يقول الكاتب الروسي فالنتين ميليكوف إن رئيس اللجنة العسكرية لحلف شمال الأطلسي (الناتو) روب باور وصل إلى كييف -الأربعاء الماضي- وأعلن أن الحلف مستعد للصراع مع روسيا، لكنه لن ينشر قوات في أوكرانيا.

وأوضح الكاتب -في تقرير له بموقع "نيوز ري" الروسي- أن باور أعلن بوضوح، في مقابلة مع وزارة الدفاع الأوكرانية، أن الناتو لن يرسل قوات إلى أوكرانيا، قائلا: "يمكنني تكرار ما قاله الأمين العام للحلف: لا توجد قوات للناتو في أوكرانيا، ولا توجد خطط لنشرها".

خطة قديمة

ونقل الكاتب عن باور توضيحه أن حلف الناتو يستعد للحرب ضد روسيا منذ 10 سنوات، وأنهم بدؤوا التفكير في هذا الأمر بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم عام 2014، إذ قال رئيس اللجنة العسكرية "كانت تلك لحظة بالغة الأهمية عندما أدرك الناتو ضرورة العودة إلى الأمن الجماعي. هذه واحدة من مهامنا الرئيسية. وعلى مدى السنوات العشرين إلى الثلاثين الماضية، ركزنا فقط على الاستجابة لحالات الأزمات".

ويضيف باور: "هل نحن مستعدون؟ الجواب: نعم، هذه مهمتنا الرئيسية أن نكون مستعدين. فإذا حدث شيء ما اليوم، يتعين علينا القتال بما بين أيدينا".

ونسب التقرير إلى ديمتري بيسكوف -السكرتير الصحفي للرئيس الروسي- قوله إن روسيا في حالة حرب مع الناتو بدأت عندما انخرط كل الغرب في ما كان يحدث في أوكرانيا، مضيفا أن على الجميع فهم ذلك من أجل التعبئة الداخلية.

فرنسا تدرس إرسال قوات

وأشار التقرير إلى ما قاله الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم 26 فبراير/شباط الماضي، في قمة استثنائية لحلف شمال الأطلسي من أنه يدرس خيار إرسال قوات فرنسية لأوكرانيا، وإلى إشارة وسائل الإعلام لاهتمامه في المقام الأول بالدفاع عن منطقة أوديسا، حيث تقع آخر الموانئ الرئيسية في أوكرانيا.

وقال الكاتب إن معظم دول الناتو عارضت إعلان ماكرون، ورفضت جميعها تقريبا فكرة إرسال قوات، بما في ذلك الولايات المتحدة وألمانيا، ومع ذلك، قال الكاتب، بدؤوا في بولندا ودول البلطيق، بعد ذلك، يتحدثون عن "الاحتمال النظري" لإرسال قوات الناتو إلى أوكرانيا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات فی أوکرانیا

إقرأ أيضاً:

كيف تمكنت أوكرانيا من ضرب الطائرات في العمق الروسي؟

أعلنت أوكرانيا، أمس الأحد، تنفيذ واحدة من أكثر عملياتها الخاصة جرأة منذ اندلاع الحرب، حيث شنّت هجوماً جوياً واسعاً باستخدام طائرات مسيرة استهدف العمق الروسي. ووفقاً لتقارير غربية، أسفرت الضربات عن تدمير أو تعطيل أكثر من 40 طائرة عسكرية روسية موزعة على عدة قواعد جوية.

واستهدفت العملية – التي صُممت لتوجيه ضربة مباشرة لأهم أصول روسيا الجوية الإستراتيجية – تجهيزات لا يمكن تعويضها بسهولة أو بتكلفة معقولة. وأفادت هيئة الأركان العامة الأوكرانية، عبر تطبيق "تليغرام"، بأن الأضرار الأولية قُدّرت بما يزيد عن ملياري دولار، فيما ذكرت شبكة "سي إن بي سي" أن تقديرات استخبارات كييف تشير إلى أن الخسائر في الطيران الإستراتيجي الروسي قد تصل إلى 7 مليارات دولار.

وأشارت التقارير إلى أن هذه الخسائر لم تقتصر على الطائرات فقط، بل شملت أيضاً الذخائر والوقود والبنية التحتية التي دُمرت نتيجة انفجارات ثانوية. وبينما لم تصدر تأكيدات مستقلة حتى اللحظة بشأن حجم الأضرار، فإن التقديرات المتحفظة تشير إلى انتكاسة كبيرة في القدرات الجوية الروسية، مع خسائر مالية فادحة.

العملية التي أُطلق عليها اسم "شبكة العنكبوت" (Web)، شملت استخدام 117 طائرة مسيرة، ووفق ما أعلنه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطاب مسجّل، فقد استهدفت هذه الطائرات نحو 34% من منصات إطلاق صواريخ كروز الإستراتيجية الروسية في القواعد الجوية المعنية.

وأكد زيلينسكي أن منفذي العملية انسحبوا من الأراضي الروسية في الوقت المناسب، فيما نقل الصحفي الأوكراني سيرغي براتشوك عن مصادر أمنية أن عناصر العملية موجودون داخل أوكرانيا منذ فترة طويلة، وأن الادعاءات الروسية بشأن توقيف منفذين لا علاقة لها بالهجوم.

وكشف زيلينسكي أن التخطيط للعملية استغرق عاماً ونصف تقريباً – تحديداً سنة و6 أشهر و9 أيام – ما يجعلها من أكثر العمليات تعقيداً وطولاً في التحضير منذ بدء الحرب. وقد نُفذت الضربات الجوية المتزامنة في ثلاث مناطق زمنية مختلفة، واستهدفت أربع قواعد روسية رئيسية.

وبحسب مصادر أوكرانية، فإن القواعد المستهدفة تضمنت قاعدة "بيلايا" في إيركوتسك بسَيْبيريا، على بعد أكثر من 4000 كيلومتر من الحدود الأوكرانية، وقاعدة "أولينيا" في مورمانسك، و"ديغيليفو" في ريازان، و"إيفانوفو" شمال شرق موسكو. كما أظهرت مقاطع مصورة غير موثقة تعرض قاعدة "أولينيغورسك" لهجوم، بالإضافة إلى انفجارات قرب مقر الأسطول الشمالي الروسي، الذي يضم غواصات نووية من طراز "ياسن" قادرة على إطلاق صواريخ كروز. وقد نفت موسكو استهداف أسطولها في هذه العملية.

ووفق روايات أوكرانية، فقد جرى على مدى أشهر تهريب طائرات FPV صغيرة إلى داخل روسيا، وإخفاؤها داخل "كبائن" خشبية متنقلة تم تركيبها في مستودعات مؤجرة، منها مستودع في تشيليابينسك استُؤجر بمبلغ يعادل 4500 دولار. وعند ساعة الصفر، أُطلقت الطائرات من هذه الكبائن المتنقلة نحو أهدافها الجوية.

وأوضحت المصادر أن الطائرات المستهدفة شملت قاذفات إستراتيجية من طراز "تو-95 إم إس" و"تو-22 إم 3"، بالإضافة إلى طائرة إنذار مبكر من طراز "A-50". وأظهرت صور غير واضحة نشرتها الاستخبارات الأوكرانية اندلاع حرائق ضخمة في طائرات روسية.

كما تحدثت مزاعم، لم تؤكد بعد، عن تدمير قاذفتين من طراز "توبوليف-160" المعروفة بـ"البجعة البيضاء"، وهي من أندر وأهم منصات الردع الإستراتيجي النووي الروسي. وأشار الصحفي الأوكراني ألكسندر كوفالينكو إلى أن إصابات هذه الطائرات تُعد بالغة، وقد يصعب على المجمع الصناعي الروسي إعادة تأهيلها، في ظل توقف موسكو منذ سنوات عن إنتاج طائرات إستراتيجية جديدة.

وفي حال تأكدت هذه المعطيات، فإن الضربة تمثل اختراقاً غير مسبوق للمجال الروسي، إذ وصلت الطائرات المسيرة إلى أهداف عسكرية شديدة التحصين على مسافات بعيدة من الجبهة، محدثة خسائر تقدر بمليارات الدولارات، والأخطر أنها أصابت أصولاً مرتبطة مباشرة بالردع النووي الروسي، ما ينذر بتصعيد كبير محتمل.

وفي الداخل الروسي، أظهرت الصور المتداولة ومشاهد شهود عيان حالة من الفوضى في القواعد المتضررة، حيث شوهدت بقايا محترقة وطواقم إطفاء، فيما أكّد حاكم إيركوتسك وقوع هجوم على مطار بيلايا باستخدام طائرات مسيرة أُطلقت من شاحنة قرب القاعدة.

من جانبها، قللت وزارة الدفاع الروسية من أهمية العملية، ووصفتها بأنها "هجوم إرهابي فاشل". وأعلنت أن الضربات استهدفت خمس مناطق، لكنها زعمت التصدي لكافة الهجمات.

وردّت موسكو على العملية بهجوم صاروخي واسع النطاق خلال الليل، أطلقت فيه 472 طائرة مسيرة – معظمها من طراز "شاهد" الإيراني – إلى جانب صواريخ باليستية وكروز، لكن كييف أعلنت إسقاط 385 هدفاً جوياً عبر دفاعاتها.

ويكشف تباين الردين عن اختلاف في الاستراتيجية الجوية، إذ تركز أوكرانيا على ضرب أهداف عالية القيمة باستخدام مسيرات دقيقة، بينما تعتمد روسيا على تكتيك "إغراق الدفاعات" من خلال أسراب ضخمة من مسيرات منخفضة التكلفة تستهدف البنية التحتية والمعنويات.

ووفق تحليل صدر مؤخراً عن مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية (CSIS)، فإن الهجمات الروسية باستخدام مسيّرات "شاهد" تشير إلى تحوّل تدريجي نحو حرب استنزاف جوية تهدف إلى إنهاك الدفاعات الأوكرانية.

ويرى محللون أن عملية "شبكة العنكبوت" تمثل امتداداً للثورة في استخدام الطائرات المسيّرة التي تسارعت في نزاعات حديثة، لاسيما حرب قره باغ عام 2020، التي أثبتت فيها المسيّرات قدرتها على تدمير منظومات ثقيلة، وتغيير موازين المعركة.

مقالات مشابهة

  • صحيفة روسية: حاملة الطائرات البريطانية الأكثر شهرة تتجه إلى الحوثيين للانتحار
  • الرئيس الليتواني يحذر من الغزو الروسي لبلاده
  • بريطانيا تستعد لبناء 12 غواصة و6 مصانع ذخيرة وستارمر يؤكد أن التهديد الروسي "لا يمكن تجاهله"
  • في ذكراها السادسة كيف أدت مجزرة فض الاعتصام للحرب؟
  • كيف تمكنت أوكرانيا من ضرب الطائرات في العمق الروسي؟
  • أوكرانيا تعلن إرسال وفد إلى إسطنبول
  • 472 مسيرة روسية استهدفت أوكرانيا ليلا
  • بريطانيا تعلن استعدادها لمواجهة مسلحة مع روسيا
  • صحيفة روسية: هذا الرجل يتقلب في قبره بسبب ترامب
  • الرئيس الفرنسي: تايوان قد تصبح أوكرانيا جديدة