بلومبيرغ: حظر إسرائيل للعمال الفلسطينيين يضر باقتصادها
تاريخ النشر: 19th, March 2024 GMT
توقفت مواقع البناء في إسرائيل عن العمل مع استمرار حظر دخول العمال الفلسطينيين وذلك بعد عملية طوفان الأقصى التي شنتها المقاومة الفلسطينية ضد قوات الاحتلال في منطقة غلاف غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حيث بات قطاع البناء والتشييد يعكس الأزمة الاقتصادية المصاحبة للحرب حسبما ذكر تقرير نشرته وكالة بلومبيرغ.
وحسب التقرير فإن الانفصال "المؤلم" بين الاقتصادين الإسرائيلي والفلسطيني يهدد شريان الحياة للأراضي الفلسطينية وترك شركات البناء الإسرائيلية تتدافع للحصول على عمال من الخارج، وهو التحول الذي تظهر توقعات الصناعة أنه سيستغرق سنة، في أحسن الأحوال. وكان أكثر من ثلثي الفلسطينيين العاملين في إسرائيل قبل الحرب يعملون في البناء.
وفرضت إسرائيل إغلاقا كاملا للحدود مع الضفة الغربية المحتلة مع شنها حربا مدمرة على قطاع غزة، ومنذ ذلك الحين ضاعفت حصة العمال الأجانب المسموح بدخولهم إسرائيل 3 مرات لتصل إلى 65 ألف عامل، ومعظمهم من الهند وسريلانكا، لكن حتى الآن وصل 850 فقط.
وتقدّر وزارة المالية الإسرائيلية أن غياب العمال الفلسطينيين في قطاعات البناء والزراعة والصناعة يكلف الإنتاج خسارة 3 مليارات شيكل (840 مليون دولار) شهريا. وفي الضفة الغربية تضاعفت معدلات البطالة إلى أكثر من 30%.
وقبل الحرب، كان خُمس سكان الضفة الغربية العاملين يعملون في إسرائيل أو مستوطناتها، حيث كانوا يكسبون أكثر من ضعف متوسط الأجر المحلي، وفقا للأمم المتحدة، ويبلغ إجمالي دخلهم نحو 4 مليارات دولار، ما يعادل ربع الناتج المحلي الإجمالي.
وزادت معدلات توظيف العمال الفلسطينيين في إسرائيل من الضفة الغربية تدريجيا على مدى العقدين الماضيين، ويرجع ذلك جزئيا إلى الطلب على العمال اليدويين ذوي الأجور المنخفضة في إسرائيل، وحتى أكتوبر/تشرين الأول الماضي، كان نحو 156 ألف فلسطيني يعملون في إسرائيل.
أما عمال غزة، فقد تم إغلاق حدود قطاعهم مع إسرائيل منذ عام 2005، ولم يُسمح إلا لجزء محدود من 20 ألف عامل كحد أقصى بدخول إسرائيل في السنوات الأخيرة.
تتخطى مشاكل منع العمالة الفلسطينية من دخول إسرائيل حدود الاقتصاد، وفق بلومبيرغ، فعدم التوصل إلى حل، يعرض التعاون بين قوات الأمن الإسرائيلية والسلطة الفلسطينية للخطر. ويدعو اليمينيين الإسرائيليين دولتهم إلى اغتنام الفرصة وقطع العلاقات مع الفلسطينيين، وقال اتحاد العمال الوطني، وهو اتحاد عمالي صغير يضم 100 ألف عامل: "على إسرائيل أن تتوقف عن تشغيل الفلسطينيين وتجلب العمال المهرة من بلدان أخرى".
ووفق بلومبيرغ، فإن هذه ليست وجهة نظر المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، التي كانت حتى الحرب الحالية حريصة على الحفاظ على فرص عمل للفلسطينيين حتى في أوقات التوترات المتصاعدة، وهي توصي الآن بعودة تدريجية وحذرة للفلسطينيين، جزئيا لتحقيق الاستقرار في الضفة الغربية، لكن حتى الآن، يبدو أن حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اليمينية تدعمها جماهير إسرائيلية في الوقت الذي تعمل فيه على إبقاء العمال خارجا.
وقبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول، كان واحد من بين كل 3 عمال بناء في إسرائيل فلسطينيا، فقد سيطروا على المراحل الأولى من أعمال البناء، وهو ما يعني أنه لا يمكن المضي قدما من دونهم، وتم إغلاق نحو 40% من مواقع البناء، في حين استؤنف العمل في الباقي جزئيا.
تضرر إسرائيلي
والوضع مشابه بالنسبة لقطاع البنية التحتية في إسرائيل، الذي لم يعد بإمكانه الاعتماد على ما يقرب من 10 آلاف عامل فلسطيني كانوا يعملون في هذا القطاع قبل الحرب، بل إن الاحتياجات أكثر إلحاحا بعد أن أصيبت مواقع بصواريخ أطلقت من غزة ومن جنوب لبنان.
ورغم أن البناء يمثل ما بين 6% إلى 7% فقط من الناتج المحلي الإجمالي لإسرائيل، فإنه يمثل ما يقرب من نصف الانخفاض شبه القياسي في النمو خلال الربع الأخير من عام 2023.
وقال رئيس الأبحاث في البنك المركزي الإسرائيلي، آدي بريندر إن غياب العمال الفلسطينيين يمكن أن يكلف إسرائيل بين 1.5% إلى 2% من ناتجها المحلي الإجمالي في العام المقبل وبعده.
وأشارت بلومبيرغ إلى أن اقتصاد إسرائيل الذي نما خلال العقدين الماضيين بفضل قطاع التكنولوجيا شمل التوسع السريع في الطرق والإسكان، والآن بعد أن أصبحت هذه الصناعات في حالة توقف تام تقريبا، فإن التأثيرات غير المباشرة سوف تكون واسعة النطاق.
وقال أكثر من ثلثي المصانع المحلية التي تورد مواد لقطاع البناء والتشييد إن مبيعاتها تراجعت بأكثر من 50% في يناير/ كانون الثاني الماضي.
ووفق بلومبيرغ، فإن مصدر قلق آخر في إسرائيل يتمثل في أن أسعار العقارات سترتفع، ما يزيد الضغط على المستأجرين وأصحاب المنازل في واحدة من أغلى أسواق العقارات في العالم.
ويمكن أن تنتقل عدوى التراجع الاقتصادي من قطاع البناء إلى البنوك الكبرى، إذ شكّل قطاعا البناء والعقارات ما يصل إلى 26% من إجمالي القروض في أكبر 5 بنوك في إسرائيل حتى سبتمبر/أيلول 2023، وفق وكالة موديز.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 حريات العمال الفلسطینیین الضفة الغربیة فی إسرائیل یعملون فی أکثر من
إقرأ أيضاً:
ستارمر يرفض الاعتراف بفلسطين ويدعو لوقف إطلاق النار في غزة
قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر -مساء الجمعة- إن "الحكومة لن تعترف بدولة فلسطينية إلا في إطار اتفاق سلام تفاوضي"، مما خيب آمال كثيرين في حزب العمال الذين يريدون منه أن يحذو حذو فرنسا في تسريع هذه الخطوة.
وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون -أول أمس الخميس- أن فرنسا ستعترف بدولة فلسطينية، وهي خطوة قوبلت بتنديد شديد من إسرائيل والولايات المتحدة، وذلك بعد خطوات مماثلة من إسبانيا والنرويج وأيرلندا العام الماضي.
وبعد إجرائه مباحثات مع ماكرون والمستشار الألماني فريدريش ميرتس لتناول سبل الضغط على إسرائيل لإنهاء حربها في غزة، قال ستارمر إنه "يركز على الحلول العملية التي يعتقد أنها ستحدث فرقا حقيقيا في إنهاء الحرب على غزة".
وأردف قائلا "يجب أن يكون الاعتراف بدولة فلسطينية إحدى هذه الخطوات. أنا جاد في هذا الشأن، ولكن يجب أن يكون ذلك جزءا من خطة أوسع تفضي في النهاية إلى حل الدولتين وضمان أمن الفلسطينيين والإسرائيليين على نحو دائم".
ضغوط بريطانيةوأمس الجمعة، بعث أكثر من 220 عضوا في البرلمان، أي نحو ثلث المشرعين في مجلس العموم ومعظمهم من حزب العمال، برسالة إلى ستارمر يحثونه فيها على الاعتراف بدولة فلسطينية.
وقالت حكومات بريطانية متعاقبة من قبل إنها ستعترف رسميا بدولة فلسطينية في الوقت المناسب، من دون أن تضع جدولا زمنيا أو تحدد شروطا لذلك.
ونشرت النائبة عن حزب العمال الحاكم سارة تشامبيون -التي تولت تنسيق المبادرة- نشر الرسالة في حسابها على منصة إكس.
وقالت تشامبيون إن النواب الموقعين من 9 أحزاب، بينها حزب العمال الحاكم، وحزب المحافظين المعارض، وحزب الديمقراطيين الليبراليين، وأحزاب أخرى من أسكتلندا وويلز.
وحث الموقّعون رئيس الوزراء على إعلان الاعتراف بالدولة الفلسطينية خلال مؤتمر حل الدولتين الذي يعقد في نيويورك يومي الاثنين والثلاثاء المقبلين برئاسة مشتركة من فرنسا والسعودية.
إعلانوكان موقع بلومبيرغ ذكر -أمس الجمعة- أن ستارمر يواجه ضغوطا من كبار أعضاء حكومته، ومن الرئيس الفرنسي للاعتراف الفوري بفلسطين دولة ذات سيادة.
ونقل الموقع الأميركي عن مصادر مطلعة أن وزراء بريطانيين عبروا عن استيائهم من رفض رئيس الوزراء الوفاء بوعده بدعم الدولة الفلسطينية، قائلة إن وزراء الصحة والعدل والثقافة في بريطانيا دعوا ستارمر ووزير خارجيته للتحرك بسرعة للاعتراف بفلسطين.
موقف ضعيفوردا على تصريحات ستارمر، قال صادق خان رئيس بلدية لندن ونواب من حزب العمال في لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان هذا الأسبوع إن على بريطانيا الاعتراف بدولة فلسطينية. كما قالت الوزيرة البريطانية شابانا محمود إن هذه الخطوة ستحقق "فوائد عديدة" وتبعث برسالة إلى إسرائيل.
وقالت لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان اليوم الجمعة إنه "لا يمكن للحكومة أن تستمر في انتظار الوقت النموذجي، فالتجربة تظهر أنه لن يكون هناك وقت مثالي أبدا".
وقال أحد نواب حزب العمال لرويترز إن هناك استياء داخل الحزب من موقف ستارمر بسبب عدم اتخاذ الحكومة خطوات دبلوماسية أقوى للتنديد بإسرائيل.
وأضاف "معظمنا يشعر بالغضب الشديد إزاء ما يحدث في غزة، ونعتقد أن موقفنا ضعيف للغاية".
ومن المقرر وصول الرئيس الأميركي دونالد ترامب في وقت لاحق اليوم الجمعة إلى أسكتلندا، مما عقد من موقف ستارمر حيال المسألة في وقت يبني فيه أواصر علاقة أوثق مع ترامب.
ونادرا ما تتخذ بريطانيا مواقف في السياسة الخارجية تتعارض مع سياسة الولايات المتحدة.
من جانبه، قال إتش إيه هيلر -وهو زميل مشارك في المعهد الملكي للخدمات المتحدة في لندن- إن "السؤال هنا يتمحور حول مدى الاعتماد على الولايات المتحدة، وإذا ما كانت لندن تستطيع تحمل تكلفة حدوث صدع في علاقتها مع واشنطن التي ترتبط بتحالف وثيق مع تل أبيب".
وأضاف أن "هناك شعورا على أعلى مستويات الحكم في لندن بأن إدارة ترامب يمكن أن تغير مسارها بسهولة وبشكل غير متوقع في ملفات تقلق بريطانيا بشدة".