يمانيون – متابعات
عززت اليمن إجراءاتها بتعميق الحصار الخانق على الكيان الصهيوني عن طريق منع سفنه من المرور عبر المحيط الهندي.

وتأتي هذه الخطوة لتؤكد على نقطتين هامتين، الأول مدى نجاح القدرات العسكرية اليمنية في فرض هذا الحصار رغم المحاولات الكبرى للأمريكيين والبريطانيين تجاوزه، والنقطة الثانية الانعكاسات السلبية التي ارتدت على الكيان الصهيوني جراء عدم وصول السلع وارتفاع الأسعار.

وتعكس هذه المعادلة مستوى الإسناد اليمني لغزة منذ بدء عملية طوفان الأقصى والتي من شأنها ستعجل من انهيار الاقتصاد الصهيوني، حيث تستحوذ التجارة البحرية على 70% من واردات إسرائيل، ويمر نحو 98% من تجارتها الخارجية عبر البحريين الأحمر والمتوسط، وتسهم التجارة عبر البحر الأحمر بنحو 34.6% في اقتصاد الكيان الصهيوني؛ لذلك تضرر هذا الاقتصاد بشكل كبير.

ومما لا شك فيه فإن هذه الخسائر تعتبر إضافة إلى الخسائر الناتجة عن العدوان على قطاع غزة والتي وصلت إلى أكثر من 52 مليار دولار، وهذه التقديرات تعتبر أولية وقابلة للزيادة بحسب تصريحات محافظ بنك الكيان الصهيوني أمير بارون.

إطباق الحصار

وفي هذا السياق يقول وكيل وزارة المالية والباحث بالشأن الاقتصادي الدكتور يحيى علي السقاف: “يجب أن نتطرق إلى الآثار والتداعيات على اقتصاد الكيان الصهيوني المحتل التي خلفتها معادلة صنعاء في منع واستهداف السفن المرتبطة بالكيان الصهيوني من الوصول لميناء أم الرشراش المحتل منذ بدء عملية طوفان الأقصى، حيث خلفت أزمات اقتصادية كبيرة سيظل يعاني من تداعياتها وآثارها المباشرة وغير المباشرة على المدى المتوسط والبعيد، كما سيؤدي توسع عمليات القوات المسلحة اليمنية في منع عبور السفن المرتبطة بالكيان الصهيوني في المحيط الهندي وطريق رأس الرجاء الصالح، إلى إطباق الحصار على اقتصاد الكيان الصهيوني وارتفاع تكاليف أجور الشحن والتأمين بشكل عام.

وتأتي أهمية هذه العمليات -بحسب الدكتور السقاف- كونها توفر مجالاً واسعاً في القدرة على الإضرار باقتصاد الكيان الصهيوني من خلال منع الصادرات إلى الكيان الصهيوني من الصين والهند ودول الخليج ، وأيضاً الممر البري من الإمارات والبحرين الذي عبر السعودية والأردن والذي يربطها مع الكيان الصهيوني عبر مضيق هرمز.

ويضيف الدكتور السقاف أن الآثار والتداعيات قد بدأت تنعكس على اقتصاد الكيان الصهيوني بشكل مباشر على انخفاض متوسط نصيب دخل الفرد، وبالتالي انخفاض الناتج المحلي الإجمالي.

وبحسب تصريحات أحد البنوك في الكيان الصهيوني فإن كلفة الخسائر الأولية التي تكبدها الاقتصاد منذ بدء عملية طوفان الأقصى ونتيجة للحرب والاعتداءات على غزة، وصل إلى عشرات المليارات من الدولار، وهذه التقديرات لا تشمل الخسائر التي ستطال قطاع الطيران وتوقف الأعمال التجارية والمصانع وفقدان الشركات العالمية الثقة بالعمل داخل الكيان الصهيوني، بالإضافة إلى هروب الاستثمارات وهجرة رؤوس الأموال إلى الخارج ، وهي كلفة من الصعب حسابها، إضافة إلى الخسائر للنفقات في الجانب العسكري لما يقارب من نصف مليون جندي احتياطي تم استدعاؤهم، بالإضافة إلى الخسائر الاقتصادية نتيجة ضياع الفرصة الضائعة عندما تركوا أعمالهم. وتأتي هذه الخسائر منذ بدء عملية طوفان الأقصى واستمرار قرار اليمن في منع الملاحة الصهيونية في البحريين والمحيط الهندي التي هزت وزلزلت الكيان الصهيوني والتي تٌنذر بانهيار مستقبلها، وبالتالي دخولها إلى نفق مظلم من الصعب عليها الخروج منه.

ومما لا شك فيه وبحسب مراقبين اقتصاديين فإن الخسائر التي لحقت باقتصاد الكيان الصهيوني في حرب 1973م لا تساوي 10% من حجم الخسائر التي تعرض لها منذ أيام قليلة من بدء عملية طوفان الأقصى، والتي ما زالت نهايتها مجهولة واحتمالية امتدادها إلى عدة شهور، إن لم تكن سنوات، ولهذا يؤكد الدكتور السقاف في تصريح خاص “للمسيرة”، إن الموقف اليمني بمنع الملاحة الصهيونية في البحريين الأحمر والعربي والمحيط الهندي باتجاه الرجاء الصالح، سيكون له آثاراً كارثية على اقتصاد الكيان الصهيوني، من خلال ارتفاع نسبة التضخم الذي سيخلفه على السلع والخدمات في الداخل للكيان الصهيوني، وفي الخارج على مستوى دول أوروبا، نتيجة ارتفاع أجور الشحن والتأمين، ويتسبب أيضاَ في انخفاض نمو الاقتصاد العالمي على المدى المتوسط والبعيد، ومن المحتمل أن يصل إلى أكثر من 3,1% ، وما لهذا الموقف ولقرار اليمني من آثار ستترتب على ارتفاع أسعار النفط والذي سوف يثير مخاوف بشأن صدمات محتملة من منطقة الشرق الأوسط التي تعتمد على تصدير النفط للخارج وبالرغم من احتمالية محدودية النطاق والمدة والعواقب على أسعار النفط ولكن من المتوقع حدوث تقلبات وتداعيات أكبر مستقبلاً.

وبحسب السقاف فإن الرئيس التنفيذي لإحدى شركات الاستثمارات المالية في الكيان الصهيوني يقول إن ما يحدث منذ بدء عملية طوفان الأقصى سيكون له تأثيراً سلبياً مباشراً على اقتصاد الكيان الصهيوني، حيث ستؤثر بشكل كبير ومستمر على قطاع النقل الجوي والبحري، وعلى قطاع السياحة والتجارة، وعلى قطاع الغاز لإسرائيل، في حال تعرض لضربات وقصف من المقاومة.

وفي هذا الصدد يعترف أحد الخبراء في وزارة مالية الكيان الصهيوني بأن عملية طوفان الأقصى كان لها أثراً كبيراً في انخفاض الاستثمارات الأجنبية التي بلغت بنحو 60% في الربع الأول 2023م مقارنة بالأعوام السابقة التي قدرت بنحو 28 مليار دولار، كما أن استمرار عملية طوفان الأقصى والعدوان على غزة واستمرار قرار صنعاء بمنع الملاحة الصهيونية، سيترتب عليه تراجعاً كبيراً في سوق المال للكيان الصهيوني ، وقد تهوى السوق إلى أدنى مستوياتها، كما أن الضرر الرئيسي الذي سوف يلحق باقتصاد الكيان الصهيوني بالتحديد يأتي من توقف مئات الآلاف للشركات في المنطقة الوسطى، حيث سيعمل ذلك على انخفاض دورة الأعمال بين 70% إلى 80% وهذه النسبة تعتبر أكبر من فترة كورونا التي تراجعت خلالها الأعمال بنحو 40% فقط، كما قد تضطر تلك الشركات في هذه المرحلة إلى البحث عن عمال لعدم وجود فترة محددة لانتهاء عملية طوفان الأقصى.

ووفق السقاف فان بعض المحللين الاقتصاديين في كيان الاحتلال الصهيوني ، أكدوا أن استمرار اليمن في الحصار البحري على إسرائيل واستمرار كلفة الحرب سوف تعمق الخسائر المالية وتؤدي إلى عجز في الموازنة العامة لإسرائيل، حيث ستكون لهذه العمليات تأثيرات اقتصادية مباشرة وطويلة على إسرائيل بشكل عام وجنوبها بشكل خاص، حيث سيكون الضرر الاقتصادي واضحاً وستمتد درجة تداعياته مع تطور الأحداث حيث ستتعطل المصالح الاقتصادية بالكامل في جنوب إسرائيل وسيطال ذلك أيضاً تل أبيب بسبب تأثير الضربات الصاروخية للمقاومة الفلسطينية وأنها ستشكل ضربة اقتصادية للكيان الصهيوني ربما يظهر حجم وقيمة فاتورتها مع مرور الوقت وتطورات الحرب.

وبشان التكاليف المباشرة يوضح الدكتور السقاف أن تلك التكاليف تشمل نفقات جيش الكيان الصهيوني والأجهزة الأمنية من دفع ثمن الذخيرة والمعدات اللوجستية وتعويضات أهالي القتلى وتكاليف إعادة تأهيل الجرحى حيث أن تلك النفقات سوف تتجاوز أضعافاً كثيرة لتكاليف حرب لبنان عام 2006 و2015م، وأخيراً وبما لا يدع مجالاً للشك فإن الموقف اليمني من منع الملاحة الصهيونية في البحريين والمحيط الهندي فرض معادلة جديدة على مستوى العالم وهي بأن الكيان الصهيوني باعتباره يعتمد على بقائه وقوته وغطرسته على الترسانة الاقتصادية كما تعتمد على المساندة الدولية له من أمريكا ودول أوروبا على مصالحها الاقتصادية معه فإن الانهيار الاقتصادي سيكون بداية النهاية والزوال لهذا الكيان الصهيوني المحتل.

معادلة جديدة
وعن توسيع نطاق العمليات العسكرية التي تنفذها القوات البحرية في القوات المسلحة إلى المحيط الهندي، يقول الباحث في الشأن الاقتصادي رشيد الحداد إن توسع نطاق العمليات إلى المحيط الهندي سيؤدي إلى قطع الطريق البديل الذي اتخذته الملاحة الاسرائيلية منذ تصاعد عمليات البحر الأحمر، وبذلك يكون القرار اليمني في صنعاء قد أطبق الحصار على الكيان وفرض معادلة عسكرية جديدة في مسرح عملياتي عسكري جديد في المحيط الهندي ، مضيفاً أن تلك المعادلة ستضاعف خسائر الاحتلال الإسرائيلي بشكل أكبر وسوف توقف كافة الصادرات والواردات للكيان ، وهو ما سيؤدي إلى أزمة تموينية خانقة في أسواق الكيان وسيعمق الأزمة الاقتصادية التي يعانيها اقتصاده منذ عملية طوفان الأقصى .

ويؤكد الحداد في تصريح خاص “للمسيرة” أن المعادلة العسكرية الجديدة الصادمة للعدو وحلفائه في المنطقة والعالم التي أعلن عنها قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي –يحفظه الله- جاءت في أعقاب فشل الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا في حماية الملاحة الإسرائيلية في البحر الاحمر وخليج عدن ، وهو ما سيدفع واشنطن وحلفاء إسرائيل نحو ممارسة المزيد من الضغوط على الكيان من أجل التسريع في وقف إطلاق النار في غزة ورفع الحصار على الشعب الفلسطيني ، خاصة وأن الاعلان حدد السفن الإسرائيلية ، وقد ترفع صنعاء سقف الحصار ليشمل السفن التجارية الأمريكية والبريطانية أيضاً.

ضربة شديدة التأثير
وحول المرحلة الثالثة من التصعيد اليمني على السفن الإسرائيلية والمتمثلة في توسيع عمليات استهدافها إلى المحيط الهندي باتجاه الرجاء الصالح، يقول الخبير الاقتصادي–وأُستاذ محاسبة– بكلية التجارة والاقتصاد في جامعة صنعاء الدكتور إبراهيم عبد القدوس مفضل إن المرحلة الثالثة التي أعلن عنها قائد الثورة –يحفظه الله- وتوسيع نطاق استهداف السفن الاسرائيلية إلى المحيط الهندي، تشكل ضربة شديدة التأثير على اقتصاد الكيان الاسرائيلي، وتغلق شرق العالم أمام إسرائيل، وتؤدي إلى خنقه في الحصول على العديد من احتياجاته للعديد من السلع الاستهلاكية والمستلزمات اللازمة لمصانعه، وتعتبر مرحلة الاقفال التام للمحيط الهندي أمام السفن الاسرائيلية والسفن المتوجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة.

ويوضح مفضل في تصريح خاص “للمسيرة” أن اغلاق أو اقفال البوابة الأخيرة للاحتلال سيؤدي بلا شك إلى آثار كثيرة من أبرزها توقف العديد من المصانع الإسرائيلية- ارتفاع أسعار الكثير من السلع المستوردة من آسيا ، إضافة إلى إحجام الكثير من شركات الشحن البحري وشركات التأمين من التعامل مع اسرائيل وسفنها، وكذلك اهتزاز الثقة في مجتمع اسرائيل بحكومته وزيادة الخوف من المستقبل، بالإضافة إلى زيادة الضغط على حكومة الحرب الصهيونية لإيقاف عدوانها على غزة والاستسلام لشروط المقاومة، واثبات وتأكيد العجز الأمريكي البريطاني في الحد من الاستهداف اليمني للسفن الاسرائيلي.

-المسيرة نت: عباس القاعدي

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: على اقتصاد الکیان الصهیونی منذ بدء عملیة طوفان الأقصى إلى المحیط الهندی الدکتور السقاف على الکیان على قطاع

إقرأ أيضاً:

طوفان الأقصى .. والمؤتمر القومي العربي

31 مايو - 2 يونيو 2024م.. عُقدت الدورة الثالثة والثلاثين من المؤتمر القومي العربي، في العاصمة اللبنانية بيروت، باسم «دورة طوفان الأقصى». هذه الدورة جاءت فريدة عن الدورات السابقة للمؤتمر بتخصيصها لطوفان الأقصى. كان المشاركون مفعمين حماسة بانتصار المقاومة وإخفاقات الكيان الصهيوني، وبالتحولات العالمية التي أحدثها الطوفان، أهمها تحول المشهد العالمي باتجاه التعددية القطبية على حساب الهيمنة الأمريكية. رغم أنني أشارك الحضور في رأيهم بهذه التحولات، وأن الطوفان هو نصر متحقق، وقد كتبت حول ذلك، إلا أنني كنت أتمنى أن يجري نقاش سياسي موضوعي عن مدى تحقق ذلك فعلا، أم أن ما حصل هو دورة صراع ما تلبث أن تعود الأوضاع إلى «المربع الأول»، وكذلك الموازنة بين هذا الانتصار والإبادة الجماعية الهائلة التي وقعت لأهل غزة. هذا التساؤل كان مثار حواري مع بعض الزملاء على هامش المؤتمر، ابتغاء الموضوعية خارج توهج الحماسة. وأرى أن على الأمانة العامة للمؤتمر أن تطلب من محللين مختصين القيام بدراسة ذلك.

حظيت هذه الدورة بأن ألقى قادة المواجهة مع إسرائيل كلمات لتقييم ما يجري على أرض المعركة والتحولات العالمية وبيان موقفهم الآتي من المواجهة. بداية؛ ألقى حمدين صباحي الأمين العام للمؤتمر القومي العربي كلمة اعتبرت خطوطا حددت معالم المرحلة القادمة للمؤتمر في خدمة القضية الفلسطينية، ومن أهم ما تطرق إليه «نقد الذات» في عدم مواكبة الحضور العربي؛ بمستوييه الرسمي والشعبي، لأحداث طوفان الأقصى، وهذا أمر متفق عليه، وكان ينبغي لهذه الدورة أن تشهد حشدا من الشباب العربي، مما أرى أن تُخصص الدورة القادمة من مخيّم الشباب أيضا لطوفان الأقصى.

ثم ألقى إسماعيل هنية رئيس مكتب حركة حماس في غزة كلمة بثت «عن بُعد»، ركز فيها عن «اليوم التالي للمعركة»، حيث وجه كلامه إلى الكيان الصهيوني ومن لف لفه؛ قائلا: (إنكم ستختنقون بحبل أوهامكم، ولن تجدوا من شعبنا من يقبل بديلا عن المقاومة)، وبيّن أن السبيل هو المضي نحو إنجاز مشروع التحرير والعودة.. وأنه يتطلب وحدة فلسطينية على الركائز التالية: تشكيل قيادة وطنية موحدة، من خلال المشاركة الفاعلة في إطار منظمة التحرير الفلسطينية لجميع القوى. تشكيل حكومة توافق وطني في الضفة والقطاع بمرجعية وطنية متفق عليها. إجراء الانتخابات العامة؛ رئاسية وتشريعية، ومجلس وطني فلسطيني.

أعقبه نعيم قاسم نائب أمين عام حزب الله أمام الحضور بكلمة مؤكدا فيها بأن (المستقبل للاتجاه الفلسطيني التحريري، لكامل فلسطين من البحر إلى النهر، لا للدولتين ولا لدولة مبتورة، بل لتحرير كامل لكل تراب فلسطين من دون إنقاص)، وأكد على مساندة حزب الله للمقاومة الفلسطينية: (ستستمر مساندتنا حتى وقف إطلاق وقف النار، وبعده سنكون حاضرين وجاهزين لكل مساندة حتى التحرير).

ثم تحدث محمد الهندي نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي مركزا على المقاومة والوحدة قائلا: (لماذا إسرائيل تستمر في هذه الجرائم رغم كل هذه الأحداث وهذه التغيرات؟ والجواب: أن هذه معركة مصير، وهذه الجولة من الصراع ستحدد؛ ليس فقط القضية الفلسطينية، بل مصير إسرائيل ومصير المنطقة، وفي معارك المصير ليس لنا إلا الصمود والثبات... والمقاومة، وفي معارك المصير ليس لنا إلا الوحدة والتماسك الداخلي).

ثم ألقى جميل مزهر نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين كلمة متسائلا: (أليس غريبا أن تخرج جماهير أوروبا وأمريكا اللاتينية والعديد من البلدان الآسيوية في مظاهرات بمئات الألوف؛ خاصة في الجامعات، فيما يعم الركود الشارع العربي، ويكون نطاق الفعل هزيلا ومحدودا من قِبَل أحزابنا العربية؟)، ولذلك؛ اقترح برنامجا عمليا أهمه: الانتقال إلى الأفعال في وقف العدوان على قطاع غزة ودعم صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته. ووضع خطة عمل لتشكيل جبهة عربية لمقاومة التطبيع.

تكلم بعده عمر حمزة نيابة عن عبدالملك الحوثي قائد أنصار الله اليمنية قائلا: (وما هو مثير ولافت للاهتمام أن الشعب اليمني يطالب قواته المسلحة المزيد من العمليات، وفي مظاهراته المليونية الأسبوعية يؤكد الشعب اليمني أن غزة ليست وحدها، ولن تكون وحدها).

أعقبه أمين عام كتائب سيد الشهداء العراقية أبو آلاء الولائي بكلمة متلفزة، مبينا بأن: (هناك مرحلة ثالثة قريبا جدا ستخوض غمارها رجال المقاومة الإسلامية في العراق، مستخدمة فيها أسلحة مختلفة ومتطورة وموجهة لخاصرة من خواصر الكيان الغاصب الهش).

يُحسب للمؤتمر القومي العربي أنه دعا جميع ممثلي المواجهة لإلقاء خطاباتهم، والتي جاءت متكاملة كتكامل أفعالها على جبهات المعركة، كما ظهر فيها الإصرار على مواصلة المقاومة حتى كسر إرادة الكيان الصهيوني، وكلها عدت الطوفان نصرا للشعب الفلسطيني، مما يجعل الحديث عن «اليوم التالي للمعركة» وهما، بعدما اهتزت أركان الدولة الإسرائيلية، وأصبح الاعتراف بالدولة الفلسطينية حقيقة شقت طريقها إلى الواقع، مما يعني أن إسرائيل في أسوأ أحوالها منذ قيامها عام 1947م.

من خلال وجودي عضوا في الأمانة العامة للمؤتمر القومي؛ كانت هناك متابعة لما يحصل منذ انطلاق طوفان الأقصى، وقد نُفِّذتْ العديد من الأنشطة للوقوف مع الشعب الفلسطيني ومساندته بتحركات عملية، وقد أشادت الأمانة العامة بما يجري من تحرك لصالح الوضع الفلسطيني في (المغرب والأردن والبحرين ومصر ولبنان وتونس والجزائر وسلطنة عمان وليبيا واليمن).

حددت الأمانة العامة للمؤتمر في تحركاتها المهام الآتية: (تركيز التحرك لوقف العدوان وإيقاف قتل المدنيين، تسليط الضوء على مخطط التهجير لأهالي غزة، العمل لتعزيز الوحدة الفلسطينية، منع حدوث شرخ في محور المقاومة، العمل على تأمين المساعدات والرعاية لأهلنا في غزة، ودعم المقاومة). وقد قُدِّمتْ عدة مبادرات من المؤتمر لإنجاح هذه المهام؛ أهمها:

في الجانب الحقوقي.. مخاطبة الأحزاب والنقابات والمنظمات الشعبية والمدنية للتحرك بالضغط على الواقع الرسمي العربي والإسلامي والدولي من أجل اتخاذ المواقف الرادعة للعدوان الإسرائيلي. التواصل مع اتحاد المحامين العرب واتحاد الحقوقيين العرب والمنظمات القانونية العربية والإسلامية والدولية للتحرك القانوني لمحاكمة المسؤولين الصهاينة والمسؤولين الذين دعموا العدوان، وتكليف المحامين من أعضاء الأمانة العامة والمؤتمر بالتنسيق لوضع خطة مناسبة لرفع الدعاوى. والسعي إلى نزع الشرعية الدولية عن الكيان الصهيوني وطرده من المنظمات الدولية.

في الجانب الشعبي.. السعي إلى تشكيل جبهة شعبية عربية وإسلامية لمناهضة الهيمنة الصهيونية. والسعي إلى إطلاق حملة تبرعات مالية وغذائية ودوائية وعينية لأهل غزة. والدفع بإقامة صندوق عربي وإسلامي ودولي لإعادة إعمار ما هدمه الاحتلال من مبانٍ وبيوت وأبراج ومدارس ومساجد وكنائس ومستشفيات في غزة. وتفعيل دور لجان مقاطعة السلع الإسرائيلية والسلع الغربية الداعمة للكيان الصهيوني، وإطلاق مشروع تعبوي شعبي للمقاطعة.

في الجانب الثقافي.. تسخير وسائل التواصل الاجتماعي لإبراز ما يتعرض إليه أهل غزة، ونشر الرواية الفلسطينية للأحداث باللغات الأجنبية وتوزيعها على الشخصيات الأجنبية المتضامنة مع قضية فلسطين. تعميم ثقافة المقاومة ومناهضة التطبيع ورفض الصلح والتفاوض والاعتراف بالكيان الصهيوني. تكليف الكُتّاب من أعضاء المؤتمر للتواصل مع اتحاد الكُتّاب والأدباء العرب، وسائر المنتديات والهيئات الثقافية في الوطن العربي والمهجر للعمل على استنفار ثقافي وأدبي وفني وإبداعي واسع لنصرة أهل غزة.

في الجانب السياسي.. يُنظم أعضاء المؤتمر القومي العربي في أقطارهم زيارات إلى سفارات الدول التي سحبت سفراءها من الكيان الصهيوني، وأعلنت رفضها للمجازر بحق أهل غزة، ودعم موقفها وشكرها.

في الجانب الصحي.. يتواصل أعضاء المؤتمر الأطباء والصيادلة مع اتحاد الأطباء العرب واتحاد الصيادلة العرب والمنظمات الصحية والإنسانية العربية والإقليمية والدولية، والسعي إلى توفير الدعم الطبي والإنساني والمساعدة في إعادة تأهيل وتشغيل المستشفيات والمراكز الصحية.

مقالات مشابهة

  • أنيس النقاش والاستشراف المستقبلي: اليوم التالي للصلاة في المسجد الأقصى
  • مديرية الدريهمي بالحديدة تشهد مسيرا لدفعة من خريجي دورات “طوفان الأقصى”
  • القيم الأمريكية الغربية والنموذج (الصهيوني)..!
  • (طوفان الأقصى).. نصرُ الأمة الموعود
  • طوفان الأقصى .. والمؤتمر القومي العربي
  • مسير شعبي وعسكري لخريجي الدورات المفتوحة “طوفان الأقصى” من طلاب وموظفي جامعة صنعاء
  • طوفان "بوح"
  • جامعة صنعاء تشهد مسيرًا شعبيًا وعسكريًا لخريجي دورات ” طوفان الأقصى”
  • اعتقال 30 فلسطينيًا من الضفة الغربية وارتفاع الحصيلة إلى 9155 منذ "طوفان الأقصى"
  • خبراء اقتصاد:الحرب الاقتصادية على اليمن تدارُ من الرياض بإشراف أمريكي