بوتين: روسيا لن تخضع للترهيب.. وفوزي دليل على صوابية النهج الحالي
تاريخ النشر: 19th, March 2024 GMT
الجديد برس:
شدّد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، على أنه “على روسيا أن تكون أكثر قوة وفعالية”، مؤكداً أنها “لن تخضع للترهيب” وأن كل خطط التنمية في البلاد “سيتم تنفيذها بالتأكيد وسيتم تحقيق الأهداف”.
وفي تصريح نقلته وكالة “تاس” الروسية، قال بوتين إن فوزه في الانتخابات “يُظهر إلى أي مدى كانت روسيا على صواب عندما اتخذت نهجها الحالي”.
وأشار إلى أن “العدد القليل من الشكاوى خلال الانتخابات يدل على جودة عمل اللجان الانتخابية”، وذلك أثناء زيارته مقر حملته الانتخابية في موسكو.
وبعد أن أعرب “عن امتنانه للروس الذين ذهبوا إلى صناديق الاقتراع، وصوتوا في الانتخابات الرئاسية”، أكد الرئيس بوتين ثقته “في إنجاز كل الخطط وتحقيق جميع الأهداف”، مضيفاً: “علينا أن ننجز مهام العملية العسكرية الخاصة وينبغي للجيش أن يكون أقوى”.
وفيما تواصل موسكو عمليتها العسكرية الخاصة في أوكرانيا، أكد بوتين أن القوات الروسية تتمتع بأفضلية على الجبهة، مضيفاً أنه نظراً للأحداث الجارية، “قد نضطر إلى إنشاء حزام أمني يصعب تجاوزه في الأراضي التي تسيطر عليها كييف”.
وعن احتمال نشوب صراع بين بلاده وحلف شمالي الأطلسي، قال الرئيس الروسي “إن كل شيء ممكن في العالم الحديث”.
وفي سياق آخر، أعرب الرئيس الروسي بوتين، من مقر حملته الانتخابية، عن ثقته في أن روسيا ستبني علاقات أقوى مع الصين في السنوات المقبلة. قائلاً إنّ “هناك الكثير من النقاط والمصالح المتوازية، سواء في المجال الاقتصادي أو في مجال السياسة الخارجية. وأنا على ثقة من أننا سنعزز في السنوات المقبلة كل هذا وسنبنى علاقاتنا ونحقق نجاحات مشتركة لصالحنا”.
وأشار بوتين إلى أهمية مبادرة الصين لطريق الحرير “حزام واحد، طريق واحد”، مؤكداً أنها مبادرة “مهمة للغاية” للرئيس شي جين بينغ.
إضافةً إلى ذلك، تناول بوتين وفاة المعارض أليكسي نافالني، مؤكداً أنها “حدث محزن”، ومعلناً أنه كان مستعداً للإفراج عنه، وذلك في إطار تبادل ببعض الأشخاص المسجونين في دول غربية.
ومن جهته، هنأ رئيس مجلس الدوما الروسي، فياتشيسلاف فولودين، بوتين على تقدمه في الانتخابات، مشيراً إلى أنها “أظهرت تماسك المجتمع”.
وقال فولودين: “تهانينا لفلاديمير بوتين على فوزه المقنع، وهذا انتصار لجميع مواطني بلدنا، الرئيس القوي يعني روسيا قوية”.
وأشار رئيس مجلس الدوما إلى أن نتيجة الانتخابات “فاقت التوقعات”، معتبراً أن “هذا رد على أولئك الذين فعلوا كل شيء لمنع روسيا من أن تصبح قوية وسعوا إلى تدميرها”.
وأضاف: “لقد أظهرت الانتخابات تماسك المجتمع، فضلاً عن أعلى مستوى من الثقة في فلاديمير بوتين. بناء على هذا الدعم، يمكن لرئيسنا أن يفعل المزيد من أجل تنمية روسيا وتحسين رفاهية المواطنين”.
وكانت النتائج الأولية بعد انتهاء الاقتراع والبدء في فرز الأصوات، قد أظهرت تصدر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بنسبة 87.34% بعد معالجة 50% من الأصوات.
ووفقاً لبيانات لجنة الانتخابات المركزية، يتصدر بوتين الاستطلاع في كل من جمهوريتي دونيتسك، ولوغانسك، ومقاطعة زابوروجيه.
كما فاز بوتين بالانتخابات الرئاسية في مقاطعة خيرسون وتصدر حتى الآن في مقاطعة بيلغورود ومقاطعة سيفاستوبول.
وتجاوز عدد الناخبين 112 مليوناً في أراضي روسيا، ووما يقارب المليونين في الخارج.
وأمام سير العملية الانتخابية بنجاح، أكد يفغيني إيفانوف، نائب وزير الخارجية الروسي، فشل خصوم موسكو في تعطيل إجراء الانتخابات بين المواطنين الروس في الخارج.
وفي السياق نفسه، أكد السفير الروسي لدى واشنطن، أناتولي أنتونوف، أنّ التقييم الأميركي للانتخابات الرئاسية الروسية “لن يؤثر في شرعيتها”.
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: الرئیس الروسی
إقرأ أيضاً:
إلى أين يقود التصعيد الحالي الحرب الروسية الأوكرانية؟
اتفق محللون سياسيون أن التصعيد الحالي في الحرب الروسية الأوكرانية يهدف إلى تحسين شروط التفاوض، لكنهم اختلفوا حول طبيعة هذه الحرب وما إذا كانت تمثل نموذجا جديدا لحروب الذكاء الاصطناعي أم أنها حرب تقليدية بأدوات حديثة.
وحسب الخبير الإستراتيجي أحمد الشريفي، فإن الصراع الدائر لا يمكن أن تسقط عليه النظريات التقليدية للحروب.
وأوضح الشريفي -في حديثه لبرنامج "ما وراء الخبر"- أن الصراع يدخل ضمن نطاق حروب الذكاء الاصطناعي التي ترتكز على القدرات القتالية، واقتصاد حربي يقوم على قوة الدولة في الاستحواذ على الذهب كبديل عن الدولار أو العملة الورقية.
وأشار إلى أن العملية الأوكرانية الأخيرة في العمق الروسي نُفذت بقدرات تسليحية لا تتجاوز 170 إلى 200 ألف دولار، وأوقعت خسائر تُقدر بـ7 مليارات دولار.
وأكد أن هذا الاختراق الذي حدث على مسافة 4700 كيلومتر عمقا داخل روسيا يدل على أن مسائل الردع التقليدي ابتداءً من الردع الاستخباري إلى الردع التعبوي لم تعد مجدية.
طبيعة الحرب
في المقابل، اختلف الخبير في الشؤون الروسية محمود حمزة مع هذا التصور، مؤكدا أن هذه الحرب ليست حرب ذكاء اصطناعي، بل حرب تقليدية ذات جبهات.
إعلانوأوضح حمزة أن التصعيد الحالي ليس جديدا ولكنه كبير، مشيرا إلى أنه يمثل حرب استنزاف متواصلة لـ3 سنوات بين الطرفين.
وربط هذا التصعيد بوصول الرئيس الأميركي دونالد ترامب للسلطة، موضحا أن الروس كانوا متفائلين جدا بترامب ووعده بإنهاء الحرب، لكنه فاجأهم بأن لديه شروطا وأنه لن يقدم هدية لموسكو بدون ثمن.
وفي تقييمه للأهداف الروسية، عبر حمزة عن قناعته الشخصية بأن الروس يريدون إنهاء الحرب في أوكرانيا، لأنهم تضرروا كثيرا من العقوبات الاقتصادية، كما انعكست الأوضاع الداخلية على حياة الناس، إضافة إلى خسائر كبيرة في المعدات والأموال والأرواح.
من جانبه، أكد أستاذ العلاقات الدولية حسني عبيدي، أن أوكرانيا استطاعت من خلال ثقة متزايدة في أجهزة استخباراتها أن تشن عمليات جريئة من داخل روسيا.
وأشار عبيدي إلى أن هذه العمليات استطاعت إقناع أجهزة الأمن والقيادات العسكرية بقدرة أوكرانيا على المقاومة.
وأكد أن أوكرانيا تدرك أن هذه العملية العسكرية واقتناع الأوروبيين بضرورة الاستمرار "سيساعد أيضا في تليين الموقف الأميركي، والحصول على الأقل على ما يُسمى بالضمانات الأمنية التي تطالب بها الدول الأوروبية".
حرب استنزاف
وفيما يتعلق بتقييم طبيعة الصراع كحرب استنزاف، اتفق المحللون على أن كلا الطرفين يسعى لاستنزاف الآخر.
وأوضح حمزة أن هذه الحرب هي حرب استنزاف، مؤكدا أن أوكرانيا لديها من يقدم لها الدعم المالي لصناعة هذه الطائرات والمسيرات، وروسيا أيضا تأخذ من اقتصادها وتصرف وتحاول أن تدافع.
وفي السياق ذاته، أكد عبيدي أنه يمكن تطبيق "نظرية الإعياء المزدوج" على الطرفين، إذ تستفيد واشنطن في النهاية عندما تتمكن من إضعاف روسيا داخل أوكرانيا.
وأشار إلى أن الحليف الأوروبي أصبح يحتاج للدعم الأميركي أكثر مما كان عليه سابقا، لافتا إلى أن روسيا لن تعود في النهاية القوة المهمة إذا كانت أميركا تخطط لحربها المقبلة مع الصين.
إعلانوحول طبيعة التعامل بين الولايات المتحدة وأوروبا مع الملف الأوكراني، أوضح حمزة أن هناك اختلافات بين أميركا والأوروبيين في الرأي حول التعامل مع الملف.
أما عبيدي فأكد أن ترامب يذهب أبعد من هذا ويقول إن أوروبا التي قدمت وعودا ذهبية لأوكرانيا للدخول إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) والاتحاد الأوروبي يجب أن تتحمل تبعات كل هذه الوعود.
وأعرب عن قناعته بأن تفاهمات إسطنبول من المفترض أن تستمر، رغم أنها لم تحقق إلا البعد الإنساني، ووافقه حمزة مؤكدا أنها مقتصرة على الجانب الإنساني لأن الموضوع السياسي معقد والمواقف متباعدة.
لكن حمزة أشار إلى وجود إصرار حتى من وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأن الاستمرار في التفاوض شيء إيجابي، ولكنه نبه في الوقت نفسه إلى أن الروس يريدون ذلك بالرغم من التصعيد العسكري.