الولايات المتحدة.. دروس لأطفال الـ4 سنوات حول الجنس والوقاية من الإيدز! (صور)
تاريخ النشر: 31st, March 2024 GMT
أشارت صحيفة The Post إلى أن رياض الأطفال في مدينة نيويورك تعلّم الثقافة الجنسية، وأبجديات تفادي الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية.
وأوضحت الصحيفة أن المنهج الدراسي الخاص بفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز في المدينة، والذي تم تجديده في سبتمبر، يركز على دروس للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 4 و5 سنوات، ضمن كتاب بعنوان "هذه عيني، وهذا أنفي، وهذا هو فرجي، وهذه هي أصابع قدمي"، بقلم براون جيمس، وهو مدرس ومعالج جنسي مقيم في سانت لويس.
ويقول الكتاب: "بعض الفتيات يرتدين الفساتين، والبعض الآخر لا يرتدينها، وبعض الفتيات لديهن فرج والبعض الآخر لا. بعض الأولاد لديهم قضيب والبعض الآخر لا".
ويضيف: "ليست فتاة أو فتى. لذلك ليس هو أو هي. لإظهار اهتمامك، استخدم دائما كلمة هم".
وتشمل الدروس أسس التعرف على فيروس نقص المناعة البشرية، الذي يمكن أن يؤدي إلى الإيدز في المستقبل. واستجابت مدينة نيويورك لهذا النوع من الدروس التي تفرضها الدولة، ويتم تمويلها جزئيا من قبل مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.
وقالت ناتاليا موراخفير، وهي أم في منطقة أبر ويست سايد ومؤسسة مشاركة لمنظمة "Restore Childhood" غير الربحية: "إنه أمر غير مناسب للغاية".
وأضافت: "هذا محتوى مصور، إذا تم تقديمه، أعتقد أنه يجب تقديمه في المنزل، وليس في المدارس".
وتلقت إحدى أمهات روضة الأطفال في بروكلين إشعارا الأسبوع الماضي بأن طفلها البالغ من العمر 5 سنوات سيتلقى الدروس، ولم يُمنح أي خيار لإلغاء الاشتراك.
وتقول الأم: "هذا يجعلني أشعر بالتوتر، لأنه إذا كانوا يخوضون في هذا القدر الكبير من التفاصيل في رياض الأطفال، فكيف سيكون الوضع في الصف الثالث أو الرابع؟".
وفي الصف الأول، يتعلم الأطفال أن فيروس نقص المناعة البشرية يمكن أن ينتقل عن طريق الدم أو سوائل الجسم لشخص مصاب.
ويتعلم طلاب الصف الثاني عن الدم والأدوية، وبحلول الصف الثالث، من المتوقع أن يكون الطلاب قادرين على "تلخيص ما هو فيروس نقص المناعة البشرية وتحديد الطرق التي يمكن أن ينتقل بها أو لا يمكن انتقاله".
ويتعلم طلاب الصف الرابع أن فيروس نقص المناعة البشرية يمكن أن ينتقل على وجه التحديد من خلال الإبر غير النظيفة المستخدمة في المخدرات أو الوشم والاتصال الجنسي.
وأعلنت وزارة التعليم الأمريكية عن المنهج الجديد لمرحلة الروضة وحتى الصف الثاني عشر في سبتمبر، وهو أول تحديث للمادة منذ عام 2012.
وقال مستشار المدارس ديفيد بانكس في ذلك الوقت: "يتضمن هذا المنهج الجديد لفيروس نقص المناعة البشرية تعليقات مباشرة من المعلمين ومجموعات التركيز للطلاب لدينا، ويرتكز على المساواة ومكافحة التحيز، ويتوافق مع كفاءات التعلم الاجتماعي والعاطفي".
وأكد بانكس أنها تعكس "الالتزام بصحة الطلاب ورفاهيتهم، والشمولية والاحترام، والحصول على تعليم جيد في مجال الصحة الجنسية".
المصدر: "The Post"
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: المثليون نيويورك فیروس نقص المناعة البشریة یمکن أن
إقرأ أيضاً:
متى تتراجع الولايات المتحدة؟
لم تُعرف الولايات المتحدة يوما بتقديم تنازلات سياسية أو إنسانية طوعية، لا تجاه الشعوب ولا حتى تجاه حلفائها. سياستها الخارجية قائمة على منطق الهيمنة، واستخدام كل أدوات الضغط: الحروب، والحصار، والانقلابات، والقواعد العسكرية، والإعلام، والابتزاز الاقتصادي، والاغتيالات. ومع ذلك، يعلّمنا التاريخ الحديث أن هذا الوحش الجبّار لا يعرف الانحناء إلا إذا كُسرت إحدى أذرعه، ولا يتراجع خطوة إلا إذا أُجبر على التراجع.
من فيتنام إلى العراق، ومن أفغانستان إلى غزة واليمن.. أمريكا لا تفاوض إلا تحت النار، ولا تعترف بالخصم إلا إذا فشلت في سحقه.
في غزة.. قنابل أمريكا لا تنتصر
منذ أكثر من عام ونصف، تشنّ إسرائيل حرب إبادة على قطاع غزة، بدعم مباشر من أمريكا عسكريا وسياسيا. مئات آلاف القنابل أُلقيت على السكان المدنيين، عشرات آلاف الشهداء، وتجويع وتدمير ممنهج، ومع ذلك لم تُحقق إسرائيل أيا من أهدافها العسكرية: لا القضاء على حماس، ولا تحرير الأسرى، ولا إعادة السيطرة على غزة.
صمود المقاومة مستمر، والقدرة القتالية لم تنهَر، بل أُعيد تنظيمها رغم شدة الضربات.
الدعم الأمريكي بلغ ذروته: حاملات طائرات، جسر جوي عسكري، فيتو سياسي، ومع ذلك.. الفشل واضح.
ثم جاءت لحظة الاعتراف: "أمريكا تفاوض حماس!" الصفعة الكبرى لهيبة أمريكا جاءت عندما بدأت واشنطن، عبر مدير "CIA" وغيره من الوسطاء، التفاوض غير المباشر مع حماس نفسها -من كانت تصفها بالإرهاب المطلق- بهدف تحرير أسير أمريكي لدى المقاومة.
هنا انكسر القناع: من تقصفه بالصواريخ وبالفيتو، تجلس إليه لتفاوضه من أجل رهينة أمريكية واحدة! وكأن أرواح آلاف الفلسطينيين لا تهم.
وفي اليمن.. من نار الحرب إلى موائد التفاوض
1- الدعم الأمريكي لحرب اليمن: منذ انطلاق "عاصفة الحزم" في 2015، دعمت الولايات المتحدة التحالف السعودي- الإماراتي سياسيا وعسكريا ولوجستيا، عبر صفقات سلاح ضخمة، وتزويد الطائرات بالوقود، وتوفير الغطاء الدولي في مجلس الأمن. الحرب أدّت إلى أكبر كارثة إنسانية في العصر الحديث، قُتل فيها عشرات الآلاف من المدنيين، ودُمرت البنية التحتية، وفُرض حصار خانق على الشعب اليمني. ورغم كل هذه الأدوات، لم تستطع أمريكا ولا حلفاؤها القضاء على أنصار الله (الحوثيين) ولا السيطرة على الشمال اليمني. بل على العكس، تطورت قدرات الحوثيين لتصل إلى ضرب العمق السعودي والإماراتي، واستهدفت حتى مواقع استراتيجية في أبو ظبي والرياض.
الحصيلة: القوة المفرطة والنتائج الهزيلة.
2- فشل الاستراتيجية الأمريكية وتحول الموقف: مع تراكم الفشل، والانقسام داخل التحالف، والضغوط الحقوقية والإعلامية العالمية، بدأت أمريكا تغير خطابها، وانتقلت من مربع "دعم الحرب" إلى مربع "الدعوة للسلام"، ومن تصنيف الحوثيين كـ"إرهابيين" إلى التفاوض معهم بشكل غير مباشر. تراجعت واشنطن، ودعمت اتفاقيات الهدنة، وبدأت تروج لخطاب "إنهاء الحرب" حفاظا على ماء وجهها، في وقتٍ لم تحقق فيه أية نتائج استراتيجية تبرر كل هذا الدمار والدماء.
3- التفاوض مع الحوثيين بعد التجاهل والتصنيف: من كانت أمريكا تنكر شرعيتهم وتدعو لعزلهم، باتت ترسل عبر وسطاء من سلطنة عمان رسائل تفاوضية مباشرة، بل وتضغط على السعودية للقبول باتفاقات طويلة المدى معهم، بعد أن فشلت في إخضاعهم بالقوة. هذا التراجع لا يعكس تغيرا في المبادئ، بل هو ترجمة عملية لفشل الخيارات العسكرية، وكأن أمريكا تقول: "نحن لا نتحدث معكم إلا إذا فشلنا في سحقكم"، وهذا ما حدث.
أفغانستان والعراق
في أفغانستان: بعد 20 عاما من الاحتلال، وإنفاق تريليونات الدولارات، انسحبت أمريكا ذليلة من كابل، ووقّعت اتفاقية مع "طالبان"، بعد أن فشلت في إنهائها رغم كل التفوق الجوي والتكنولوجي.
وفي العراق: رغم الاحتلال الشامل، ما زالت أمريكا غير قادرة على فرض إرادتها السياسية كاملة، واضطرت إلى الانسحاب جزئيا، بينما تتعرض قواعدها لضربات متواصلة حتى اليوم.
ما الذي نتوقعه؟
من المقاومة:
- الثبات والتطوير.
- عدم الاستسلام للضغوط الدولية.
- تطوير أدوات المقاومة، إعلاميا وعسكريا.
- فضح التناقض في المواقف الأمريكية أمام العالم.
- استخدام كل انتصار ميداني لفرض وقائع سياسية جديدة.
من الشعوب:
- كسر الوهم الأمريكي.
- فضح الهيمنة الأمريكية بوصفها مصدر الحروب والفقر في منطقتنا.
- دعم قضايا التحرر لا كـ"تضامن إنساني" بل كـ"صراع وجودي".
- الضغط على الحكومات المتواطئة، ورفض كل تطبيع أو اصطفاف مع واشنطن.
ومن الحكومات:
- عدم الثقة بالقاتل.
- من يتخلى عن عملائه في كابل وبغداد لن يدافع عنكم إن حانت لحظة الحقيقة.
- الاعتماد على القوة الذاتية والشراكات العادلة، لا على الوعود الأمريكية.
- دعم المقاومة لا يضعف الأمن، بل يُعزز التوازن ويمنع الانهيار الكلي أمام إسرائيل.
الخلاصة: ما جرى ويجري في فيتنام، والعراق، وأفغانستان، وغزة، واليمن؛ يؤكد نفس المعادلة: أمريكا لا تتراجع إلا إذا عجزت عن التقدم خطوة أخرى. فما تسميه "تفاوضا" هو غالبا نتيجة لهزيمة ميدانية أو مأزق سياسي لا مخرج منه إلا ببوابة من كانت تحاربه، بينما التوسل إلى "عدالة واشنطن" هو وهْم سقط في كل الميادين.