كيف فاقم الإصلاح المالي على حساب الإصلاح الاقتصادي معاناة المصريين؟
تاريخ النشر: 28th, March 2024 GMT
كشفت خطة الإنقاذ المالي من أطراف دولية متعددة لمصر، والتي ظهرت بشكل مفاجئ وفي اللحظات الأخيرة من السقوط في هوة شبح الإفلاس، بقيادة دول ومؤسسات مالية دولية، عن عمق الأزمة الاقتصادية في البلاد وتدهور أوضاع المصريين إلى أدنى نقطة يمكن تحملها.
ومنذ بدء ما يسمى ببرنامج الإصلاح الاقتصادي المصري مع صندوق النقد الدولي عام 2016 وخفض الجنيه 50 بالمئة أدى ذلك إلى نتائج اقتصادية وخيمة تسببت في موجة جديدة بعد 6 سنوات من أزمة مالية طاحنة تسببت في فجوة زمنية وسعرية في الأسعار في أقل من عام.
إزاء حديث الحكومة المصرية عن خططها للإصلاح المالي والنقدي من أجل تحسين بعض المؤشرات الاقتصادية، أعرب خبراء اقتصاد ومحللون ماليون لـ"عربي21" عن إحباطهم من تجاهل الإصلاح الاقتصادي الحقيقي الذي ينعكس على حياة المواطنين بزيادة الداخل وزيادة قدرته الشرائية.
وكانت مصر على شفا أزمة مالية كبرى قبل أن تنقذها حزمة مساعدات وقروض ووعود استثمارية بنحو 60 مليار دولار ، استحوذت الإمارات على أكثر من نصفها باستثمار 35 مليار دولار في قطاع العقارات بتطوير مدينة رأس الحكمة على ساحل البحر الأبيض المتوسط.
وكذلك قرض من صندوق النقد الدولي بقيمة 8 مليارات دولار بدلا من 3 مليارات دولار ، ووعد من الاتحاد الأوروبي بتقديم قروض ومساعدات قدرها 8.1 مليار دولار، إضافة إلى تمويلات من البنك الدولي بأكثر من 6 مليارات دولار.
إصلاحات مالية ومعاناة اقتصادية
ومنذ رضوخ القاهرة لشروط صندوق النقد الدولي قبل 8 سنوات وعلى رأسها رفع الفائدة وخفض قيمة الجنيه واصلت الحكومة المصرية تقديم المزيد من التنازلات وخفضت قيمة العملة المحلية مجددا 150% وهبط الجنيه من مستوى 7 جنيهات إلى حوالي 48 جنيها، وزادت الفائدة إلى 28% وأصبحت معاناة المصريين الاقتصادية أكبر وأشد وأعمق وغير مسبوقة.
تجاوزت حكومة عبد الفتاح السيسي كل الخطوط الحمراء وذهبت إلى أبعد نقطة لم تجرؤ عليها الحكومات السابقة، مثل تحرير سعر الصرف وخفض الدعم وتحويل الدعم العيني إلى نقدي وإنهاء دعم الكهرباء والمياه ورفع أسعار جميع الخدمات ورسومها إلى أرقام فلكية ورفع أسعار الطاقة 600% منذ عام 2014 بدعوى تحقيق إصلاحات مالية وخفض عجز الموازنة ولكنه يزيد بدلا من أن ينخفض.
وكان الحد الأدنى لأجور موظفي الدولة يبلغ 1200 جنيه عام 2013 أو ما يعادل 170 دولارا شهريا بسعر صرف العملة وقتها أما الآن فقد تضاعف 5 مرات إلى 6000 جنيه لكنه يعادل 128 دولار، أي أقل 30% عما كان عليه قبل نحو 11 عاما رغم زيادة الأسعار أكثر من 500%.
ويعتمد غالبية السكان البالغ عددهم نحو 106 ملايين على نظام دعم سلعي يغطي قليل من السلع الأساسية، وآخر للخبز، ويتجاوز عدد الفقراء رسميا 30 مليون شخص ولكن نسبة الفقر بحسب مؤسسات دولية أكبر من ذلك بكثير وتقترب من 60% لأنها لا تشمل تداعيات جائحة كورونا والأزمة الروسية الأوكرانية وخفض العملة المحلية 4 مرات.
مصطفى مدبولي يقول خلال لقائه عددًا من التجار أن أسعار السلع لا بد أن تنخفض ليشعر المواطن بالأمل في حدوث تطور إيجابي.
إذا كان ذلك ضرورياً يا معالي #رئيس_الوزراء لماذا رفعت الحكومة سعر #السولار 21٪؟ ولماذا زادت الشركات الحكومة أسعار #السكر 33٪؟ ولماذا أصرت الحكومة على زيادة… pic.twitter.com/WwulC7SClr — Mourad Aly د. مراد علي (@mouradaly) March 26, 2024
وظل التضخم طوال نحو سنتين عند أعلى مستويات مرتفعة، وصفها رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، خلال لقاء مع التجار لحثهم على خفض الأسعار، بأنها غير مسبوقة في تاريخ البلاد بسبب ارتفاع أسعار السلع الغذائية وباقي السلع، وانتقد ارتفاع الأسعار إلى ما أسماه "الأرقام الفلكية".
لا إصلاح مالي بدون إصلاح اقتصادي
في تقديره يرى الخبير الاقتصادي اليساري، هاني الحسيني، أن "الحكومة المصرية غامرت بالدخول في برنامج مع صندوق النقد الدولي منذ عام 2016، ولا يمكن الاعتماد على الإصلاح المالي والسياسات النقدية دون الإصلاح الاقتصادي؛ لأن القاعدة الأساسية للموارد وتدفق الأموال الحقيقي وتحسين الأجور والدخل هو الإنتاج وزيادة الصادرات، هذا هو الاقتصاد الحقيقي من زراعة صناعة وتجارة خارجية وتكنولوجيا وغيره والخدمات ذات العائد والجدوى مثل السياحة".
وأعرب عن اعتقاده في حديثه لـ"عربي21": أن "تحسين الوضع الاقتصادي للمواطنين كان يجب أن يكون على رأس أولويات الحكومة لا الحديث عن تخفيف المعاناة عن المواطنين طوال الوقت، نحن بحاجة إلى رؤية شاملة للإصلاح الاقتصادي تتجاوز مفهومها الضيق لدى الحكومة المتمثل في توفير الأموال لتدبير الأمور اليومية ولكنها تسوء يوما تلو الآخر والناس أصبحت غير قادرة على تحمل إجراءات دون نتائج إيجابية ملموسة على أرض الواقع".
وأوضح الخبير الاقتصادي أن "أي نجاح اقتصادي يشعر به في المقام الأول المواطن وليس بيانات حكومية، وطالبنا مرارا بتوحيد الموازنة العامة وتكون شاملة لزيادة الموارد وضم الصناديق الخاصة وأموال الهيئات وغيرها وعدم استقطاعها لصالح صناديق أخرى".
وطالب الحسيني "بضرورة استعادة القطاع الخاص دوره في النمو الاقتصادي، وتراجع دور الدولة والكيانات الموالية لها؛ لأن هناك كيانات تدير باسم الدولة، وتوفير فرص حقيقية، وترك المفاتيح الاقتصادية في أيدي الشركات ورجال الأعمال والمجتمع المدني".
شكوك حو تغيير المسار القديم
شكك نائب رئيس الوزراء ووزير التعاون الدولي سابقا، زياد بهاء الدين، في حدوث تغيير جذري في سياسات الحكومة الاقتصادية رغم حصولها على واحدة من أكبر حزم الاقتراض التي عرفتها مصر مؤخرا، والتي لم يكن هناك مفر من اللجوء إليها، وإلا كان السقوط في الهاوية أكيدًا.
مضيفا، في مقال له، لكن إذا كنا نجحنا في تجنب كارثة محققة بتدبير التمويل في اللحظة الأخيرة، فإن هذا لا يعنى الخروج من الأزمة، بل علينا انتهاز الفرصة واتخاذ الإجراءات وتطبيق السياسات اللازمة لتجنب العودة إلى ذات الوضع مرة أخرى ولبدء الإصلاح الاقتصادي الحقيقي والمستدام.
الحكومة سقطت في الإصلاح المالي والاقتصادي
اشترط خبير أسواق المال والخبير الاقتصادي، الدكتور وائل النحاس، "تحقيق نجاحات اقتصادية تنعكس على المواطنين بضرورة السيطرة على التضخم من خلال السيطرة في الأساس على الاقتراض والعجز الكلي للموازنة العامة، وتخفيض الدين العام، إلى جانب تصفية حساب السحب على المكشوف لدى البنك المركزي الذي يؤثر بالسلب على الأداء المالي، أزمتنا الحقيقية أننا غير قادرين على تحقيق نسب نمو فعلية والسيطرة على التضخم وعمل دخل حقيقي للفرد زيادة الأجور لا تعني تحسين الدخل ما نريده هو زيادة القوة الشرائية للعملة".
مضيفا لـ"عربي21": "الإصلاح المالي الذي تستهدفه الحكومة هو معالجة التشوهات المالية في أرقام الموازنة العامة للدولة وحتى الآن لم نحقق الإصلاح المالي المطلوب وفي كل مرة تعجز الحكومة عن السيطرة عن العجز وحتى بعد توحيد الموازنة وضم جميع الهيئات الاقتصادية والصناديق الخاصة زاد العجز"، مشيرا إلى أن "الإصلاح الاقتصادي يعني إصلاح أحوال المواطنين الاقتصادية من خلال زيادة موارد الدولة ولكن ليس على حساب المواطن عبر فرض الضرائب والرسوم والدمغات وتعظيم الاستثمارات المباشرة وتقليص العجز".
وصف النحاس التدفقات المالية الأخيرة التي حظيت بها مصر بأنها "قبلة الحياة و مجرد وعود من المؤسسات الدولية ولم يتحقق منها شيء غير جزء من أموال صفقة رأس الحكمة، ولم نحصل على دولار واحد حتى الآن نحن نعيش الآن بقوة دفع الصفقة مع سياسة الترويع التي تمارسها الدولة لتخلي المواطنين على الدولار، ولا يوجد تغيير حقيقي في المسار الاقتصادي ونسير على نفس المنوال وهو التوسع في الاقتراض وليس في الاستثمار الجاد الذي ينعكس على حياة المواطنين".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد عربي اقتصاد عربي الاقتصادية المصريين الإمارات السيسي التضخم مصر اقتصاد السيسي الإمارات تضخم المزيد في اقتصاد اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة سياسة اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة صندوق النقد الدولی الإصلاح الاقتصادی الإصلاح المالی
إقرأ أيضاً:
120 شركة صينية تستكشف فرص الاستثمار بمصر: 8.3 مليار دولار بالمنطقة الاقتصادية و600 مليون بالقنطرة.. وحجم التجارة يصل إلى 17 مليار دولار في 2024
40 شركة صينية تبحث فرص الاستثمار
توقيع المصنع رقم 20 بالقنطرة شرق
شراكة مصرية صينية تدعم الصناعة والتكنولوجيا
تُعد العلاقات المصرية-الصينية نموذجًا راسخًا للتعاون الاستراتيجي المتكامل، حيث تمتد جذورها لعقود من الشراكة السياسية والاقتصادية المتنامية. وتشهد العلاقات بين البلدين تطورًا ملحوظًا في مختلف المجالات، لا سيما بعد توقيع اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة، التي عززت حجم التبادل التجاري والاستثمارات المتبادلة.
وتحتل الصين مكانة بارزة كأكبر شريك تجاري لمصر على مدار السنوات الأخيرة، كما تمثل شريكًا تنمويًا رئيسيًا في تنفيذ مشروعات البنية التحتية والتصنيع والطاقة. ويعكس الزخم الحالي في العلاقات حرص البلدين على توسيع آفاق التعاون بما يخدم المصالح المشتركة ويساهم في تحقيق التنمية المستدامة.
وانطلق المؤتمر الاقتصادي رفيع المستوى مع وفد صيني من مقاطعة قوانغدونغ، وهونغ كونغ، وماكاو، بتنظيم جمعية رجال الأعمال المصريين برئاسة المهندس علي عيسى، رئيس الجمعية، وبالتعاون مع الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، وبمشاركة السفارة الصينية بالقاهرة، والهيئة الاقتصادية لقناة السويس، وعدد كبير من المسؤولين والسفراء وكبار الشخصيات ورجال الأعمال المصريين والصينيين.
وعلى هامش المؤتمر، تم عقد لقاءات عمل ثنائية (B2B) بين كبرى الشركات المصرية ونظيراتها الصينية، بهدف تعزيز سبل التعاون وفتح آفاق جديدة للاستثمار في قطاعات استراتيجية ومحورية.
فتح آفاق جديدة للاستثمارناقش المؤتمر سبل تعزيز أواصر التعاون الاقتصادي والتجاري بين مصر والصين، وفتح آفاق جديدة للشراكة، وتشجيع التعاون الثنائي، إلى جانب استعراض أبرز فرص الاستثمار في السوق المصري وتبادل الخبرات في مجالات التصنيع والابتكار والتجارة الدولية.
وخلال الجلسة الافتتاحية، أكد أحمد عز الدين، رئيس لجنة تنمية العلاقات مع الصين بجمعية رجال الأعمال المصريين، أنه في ضوء اهتمام الجمعية بالتعاون التنموي، تؤمن بأهمية الاستفادة من الخبرات الصينية في توطين الصناعة في مصر من خلال نقل التكنولوجيا وإعادة التأهيل الفني والتدريب الصناعي، مع التركيز على القطاعات ذات الأولوية للاقتصاد المصري والصادرات، وخاصة الصناعات الصغيرة والمتوسطة كركيزة لخلق فرص عمل للشباب.
دعم الصناعات الصغيرة والمتوسطةوأشار عز الدين إلى جهود الجمعية في تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين مصر والصين من خلال تأسيس لجنة لتنمية العلاقات الاقتصادية مع الصين عام 2007، حيث عملت على توحيد الجهود وتعظيم فرص التعاون، خاصة في التجارة والاستثمار والسياحة، ودعم الشركات المصرية والصينية، وتمهيد الطريق لاستكشاف الفرص الاستثمارية المتاحة والتعاون الاقتصادي في البلدين، باعتبار الصين من أبرز الشركاء الاستراتيجيين لمصر.
وأوضح أن الجمعية من أوائل الداعمين لمبادرة الرئيس الصيني "الحزام والطريق" في 2013، كما انضمت إلى أهم التحالفات الاقتصادية وهي "البريكس" وعضوية التحالف العالمي للتجارة في الخدمات. كما تعرب عن ترحيبها الكامل بدعم والترويج للمعارض الصينية الدولية الهامة وعلى رأسها معرض كانتون الدولي للاستيراد والتصدير، باعتبارها منصات فريدة ترويجية للمنتجات والصناعات المصرية، ولعقد الشراكات التجارية وتبادل الخبرات، ونفاذ الصادرات إلى الأسواق الدولية، كما تمنح الشركات نافذة للوصول إلى واحدة من أكبر وأسرع الأسواق نموًا في العالم.
قوانغدونغ: بوابة التجارة الصينيةأكد وانغ ويجونغ، حاكم حكومة مقاطعة قوانغدونغ – جمهورية الصين الشعبية، على الأهمية الكبيرة لتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية مع مصر والدول الأفريقية، مشيرًا إلى الإمكانات الهائلة للتعاون بين قوانغدونغ ومصر كشريك اقتصادي وتجاري مهم، خاصة منذ إقامة علاقة الشراكة الاستراتيجية الشاملة.
ونوّه بالتطور “المضطرد” في التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين قوانغدونغ ومصر، موضحًا أن حجم التجارة بين قوانغدونغ ومصر زاد من 16.8 مليار يوان في عام 2015 إلى 23.2 مليار يوان في عام 2024.
فرص كبرى في الطاقة والرقمنةوأوضح أن قوانغدونغ تستحوذ على حصة كبيرة من إجمالي التجارة بين الصين ومصر، تقارب خمس القيمة، حيث بلغ حجم التجارة الثنائية أكثر من 6.49 مليار يوان، محققًا نموًا بنسبة 12.4% خلال الربع الأول من العام الجاري.
ولفت إلى وجود عدة مجالات رئيسية للتعاون، منها التعاون الصناعي، والطاقة الجديدة والتنمية الخضراء، والسياحة، والاقتصاد الرقمي.
قوانغدونغ: مركز صناعي ضخموأشار إلى أن حجم القطاع الصناعي في قوانغدونغ يمثل ثمن إجمالي الصين، وتمتلك 31 مجموعة صناعية كبرى، 15 منها ذات "أهمية وطنية"، مع دعم الشركات لتعزيز سلاسل التوريد الصناعية ونقل التكنولوجيا.
وفي قطاع الطاقة الجديدة والتنمية الخضراء، أكد أن قوانغدونغ تتمتع بمزايا "رائدة" في مجالات مثل الطاقة الكهروضوئية، والطاقة النووية، وطاقة الرياح، وتخزين الطاقة.
السياحة والفضاء الرقميوأشار إلى أن قوانغدونغ تنتج ربع السيارات الكهربائية الجديدة في الصين، ورحب برغبة الأصدقاء المصريين في قيام الشركات في قوانغدونغ بالاستثمار في مجال الطاقة الجديدة في مصر.
وفي مجال الاقتصاد الرقمي، أكد أن قوانغدونغ تتميز بـ "سرعة رائدة على مستوى العالم" في تطبيقات الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي، ودعم الشركات للمشاركة في بناء شبكات الاتصالات ومشاريع المدن الذكية في أفريقيا، وتقديم حلول واستثمارات في الذكاء الاصطناعي.
السياحة والتبادل الثقافيفي الفضاء التجاري، ذكر أن قوانغدونغ موطن لشركات بناء منصات إطلاق الصواريخ الفضائية والأقمار الصناعية البحرية، معربًا عن أمله في تعزيز التعاون في مجال تكنولوجيا الفضاء.
وفي السياحة، وصف قوانغدونغ بأنها أكبر مقاطعة مصدرة للسياحة في الصين والأكثر استقبالًا للزوار الدوليين، وأشار إلى أن “الكثير من المعالم المصرية المشهورة” تجذب عددًا متزايدًا من سياح قوانغدونغ، وأعرب عن أمله في تعزيز التعاون السياحي وتنمية الأسواق السياحية المشتركة.
اهتمام صيني بالاستثمار في مصرورحب بالمستثمرين المصريين لتعميق التبادلات والتعاون مع قوانغدونغ وزيادة الاستثمار بها.
وأفاد أن المؤتمر شهد حضور أكثر من 40 شركة وجمعية صناعية من قوانغدونغ، مهتمة بالتوقيع على عدد من "المشاريع الهامة" خلال الحدث.
مصر: بنية داعمة للاستثماروقال السيد محمد جوسقي – نائب وزير الاستثمار والتجارة الخارجية، إن توقيع الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين مصر والصين عكس عمق وتطور العلاقات السياسية والاقتصادية التاريخية بين البلدين، مشيرًا إلى أن الصين تعد شريكًا تنمويًا رئيسيًا وأكبر شريك تجاري لمصر على مدار 10 سنوات متتالية، بحجم تجارة بلغ 17 مليار دولار في 2024.
وأشار جوسقي إلى أنه في إطار تطلع الحكومة لأن تكون الصين من أكبر 5 دول استثمارًا في مصر، تم تأسيس وحدة الصين، وهي لجنة وزارية يرأسها رئيس مجلس الوزراء، إلى جانب إنشاء وحدة متخصصة في الاستثمارات الصينية بالهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة لضمان نجاح واستمرارية المشروعات الصينية.
قصص نجاح صينية بمصروأكد أن العديد من الشركات الصينية حققت نجاحات كبيرة في السوق المصرية وفي الوصول إلى الأسواق العالمية من خلال شبكة العلاقات والاتفاقات الاقتصادية الموقعة بين مصر والعديد من الكيانات الاقتصادية الكبرى مثل الاتحاد الأوروبي، والكوميسا، وتجمع البريكس وغيرها. كما استطاعت الشركات الصناعية التي دخلت السوق المصرية حديثًا إحراز تقدّم ملموس وسريع، مثل صناعة الأجهزة المنزلية، وصناعة مواسير الدكت، وتصنيع الهواتف المحمولة.
ولفت إلى أن الحكومة المصرية ترحب بكافة الشركات من مقاطعة قوانغدونغ ومن مختلف المقاطعات الصينية، وتقدم لهم كل الدعم والتسهيلات في إجراءات الاستثمار، حيث تستهدف خلق تعاون استثماري في العديد من القطاعات الاستراتيجية.
المنطقة الاقتصادية: منصة متكاملةوأكد وليد جمال الدين، رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، أن الهيئة حققت خطوات كبيرة في جذب الاستثمارات، مستندة إلى رؤية استراتيجية جعلت من المنطقة منصة متكاملة للصناعة والخدمات واللوجستيات، وليست مجرد معبر بحري.
وقال جمال الدين إن المنطقة الاقتصادية تتمتع بخصوصية قانونية وهيكل إداري مستقل، ما يمنحها مرونة كبيرة في التعامل مع المستثمرين، مشيرًا إلى أن الهيئة صرفت أكثر من 3 مليارات دولار على البنية التحتية خلال السنوات الماضية.
إنجازات في منطقة القنطرةوأضاف أن منطقة القنطرة شرق شهدت تطورًا ملحوظًا، فبعد أن كانت لا تضم مصنعًا واحدًا قبل عامين، سيتم غدًا توقيع عقد المصنع رقم 20 بها، وأغلب هذه المصانع تابعة لشركات صينية.
ولفت إلى أن هناك 10 شركات صينية تعتزم الاستثمار في منطقة القنطرة غرب التابعة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، موضحًا أن إجمالي استثمارات المنطقة تُقدّر بـ600 مليون دولار.
استثمارات استراتيجية جديدةوأشار جمال الدين إلى أن المنطقة نجحت خلال السنوات الثلاث الماضية في جذب استثمارات كبيرة بلغت قيمتها 8.3 مليار دولار.
وأوضح أن الهيئة تستهدف قطاعات استراتيجية تشمل: الطاقة الجديدة والمتجددة، والهيدروجين الأخضر، والصناعات الدوائية، وصناعة السيارات الكهربائية، وبطاريات السيارات، ومواد البناء.
تحول لمركز إقليمي للطاقةوفيما يتعلق بالتطورات في مناطق الهيئة، قال رئيس الهيئة: “منطقة السخنة، على سبيل المثال، لدينا بها 7 ملايين متر مربع أراضٍ صناعية على وشك الانتهاء بالكامل، وقد وافق مجلس إدارة الهيئة على إضافة 3 ملايين متر مربع إضافيين.”
كما أشار إلى توقيع الهيئة مذكرة تفاهم دولية في مجال الطاقة الجديدة والهيدروجين الأخضر، ضمن جهودها للتحول إلى مركز إقليمي للطاقة النظيفة.
تحسين بيئة الاستثماروقال أحمد زهير، رئيس قطاع الترويج بالهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، إن الدولة المصرية دخلت مرحلة جديدة من تعزيز مناخ الاستثمار عبر تقديم حوافز غير مسبوقة وضمانات قوية، مضيفًا: "نُولي اهتمامًا خاصًا بالمناطق الحرة".
وأشار إلى أن الرخصة الذهبية أصبحت أداة فاعلة لدفع الاستثمار، موضحًا أنها تمنح “موافقة واحدة شاملة لإقامة وتشغيل المشروع خلال 20 يومًا فقط، دون الحاجة إلى المرور بالإجراءات التقليدية المعقدة.”
الصين: شريك استراتيجي لمصروأشار السيد الوزير مفوض تجاري واقتصادي، تشاو ليوتشينغ – من سفارة الصين، إلى أن الصين احتلت المرتبة الأولى كأكبر شريك تجاري لمصر لثلاث سنوات متتالية حتى عام 2024، واصفًا بلاده بأنها الدولة الأكثر نشاطًا والأسرع نموًا في الاستثمار في مصر.
وأضاف ليوتشينغ أن الشركات الصينية تساهم بفاعلية في المشروعات الكبرى في مصر، لا سيما في قطاعات مثل البناء والتشييد، السكك الحديدية، والطاقة الجديدة.
ماكاو تدعم التعاون مع أفريقياوكشف السيد فينسنت يو – رئيس معهد الترويج للتجارة والاستثمار بمقاطعة ماكاو الصينية، عن الفرص والتحديات أمام الشركات الصغيرة والمتوسطة ودور ماكاو في تعزيز التعاون الاقتصادي.
ولفت إلى الفرص الكبيرة في منطقة الخليج الكبرى، لكنه أقر بوجود تحديات تواجه الشركات الصغيرة والمتوسطة، مثل حواجز اللغة ومحدودية الموارد.
فرص جديدة للدراجات الكهربائيةوأوضح أن الشركات الصينية الكبرى التي تستثمر في الخارج غالبًا ما تصطحب معها شركات صغيرة ومتوسطة مرتبطة بها، مما يعزز التعاون بين الشركات الصغيرة والمتوسطة.
وذكر أن هناك العديد من الفرص الاستثمارية مثل تصدير الدراجات النارية الكهربائية، مشيرًا إلى أن مدينة جيانغمن ضمن منطقة الخليج الكبرى لديها مستوى عالٍ في إنتاجها وتصديرها إلى أفريقيا.
ماكاو منصة للتعاون الدوليشدد على دور ماكاو الهام كمنصة لتسهيل التعاون بتكلفة أقل، مضيفًا أن الحكومة الصينية وضعت ماكاو كمركز لتقديم الخدمات التجارية بين الصين والدول الناطقة بالبرتغالية.
وأشار يو إلى توقيع اتفاقية بين شركة إدارة مطار ماكاو وشركة طيران أفريقية خلال المؤتمر، معتبراً إياها بداية تعاون جديد.
دعوة للمعرض العالمي في ماكاووتطرق إلى أربعة قطاعات صناعية جديدة يجري تطويرها في ماكاو: الصحة، التكنولوجيا الجديدة، التمويل الحديث، والصناعات الثقافية والإبداعية.
وسلط الضوء على قطاع المعارض والمؤتمرات المتنامي في ماكاو، داعيًا إلى المشاركة في “المعرض العالمي للشبكات الذكية وشحن السيارات الكهربائية” في نوفمبر القادم، مرحبًا برجال الأعمال من مصر والدول الأفريقية الأخرى.