قدّر محللون عسكريون إسرائيليون اليوم الجمعة 29 مارس 2024، أن احتمال اجتياح إسرائيلي لمدينة رفح بات يتلاشى، خاصة بسبب وجود قرابة 1.4 مليون مدني فلسطيني في منطقة رفح.

وأشار أحد المحللين إلى أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو ، هو أول من أدرك هذا الوضع، إلا أنه بسبب تمسكه بائتلافه وضمان بقاء حكمه، يكرر عبارة "الانتصار المطلق" بالحرب على غزة .

وحسب المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، رون بن يشاي، فإنه "يوجد تخوف بالغ" في جهاز الأمن والجيش الإسرائيلي، "وليس في واشنطن فقط"، من اجتياح بري وكامل لرفح قبل إخلاء النازحين منها. "فسيناريو كهذا من شأنه أن يتطور باحتمال كبير إلى كارثة إنسانية، لا يمكن لأحد توقع حجمها، وإلى كارثة سياسية ستواجه إسرائيل ونحن كمواطنين صعوبة في التعامل معها أخلاقيا وعسكريا".

وأضاف أنه "واضح الآن للجيش الإسرائيلي والشاباك وجهاز الأمن أن العقبة الأساسية لعملية حاسمة في رفح هي إنسانية وسياسية وليست عسكرية".

واعتبر بن يشاي أن على الجيش الإسرائيلي أن ينقل المدنيين الفلسطينيين من رفح إلى منطقة خانيونس، بادعاء أنها "مناطق آمنة". وبحسبه، فإن إسرائيل أبلغت الإدارة الأميركية بأنها ستنفذ هذا الإخلاء من أجل شن اجتياح رفح، الذي صادق عليه كابينيت الحرب، "لتفكيك سريع للواء رفح التابع ل حماس ".

إلا أنه أشار إلى تحول في الموقف الأميركي، قبل أسبوعين، وانتقلت الإدارة من القول لإسرائيل "أدخلوا رفح، ولكن"، إلى "لا تدخلوا"، بعدما أيقنت الإدارة الأميركية أن اجتياحا كهذا سيودي بحياة عدد هائل من المدنيين، وأبلغت إسرائيل أنه "شاهدنا الدمار الذي تسببتم به في خانيونس، رغم أنكم تعهدتم أنكم ستعملون بحذر أكبر من شمال القطاع. ونحشى أن هذا ما سيحدث بالضبط في رفح أيضا".

وحسب بن يشاي، فإن الإدارة الأميركية هددت بأن اجتياحا لرفح سيدفعها إلى اتخاذ خطوات متشددة ضد إسرائيل، الأمر الذي من شأنه أن يتسبب "بشرخ مع الولايات المتحدة سيستغرق لأمه سنوات. وقد لا نفقد فقط المساعدات العسكرية والسياسية التي نتلقاها من الراعية الأكبر لنا، وإنما الحلف الأخلاقي معها أيضا". وأشار إلى أن زعماء دول صديقة لإسرائيل يهددونها بعقوبات مباشرة أو بواسطة الأمم المتحدة، في حال اجتياح رفح.

من جانبه، أشار المحلل العسكري في القناة 13، ألون بن دافيد، في مقاله الأسبوعي في صحيفة "معاريف"، إلى أن "نتنياهو أدرك قبل الجميع أن العالم لن يسمح لنا باحتلال رفح، ولذلك حولها إلى الكأس المقدسة التي من دونها لن يكون هناك ’انتصار مطلق’".

واعتبر بن دافيد أن "الأزمة المصطنعة التي أحدثها مقابل الولايات المتحدة الأسبوع الحالي، بسبب قرار مجلس الأمن الدولي، كشفت أن نتنياهو هو الشخص الأخير المعني باحتلال رفح. فهو يريد مطاردة ’الانتصار المطلق’ وحسب وألا ينتهي أبدا".

وأضاف أنه "لو أراد نتنياهو فعلا الانتصار على حماس، لتبنى قرار مجلس الأمن الدولي، وأعلن عن وقف إطلاق نار لأسبوعين متبقين حتى نهاية شهر رمضان ، كمهلة لإعادة جميع المخطوفين. والإعلان في الوقت نفسه أنه إذا لم يطبق قرار الأمم المتحدة ولا يُعاد جميع المخطوفين، سترى إسرائيل نفسها حرة في مواصلة العملية العسكرية كمشيئتها".

إلا أن بن دافيد أشار إلى أن "المدة الطويلة غير الضرورية لبقائنا في خانيونس غيرت الظروف. وكما يبدو الوضع الآن، لا توجد لدى إسرائيل شرعية لاحتلال رفح".

وبحسبه، فإنه إذا لم يتم التوصل قريبا إلى صفقة تبادل أسرى بين إسرائيل وحركة حماس، فإن "هذا يعني أننا نتجه إلى معركة في الشمال. وهذه تتطلب أفضل الأدمغة في الجيش الإسرائيلي وكذلك هيئة أركان عامة يحترمها القادة العسكريين الميدانيين ولا تكون موبوءة بإخفاق 7 أكتوبر. وتبادل الضربات الذي نخوضه مقابل حزب الله، منذ نصف سنة، أدى إلى إنجازات تكتيكية، لكن الإنجاز الإستراتيجي هو من نصيب حزب الله، ويتمثل بإبعاد سكان شمال إسرائيل عن بيوتهم".

المصدر : وكالة سوا - عرب 48

المصدر: وكالة سوا الإخبارية

كلمات دلالية: إلى أن

إقرأ أيضاً:

جنود إسرائيليون يحولون مسجد رفح الحدودي مع مصر إلى مطعم وملهى (صور + فيديو)

قالت مراسلة RT يوم الخميس إن نشطاء ومدونين تداولوا مقطع فيديو وثق تحويل الجيش الإسرائيلي مسجد معبر رفح الذي يبعد أمتارا عن الحدود مع مصر إلى مطعم وملهى.

وفي مقطع فيديو نشره جنود إسرائيليون تم تحويل مسجد المعبر إلى مطبخ من قبل الجنود فيما انتشرت دبابات ومدرعات في باحاته الخارجية.

كما نشرت يائيل سيندلر المجندة الأمريكية التي تطوعت كممرضة في الجيش الإسرائيلي صورا من داخل مسجد معبر رفح الذي كتب داخله جنود اسرائيليون كلمات مسيئة ضد النبي محمد.

ويعد معبر رفح نقطة دخول رئيسية للمساعدات الإنسانية إلى غزة وتقول إسرائيل إن الجزء الشرقي من المدينة موقع استراتيجي لحماس.

ويعيش في المدينة أكثر من 1.3 مليون نازح فلسطيني.

وتتصاعد الانتقادات الدولية التي تطالب إسرائيل بفتح المعبر والسماح بسفر المرضى وتدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة الذي بات يعاني من خطر المجاعة.

ويواصل الجيش الإسرائيلي حربه على غزة لليوم 251 على التوالي، والتي تسببت بكارثة إنسانية غير مسبوقة وأدت إلى نزوح أكثر من 85 بالمئة من سكان القطاع بواقع 1.9 مليون شخص.

المصدر: RT

مقالات مشابهة

  • يوم صعب وألم رهيب.. مسؤولون إسرائيليون يعلقون على عملية رفح
  • إعلام إسرائيلي: نشعر أننا عدنا إلى العصر الحجري
  • صحفي إسرائيلي يثير جدلا في مصر بسبب تغريدة عن أهرامات الجيزة
  • الصحة الفلسطينية: خمسة مصابين في اجتياح إسرائيلي لمدينة البيرة
  • الصحة الفلسطينية: خمسة مصابين في اجتياح إسرائيلي لمدينة البيرة (فيديو)
  • خبير مصري يعلق على خبر روجه موقع أمريكي حول "لقاء سري بين جنرال إسرائيلي وقادة جيوش عرب"
  • محللون: واشنطن أول المطالبين بموقف واضح تجاه الصفقة وإسرائيل أمام معضلة إستراتيجية
  • قصف إسرائيلي ومعارك في غزة والولايات المتحدة تسعى لوقف إطلاق النار
  • جنود إسرائيليون يحولون مسجد رفح الحدودي إلى مطعم وملهى
  • جنود إسرائيليون يحولون مسجد رفح الحدودي مع مصر إلى مطعم وملهى (صور + فيديو)