ "فض الاشتباك المؤسسي" في كثير من الجهات والهيئات العامة.. يجب أن تُرسم خطوط واضحة تفصل بين مهام كل مسئول ومهام مسئول آخر، ويجب أن يلتزم جميع المسئولين أيا كانت مناصبهم ، وأيا كانت جهات عملهم،.. الكل يجب أن يلتزم بتحقيق هدف واحد أوحد، وهو: المصلحة العامة.
إن لم نقم بذلك الآن، فالحقيقة القاسية التي يجب أن نتوقعها، هي أن ما شاهدناه في كأس العرب من إهانة ومهانة وانكسار لن يكون سوى "بروفة" أولى لسلسلة من الإخفاقات التي تنتظرنا في ميادين أخرى قد تكون أشد خطراً وأكثر حساسية.