شبكة انباء العراق:
2025-05-14@06:20:02 GMT

الزوراء مهددة بالزوال !؟!

تاريخ النشر: 26th, March 2024 GMT

بقلم: كمال فتاح حيدر ..

في الوقت الذي تكرس فيه المراكز العلمية المتقدمة ذكائها وعبقريتها وقدراتها الذهنية الفائقة وتقنياتها الخارقة من اجل تعزيز نفوذ الولايات المتحدة ونفوذ الاتحاد الأوربي في الشرق الأوسط، والاستحواذ على المكاسب والثروات، وبناء القواعد الحربية، والتحكم بالممرات البحرية والجوية والبرية، وفي تعطيل المشاريع المستقبلية والبحث عن سبل السيطرة على شعوب المنطقة.

.
في هذا الوقت بالذات ينشغل بعض ساسة العراق ومعهم بعض النواب، وينشغل معهم الشعب العراقي نفسه بالإساءة إلى رموزهم الوطنية وتهميش اصحاب المواهب والكفاءات، والاعتماد على إنصاف المتعلمين من ذوي الشهادات المزورة. وفي مطاردة كل وطني شريف، والتطبيل لكل عميل ومهرج ومنافق. فالمهزلة الانقلابية التي قد نشهدها بعد إقرار قانون الجنسية الجديد يشترك فيها المواطن والسياسي والنائب بدعم وتوجيه من القوى الدولية الغاشمة. .
فقد اصبح المواطن العراقي مهددا بفقدان هويته العربية، ومهددا بفقدان اسمه وتراثه وتاريخه وقوميته. في حملة مسعورة بدأت منذ الثمانينات بتهجير عوائل وقبائل بكاملها، وتجريد مئات الآلاف من انتسابهم الوطني ونفيهم وراء الحدود. ثم توسعت الحملات بعد عام 2003 بأساليب وقحة تبنتها بعض الفضائيات التي سخرت برامجها للتشكيك بعروبة ابناء الجنوب. حتى جاء اليوم الذي اتسعت فيه المخاوف من ضياع الهوية العربية، وذلك بسبب مشروع قانون منح الجنسية العراقية لكل اجنبي مضى على إقامته عام كامل، بمعنى ان العراق في طريقه للتحول إلى غابة مفتوحة لكل الشعوب والامم. غابة تشبه القرية العالمية في دبي، تحتوي على التناقضات البشرية كلها، يضيع فيها المواطن العراقي نفسه حتى لا يجد من يتفاهم معه ويتحدث معه بلغته. وربما نشهد بعد بضعة سنوات برلمانيون من موزمبيق ومن جزر الملاوي، يرطن كل منهم بلغته الأصلية، ويقرأون نشيد: موطني موطني، بهذه الصيغة: (موتني موتني). .
هذه كارثة حقيقية يخطط لها الآن المتآمرون على أصالة ارض الرافدين. وقد يفقد العراق سمته العربية بعد توافد البنغاليين عليه ومن بعدهم البلوش والسنغاليين والفلبينيين. فما ان يحط السيريلانكي رحاله هنا ويقيم لمدة 360 يوما حتى يحصل على الجنسية والبطاقة الوطنية والجواز المكتوب بكل لغات العالم. الأمر الذي سيفتح شهية الاحزاب الضعيفة باستجلاب المئات من كل القارات لتعزيز قواعدهم الجماهيرية الناطقة بكل لغات الدنيا. وربما تظهر لدينا احزاب طائفية على النمط البوذي أو السيخي أو على شاكلة ناطوري كارتا. وربما تظهر لدينا أحياء مكسيكية بين واسط وبغداد وأخرى صينية بين السماوة والديوانية، فتلتقي الشعوب كلها في بانوراما العراق. مطاعم ومعابد ومدارس ومناهج وتقاليد وعادات من كل الأنواع والأصناف. ومسارح وسيما وسيرك وأفيش وكلب الحراسة وكرسى الرياسة وحبة سياسة ولفة حشيش. ثم يأتي يوم على الزوراء يقول المار بها ها هنا كانت الزوراء. .
ربنا مسنا الضر وانت ارحم الراحمين. .

د. كمال فتاح حيدر

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

القمة العربية في بغداد والتعاون الاقتصادي العربي المشترك

ينعقد في بغداد قريبا مؤتمر القمة العربية 34 في زخم تحديات وازمات اقتصادية وسياسية وأمنية تجتاح العالم والمنطقة العربية والاقليم الجغرافي في الوقت الذي تعاني اغلب الدول من الحرب التجارية القائمة الان بين امريكا والصين وبسسببها ارتبكت التجارة الدولية وتعقدت سبل تسهيل العملية الاقتصادية والمالية اضافة الى تاثيرات الحروب والنزاعات والصراعات في المنطقة والعالم على الوضع الاقتصادي الراهن وتوقعات تباطئ النمو الاقتصادي والركود التضخمي ومعاناة الدول التي تعتمد بشكل اساسي على النفط كمورد رئيسي للبلاد وكذلك المعاناة المتراكمة للدول الفقيرة من ازمتي الغذاء والطاقة .

ان جميع الاسباب اعلاه تجعل العراق الذي يشهد استقرارا امنيا واقتصاديا ويحظى بعلاقات خارجية متوازنة مع دول العالم وبعلاقات متينة ومنفتحة مع الدول العربية.ومما يدعم ذلك نجاح الحكومة الحالية على تحقيق مراحل اساسية من الاصلاح الاقتصادي والمالي والمصرفي الشامل مما سينعكس على بناء اقتصاد وطني متين وقطاع مالي ومصرفي رصين .حيث تشير المؤشرات الاقتصادية في 2024 والربع الاول من 2025.

ان الاحتياطيات النقدية الاجنبية والاحتياطي التحوطي للذهب تتجاوز 100مليار دولار وبنسبة كفاية 140% لتغطية العملة المحلية في التداول في النقدي ولتغطية الاستيرادات وتعافي الدينار العراقي والاستقرار النسبي لسعر الصرف بالمقابل مع الدولار الامريكي.كما ان نسبة التضخم السنوي بلغت 2.8% ونسبة التضخم الاساس 2.5%وهدا يعني المحافظة على المستوى العام للاسعار بالرغم من ازمة الغذاء وتداعيات الحرب التجارية العالمية القائمة الان .ومما يعزز من قوة الاقتصاد العراقي هو المشاريع الاقتصادية والاستثمارية العملاقة والمشتركة مع الدول العربية والدول الصديقة كمشروع طريق التنمية واستثمار الغاز وتنظيم تمويل التجارة الخارجية وبناء علاقات مالية ومصرفية رصينة مع بنوك العام المراسلة والامتثال للمعايير الدولية ومكافحة غسل الاموال وتمويل الارهاب .

لذلك فان انعقاد القمة العربية في بغداد هي خطوة مهمة لعودة العراق لعمله العربي والانفتاح على بناء علاقات سياسية واقتصادية وامنية متوازنة مع الدول الشقيقة .مما يجعل العراق ينطلق بتقديم مبادرة مشروع تعاون ستراتيجي عربي مشترك كما موجود حاليا في التكتلات الاقتصادية العالمية لرسم استراتيجية للتكامل الاقتصادي العربي وتوحيد السياسات والبرامج المشتركة لدعم وتعزيز العمل التنموي العربي ومواجهة المخاطر المتوقعة.

ان تجربة العلاقات العلاقات التنسيقية الناجحة السابقة مع مصر والاردن والسعودية وباقي الدول الخليجية اسست لركائز مهمة للتعاون الاقتصادي العربي مما يدعم موقف العراق في الدعوة لتاسيس تكتل اقتصادي عربي يخدم المصلحة العليا للشعوب العربية في كافة المجالات وبشكل خاص التعاون والتواصل وتمتين العلاقات المالية والمصرفية فيما بينها وبشكل خاص في التعاملات المصرفية الخارجية وتحفيز وتشجيع الشركات الاستثمارية على ألاستثمار في العراق سيؤدي إلى تعزيز المجالات التمويلية والاستثمارية. وبشكل خاص مشاريع البننى التحتية للاقتصاد.


ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام

مقالات مشابهة

  • القمة العربية في بغداد والتعاون الاقتصادي العربي المشترك
  • مجلس الوزراء العراقي: بغداد رجعت لوضعها الطبيعي باستقبال القمة العربية 34
  • الشرع يغيب عن القمة العربية في العراق بعد جدل بشأن دعوته
  • الشرع لن يشارك في القمة العربية في بغداد
  • البابا تواضروس يستقبل وزير الأوقاف العراقي
  • الشرع لن يحضر القمة العربية في بغداد
  • قداسة البابا تواضروس يستقبل وزير الأوقاف العراقي
  • البطولة العربية لكرة اليد.. العراق يتغلب على المغرب ويكتفي بالمركز السادس
  • رسميا.. غراهام مدربا للمنتخب العراقي
  • القضاء العراقي يوثق شهادة ناجية ايزيدية تعرضت للخطف من قبل “أبو يحيى الألماني”