مي الجابر: افتتاح منشأة جديدة لـ«إمبريال كوليدج لندن للسكري» بمدينة زايد
تاريخ النشر: 30th, March 2024 GMT
أبوظبي (وام)
أخبار ذات صلةأكدت الدكتورة مي الجابر، الرئيسة التنفيذية لمركز «إمبريال كوليدج لندن للسكري» أن المركز يواصل منذ تأسيسه في عام 2006 ترسيخ مكانته الريادية في علاج مرض السكري وأمراض الغدد الصماء، مشيرة إلى أن خطط افتتاح منشأة جديدة بمنطقة «الظفرة»، وتحديداً في «مدينة زايد» خلال النصف الثاني من العام الجاري، جاءت بهدف وضع خدمات رعاية مرض السكري وأمراض الغدد الصماء في متناول سكان هذه المنطقة، لاسيما أن عدداً كبيراً من مراجعي المركز بمدينة أبوظبي هم من سكان هذه المنطقة.
وأضافت أن المركز يحرص عبر منشأته الجديدة في منطقة «الظفرة» على رفد سكان المنطقة بهذا النموذج المتميز في قطاع الرعاية الصحية، وسيغنيهم عن الحاجة للتوجه إلى مدينة أبوظبي لتلقي الخدمات الضرورية.
وأشارت الدكتورة مي الجابر إلى أن علاجات مرض السكري اليوم وإدارته تعتمد بشكل كبير على التقنيات المتطورة، وهو أمر يحرص مركز «إمبريال كوليدج لندن للسكري» على توفيره في مراكزه كافة، بما ينسجم مع رؤية «M42»، وذلك عبر أجهزة متطورة مثل المراقبة المستمرة لسكر الدم ومضخات الأنسولين التي تعتبر خياراً مثالياً، خصوصاً لمرضى السكري من النوع الأول من الأطفال الذين تكون السيطرة على قراءات السكر لديهم أكثر صعوبة من البالغين.
وأضافت: «إن المركز سيبادر بتنظيم جلسات توعوية في المؤسسات والمدارس والمجالس في منطقة (الظفرة) لتعريف أفراد المجتمع بمخاطر المرض وسبل تجنبه وسيواصل أيضاً تنظيم فعالية (يوم المرح للأطفال)، وهي مبادرة تجمع الأطفال المصابين بالسكري من فروعه كافة ضمن فعالية بصحبة أسرهم، إذ تعود بالنفع على جميع الأطفال، ويتعلمون من تجارب بعضهم، وتتعرف الأسر التي تواجه صعوبات في التعامل مع طفلها المصاب بالسكري على تجارب أسر أخرى نجحت في التعايش مع مرض طفلها».
وأشارت إلى أن المركز «إمبريال كوليدج لندن للسكري» معتمد كمركز للتميز من الاتحاد الدولي للسكري، وجاء ذلك نظير تلبيته لمجموعة من المعايير الصارمة في رعاية مرض السكري وأمراض الغدد الصماء أبرزها أن نسبة 57 في المائة من مرضى السكري في المركز لديهم معدل السكر التراكمي أقل من 7 في المائة، بما يتخطى المعيار الدولي البالغ 38 في المائة.
نوهت الدكتورة مي الجابر إلى أن منشأة مركز «إمبريال كوليدج لندن للسكري» الجديدة في «مدينة زايد» ستكون رابع منشأة متخصصة له في دولة الإمارات، بالإضافة إلى عيادته في «مبادلة للرعاية الصحية دبي»، حيث ستقدم خدمات علاج السكري وأمراض الغدد الصماء المتكاملة، وستضمن حصول المرضى على خدمات شاملة بدءاً بالتسجيل إلى الاستشارة الطبية، وصولاً إلى توفير الأدوية اللازمة.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: مدينة زايد الإمارات مركز إمبريال كوليدج لندن للسكري مركز إمبريال كوليدج لندن إمبریال کولیدج لندن للسکری مرض السکری إلى أن
إقرأ أيضاً:
ثورة في علاج جروح مرضى السكري: هل اقتربنا من الشفاء التام؟
شمسان بوست / متابعات:
بحثت دراسة صينية جديدة في التطورات المُحرزة في مجال علاج الجروح، مُركزة تحديدا على الضمادات الحساسة للبيئة المُحيطة بجروح مرضى السكري.
تمثل الجروح المرتبطة بمرض السكري، مثل قرح القدم السكرية، واحدة من المضاعفات الشائعة المرتبطة بمرض السكري. وقرحة القدم السكرية هي قرحة أو جرح مفتوح، وهي تصيب حوالي 15% من مرضى السكري، وعادة ما تظهر في أسفل القدم.
ويُدخل 6% من المصابين بقرحة القدم إلى المستشفى بسبب عدوى أو مضاعفات أخرى مرتبطة بالقرحة وفقا للجمعية الطبية الأميركية لطب الأقدام. ويحتاج ما يقارب 14-24% من مرضى السكري الذين يُصابون بقرحة في القدم إلى البتر.
وأجرى الدراسة باحثون من مستشفى الشعب، كلية الطب في هانغتشو والمختبر الرئيسي لتركيب المواد العضوية الحيوية في مقاطعة تشجيانغ، كلية التكنولوجيا الحيوية والهندسة الحيوية، جامعة تشجيانغ للتكنولوجيا في الصين، ونُشرت في مجلة الهندسة في 13 مايو/أيار الماضي، وكتب عنها موقع يوريك أليرت.
وكشف الباحثون أنه وعلى مدار الـ30 عاما الماضية تم نشر أكثر من 3 آلاف براءة اختراع و300 مخطوطة علمية حول الضمادات النشطة بيولوجيا لعلاج جروح مرض السكري. وصممت هذه الضمادات للتفاعل مع بيئة جروح مرضى السكري وتعديلها. وقد أدت هذه الابتكارات إلى طرح نموذج يُعرف بـ”الاستجابة للبيئة الدقيقة مع التنظيم عند الحاجة”، ويهدف إلى تقديم علاج دقيق يتجاوب مع التغيرات الديناميكية داخل جروح مرضى السكري.
كيف تلتئم الجروح؟
تختلف عملية التئام جروح مرضى السكري عن عملية التئام الجروح العادية وتعتبر عملية معقدة. تمر الجروح بعدة مراحل قبل أن تلتئم، وهذه المراحل هي: مرحلة توقف النزف حيث تضيق الأوعية الدموية وتتجمع الصفائح الدموية لإيقاف النزيف، وغالبا ما يُعاني مرضى السكري من تراكم غير طبيعي للصفائح الدموية وتكوين شبكة الفيبرين (المكون الهيكلي الرئيسي لجلطة الدم والتي تثبت سدادة الصفائح الدموية التي تتشكل عند إصابة الأوعية الدموية).
وتمر الجروح في رحلة الشفاء بمرحلة ثانية هي المرحلة الالتهابية وفيها يحدث تدفقٌ لمجموعة متنوعة من الخلايا الالتهابية، وتطول لدى مرضى السكري المرحلة الالتهابية بسبب ضعف وظيفة الخلايا المناعية، واختلال توازن الوسائط الالتهابية (جزيئات صغيرة وبروتينات مهمة لتضخيم وإنهاء أنواع مختلفة من الاستجابات الالتهابية)، وعوامل أخرى مثل الإفراط في إنتاج أنواع الأكسجين التفاعلية (reactive oxygen species) التي تسبب الإجهاد التأكسدي. ويصعب علاج العدوى المستمرة التي يعاني منها المريض.
ويلي المرحلة الالتهابية مرحلة التكاثر وتتكون في هذه المرحلة أوعية دموية جديدة، ويعاني مرضى السكري في هذه المرحلة من ضعف الوظيفة الطبيعية لبعض الخلايا مثل الخلايا الكيراتينية والأرومات الليفية. ويُضعف نقص الأكسجين وظائف الخلايا وتكوين الأوعية الدموية.
أما المرحلة الأخير فهي مرحلة إعادة البناء وهي المرحلة التي يصل فيها الجرح إلى أقصى قدر من القوة، وفي هذه المرحلة تفرز الخلايا الليفية العضلية الكولاجين (نوع من البروتينات المنتشرة بكثرة في الجسم) من النوع الثالث ثم الكولاجين من النوع الأول، وبعد ذلك يؤدي إعادة تنظيم الكولاجين إلى زيادة قوة الألياف في الجرح.
وعلى الرغم من أن ترسب الكولاجين أمر بالغ الأهمية لالتئام الجروح، إلا أن ترسب الكولاجين غير المنظم يمكن أن يؤدي أيضا إلى مضاعفات. وتكون جودة ترسب الكولاجين لدى مرضى السكري رديئة، مما يجعل الجرح عرضة للانتكاس.
وتتميز البيئة الدقيقة للجروح العميقة بارتفاع مستويات الغلوكوز (سكر الدم)، ويعزز ارتفاع الجلوكوز تراكم نواتج “النهايات الجليكية” (glycation end-products)، والتي لا تُطيل الاستجابة الالتهابية فحسب، بل تؤثر أيضا على هجرة وتكاثر خلايا الشفاء الرئيسية.
ونواتج النهايات الجليكية هي بروتينات أو دهون تتجلط بعد التعرض للسكريات. وتنتشر هذه المنتجات في الأوعية الدموية لمرضى السكري، وتساهم في تطور تصلب الشرايين. ويؤثر وجود هذه المنتجات وتراكمها في أنواع مختلفة من الخلايا على البنية والوظيفة داخل وخارج الخلايا. كما تساهم هذه المنتجات في مجموعة متنوعة من المضاعفات. وتُعيق العوامل المُضطربة -بما في ذلك التراكم المُفرط لنواتج النهايات الجليكية وأنواع الأكسجين التفاعلية- عملية التئام الجروح الطبيعية.
الضمادات النشطة بيولوجيا
ولمواجهة هذه التحديات، طوّر الباحثون ضمادات حيوية حساسة للبيئة الدقيقة مع تنظيم عند الطلب. ويُمكن تصنيف هذه الضمادات ضمن ضمادات تستخدم إستراتيجيات تنظيم سلبية وأخرى نشطة عند الطلب.
وتشمل إستراتيجية التنظيم السلبية تنظيم حساس للغلوكوز (سكر الدم)، وتنظيم حساس لدرجة الحموضة (تعديل إطلاق الدواء بناء على تغيرات درجة الحموضة)، وتنظيم مضاد للأكسدة، ومضاد للالتهابات، ومضاد للعدوى (إزالة أنواع الأكسجين التفاعلية، وتثبيط البكتيريا، وتقليل الالتهاب)، وتنظيم حساس للعوامل المضطربة مثل استهداف نواتج النهايات الجليكية، والتنظيم الحساس لدرجة الحرارة والرطوبة (الاستجابة لتغيرات درجة الحرارة والرطوبة).
وتشمل إستراتيجيات التنظيم النشطة عند الطلب تنظيم حساس للموجات فوق الصوتية (تحفيز إطلاق الدواء باستخدام الموجات فوق الصوتية)، وتنظيم حساس للمغناطيسية (باستخدام المجالات المغناطيسية للعلاج)، وتنظيم حساس للضوء (باستخدام تقنيات التحفيز الضوئي والحرارة الضوئية).
ومع ذلك، لا يزال التطبيق الطبي للضمادات النشطة بيولوجيا يواجه تحديات. ويجب تحليل السلامة البيولوجية للمواد المبتكرة بدقة، ويجب أن تتوافق مع المعايير التنظيمية. وقد تتطلب الضمادات المختلفة مسارات موافقة مختلفة من إدارة الغذاء والدواء الأميركية، وذلك تبعا لخصائصها.
وينبغي أن تركز الأبحاث المستقبلية على آليات الاستجابة الذكية، وبناء أنظمة التوصيل، والتوافق الحيوي، وتحسين الخصائص الميكانيكية، ودمج المستشعرات، والتصميم متعدد الوظائف، وذلك لتحسين فعالية هذه الضمادات في علاج جروح مرضى السكري.