تنشط العلاقات الاجتماعية بين مختلف شرائح المجتمع خلال شهر رمضان المبارك، وتكثر الزيارات المتبادلة بين الأسر لتناول الإفطار بحضور الجميع، الأمر الذي يحقق أجواء روحانية ويسهم في إيجاد أعلى درجات التقارب الاجتماعي، مما ينتج عنه تصفية الخلافات التي قد تنشأ بين أفراد الأسرة أو زملاء العمل، إلى جانب منحهم فرصة لتبادل الذكريات والأحاديث الودية.

"عمان" وقفت على آراء بعض المواطنين حول أهمية الترابط الاجتماعي والمجتمعي بشكل عام في شهر رمضان ومدى تطبيقه في هذه الأيام الفضيلة؟ حيث تقول فاطمة بنت محمد القيوضية: شهر رمضان المبارك فرصة مثالية لاستغلاله لزيادة التواصل مع الأرحام، وتقوية الأواصر العائلية بين الأفراد، بالإضافة إلى حل الخلافات بالتواصل والتزاور والانفتاح، مشيرة إلى أن المبادرات الأسرية والعائلية مطلوبة خصوصا في هذا الشهر، وتتمثل في دعوة على إفطار أو سحور، مما سوف يعزز العلاقات الاجتماعية وسيقوي اللحمة العائلية -في حال عدم وجود خلافات داخلية- ويؤدي إلى مزيد من الألفة والمحبة بين كافة الأفراد.

التلاحم الأسري

وتضيف: أن الترابط الاجتماعي له فوائد عديدة للأفراد والمجتمع، منها تعزيز التلاحم الأسري والعائلي، والشعور بالراحة النفسية، وهذا ينعكس إيجابا على صناعة أجواء اجتماعية متماسكة بعيدا عن الشحناء والخلافات، موضحة أن شهر رمضان يجب أن يستغل في إحداث تغيير حقيقي في التواصل العائلي والتقارب وهو منعطف مهم في حياتنا الاجتماعية نحو التغيير للأفضل وتحمل أعباء المسؤولية الاجتماعية، إلى جانب تعويد الأطفال على أهمية التمسك بالقيم والعادات.

وتشير زوينة العامرية إلى أن شهر رمضان بطبيعته الإيمانية يساعد على زيادة التلاحم في العلاقات الأسرية والترابط الاجتماعي، فهو الشهر الذي يستطيع فيه جميع أفراد الأسرة الجلوس مع بعضهم البعض سواء في وجبة الإفطار أو وجبة السحور، مما يؤدي إلى تقوية الروابط الأسرية، ومحاولة استغلالها بالشكل الذي يحقق لم شمل الأسرة عن طريق تعيين يوم محدد في الأسبوع للالتقاء والتجمع، إلى جانب استغلال أيام الإجازات الأسبوعية في عمل جدول معين لزيارة الأقارب والأهل والجيران.

إحياء العادات

وبينت ناهد المجرفية أن العلاقات الاجتماعية تصبح أكثر قوة خلال شهر رمضان، وذلك لما يحتويه من روحانيات مميزة تسهم في زيادة التراحم والتواصل بين الجميع، خاصة أن الزيارات والأمسيات لهما دور كبير في تقوية الروابط بين أفراد المجتمع على اختلاف فئاتهم العمرية والاجتماعية، فتكون التجمعات وإحياء العلاقات الاجتماعية خلال هذا الشهر بمثابة محفز للتواصل بين أفراد المجتمع وعلى قوة الروابط التي تجمعهم، وتساعد على إحياء الكثير من العادات القديمة المرتبطة بالشهر الفضيل والتمسك بها ونقلها للأجيال القادمة.

ويوضح شهاب الناصري أن من مظاهر الترابط الاجتماعي في شهر رمضان المبارك التكافل بين مختلف شرائح المجتمع، وذلك عن طريق تقديم المعونة والمساعدة للأسر المحتاجة، مما يسهم في التقليل من المعاناة التي تعيشها بعض الأسر في توفير الاحتياجات الأساسية لشهر رمضان، ويظهر الترابط في هذه المواقف التي تشعرهم بالراحة بوجود شرائح مجتمعية تتحسس معاناتهم وتقف بجانبهم طوال الشهر المبارك، مشيرا إلى أن صلة الرحم تعد من أهم قيم الترابط الاجتماعي التي توثق روابط الأخوة والحب بين أفراد المجتمع.

تأصيل القيم

ويقول المنذر الشماخي: يعد شهر رمضان المبارك فرصة لتعميق الروابط العائلية وتقويتها وتعزيز الوحدة الأسرية وتأصيل القيم بين الأفراد، حيث إن زيارات الأقارب في رمضان تكسب طابعا خاصا مميزا، حيث يتشارك الجميع لحظات الإفطار والسحور، مما يقوي الأواصر الاجتماعية بين الأسر ويعمل على إيجاد ذكريات جميلة لا تنسى، بالإضافة إلى مشاركة الأنشطة الدينية المتمثلة في أداء العبادات والصلوات التي تساهم في تعزيز الروحانية وتحفيز الفهم المشترك للقيم الدينية المختلفة، مؤكدا على ضرورة المشاركة في الأعمال الخيرية والتطوع فيها، لأنها تعد فرصة مثالية للعطاء من خلال تفاعل الأفراد مع مختلف الشرائح لتقديم العون والمساعدة.

وتشير رحاب بنت أحمد اليوسفية إلى أن المودة والرحمة من أهم الصفات التي تساعد على الترابط الاجتماعي بين الأسر وأفراد المجتمع بشكل عام، حيث يتميز الشهر الفضيل بزيادة في التواصل مع العائلة والأصدقاء والمجتمع سواء للتجمع للإفطار أو ممارسة النشاطات الاجتماعية المختلفة، وتتجلى في هذا الشهر المبارك أجمل صور التعاون والعطاء بين الناس، سواء في المساجد أو الشوارع أو المنازل، حيث يتكاتف المجتمع بأسره لتقديم يد العون والمساعدة لبعضهم البعض.

وقالت ميساء البلوشية أخصائية اجتماعية: يمثل شهر رمضان فرصة مهمة لتطوير العلاقات الاجتماعية وتقوية الروابط بين الأسر تجسيدا للتعاون والتكاتف الذي يتميز به الشهر الفضيل، حيث تتجدد العلاقات وتصفو النفوس من كل ما يكدرها، مشيرة إلى ضرورة تعزيز هذه الروابط أيضا مع الأصدقاء والجيران من أجل الحفاظ على قيم التآزر والتسامح، ومن الأمثلة التي تستطيع الأسر الاستفادة منها هي تنظيم فعاليات اجتماعية مشتركة خلال شهر رمضان، حيث يمكن للأصدقاء والجيران تنظيم الإفطارات المشتركة، أو ليالي القرآن، أو الأمسيات الثقافية التي يتم فيها تبادل الأفكار والخبرات والتجارب بين الأفراد، مما يعزز التواصل ويرسخ العلاقات الاجتماعية، ويضفي جوا من البهجة والمرح على الجميع، وهذا يساعد على ترسيخ المشاعر الإنسانية النبيلة التي يحملها هذا الشهر الفضيل.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: العلاقات الاجتماعیة شهر رمضان المبارک أفراد المجتمع الشهر الفضیل بین الأسر بین أفراد هذا الشهر إلى أن

إقرأ أيضاً:

قمة شرم الشيخ تؤكدها… القاهرة تثبت قدرتها على قيادة مسار التهدئة وترسيخ الاستقرار الإقليمي

في ظل تصاعد التوترات وتزايد سخونة المشهد الإقليمي، تتجه أنظار العالم نحو قمة شرم الشيخ للسلام التي تنعقد في توقيت دقيق بمشاركة واسعة من قادة ومسؤولي أكثر من 25 دولة، وسط آمال كبيرة بأن تشكل نقطة تحول في مسار الصراع في قطاع غزة والمنطقة بأكملها.

وتحمل القمة بعدًا استراتيجيًا خاصًا، كونها تأتي برعاية مصرية تعكس الدور التاريخي للقاهرة في قيادة الجهود السياسية والدبلوماسية الرامية إلى تثبيت وقف إطلاق النار، وضمان وصول المساعدات الإنسانية.

وتسعى القاهرة من خلال هذه القمة إلى إعادة صياغة التوازنات في المنطقة على أسس جديدة تقوم على الحوار والشراكة والتنمية، بما يضمن وضع حد لدائرة العنف المستمرة. 

وينظر إلى هذه القمة بوصفها محطة مفصلية في مسار الجهود المصرية لترسيخ معادلة الأمن والسلام، وإبراز القاهرة كقوة دبلوماسية مؤثرة قادرة على صياغة حلول مستدامة لأزمات المنطقة.

سعيد الزغبي: قمة شرم الشيخ للسلام تعيد التأكيد على شرعية مصر السياسية وقدرتها على هندسة التوازنات الإقليمية

أكد الخبير في الشؤون السياسية سعيد الزغبي في تصريحات خاصة لموقع صدى البلد أن قمة شرم الشيخ للسلام تمثل عودة قوية للدبلوماسية المصرية متعددة المسارات، موضحًا أنها ليست مجرد لقاء رمزي، بل رسالة استراتيجية على عدة مستويات.

وقال الزغبي انعقاد القمة في شرم الشيخ يعيد التأكيد على أن مصر ما زالت تمتلك الشرعية السياسية والرمزية لقيادة الحوار في المنطقة، خاصة في ظل التوترات الممتدة في غزة والضفة الغربية، والاحتقان الإقليمي بين قوى الشرق الأوسط.

وأضاف شرم الشيخ أصبحت نقطة التقاء بين القوى الكبرى والإقليمية، وهو ما يجعل القمة مساحة للتفاهم وليس فقط للتصريحات، أي تحويل التعدد في الأجندات إلى توازن في المصالح.
وأشار إلى أن مصر ركزت خلال القمة على تثبيت مبدأ الدولة الوطنية والحوار السياسي بدلًا من الحلول العسكرية، مع الحفاظ على موقعها كـ«ضامن أمني وإنساني» في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، دون الانجرار لأي محاور أو اصطفافات حادة.

وتابع الزغبي القاهرة قدمت القمة في إطار سلام شامل وتنمية مستدامة، ما أعطى للقضية الفلسطينية بعدها الإنساني والتنموي، وليس فقط الأمني، وهو تطور نوعي في طريقة عرض مصر لرسائلها الدولية.

وأوضح الزغبي أن هناك 3 سيناريوهات محتملة لما بعد القمة:

السيناريو الأول (الأكثر ترجيحًا): بلورة مسار مصري للسلام الإقليمي، من خلال تأسيس آلية دائمة للتنسيق العربي – الدولي حول القضية الفلسطينية، وتعزيز الدور المصري في إعادة الإعمار وفرض هدنة طويلة الأمد، مع احتمالية إطلاق مبادرة مصرية  خليجية مشتركة لإعادة هندسة النظام الإقليمي على أساس السلام والتنمية.السيناريو الثاني (الواقعي قصير المدى): احتواء التصعيد دون التوصل لتسوية نهائية، من خلال تفاهمات إنسانية وأمنية مؤقتة مثل وقف إطلاق النار، إدخال المساعدات، وتبادل الأسرى، مع استمرار المفاوضات السياسية دون اختراق كبير، ما يجعل من مصر «مديرًا للأزمة» لا «صانعًا للحل النهائي».السيناريو الثالث (الأقل احتمالًا): انتكاسة في المسار إذا تصاعدت الصراعات الإقليمية، ما قد يؤدي إلى تراجع الثقة الدولية في أي تسوية، وتتحول جهود مصر من صناعة السلام إلى «احتواء الأضرار» وإدارة تداعيات التصعيد.

وشدد الزغبي على أن قمة شرم الشيخ ليست مجرد حدث دبلوماسي، بل نقطة تحول في هندسة التوازنات الإقليمية.

وقال مصر أعادت التأكيد على أنها العقل السياسي للعالم العربي، وقادرة على توظيف قوتها الناعمة ودبلوماسيتها الهادئة لتثبيت مفهوم السلام من موقع القوة.
واختتم الزغبي تصريحاته مؤكدًا القاهرة تتحرك بثلاثية ذكية: الشرعية التاريخية + الواقعية السياسية + المبادرة الهادئة، وهذا ما يجعلها أقرب إلى مهندس الاستقرار في الشرق الأوسط خلال العقد القادم.


 

طباعة شارك قمة شرم الشيخ قطاع غزة الجهود السياسية المساعدات الإنسانية وقف إطلاق النار

مقالات مشابهة

  • الصدر يعلق على 78 مرشحا خالفوا أوامره: قاطعوهم.. يريدون تقوية مشروع الفساد
  • برلماني: قمة شرم الشيخ محطة تاريخية تجسد ريادة مصر في إنهاء الحرب وترسيخ دعائم السلام
  • قمة شرم الشيخ تؤكدها… القاهرة تثبت قدرتها على قيادة مسار التهدئة وترسيخ الاستقرار الإقليمي
  • «قيم التسامح والتعايش السلمي» ضمن مناقشات «دوري المكتبات» في الغربية
  • بعد صدورها رسميًا.. لائحة "عمال المنازل" خطوة نحو تعزيز الحماية القانونية والاجتماعية وتحسين بيئة العمل
  • البريد السعودي ‏يحذر من الروابط المزيفة قبل إدخال البيانات أو الدفع
  • من النزاع إلى التسامح.. كيف يفتح قانون المواريث باب الصلح بين الورثة؟
  • موعد شهر رمضان 2026 فلكيا
  • أول أيام رمضان 2026 .. فلكيا البحوث تعلن الموعد باليوم والشهر
  • التنمية الاجتماعية: انطلاق الورشة الفنية حول البرامج والمسارات التدريبية لمهننة العمل الاجتماعي