البوابة نيوز:
2025-07-05@13:26:49 GMT

في عيدها.. الأم المصرية على "خط نار الأسعار"

تاريخ النشر: 24th, March 2024 GMT

كثيرة هي التحديات التي تواجهها الأم المصرية، وتتصدى لها بشجاعة نادرة، وبسالة منقطعة النظير. تحدياتٌ تبرز في العمل ومشكلاته اليومية، وفي البيت ومتطلبات الأسرة المعتادة، أو في طريقة وأسلوب تربية الأبناء بشكل تربوي سليم، خصوصًا في ظل تطور تكنولوجي غير مسبوق بات يفرض شروطه القاسية على الأسرة، وكادت أدواته المتمثلة في الفضاء الإلكتروني الهائل، ووسائل التواصل وتطبيقاتها المغرية، تنتزع من الأم "زمام السيطرة" على تربية الأطفال وتهيئة النشء، والتي كانت تمسك "عصا القيادة" فيها، بمشاركة ثانوية من الأب والمدرسة.

في يوم عيدها "عيد الأم"، الذي يوافق الحادي والعشرين من مارس كل عام، تواجه "ست البيت المصرية" تحديًا من نوع آخر، وهو "غول الغلاء" الذي يتوحش كل يوم، و"نار الأسعار" التي تزداد دائرة اتساعها بمعدلات مجنونة، باتت تتطلب حلولًا غير تقليدية من "وزير مالية الأسرة"، كما يصفها خبراء الاقتصاد وعلماء الاجتماع.

صحيح أن موجات الغلاء تضرب العالم وبر مصر منذ سنوات عدة، وتُنهك المواطنين جميعًا على اختلاف مستوياتهم الاجتماعية والمادية، لكن الموجة الحالية هي الأعنف والأشد ضراوة، إذ طالت كل شيء تقريبًا، ولم تنج منها أي سلعة ضرورية أو منتج تستهلكه الأسرة. لذا كان مطلوبًا من "الأم المصرية" إبتكار أساليب جديدة، أو لنقل "أسلحة" تعينها على خوض معركتها الشرسة مع المتطلبات المعيشية اليومية لأسرتها، بل والفوز في تلك المعركة التي فرضت عليها فرضًا، وهي في ذلك تمتلك "موهبة خارقة" يشهد بها القاصي والداني.

أحد تلك الأسلحة، وأقواها وأكثرها تأثيرًا، التي تُشهرها "ست البيت" في معركة الغلاء، هي إعادة "توزيع الأولويات" في احتياجات الأسرة الشهرية والإسبوعية، والاستغناء عن المأكولات غير الأساسية، خصوصًا الوجبات الجاهزة "التيك آواي" والسلع المشتراة عن طريق "الدليفري"، توفيرًا للنفقات. ثم محاولة تحقيق "الاكتفاء الذاتي" في بعض أنواع الطعام، بتصنيعها في المنزل بدلًا من شرائها من المحلات بسعر مرتفع، مثل البيتزا والفطائر والمخبوزات المختلفة.

تلجأ "الست المصرية" أيضًا إلى تخزين السلع الغذائية الأساسية عندما تكون أسعارها رخيصة، مثل الطماطم والخضروات والفواكه التي تصلح للتجميد، لاستخدامها وقت الشح وارتفاع الأسعار. وتُبرع كذلك في تقليل الاستهلاك، سواء بتخفيض الكميات المشتراة من بعض السلع، مثل اللحوم والدواجن، واللجوء إلى بدائل أرخص كالبقوليات والبروتينات النباتية، أو باقتصار كميات الطعام التي تطهوها على الاحتياجات الفعلية للأسرة، لئلا يتبقى منها أي "فضلات" تُلقى في القمامة.

سلاح آخر تستخدمه بعض السيدات المصريات الفضليات، اللائي يمتلكن موهبة الطهو أو صناعة منتجات غذائية معينة، أو التطريز وتفصيل الملابس مثلًا، إذ يقمن باستخدام مواهبهن تلك في "مشروعات منزلية" صغيرة، تدر عليهن دخلًا إضافيًا يُعينها وأسرتها على مواجهة أعباء الحياة وصعوباتها المتزايدة.

تلك المواهب التي تمتلكها "الأم المصرية"، أو المبادرات "الفردية" التي تقوم بها بعض السيدات، يجب أن تلقى اهتمامًا من ذوي الشأن والاختصاص، ونعني بها هنا وزارة التضامن الاجتماعي ومنظمات المجتمع المدني، وتحديدًا تلك المختصة برعاية شؤون المرأة، لزيادة الوعي بين سائر النساء بكيفية إدارة موارد الأسرة ونفقاتها وقت الأزمات الاقتصادية، ونشر ثقافة القدرة على نبذ والتخلي عن السلوك الاستهلاكي الذي تعودت عليه أغلب الأسر المصرية. 

نقول ذلك، وكلنا أمل في أن تضع "حرب الأسعار" أوزارها، وتخمد "نيران الغلاء" التي أكلت الأخضر واليابس، وتنجح بلادنا في جهودها الحثيثة لتخطي هذه الأزمة، وتؤتي خطط الإصلاح الاقتصادي ثمارها المرجوة التي ينتظرها المصريون بلهفة، خصوصًا الأم المصرية "البطلة".

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الام المصرية نار الأسعار الأم المصریة

إقرأ أيضاً:

استشارية أسرية: الأسرة تنهار حال رفع العبء عن الرجل وإلقائه على المرأة

حذّرت نيفين وجيه، المحامية والاستشارية الأسرية، من تنامي خطاب اجتماعي يبرئ الرجل من مسؤولياته داخل الأسرة، ويلقي العبء كاملًا على المرأة، معتبرة أن هذا التوجه الخاطئ يؤدي إلى تفكيك الأسرة المصرية والعربية، بدلًا من دعم تماسكها.

خبير أسري: السعي للمساواة لا يجب أن يكون على حساب تماسك الأسرةهل تنظيم الأسرة يتعارض مع دعوة الشرع للتكاثر؟.. أمين الفتوى يجيبالمرأة قديمًا واجهت الأزمات بالشراكة.. واليوم وحدها في المواجهة

وقالت وجيه، خلال مشاركتها في برنامج "خط أحمر" مع الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، إن المرأة في الماضي، رغم محدودية التعليم وانتشار الأمية، نجحت في بناء أسر مستقرة لأن شريكها كان يتحمل مسؤولياته.

 أما اليوم، فالمجتمع يُروّج لفكرة انسحاب الرجل من دوره، وكأن البيت مسؤولية المرأة وحدها.

وسائل التواصل تروج لمفاهيم خاطئة

وانتقدت وجيه ما وصفته بخطاب موجه على وسائل التواصل الاجتماعي، يشجع النساء على تحمّل المسؤولية الكاملة، ويتجاهل تمامًا دور الرجل في تربية الأبناء وإدارة الأسرة.

 وتساءلت: "أين دور الزوج؟ هل المطلوب أن تظل المرأة وحدها تتحمل كل شيء؟"

الأسرة مسؤولية مشتركة لا تُنجحها جهود فردية

وشددت في ختام حديثها على أن الأسرة مسؤولية مشتركة، وليست مهمة فردية تلقى على طرف دون الآخر، مؤكدة أن دعم المرأة لا يعني إضعاف دور الرجل، بل يتطلب شراكة متوازنة تقوم على الاحترام والمسؤولية من الطرفين لضمان استقرار المجتمع.

طباعة شارك برنامج خط أحمر تفكيك الأسرة الأسرة

مقالات مشابهة

  • في محكمة الأسرة.. حالات يجوز فيها رفع دعوى طلاق للضرر
  • استشارية أسرية: الأسرة تنهار حال رفع العبء عن الرجل وإلقائه على المرأة
  • الحوثيون يحظرون استيراد عشرات المنتجات الخارجية
  • الليرة التركية تواصل التراجع أمام الدولار واليورو.. إليك الأسعار الحالية
  • جدول جديد للمحروقات.. إليكم الأسعار
  • مختصة: يمكن للطفل اكتساب 5 لغات في المراحل المبكرة
  • ارتفاع أسعار الذهب في مصر اليوم.. عيار 21 يقترب من 4700 جنيه
  • أسوان: ضبط 700 كيلو سلع منتهية الصلاحية وتحرير 21 محضرا
  • انتداب الطب الشرعي لجثامين الأطفال الثلاثة بالمنيا
  • أسعار النفط تقفز 2%