جريدة الرؤية العمانية:
2025-05-11@22:20:04 GMT

دنيا الغجر (2)

تاريخ النشر: 20th, March 2024 GMT

دنيا الغجر (2)

 

 

مُزنة المسافر

 

 

استفق أيها الغريب.

سمعها الغريب. 

وسط بلبلة غير مسبوقة.

وقبعته مسحوقة.

أسفل وحل الخيام.

ووجد الغريب نفسه.

غير قادر على الاستيقاظ.

لم يجد خيله وسرجه.

وأين بزته؟

لقد سرقها أحدهم.

استفاق وندد وهدد.

أن أحدهم سرقه.

 

حتى جاءت العجوز ماتيان.

وطمأنته.

أنه قد تجاوز الاختبارات الكثيرة.

ولا يمكن لأحدهم أن يتجاوز اختبارات الغجر.

لأنه الغريب الذي تمكن من النيل والكسب.

بالقلوب وأن يكون بين كل الدروب.

 

العجوز ماتيان:  سنتحرك الليلة باتجاه الجنوب.

 

الغريب: ماذا حدث؟

 

 

العجوز ماتيان: لقد انتهت المعركة.

هل ستذهب لباقي الجنرالات وأنت خائب؟

دعك هنا، فأنت لهم الغائب.

 

دخل الخيمة.

رجل عملاق بسترة جلدية.

وجرح لم يطب على وجنته اليسرى.

إنه الزعيم ستيفان، واقترب من جسد الغريب الهزيل.

 

الزعيم ستيفان: لقد دسوا السم في عقلك.

يا صاح.

والقسم قد ارتسم على محياك.

أنت واحد مننا.

 

الغريب: لماذا أنا هنا؟

 

العجوز ماتيان: هل نسيت أنك تركتهم.

لقد هزموا جميعهم.

وماتوا.

وبقيت أنت الحي الذي يرزق.

 

الزعيم ستيفان: سنتحرك إلى الجنوب الليلة.

 

تحركت الأرجل.

والعيون المنتظرة.

والحصي المتناثرة.

الآن على العربة.

 

وجاء وقت الليل.

وتجمع الغجر في جموع كثيرة.

وصاروا كالغربان الغاضبة.

يتقاسمون الأشياء.

بينهم دون أي خجل.

أو وجل.

ومضي كل رجل بسكينة مسننة.

والنساء بالفساتين المزينة بالأجراس.

والأصداف، والخلخال الذي ارتمى فوق الأقدام.

وتوغلوا في الطين بنفس الحنين.

للرحيل.

 

وصاروا يرددون كلمات الذهول.

حين يقترب الشفق.

ويلامس أجبنتهم بغمامة من قلق.

ويشعرون أن المضي.

قد أعلن وقته.

والعودة للمعارك وإلى نفس تلك المسالك.

التي غادروها.

لن يعود عليهم بأي فائدة.

 

لقد ظفروا بلا شئ.

غير ذاك الغريب.

إنه الجنرال المنزوع الهمة.

وأنه يوماً ما كان في تلك القمة.

وهو الوحيد الذي لم يهين الغجر يوماً.

ولم يأتي على ذكرهم بسوء.

لذا قرروا أن يبقوه حياً يرزق بينهم. 

ويمضي في طريقهم.

ويعيش وسط أعشاشهم المؤقتة.

المنوهة على الدوام بالرحيل.

والصهيل.

 

وحين توقفت العربات.

نصبوا الخيام من جديد.

وناقشوا اسم الغريب.

 

العجوز ماتيان: الغريب؟

هل سيكون باسمه الحقيقي أم سنعطيه اسماً غجرياً؟

مثل أسماءنا الرنانة.

الغنانة.

لا أدري، إن كان يأبه.

 

الزعيم ستيفان: إنه يأبه بالتأكيد.

ماذا عن نيكولاس؟

 

العجوز ماتيان: نيكولاس؟

من يظفر بالأشياء.

وماذا لو ظفر بنا جميعاً؟

 

الزعيم ستيفان: لن يحدث يا ماتيان.

سيكون دوماً الغريب بيننا.

 

العجوز ماتيان: أيها الغريب

أنت من الآن فصاعداً ستكون نيكولاس.

 

الغجر لهم ثلاثة أسماء يا بُني.

اسم يولدون به.

واسم يسمعونه من غيرهم ولا يرددونه.

واسم يخُبرون به الغرباء.

فأنت أمام الغرباء ستكون نيكولاس.

 

الغريب: نيكولاس!.

 

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

" ناصر" الذي لَمْ يَمُتْ.. !! (٢-٢)

*٢٣اكتوبر١٩٥٤م أنتجت مصر أول (طلْقة) وازدهرت الصناعة الحربية ما بين صناعة الدبابات والطائرات والصواريخ والمعدات الثقيلة.

* نشبت حربٌ أهلية عقب ثورة اليمن ١٩٦٢م وبناء على طلب الثوار و( بقرار لم ينفرد به عبد الناصر) أرسَلَت مصر بعض القوات ١٩٦٢م لمناصرتهم وعادت ١٩٦٧م)، وكان من نتائج الحرب خروج القاعدة البريطانية من " عدن" ١٩٧١م مِمَّا أتاح لمصر اتفاقها مع اليمن علي إغلاق مضيق "باب المندب" أمام إسرائيل أثناء حرب أكتوبر ١٩٧٣م. (يعتبر المَضيق شريان الحياة لقناة السويس).

* كانت نكْسَة ١٩٦٧م نقطةَ انطلاقٍ جديدة لإعداد الجيش بإقامة المنشآت العسكرية التعليمية المتطوِّرة لتأهيل الأفراد (ضباطا وجنودا)على أعلى مستوى من الدراسة واستخدام أحدث الأسلحة والمُعِدَّات الحربية.

* ومن حنكة "عبد الناصر" العسكرية والسياسية خِداع العدو لكسب الوقت بموافقته على مبادرة "روجرز" الأمريكية ١٩٧٠م لوقف القتال مع العدو٩٠ يوماً، استغلها عبد الناصر في استكمال حائط الصواريخ بامتداد الجبهة والذي منع طيران العدو من اختراق العُمْق المصري بعد غاراته التي ردَّ بها على الضربات المصرية المُوجِعة خلال حرب الاستنزاف، فكان حائط الصواريخ من أهم عوامل نجاح عبور الجيش ١٩٧٣م والذي لم يُستَغَل على وجه أفضل لاسترداد (كل) الأرض العربية بلا تنازلات.

* فبراير١٩٩٢م أصبحت أكاديمية "ناصر" تضم: ( كلية الحرب العليا- كلية الدفاع الوطني- مركز الدراسات الإستراتيجية) لتأهيل وتنمية قدرات كبار الضباط. وكذلك تأهيل وتنمية قدرات ومهارات كبار العاملين المدنيين بالدولة لتولي المناصب القيادية.

* "عبد الناصر" لم يكن زعيماً أو رئيساً مهيباً ثائراً فَحَسْب بل رمزاً وطنياً وتاريخاً خالداً في ذاكرة مَنْ يرفعون صورته (فخراً واستلهاماً) في المناسبات الوطنية، ويُدرِكون عُمْقَ فِكره السياسي والعسكري، وقيمة مشروعاته الإنسانية والاجتماعية كمِظلَّةٍ للبُسَطاء والمُهَمَّشين.

*"جمال عبد الناصر" أُطلِقَ اسمه على أحد أهم شوارع "موسكو"، وأقيمت له تماثيل وميادين في العواصم العربية والإفريقية التي ساعد في تَحَرُّرِها من الاستعمار.

* ١٩٥٩م أصدر "عبد الناصر" قراره (٨١٥) بإنشاء مدينة بالصحراء المتاخِمة للعباسية ضِمن مشروع التَّوسُّع العمراني، واقتَرَحَتْ الوزارة إطلاق اسم "ناصر" علي المدينة الجديدة لكنه رفض الاقتراح وطلب تسميتها مدينة (نصر) باعتبارها نصراً لمشروعات الثورة العمرانية.

* وعَقِبْ وفاته أراد الرئيس " السادات" أن يُظْهِر وفاءه لعبد الناصر، وأنه سيكمل مسيرته، فأطلق اسمه على كُلِّ ما عُرِفَ باسم "ناصر" (بحيرة ناصر، استاد ناصر، معهد ناصر، أكاديمية ناصر.. الخ ) وقال جُمْلَته الشهيرة "كُلُّنا جمال عبد الناصر".

مقالات مشابهة

  • «الملك» و«الزعيم».. «القمة الكلاسيكية»
  • حوارات الزعيم.. وكمائن أبواب الجحيم
  • " ناصر" الذي لَمْ يَمُتْ.. !! (٢-٢)
  • «الوثائقية» تستعد لطرح فيلم يوثق حياة الزعيم عادل إمام
  • حقيقة اعتذار فنانين عن المشاركة في فيلم «طه الغريب»
  • الوثائقية تروي سيرة الزعيم كما لم تُروَ من قبل.. رحلة فنية وإنسانية لعادل إمام في فيلم جديد
  • حضنت الزعيم.. مايان السيد تكشف عن حلمها بعادل إمام
  • لاتسيو يحرم السيدة العجوز من الفوز في الوقت القاتل
  • لاتسيو يطعن قلب «السيدة العجوز» بـ «نقطة قاتلة»!
  • الزعيم كيم يشرف على تدريبات تحاكي شنّ هجمات نووية مضادة