وسط النقص الحاد في متخصصي الأمن السيبراني، يتساءل خبراء أمن المعلومات عن مدى أهمية التعليم الرسمي الذي تلقوه، وفقاً لبحث عالمي جديد أجرته شركة كاسبرسكي. وكشفت الدراسة أن نصف متخصصي الأمن السيبراني لم يتمكنوا من تأكيد فائدة تدريبهم الأكاديمي عندما يتعلق الأمر بمساعدتهم في وظائفهم. ونتيجةً لذلك، يتعين على هؤلاء الخبراء استثمار مواردهم في المزيد من التدريب للتعامل مع مشهد التهديدات المتطور باستمرار ومواكبة تطورات الصناعة.


وفقاً لمنظمة ISC2، المنظمة الرائدة عالمياً لمتخصصي الأمن السيبراني، تحتاج القوى العاملة في الأمن السيبراني إلى النمو بمقدار الضعف تقريباً لتعمل بكامل طاقتها وتدعم الاقتصاد العالمي. ولاستكشاف الأسباب الأصلية للنقص الحالي في مهارات الأمن السيبراني ونقص المتخصصين في مجال أمن المعلومات، أجرت شركة كاسبرسكي دراسة عالمية تلقي نظرة فاحصة على الجزء التعليمي من المشكلة وتأثيره على المسارات المهنية لهؤلاء الخبراء.
يشير العديد من خبراء أمن المعلومات إلى أن نظام التعليم منفصل عن واقع الأمن السيبراني، مما يؤدي إلى ضعف قابلية التطبيق عندما يتعلق الأمر بخبرة العمل الواقعية، إذ يعتقد نصف العاملين في المجال أن المعرفة التي يتم تدريسها في التعليم الرسمي  لم تكن كافية، حيث يرى بعضهم أنها كانت مفيدة نوعاً ما (14%)، فيما يرى آخرون أنها كانت مفيدة قليلاً (13%)، ويميل ربعهم تقريباً للقول بأنها غير مفيدة على الإطلاق (24%) عندما يتعلق الأمر بتلبية مهامهم الوظيفية. 
لتحديد العوامل التي قد تعيق المجال التعليمي، تم طرح أسئلة إضافية على المشاركين. وقال أقل من نصف المشاركين أن منهاجهم الجامعي قد قدم لهم خبرة عملية في سيناريوهات الأمن السيبراني الواقعية كمشاريع حية، حيث وافق 23% من المشاركين بشدة على ذلك، فيما وافق 26% منهم جزئياً. وبالإضافة إلى ذلك، كانت أضعف الجوانب التعليمية لمجال الأمن السيبراني هي الوصول إلى أحدث التقنيات والمعدات، وجودة التدريب الداخلي.
بينما تعد جودة البرامج التعليمية وأهميتها واحدة من المشاكل، تتمثل مشكلة أخرى في توفر تدريب الأمن السيبراني وأمن المعلومات أصلاً. وعلى سبيل المثال، يعتقد نصف خبراء الأمن السيبراني الحاليين أن توفر دورات تدريبية للأمن السيبراني أو أمن المعلومات في التعليم العالي الرسمي يتراوح بين «ضعيف» أو «ضعيف للغاية». فيما يرتفع ذلك الرقم إلى أكثر من 80% بين المهنيين الذين لديهم خبرة تتراوح بين 2-5 سنوات.
علقت إيفجينيا روكسيخ، رئيس قسم تعليم الأمن السيبراني في شركة كاسبرسكي: «يواجه تعليم الأمن السيبراني بعض التحديات فيما يتعلق بمواكبة التطورات في صناعة الأمن السيبراني. وتعني الطبيعة سريعة التطور للتهديدات السيبرانية أن البرامج التعليمية غالباً ما تكافح لضمان تحديث محتواها، مما يترك المتخصصين في مجال الأمن السيبراني يعانون من فجوات معرفية. وفي شركة كاسبرسكي، نساعد الجامعات على التغلب على تلك التحديات، وضمان التعلم المستمر والتكيف للمهنيين الشباب، من خلال إدخال الخبرات الرائدة لخبراء الصناعة لدينا في المناهج التعليمية، بحيث تجمع بين التجربة العملية والمعرفة النظرية».
لمعالجة النقص في مهارات الأمن السيبراني، تقترح كاسبرسكي نهجاً متعدد الأوجه يركز على كل من المجال الأكاديمي، والقوى العاملة في مجال أمن المعلومات، والشركات:
1. يمكن لمؤسسات التعليم العالي تحديث مناهجها الدراسية بالشراكة مع اللاعبين في مجال الأمن السيبراني ودمج أحدث معارف الصناعة في برامجها التدريبية. وتمتلك كاسبرسكي برنامجاً خاصاً للجامعات لدمج خبرات الأمن السيبراني، وهو Kaspersky Academy Alliance، الذي يوفر للمشاركين في البرنامج إمكانية الوصول إلى معرفة عالمية المستوى حول التهديدات السيبرانية، والمحاضرات، والدورات التدريبية، بالإضافة إلى أحدث التقنيات.
2. يمكن للعاملين الشباب توسيع تدريبهم الأكاديمي بإضافة خبرة وظيفية واقعية عبر استكمال التدريب العملي في أقسام أمن المعلومات أو البحث والتطوير. لذا تابع الأخبار على صفحة شركة كاسبرسكي على منصة LinkedIn لتكون أول من يعرف عن الوظائف الشاغرة في برنامج التدريب الداخلي.
3. توفر المسابقات الدولية، والتي تديرها شركات ومنظمات مختلفة لمتخصصي الأمن السيبراني، فرصة لتطوير مهاراتهم عبر التغلب على تحديات الأمن السيبراني المختلفة. وتدير شركة كاسبرسكي مسابقة Secur”IT Cup، وهي مسابقة عالمية للطلاب على اختلاف بلدانهم وخلفياتهم الأكاديمية. ويمتلك المشاركون فرصة للتنافس للحصول على جائزة بينما يطورون فهمهم لآلية العمل في المجال. 
4. يمكن للمتخصصين العاملين في مجال الأمن السيبراني اختيار التعلم المستمر عبر الحصول على دورات تدريبية وشهادات إضافية. وتوفر شركة كاسبرسكي مجموعة واسعة من برامج التدريب لمتخصصي أمن المعلومات، حيث تقدم تعليماً مهنياً للأفراد وتدريباً للشركات.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مجال الأمن السیبرانی أمن المعلومات شرکة کاسبرسکی فی مجال

إقرأ أيضاً:

“الأمن السيبراني” بموسم حج 1446هـ: جهود استراتيجية لتعزيز حماية الأنظمة والخدمات المقدمة لضيوف الرحمن 

الجزيرة – عوض مانع القحطاني

كشفت الهيئة الوطنية للأمن السيبراني عن استفادة أكثر من 300 جهة وطنية وأكثر من مليون حاج من «برنامج تعزيز الأمن السيبراني لموسم حج 1446هـ»، الذي أعدته لتعزيز الجاهزية السيبرانية للأنظمة التقنية والخدمات المقدمة خلال موسم حج هذا العام، وتطوير مهارات القدرات الوطنية المتخصصة في مجال الأمن السيبراني، ورفع مستوى الوعي بالأمن السيبراني لدى ضيوف الرحمن ومنسوبي الجهات الوطنية المشاركة في موسم حج 1446هـ، بما يسهم في تعزيز الأمن السيبراني خلال موسم الحج، ودعم الجهود الوطنية الرامية إلى تسخير جميع الإمكانات لتقديم أفضل الخدمات لضيـوف الرحمـن.
وتضمن برنامج تعزيز الأمن السيبراني لموسم حج 1446هـ أربعة مسارات رئيسية، شملت: «الرصد والاستجابة للتهديدات السيبرانية، التقييمات السيبرانية الفنية، رفع كفاءة القدرات السيبرانية، رفع الوعي بالأمن السيبراني». وتواصل الهيئة من خلال مسار الرصد والاستجابة للتهديدات السيبرانية تفعيل غرفة العمليات السيبرانية التي أنشأتها لدعم الجهات الوطنية المشاركة في موسم الحج على مدار الساعة من أجل رصد وتحليل التهديدات السيبرانية، ومشاركتها مع الجهات الوطنية، والتعامل مع أي تطورات أو أحداث سيبرانية خلال الموسم، من خلال فرق متخصصة للاستجابة للحوادث السيبرانية، كما قامت بمساندة الجهات في أعمال التقييمات السيبرانية بهدف تحديد المخاطر السيبرانية للأصول والأنظمة المتعلقة بموسم الحج، وتمكين الجهات الوطنية من تقديم خدماتها لضيوف الرحمن بكل موثوقية وأمان.

وفي مسار رفع كفاءة القدرات السيبرانية نفذت الهيئة «تمرين الأمن السيبراني لموسم حج 1446هـ»، بمشاركة أكثر من 300 جهة وطنية يمثلها أكثر من 800 مسؤول ومختص في مجال الأمن السيبراني. واشتمل التمرين على مجموعة من الأنشطة الفنية والإدارية لإيجاد الحلول المبتكرة للتحديات السيبرانية المرتبطة بالأنظمة التقنية للخدمات المقدمة خلال موسم الحج، بهدف تعزيز الجاهزية السيبرانية للجهات الوطنية خلال موسم الحج، وتنمية مهارات المختصين بالأمن السيبراني لديها، كما تضمّن إجراء محاكاة لأنواع مختلفة من الهجمات السيبرانية، باستخدام بيئة تقنية واقعية لتمكين المشاركين فيه من تطبيق آلية الاستجابة للحوادث السيبرانية الطارئة، بدءاً من الاستعداد والاكتشاف والتحليل، ثم الاحتواء والتعافي وإجراءات ما بعد الحادثة، ومشاركة المعلومات، والدروس المستفادة، وذلك عبر منصة متخصصة، تم بناؤها واستضافتها وتشغيلها محلياً بالتعاون مع الذراع التقني للهيئة، الشركة السعودية لتقنية المعلومات (سايت).

اقرأ أيضاًتقاريرمشروع الإفادة من الهدي والأضاحي يُعلن جاهزيته التشغيلية لموسم الحج

كما نفذت الهيئة ضمن مسار رفع الوعي بالأمن السيبراني مجموعة من المبادرات والأنشطة التوعوية الميدانية لرفع مستوى الوعي بالأمن السيبراني لضيوف الرحمن ومنسوبي الجهات الوطنية، تمثلت في: تنظيم المعرض التفاعلي للتوعية بالأمن السيبراني لضيوف الرحمن في مجمع صالات الحج والعمرة بمطار الملك عبدالعزيز الدولي بالتعاون مع شركة مطارات جدة، بهدف بناء ثقافة سيبرانية عالية لدى حجاج بيت الله الحرام بأساليب مبتكرة وتفاعلية، إضافة إلى تقديم إرشادات سيبرانية عبر تخصيص مجموعة من مواد التوعية السيبرانية المتنوعة لرفع مستوى الوعي بالأمن السيبراني لدى ضيوف الرحمن في أكثر من 1000 مرفق من مرافق الضيافة في منطقتي مكة المكرمة والمدينة المنورة، وذلك بالتعاون مع وزارة السياحة. وفي إطار الجهود الوطنية الرامية لتقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن، عقدت الهيئة جلسات متخصصة للتوعية بالأمن السيبراني استفاد منها أكثر من 5000 من منسوبي الجهات الوطنية المشاركة في موسم حج هذا العام.

وأطلقت الهيئة بالشراكة مع وزارة الحج والعمرة خلال موسم حج هذا العام الإصدار الثاني من “دليل التوعية السيبرانية” بهدف رفع مستوى الوعي بالأمن السيبراني خلال موسم الحج والعمرة، ويستعرض الدليل عبر 16 لغة أهمية الوعي بالأمن السيبراني، ودوره في الحد من المخاطر السيبرانية، كما تضمن تحديثات تركزت حول عدة موضوعات، شملت: “أمن التطبيقات، التحديثات الأمنية، التحقق الثنائي، كلمات المرور الآمنة، أساليب الهندسة الاجتماعية والتصيد وكيفية تجنبها، أهمية التصفح الآمن لشبكة الإنترنت، إجراء النسخ الاحتياطي بشكل دوري”، وغيرها من الموضوعات التي من شأنها الإسهام في تعزيز الممارسات الآمنة لدى ضيوف الرحمن أثناء أداء مناسكهم.

وتعد الهيئة الوطنية للأمن السيبراني الجهة المختصة بالأمن السيبراني في المملكة، والمرجع الوطني في شؤونه، وتهدف إلى تعزيزه حماية للمصالح الحيوية والبنى التحتية للدولة وأمنها الوطني، إضافة إلى حماية البنى التحتية الحساسة والقطاعات ذات الأولوية، والخدمات والأنشطة الحكومية، ووضع أطر الاستجابة للحوادث المتعلقة بالأمن السيبراني، ومتابعة الالتزام بها، وتحديثها، وبناء القدرات الوطنية المتخصصة في مجالات الأمن السيبراني، للوصول إلى فضاء سيبراني سعودي آمن وموثوق يمكّن النمو والازدهار.

مقالات مشابهة

  • ذياب بن محمد بن زايد يكرم شرطة أبوظبي ضمن مبادرة «النبض السيبراني للمرأة والأسرة»
  • ذياب بن محمد يكرم شرطة أبوظبي ضمن مبادرة «النبض السيبراني للمرأة والأسرة»
  • “الأمن السيبراني” بموسم حج 1446هـ: جهود استراتيجية لتعزيز حماية الأنظمة والخدمات المقدمة لضيوف الرحمن 
  • تحت رعاية الشيخة فاطمة.. ذياب بن محمد بن زايد يشهد حفل تخريج الدفعة الثانية من مبادرة «النبض السيبراني للمرأة والأسرة»
  • ذياب بن محمد يشهد حفل تخريج ثانية دفعات «النبض السيبراني للمرأة والأسرة»
  • شركة "إتش" الفرنسية تطلق 3 نماذج جديدة للذكاء الاصطناعي
  • أكاديمية طويق تحصل على اعتماد عالمي جديد في الأمن السيبراني من "EC-Council"
  • بدء إصدار ترخيص خدمات مركز “الأمن السيبراني”
  • الهيئة الوطنية للأمن السيبراني تعلن بدء إصدار «ترخيص تقديم خدمات مركز عمليات الأمن السيبراني المُدار» من المستوى الثاني
  • من العمل الفدرالي إلى طوابير الإعانة.. وجه آخر للجوع في أميركا