الثورة نت:
2025-05-19@03:24:09 GMT

ما كان وما صار

تاريخ النشر: 24th, March 2024 GMT

باتت أمريكا تشعر بالإحباط الشديد، في مواجهتها اليمن، كما تشعر بالإهانة، من إصرار صنعاء على تمرير إرادتها، وتمسكها بمطلبها الإنساني لأهالي غزة.
الأمر بالنسبة لواشنطن ليس فقط أنها بسبب اليمن صارت إلى واقع غير ما اعتادت عليه لعقود طويلة، حين كانت كلما طرأ في نفسها شيء في جغرافيتنا العربية نفذته بلا أدنى اعتراض من أحد، بل ودون حتى استئذان من أبناء المنطقة، وانسحاب ذلك على باقي الأقطار، ولكن انعكاس كل ذلك على ما كانت عليه من هيبة.


وأما ذروة شعور أمريكا بالإحباط الذي ليس بعده الا فقدان الأمل ورفع الراية البيضاء، فإنه يأتي بعد أن استهلكت كل أوراقها العسكرية والسياسية، الإغراء والتحفيز، القصف والتهديد، الخداع ومحاولات تأليب العالم، ولم يعد في يدها ما تضغط به.
العدوان على غزة – آجلا أو عاجلا – سيتوقف ولن يستمر إلى ما لا نهاية، لكن مستقبل أمريكا بدأ يتآكل، لذلك يظهر في إصرار أمريكا على استمرار العدوان على الفلسطينيين – كما واستمرارها في الاعتداء على السيادة اليمنية – غاية صُنع فوضى بخلط الأوراق وإرباك الوضع، فالقوى الروسية والصينية وباقي الدول المعارضة للهيمنة الأمريكية، تترقب السقوط الأمريكي الأخير للبدء بالحقبة الجديدة في المنطقة العربية بلا أمريكا، وممارسات أمريكا الآن في هذه الجغرافيا، فقط يؤجل هذا الواقع، إنما بالإضافة إلى أن التمثال الأمريكي الجليدي بدأ بالذوبان أمام التحدي اليمني الذي عرّى حقيقته الهشّة، فإن هذا الأمر يقلق القادة الأمريكيين كثيرا، وصاروا معه يشعرون أن الحقبة القادمة لن تشهد فقط سحب مقاليد سيطرتهم على العالم، وإنما حتى وجودهم، بأي مستوى من الحضور الذي يضمن لهم أي شكل من التأثير.
وربما لا تزال أمريكا تراهن على ثلاثة أشياء: السلاح النووي، وعالمية الدولار، ووقوف الأنظمة الجبانة إلى جانبها، وطبعا بالنسبة للأخيرة فإن الأمر ناجم عن خشيتها من طريقة الابتزاز التي اعتادت عليها أمريكا بفتح ملفات يمكن أن تشكل تهديدا لها وقد تنهي وجود هذه الأنظمة، وبالنسبة للدولار فإن المتغيرات التي تظهر تباعا مع ظهور التكتلات الجديدة تشير إلى إمكانية تحرر العالم قريبا من سيطرته على سوق التبادلات، وأما السلاح النووي، فإنه إلى جانب امتلاك دول معارضة لسياسة البيت الأبيض التقليدية، فإن هذا البيت يدرك أن الواقع صار أيضا إلى أسلحة أخرى يمكن ان تؤثر على معيشة الأمريكيين إن زادت وتيرة الرفض العالمي للهيمنة الأمريكية، لم تعد هذه الأسلحة نارية، وانما اقتصادية، بالتحكم بما يصل إلى الأراضي الأمريكية من نفط وبضائع، لا أحد يعلم كيف ومتى، إنما الكثير يعلم أن هذا المآل صار من الطبيعي أن تعيشه أمريكا، بعد أن كان من المستحيل التجرؤ بمجرد التفكير ضد أمريكا.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

“أطباء بلا حدود”: الجحيم الذي يُقاسيه أهالي غزة يتفاقم كل دقيقة

الثورة نت/..

قالت منظمة أطباء بلا حدود، اليوم الأحد ، إن الجحيم الذي يقاسيه السكان في قطاع غزة يتفاقم كل دقيقة بعد انهيار وقف إطلاق النار، واستمرار الحصار الإسرائيلي وإغلاق المعابر لأكثر من شهرين.

واضافت المنظمة العالمية في بيان صحفي: “لم يسمح بدخول أي طعام أو وقود أو دواء أو إمدادات أساسية إلى قطاع غزة منذ 2 مارس الماضي.

وطالبت “أطباء بلا حدود”، بالضغط على قوات الاحتلال لوقف استخدام المساعدات الإنسانية كسلاح في غزة فوراً.

وبدعم أمريكي، يرتكب جيش العدو منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 171 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.

مقالات مشابهة

  • “أطباء بلا حدود”: الجحيم الذي يُقاسيه أهالي غزة يتفاقم كل دقيقة
  • لأول مرة شركة وطنية تنظم مباراة في أمريكا.. المتحدة للرياضة تنظم وتذيع مباراة الأهلي وباتشوكا حصريًا عبر أون سبورت
  • «معلوف»: ترامب يريد الظهور بمظهر الرجل القوي الذي يدير شؤون العالم
  • هدد الشرطة التركية عبر وسائل التواصل الاجتماعي.. فما الذي حصل؟!
  • نور الشربيني تهزم الأمريكية أوليفيا ويفر وتصعد لنهائي بطولة العالم للإسكواش
  • من أعماق الأناضول إلى صروح العالم.. الحجر الذي أذهل ترامب!
  • الوحدة .. سر النجاح الذي غاب عن البقية
  • موعد مباراة لوس أنجلوس وكلوب أمريكا في تصفيات كأس العالم للأندية
  • «سنأكل العشب في أمريكا».. بيلينجهام يتعهد بإعادة بريق ريال مدريد بمونديال الأندية
  • أخبار العالم| عشرات الشهداء والمصابين في قصف الاحتلال شمال غزة.. قلق إسرائيلي من تسارع المحادثات النووية بين أمريكا وإيران.. وبن زايد: أجريت مباحثات مثمرة مع ترامب