(مصراوي)

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بينيامين نتنياهو، اليوم الثلاثاء، إن المفاوضات الجارية بشأن صفقة تبادل الأسرى يجب أن تكون "صارمة".

وطالب نتنياهو بعدم منح حركة المقاومة الإسلامية حماس جميع مطالبها من البداية، مشيرًا أن تدمير الحركة لن يكون إلا باجتياح مدينة رفح بريًا.

وندد نتنياهو، بانضمام بعض المسؤولين في الداخل الإسرائيلي إلى جانب الإدارة الأمريكية في موقفها بشأن منع أي عملية عسكرية في رفح.

وذكرت صحيفة "إسرائيل هيوم" أن نتنياهو هاجم لجنة الخارجية والأمن بالكنيست الإسرائيلي، متهمًا إياهم بالتعاون مع الإدارة الأمريكية للحيلولة دون اجتياح الجيش الإسرائيلي لمدينة رفح جنوبي قطاع غزة بريًا.

وهاجم نتنياهو عضو مجلس الحرب بيني جانتس، قائلًا "إن من يسافر إلى الولايات المتحدة عليه أن يعرف أن يقول للأمريكيين لا كما أفعل أنا"، في إشارة إلى زيارة جانتس إلى الولايات المتحدة الأخيرة بشأن مناقشة الأوضاع والتي عارضها نتنياهو بشدة قائلًا "إسرائيل لديها رئيس وزراء واحد".

وحذر نتنياهو، من رغبة القيادة الفلسطينية بشكل جماعي في تصفية "الصهيونية"، مطالبًا بإنشاء إدارة جديدة لقطاع غزة لا يكون هذا هدفها.

المصدر: مصراوي

كلمات دلالية: استوديو الأهرام رمضان 2024 مسلسلات رمضان 2024 رأس الحكمة سعر الفائدة أسعار الذهب سعر الدولار الطقس فانتازي طوفان الأقصى الحرب في السودان القيادة الفلسطينية صفقة تبادل الأسرى

إقرأ أيضاً:

"شالوم" للعابرين على السجادة الحمراء

 

الطليعة الشحرية

شالوم للسياسيين العابرين على السجادة الحمراء، ماذا جنيتم من عنصرية النظام الرأسمالي المُتخم بالتفوق العرقي؟

العرق الأبيض المتفوق وما دون هذا العرق يقع في مصاف الدونية، فضحت حرب غزة ازدواجية المعايير في أكثر من مشهد وآخرها صورة المرشحة الجمهورية السابقة للانتخابات الرئاسية الأمريكية، نيكي هيلي، تكتب عبارة "اقضوا عليهم" على قذيفة إسرائيلية خلال زيارتها لمواقع عسكرية إسرائيلية بالقرب من الحدود الشمالية مع لبنان. اشتدت حالة السعار العالمية؛ فإسرائيل محصنة وترتكب المجازر يوميًا وأمريكا لا ترى أيًا منها، وألمانيا تحول سفاراتها في القاهرة إلى مركز تحقيق وجمع معلومات استخباراتية عن المقاومة الفلسطينية من أهالي قطاع غزة، الراغبين في الحصول على تأشيرة للسفر إلى ألمانيا.

اتحدت شياطين الدنيا للقضاء على غزة ولإماتة القضية الفلسطينية، تحول النظام الدولي إلى ثورٍ هائج يثور مع تدفق الدماء في غزة، لم تحركها الإنسانية ولا الضمير، بل الخوف من أفكار وجدية تحريرية.

ألا تستطيع أمريكا وهي قوة عظمى إيقاف بحر الدماء؟ بالطبع تستطيع، وقد فعلها سابقًا الرئيس الأمريكي دوايت أيزنهاور عندما أرسل إنذارًا لكل من إسرائيل وفرنسا وبريطانيا يدعوها للانسحاب إبان العدوان الثلاثي على مصر، فأرغمت الدول المعتدية على قبول القرار الدولي والانسحاب، وهكذا تتصرف القوة العظمى تأمر فُتطاع.

أما "أمريكا بايدن" اليوم هي دولة يتحكم فيها اللوبي الصهيوني بالرشاوي عبر منظمة "آيباك"، ويُديرها كيانٌ محتل ضعيف متخبط لا يُقيم لحليفة أي وزن؛ بل يتركه ينظف من ورائه ويبرر هيجان وتخبط جيش الاحتلال للعالم وللشعب الأمريكي ويصفه بالمشروع، حول نتنياهو الولايات المتحدة الأمريكية إلى مُهرج عملاق نزقٍ وأهبل يُقاد كالثور إلى حلبة الصراع.

انقلب المشهد العالمي من الإسلاموفوبيا و"الإرهاب الإسلامي" إلى كُرهٍ وعداء لكل ما هو صهيوني، وهذا ما أشار له الكاتب الإسرائيلي العاد بن ديفيد وهو خبير في شؤون الإسلام والولايات المتحدة في جامعة بار إيلان بقوله "إن العدوان على قطاع غزة أشعل خطابًا غير مسبوق معاديًا للصهيونية بين العديد من المسلمين". ويضيف الكاتب بموقع "إسرائيل اليوم" إنه بعيدًا عن الخطاب العام، يبدو أن هذه المرة الأولى التي لا يؤدي نضال المسلمين من أجل فلسطين إلى تعزيز مكانة الإسلام والمسلمين في الغرب فحسب بل يصنفهم أيضًا بشكل إيجابي على أنهم أولئك الذين يقاتلون بنشاط من أجل العدالة وضد القهر".

هناك غرس يُغرس

تحاول إسرائيل وداعموها في الغرب شيطنة حماس ووصمها بالإرهاب لتسويغ الإرهاب الإسرائيلي الممنهج وشرعنة الدموية ولكي يجعل العالم يتقبل جنون الجيش الإسرائيلي وجعل التطهير العرقي والإبادة وسياسية العقاب الجماعي أمرا مُسلما به وطبيعيا. وفي الحقيقة أن ما تقوم به إسرائيل من قصف مكثف وتجويع وإبادة جماعية ما هي إلا محاولة بائسة وفاشلة لتحويل مسار شرعية المقاومة والتحرير من الظلم والقهر إلى عظة للمُقاوم ولمن يفكر بانتهاج نهجه، فيوغل الكيان اللقيط في سفك الدماء ليجتث شعلة المقاومة ويحولها إلى عبرة. يخشى الاحتلال والمنظومة الرأسمالية الصهيونية من خلفه من اشتعال روح المقاومة والتحرر وتحولها إلى الهام لجميع المستضعفين والمضطهدين في الأرض.

وقبل انفراط العقد يسعى الاحتلال الهش إلى تسريع عملية التطبيع مع العملاء. فالتطبيع جزء جوهري في منظومة الاحتلال الأمنية، فالتطبيع يشرع وجود كيان لقيط في المنطقة. نسفت المقاومة في 7 من أكتوبر شعور الاطمئنان الذي يسعى إليه الكيان المحتل وقطعت المقاومة الطريق على لصوص الأنظمة الوظيفية والمستفيدين من لقمة التطبيع المغموسة بالذل. وانعكست الأدوار اليوم وازداد عدد الدول الأوربية التي تعلن اعترافها بدولة فلسطين. مما يعطي أحقية شرعية للمقاومة الإسلامية حماس ويعيدها للواجهة كحركة تحرير. آثار هذا الاعتراف جنون الكيان المحتل وبالأخص أنه جاء في خضم معركة وجودية سيهزم بها عاجلًا أم آجلًا، ولكن أين تضع كل هذه الأحداث الأفراد العرب والمسلمين في خريطة المشهد العالمي القادم؟

كشاف الطوفان

أعاد طوفان الأقصى ترتيب المشهد والحسابات للمنطقة، فبعد تكاثف الاضطهاد والظلم والدموية الرأسمالية الصهيونية خلال 25 سنة في أفغانستان والعراق وسوريا والسودان وليبيا واليمن، وعلى الرغم من الدمار الذي شهدته المنطقة إلى أنه خلق نوعاً من الاكتناز لإرادة المقاومة لدى الشعوب وأعاد الطوفان فتح مخيال حر يُجيز إسقاط الأنظمة الفاشية الطاغية.

ورُب ضارة نافعة، فمع تكالب الأنظمة الرأسمالية الصليبية الصهيونية في العالم الغربي وداعميها من الأنظمة الوظيفية ومحاولتهم المستميتة لإفشال ودحض المقاومة الشعبية ودعم الكيان المحتل لوجستيًا، وماليًا، وعسكريًا، واستخباراتيًا. إلّا أن طوفان الأقصى انتشل الوعي الجمعي المُسيس ورفعه إلى مستويين إقليمي وعالمي. فعلى المستوى العربي والإسلامي وبغياب التنظيم الداخلي وغياب القدرة على نصرة بعضنا البعض خلق وعيًا للمشهد القادم سيتم الاستفراد بنا واحدا تلو الآخر إن لم يتم تذكير أنفسنا بأنَّ الإرادة الحقيقة لتحقيق العدالة ودحض الظلم واجب مشروع.

أما على مستوى الوعي الجمعي للشعوب العالم فقد انتشرت حملات صحوة عن خطورة المشروع الصهيوني الذي يقوض مشروع حقوق الإنسان والحريات كاشفاً بذلك فساد النخبة السياسية والثقافية وتحكم الصهيونية بالأنظمة بالحكومات والنظام المالي.

سياسية السجادة الحمراء

لا يمكن لمقاومة تحرُّرية مُسلحة أن تجتمع مع سياسة السجادة الحمراء، وهي الحيلة التي صيغت للمقاومة زمنًا، وحاولت تحويل مسارها فتصاعد الهوس الحصول على دولة أو نظام شبة دولة مقسمة ومتناثرة. ويتضح ذلك في كل الاتفاقيات والمعاهدات أهمها معاهدة أوسلو والمعروفة رسميًا باسم إعلان المبادئ حول ترتيبات الحكم الذاتي الانتقالي هو اتفاق سلام وقعته إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية في مدينة واشنطن الأمريكية. لتتدرج منظمة التحرير الفلسطينية وتتحول إلى مؤسسة أمنية تحمي الكيان اللقيط، فقد أقدمت أجهزة السلطة الفلسطينية بالأمس على تسليم شاب فلسطيني قتل جنديين إسرائيليين في عملية دهس نفذها قرب مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية المحتلة. ما فعله طوفان الأقصى هو إعادة الأمور إلى نصابها وكشف المتخاذلين والمتآمرين بالداخل والخارج وإعادة الاعتبار لفكرة التحرير ونقض الثوابت التي فرضتها معاهدات مشبهوة فاسدة، رفعت المقاومة سقف الآمال لتحقيق التحرير الكامل لأرض فلسطين وأعطت شرعية للمقاومة التحررية.

ما بعد الطوفان

في مقياس السلم الحضاري الإنساني اليوم يُعامل كل من ينتمي إلى عرق غير العرق الأبيض الغربي بدونية واستحقار، إيمانا بتفوق العرق الأبيض. ولهذا يسعى الغرب الرأسمالي الصهيوني وعبر مشاريعه التخريبية لخلق شعوب فقيرة تُنهب ثرواتها وتُركزها لدى الفئة المتفوقة عرقيًا. وتتجلى هذه الأفكار في التصريحات المستمرة حول حرب غزة وشرعية الإبادة تارة وتهديد ممثلي المحكمة الدولية تارة أخرى وذلك حسب ما كشفت صحيفة "الغارديان" البريطانية أن رئيس الموساد السابق يوسي كوهين هدد فاتو بنسودا المدعية العامة السابقة في المحكمة الجنائية الدولية، وحذرها من التحقيق ضد إسرائيل بتهمة جرائم حرب.

ومن المهم لأمريكا توسيع دائرة الإلهاء والصراع وذلك عبر الأنظمة الوظيفية الفاسدة وستركز على الدعاية الثقافية وتمويل مؤسسات وشخصيات إعلامية مهمتها تفكيك كل المقومات والثوابت الدينية. وستظهر جماعات بهالة إسلامية خارجية وبفكر متطرف أو مُحل وشاذ بهدف التشويه، كظهور جماعات ومساجد خاصة بالمتحولين في باكستان. وقد يتسارع الأمر ويتطلب بروز طوائف منسية كالبهرة والتي تعني التاجر وهي جماعة إسماعيلية مستعلية شغلها الشاغل حاليًا ترميم آثار الدولة الفاطمية وتجديدها استعدادًا لظهور الإمام الطيب، والبهرة هي امتداد تاريخي لطائفة الحشاشين ولها جود وأقليات في اليمن والإمارات ومصر.

كيانات شالومية

ما يقض مضجع الغرب والرأسمالية الصهيونية هو قبول حماس كجماعة تَحرُّر تحارب الظلم الاستعباد الإمبريالي الغربي الصهيوني، الشرعية التي انتزعتها حركة حماس بمثابة مسمار دُق في نعش التوسع الجشع الذي تسعى النخب المتفوقة من المليار الذهبي لتحقيقه والمحافظة عليه.

لذا قد نُشاهد طفح ماسورة القذارة لكيانات مهمشة هدامة ومشوهة، وعودة لأحلام إمارات الطوائف للمشهد العام، وهي ليست بالأمر الجديد والمستحدث فهذا نهج اعتمدته وكالة CIA الأمريكية؛ حيث تسعى وكالة الاستخبارات الأمريكية إلى توظيف الجانب الثقافي والطائفي واستخدامها للجماعات والتحركات لتحقيق مصالحها بتكلفة صفرية.

فقد استخدمت الأسلوب ذاته في حربها الباردة مع الاتحاد السوفيتي في 1945-1992 وهذا ما أميط اللثام عنه في كتاب "من الذي دفع للزمّار"، لمؤلفته فرانسيس ستونر سوندرز، والذي كشفت فيه عن اختراق وكالة الاستخبارات الأمريكية لعدد كبير من الكتاب والمفكرين في أوروبا وأنحاء أخرى من العالم، وتلاعبها بمقومات الحياة الثقافية والفنية العالمية في مواجهتها المد الشيوعي.

كشف طوفان الأقصى المستور وعرّى الأنظمة الرأسمالية الصهيونية، لذا سنرى مجهودًا جبارًا لتدليس الحقائق وتزييفها وقصفا ممنهجا للعقيدة الإسلامية عبر تمويل وكلاء وظيفيين. والشاهد على بداية الحرب الثقافية وتسطيح العقول؛ بدءًا بمركز تكوين في مصر وتصدُّر ملاعين الثقافة الهابطة الشاشات، يروجون لصعود "إرهابيي ما بعد الطوفان"، والغريب- وإن لم يكن غريبًا- هو سكون واختفاء كل دعاة الثورات العربية الذين احتلوا المشهد السياسي لزمن، باسم الإسلام، لم يؤازر أي منهم إخوتهم ولم تصدح حناجرهم بالفتاوى أو تلهج ألسنتهم بدعاء ولم تُنشر لهم بيانات، وخطابات تنديد، ووعيد!

كل تلك التنظيمات التي يُقارب عددها 450 وكانت تنتشر بين مصر وليبيا والعراق وسوريا توارت تمامًا عن المشهد العام للأمة، وانزوت وكأنها تنتظر إذنًا سماويًا أمريكيًا. سيفيض على عالمنا القادم بجهلاء الثقافة والتدين يدعون لدين "شالومي" جديد، فإذا نكص أحدكم على عاقبيه، فلا يلومن إلّا نفسه، فلا أنبياء سترسل بعد اليوم.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • القيادة الفلسطينية: يجب وقف العدوان على غزة وجميع أرض فلسطين
  • "شالوم" للعابرين على السجادة الحمراء
  • التحديات المصرية.. والأمن القومى العربى
  • تعليم البحر الأحمر تحتفى بطلاب الدبلومة الأمريكية بالغردقة
  • «الجيل»: مصر وضعت خطوطها الحمراء ووقفت بالمرصاد ضد تصفية القضية الفلسطينية
  • فلسطين تُجدد التأكيد على وجوب وقف العدوان الإسرائيلي فورًا
  • ‏القيادة الفلسطينية: يجب تسليم جميع المعابر مع قطاع غزة للسلطة الفلسطينية
  • الجهاد: نقيّم أي مقترح يضمن وقف حرب الابادة ضد شعبنا
  • نواب أمريكيون يدعون نتنياهو لالقاء كلمة أمام الكونجرس
  • نواب أمريكيون يدعون نتنياهو لالقاء كلمة أمام الكونغرس