بوابة الوفد:
2025-07-29@19:09:00 GMT

نفحات

تاريخ النشر: 23rd, March 2024 GMT

 

 

من أعظم (أسرار السَّعادة) التى يجهلها، أو يغفل عنها، كثيرٌ من الناس: أن تعلم أنه لا يملكُ أحدٌ، كائنًا مَن كان، أن يُلحِقَ بك أيَّ ضررٍ، صغيرٍ أو كبير! لأنَّ الله بحكمته البالغةِ - التى تُبْهِرُ العقول - قد جعل من سنن هذا الكون الذى نعيش فيه (سنَّةً ربَّانية) لا تتخلف أبداً؛ وهى أنَّه لا يتضررَ بالفِعل السَّيِّئ إلا صاحبه.

قال ربنا تبارك وتعالى: (ولا يَحِيقُ المَكْرُ السَّيِّئُ إلّا بِأهْلِهِ) ثم بيَّن - تبارك وتعالى - أنَّ هذه سنَّة ربانيَّة لا تتخلف أبداً وأنَّها الطريقة التى عامل بها كلَّ العباد منذ بدء الخليقة، فقال تعالى عن الذين يمكرون: (فَهَلْ يَنْظُرُونَ إلّا سُنَّتَ الأوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا ولَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا) إذاً، فهذه هى (القاعدة): لا يتضرَّر بالمكر السَّـيِّئ إلا صاحبُه وكلَّ مَن أَصَابَهُم شىءٌ مِن (رذاذ) فِعلٍ سيئ فعله غيرهم، فلا يكونُ لهم إلا أذىً فى الظَّاهر، ثم لا يلبثُ أن يكونَ (مِفتاحًا) لأبوابٍ مِن الخيرات لا يُحصيها إلا الله. فلولا مُحاولة إخوةُ يوسف أن يضرُّوه (بالقتل) لَمَا صارَ عزيز مصر، ولو تأملتَ (صلح الحُديبية) وما حصل للمسلمين بسببه من الخيرات والمنافع لرأيت عجباً عُجاباً من حكمة الله ولطفه بعباده الذين (لا يمكرون) ولذلك سمَّى الله تبارك وتعالى صلح الحديبية (فتحاً)، فقال سبحانه وتعالى: (إنّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا) مع أنَّ ظاهره شروط تعسفية جائرة مُهينة للمسلمين حتى قال بعض كبار الصَّحابة: يا رسول الله! ألسنا على الحق وهم على الباطل؟! علام - إذاً - نعطى الدَّنـيَّـة فى ديننا؟! وعلى هذا، فاعلم أنه لن يفعل أحدٌ من الإنس والجن شيئاً يريد الإضرار بك إلا كان فى نهاية الأمر مفتاحاً لكثير من الخيرات لك. وتأمَّل فى حياتك - بعينِ الحكمة والإيمان - وانظر كم هى الخيرات التى تنعمُ بها اليوم والتى ما كانت لِتَطرُقَ بابَكَ لولا مكرُ مَن مَكَرَ بك من خصومٍ أو أعداء. ومن الأصول التى تتفرع عنها هذه السُّنة الربانية، أن (الأرزاق قد كُتبت)، والأقلام قد رُفِعَت، والصُّحُفُ قد جَفَّت. فالرِّزق الذى كتبه الله لك، سيأتيك لا محالة، وسيأتيك (كاملاً) لا نقص فيه. ولو اجتمع الأنس والجن على عداوتك، وأرادوا أن يمكروا بك ليضرُّوك، أو ليذهبوا بشىء مِن رزقك، (فلن يستطيعوا) ولو كان بعضهم لبعضٍ ظهيرا. قال النبى صلى الله عليه وسلم: «واعلم‏:‏ أنَّ الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشىء، لم ينفعوك إلا بشىء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضرُّوك بشىء، لم يضرُّوك بشىء إلَّا بشىء قد كتبه الله عليك».

 

 

 

 

 

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

رحلة النغم والألم ( 2 )

يستمر "عبد الحليم حافظ" في الحديث معى فيعرض إلى سرد المعالم الرئيسية في مشواره الفني وتعامله مع الجمهور، فيقول لى بثقة الفنان الأصيل المترع بالذوق الرفيع والإحساس الصادق: "أنا أحمل على أكتافي مهمة تبسيط الأداء، وهذا ما دفع بالجيل الغنائى الجديد أن يتجه صوب هذا الطريق". عندما يعرج على بداية حياته يقول في أسى المكلوم: " تحملت الصدمات منذ البداية لا سيما عندما عزف الجمهور عن الاستماع إلىّ، وطالبنى بالنزول عن المسرح وصاح البعض: "إيه ده اللى انت بتعمله؟". بيد أنى لم أحبط وتمسكت بالبقاء على المسرح حتى أحقق الهدف الذي جئت من أجله. تعاملت يومها مع السهل الممتنع، وهي مسألة في غاية الصعوبة".

وأسأله: هل توقعت هذه البداية من الجمهور؟ وكيف رسم لنفسه طريق الخروج من أزمة الموقف؟ فقال: "كل وسيلتي يومها كانت الاستمرار في البقاء وعدم مغادرة المسرح". ويردف قائلا: " أنا لا أعيش في أفكار مسبقة قبل مواجهتي للجمهور باستثناء العمل الغنائي. عندما أتجه إلى المسرح أتصرف بالبساطة. ما يأتى وأنا على المسرح يكون رد فعل للحظة ذاتها. فما كان من الممكن أن أرسم صورة مسبقة لمواجهة الجمهور، لأنني لو فعلت ذلك سأفشل، وأنعزل عن أحاسيس الناس. وأنا في ذلك أسير وفق ما قاله " هيتشكوك" ذاته:" كل واحد منا في إمكانه أن يمثل شرط أن يعطى للدور ما هو مطلوب".

ويحدثني عما كان يشغله في تعامله مع الأحداث والتطورات، فيقول: "تشغلنى المشاكل الاجتماعية بكل أشكالها. ولقد أدركت أن ما نعانى منه من فقر ومرض سببه الأول والأخير هو الجهل، ولهذا كان يتعين على التعليم أن يسلك الطريق الصحيح. ومن الطبيعى أن التعليم لا يتم إلا عن طريق إنشاء الجامعات، والإسهام في بناء الكليات، ولا بد من تعاون الحكومة والشعب لمحو الجهل والأمية. أمر آخر يشغلنى هو مسألة الحروب، فهي إذا انتهت في مكان اندلعت في مكان آخر. والمثال واضح أمامنا، فالحرب قد تتوقف في فيتنام لتندلع في الشرق الأوسط. وهناك مشكلة عدم استقرار في العالم، مع مشكلة تضخم السكن وغلاء المعيشة، وهذا ليس في مصر فقط وإنما في كل مكان في العالم".

ويتحدث "عبد الحليم حافظ" عن المشاكل التى قد تعرض للشباب فيقول:" مشكلة الشباب ذاتها هى التى تدفعهم إلى تدمير أنفسهم كى يشعر العالم بوجودهم، وانسياقهم في تيارات اللامبالاة، ونبذهم لوجوه الحياة، وهو ما يؤدى بهم إلى العيش في قلق دائم وتوجس، ويزداد الأمر وطأة بأن يجابه الشباب الطرق المسدودة في مختلف المجالات".

ويحدثنى "عبد الحليم" عما يفعله في أوقات الفراغ فيقول:" أعيش مع الموسيقى معشوقتى، فأستمع إليها، وأشاهد الأفلام السينمائية بكل ألوانها، وأمارس رياضة "البنغ بونغ"، وأقرأ في الأدب والسياسة". أما الأمور التى تتكرر كثيرا معه فتتعلق بالمشاعر مع المعجبين، وكلمات التقدير التي يخطها لهم سواء على صورة من صوره، أو على ورقة في " الأوتوجراف" فيقول: " كل تمنياتى بالسعادة والحب"، ويردف " عبد الحليم" قائلا: لقد اكتشفت قبل عامين أنها كلماتى الدائمة التى أكتبها للناس في معرض تقديرى لمشاعرهم تجاه أعمالى الفنية".

لقد بدا لى "عبد الحليم حافظ" ــ الذى يحمل بين أضلاعه كميات مكثفة من المشاعر والألم ــ أنه لم يصب بردود فعل سلبية من جراء ذلك، بل على العكس فإن كل الألم الذى اختصه والتصق به زاد من رهافة حسه، وزاد من نظرته الصافية تجاه الناس والأشياء، ولهذا غدا المألوف منه هو العبارة التي يعلق بها على كل ما يكتبه المعجبون به والتي اختصرها في قوله: "كل تمنياتي لكم بالسعادة والحب".

مقالات مشابهة

  • عثرت على اوراقي الثبوتية.. شكرا لكم ولابى فارس
  • نصائح للنفساء
  • أحزاب المشترك تبارك انطلاق المرحلة الرابعة من الحصار البحري على العدو
  • رئاسة مجلس الشورى تبارك قرار القوات المسلحة إعلان المرحلة الرابعة من الحصار البحري على العدو الصهيوني
  • رئاسة مجلس الشورى تبارك قرار القوات المسلحة إعلان المرحلة الرابعة من الحصار البحري على العدو
  • الأحزاب المناهضة للعدوان تبارك بدء المرحلة الرابعة من الحصار البحري على العدو الصهيوني
  • "المجاهدين" تبارك إعلان اليمن المرحلة الرابعة من الحصار البحري للاحتلال
  • رحلة النغم والألم ( 2 )
  • هل الحر الشديد غضب إلهي؟.. عضو الأزهر للفتوى يجيب
  • حكم استخدام الموسيقى للمساعدة في التعليم .. الإفتاء تجيب