باريس- انطلقت مظاهرة حاشدة -أمس السبت- من ساحة الباستيل في العاصمة الفرنسية باريس للتنديد بكل أشكال العنصرية والمطالبة بإلغاء قانون الهجرة الذي تم إقراره في ديسمبر/كانون الأول الماضي.

وبدعوة من منظمة "أورو- فلسطين" شارك مناصرو القضية الفلسطينية في المسيرة الاحتجاجية للمطالبة بوقف تسليح إسرائيل وفرض العقوبات عليها ومقاطعة المنتجات الإسرائيلية، متهمين الحكومات الغربية بالتواطؤ واللجوء إلى سياسة الصمت.

الناشطة أوليفيا زيمور أكدت مواصلة التظاهر دعما لغزة وفلسطين رغم الضغط الفرنسي والإسرائيلي (الجزيرة) غزة حاضرة

وبينما ردد آلاف المتظاهرين "لا نريد القوانين العنصرية والفاشية وقانون دارمانان (وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان)" تعالت الأصوات الرافضة للإبادة الجماعية في حق الشعب الفلسطيني والانتهاكات التي يرتكبها جيش الاحتلال في قطاع غزة.

واعتبرت رئيسة منظمة "أوروـ فلسطين" أوليفيا زيمور أن من أساليب الحكومة الفرنسية والإسرائيلية منع التعبير عن دعم فلسطين بطرق مختلفة، بما فيها حظر المظاهرات والتهديد بمنع الاجتماعات والمؤتمرات، فضلا عن مطالبة المتضامنين مع المقاومة الفلسطينية بـ"الاعتذار عن الإرهاب".

وأشارت زيمور في حديثها للجزيرة نت إلى أن مجموعات الضغط بشتى أنواعها "تسعى إلى إسكاتنا، لكننا مستمرون في بذل كل الجهود حتى يظل صوت غزة صادحا في كل المظاهرات، ولن نتوقف ولن نتراجع".

وأضافت أن الحكومات تنتهج "قانون الاستبدال"، مما يعني أن السود والعرب أعراق زائدة وتشكل خطرا، موضحة أنه الطريقة نفسها التي تمارسها إسرائيل لارتكاب جرائمها ضد أهالي القطاع المحاصر.

المتظاهرون الفرنسيون حملوا الأعلام الفلسطينية ولافتات "قاطعوا إسرائيل" (الجزيرة) سياسة عنصرية

وعلى الرغم من الجو الممطر فإن المتظاهرين واصلوا مسيرتهم حاملين الأعلام الفلسطينية وهم يرددون شعارات "فلسطين حرة"، و"أوقفوا تسليح إسرائيل"، و"ماكرون متواطئ"، و"لا للفاشية".

وبمناسبة اليوم العالمي لمكافحة العنصرية والفاشية اتهمت منظمات عدة الحكومة الفرنسية بتجاوز الحدود المشروعة في سياستها العنصرية والصريحة ضد المهاجرين، خاصة بعد إقرار قانون الهجرة وحظر العباءة في المدارس، مرجعة ذلك إلى صعود اليمين المتطرف في كل دول أوروبا.

بدوره، استنكر المتحدث باسم "تجمع العمال غير النظاميين" أبو بكر ديمبلي مطالبة الإدارات المكلفة بملفات الهجرة بتقديم أوراق تثبت حصول المهاجر على راتب شهري رغم أنه لا يملك تصريح عمل، واصفا ذلك بـ"النفاق".

وقال أحد المشاركين في المسيرة الاحتجاجية للجزيرة نت "لقد شنوا حملة هوجاء ضد قطر قبل كأس العالم وزعموا أنها لا تحترم حقوق العمال، وهم أنفسهم اليوم يشغلون المئات وربما الآلاف من المهاجرين في مشاريع الألعاب الأولمبية المقبلة برواتب ضئيلة وظروف عمل غير آدمية، وليس لنا الحق في الرفض أو التنديد ضد ما نعاني منه لأننا لا نملك أي خيار آخر".

وتساءلت فطومة -وهي عاملة في قطاع التنظيف- في حديثها للجزيرة نت "يبدأ دوام العمل الساعة الخامسة صباحا من كل يوم وأدفع الإيجار وكل التكاليف الأخرى لأعيل أسرتي، لكنني لا أفهم السبب الذي يمنع وزارة الداخلية من اعتبار مهن الخدمات في المطاعم والفنادق والتنظيف ضمن المهن المتوترة التي تسهل الحصول على تصريح إقامة في البلاد".

متظاهرون أفارقة يطالبون بتسوية أوضاعهم في فرنسا (الجزيرة) عنصرية وفاشية

وأضاف ديمبلي في خطابه الذي ألقاه خلال المظاهرة أن كل دول العالم تنفذ سياسات عنصرية وقمعية على حساب المهاجرين، مما يعزز الفوارق الاجتماعية واستغلال حقوق العمال البسطاء إلى أقصى الحدود.

وأكد أن الأفكار اليمينية المتطرفة والمتوغلة داخل الحكومة الفرنسية تفتح المجال أمام خلق واتباع الممارسات الفاشية، مما يؤثر بشكل أساسي ومباشر على الطبقة الفقيرة التي تتكون في الأغلب من المهاجرين وتتركهم يغرقون في مصاعب الحياة اليومية.

من جانبها، وصفت زيمور -التي تعتبر أيقونة النضال في كل المظاهرات الداعمة لفلسطين بفرنسا- نموذج الفاشية الذي تريد الدول الغربية فرضه على شعوبها بنموذج إسرائيل الفاشي الذي يعتمد على التطهير العرقي للفلسطينيين، وذلك ضمن ما سمته "صراع الحضارات بين الأعراق".

يذكر أن الجرائم ذات الطبيعة العنصرية أو المعادية للأجانب أو للدين ارتفعت في فرنسا بنسبة 32% مقارنة بعام 2022 مع تسجيل قرابة 15 ألف جريمة ارتكبت بسبب العرق أو الدين، وفق تقرير صدر عن المركز الإحصائي التابع لوزارة الداخلية الأربعاء الماضي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات

إقرأ أيضاً:

إسرائيل اليوم: هؤلاء قادة حماس الذي ما زالوا في غزة

نشرت صحيفة "إسرائيل اليوم" تقريرا بعد مزاعم الاحتلال حول اغتيال القيادي في القسام رائد سعد عن قادة حماس الذين ما زالوا في غزة.

وقالت الصحيفة إنه بعد اغتيال رعد سعد، "الرجل الثاني" في "الجناح العسكري" لحماس، بقي عدد من قادة الحركة وعلى رأسهم:

1. عز الدين الحداد: القائد الحالي للجناح العسكري، الذي وصل إلى السلطة بعد اغتيال محمد ضيف ونائبه مروان عيسى ومحمد السنوار بحسب الصحيفة. 

وكان الحداد قائداً للواء مدينة غزة، ووفقاً لتقارير عربية، كان من بين القلائل الذين علموا بتوقيت هجوم 7 أكتوبر. حيث كان شريكا رئيسيا في التخطيط للعملية.

وأوضحت أنه مع كل عملية تصفية، ارتقى في التسلسل القيادي، حتى أصبح مسؤولا عن قضية الأسرى الذي ذكروا أن الحداد كان يتحدث العبرية ويتواصل معهم. 

وخلال الحرب، قُتل اثنان من أبنائه، اللذين كانا يعملان في صفوف نخبة القسام النخبة.

محمد عودة: رئيس مقر استخبارات حماس في غزة. لا يُعرف الكثير عن عودة، لكن بحكم طبيعته، كان متورطًا بشكل كبير في التخطيط لعملية ٧ أكتوبر. 

وفي وثائق نُشرت قبل الحرب، يظهر اسمه إلى جانب محمد ضيف والمتحدث باسم القسام أبو عبيدة. 

ووفقًا لتقارير ، أُجبر عودة على تولي قيادة لواء شمال غزة، بعد اغتيال القائد السابق أحمد غندور كما زعمت الصحيفة العبرية.

وبينت "إسرائيل اليوم" أنه إلى جانب كبار قادة الجناح العسكري، بقي اثنان من الشخصيات البارزة في حماس على قيد الحياة، واللذان كانا في السابق ضمن أعلى مستويات نظامها في غزة. 

الأول هو توفيق أبو نعيم، الذي ترأس جهاز الشرطة وكان يُعتبر من المقربين من السنوار. أما الثاني فهو محمود الزهار، عضو المكتب السياسي في غزة وأحد أعضاء الفصائل المؤسسة لحماس. 

وأشارت إلى أن هناك أيضاً قادة كتائب مخضرمون في حماس لم يُقتلوا بعد أولهم حسين فياض ("أبو حمزة")، قائد كتيبة بيت حانون، الذي نجا من محاولتي اغتيال على الأقل حيث أسفرت المحاولة الأخيرة عن مقتل أفراد من عائلته. 

وفي وقت سابق من الحرب، أعلن جيش الاحتلال أنه قُتل، لكن فياض ظهر بعد فترة من وقف إطلاق النار.

ولفتت الصحيفة إلى قائد كتيبة آخر هو هيثم الحواجري، المسؤول عن كتيبة مخيم الشاطئ. 

وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي اغتياله، لكنه ظهر خلال وقف إطلاق النار في إحدى المراسم الدعائية لإطلاق سراح الأسرى.

وفي تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، برز اسم قائد بارز آخر في حماس وهو  مهند رجب. وبحسب تقارير عربية، عُيّن رجب قائداً للواء مدينة غزة خلفاً للحداد، الذي أصبح قائداً للجناح. كما ورد أنه، على غرار رجب، عُيّن قادة ميدانيون آخرون ليحلوا محل من قُتلوا خلال الحرب.

مقالات مشابهة

  • مجموعة أممية تطالب بالإفراج عن ناقلة النفط التي احتجزتها الولايات المتحدة في الكاريبي
  • كانديس أوينز.. اليمينية السوداء التي ناصرت فلسطين وعادت الصهيونية
  • من رجل القسام الثاني الذي اغتالته إسرائيل؟
  • إسرائيل اليوم: هؤلاء قادة حماس الذي ما زالوا في غزة
  • الأونروا تحذر: إسرائيل تمنع إيصال المساعدات مباشرة لغزة وسط أوضاع شتوية صعبة
  • «الهيئة الدولية لدعم فلسطين»: حماية «الأونروا» في غزة واجب للحفاظ على القضية الفلسطينية
  • صلاح عبد العاطي: المساس بالأونروا مساس مباشر بالقضية الفلسطينية وحقوق اللاجئين
  • أونروا: إسرائيل ما زالت تمنعنا من إيصال المساعدات مباشرة لغزة
  • “المجاهدين الفلسطينية”: العدو الصهيوني يواصل إبادة شعبنا بمنع ادخال مستلزمات الايواء والإغاثة لغزة
  • ما الدول التي يفضل «ترامب» استقبال المهاجرين منها؟