تحت زخات المطر وفي سماء ملبدة بالغيوم وضباب سياسي يغمر المشهد العسكري والأمني في البلاد؛ عاشت اليوم النيجر ثاني أيام الانقلاب الذي أطاح بأول رئيس عربي يحكم النيجر وأول رئيس يتولى حكم البلاد دون انقلاب عسكري.

وخلال هذا اليوم المشحون بالأحداث والتطورات المتسارعة، كان من اللافت أن البلد عاش يومه الثاني دون رئيس، فالانقلابيون لم يعينوا بعد رئيسا للبلاد، والرئيس المطاح به ما يزال متمسكا بالسلطة رافضا للتنازل عن منصبه، وسط دعوات دولية واسعة للإفراج عنه وتمكينه من ممارسة مهامه الدستورية وإنهاء الانقلاب.

وبالإضافة لحالة "التنازع" على السلطة بين المجموعة الانقلابية مؤيدة بقيادة الجيش، وبين الرئيس السابق، التي تمثل العنوان الأهم والأبرز لتطورات اليوم، برزت ملاحظات أخرى على هامش هذا الحدث من أهمها:

أعلام روسية وشعارات معادية لفرنسا

فقد خرجت مظاهرات في العاصمة نيامي داعمة للانقلابيين، عزف المشاركون فيها الموسيقى للتعبير عن تأييدهم للجيش، كما رُفعت خلالها أعلام روسية وشعارات معادية لفرنسا، في تعبير عن موجة متنامية من الاستياء تجاه باريس، القوة الاستعمارية السابقة ونفوذها في منطقة الساحل.

ووثّق المجلسان العسكريان في مالي وبوركينا فاسو المجاورتين العلاقات مع روسيا منذ توليهما الحكم في عامي 2020 و2022 على التوالي، وقطعا العلاقات مع الحلفاء الغربيين التقليديين.

En attendant au siège du PNDS Tarayya ???? pic.twitter.com/1gBCnwA8LY

— Nour (@Noorcherif2) July 27, 2023

إضرام نار بمقر الحزب الحاكم

وفي مشهد آخر من المشاهد التي ترافق أحيانا الحركات الانقلابية؛ نهب مؤيدون للانقلاب العسكري في النيجر مقر "الحزب النيجري من أجل الديمقراطية والاشتراكية" الحاكم في العاصمة نيامي وأضرموا فيه النيران اليوم الخميس، بعد أن أعلنت قيادة الجيش دعمها لعملية الاستيلاء على السلطة التي نفذها جنود من الحرس الرئاسي.

وتصاعدت أعمدة من الدخان الأسود في السماء فوق المبنى، بعدما تحرك باتجاهه مئات من مؤيدي الانقلاب الذين كانوا متجمعين أمام الجمعية الوطنية، في حين استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريقهم.

Le siège du parti PNDS début d’incendie à Niamey pic.twitter.com/MrkBH7KpRo

— GARBA Moussa (Dr.) ???????????????? ???????????????????????????????? (@GarbaMussa) July 27, 2023

طائرة فرنسية بمطار نيامي

وفي تطور آخر، قال العقيد في جيش النيجر أمادو عبد الرحمن للتلفزيون الرسمي إن طائرة عسكرية فرنسية هبطت صباح اليوم الخميس في النيجر رغم إغلاق المجال الجوي بعد إعلان انقلاب عسكري الليلة الماضية، ولم ترد أي من وزارتي الخارجية والدفاع الفرنسيتين ولا الجيش الفرنسي بعد على طلبات للتعليق بشأن هذا الموضوع.

وكان المجلس العسكري قد أعلن تعليق كلّ المؤسسات، وإغلاق الحدود البرية والجوية، وفرض حظر تجول من الساعة العاشرة مساء حتى الخامسة صباحا.

وتعدّ النيجر واحدة من آخر حلفاء الدول الغربية في منطقة الساحل، التي يجتاحها عنف الحركات المسلحة، بينما تحول اثنان من جيرانها هما مالي وبوركينا فاسو، بقيادة عسكريين انقلابيين، إلى شركاء آخرين من بينهم روسيا.

كما تعدّ النيجر خصوصا "شريكا مميزا" بالذات لفرنسا في الساحل حيث تحتضن نحو 15 ألف جندي فرنسي.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

صورة سعيّد بوزارة الخارجية هل تعيد إحياء طقوس تقديس الحاكم؟

أشعلت صورة لرئيس الجمهورية التونسية قيس سعيّد، عُلقت بإطار رسمي خلف وزير الخارجية محمد علي النفطي، جدلا واسعا في الأوساط التونسية بعد نشرها على الصفحة الرسمية لوزارة الخارجية في فيسبوك.

وقد تصدرت صورة الرئيس سعيّد الترند التونسي، لتصبح مادة نقاش مجتمعي واسع عن موقع السلطة وشخصنة الدولة في زمن التحولات السياسية التي تشهدها البلاد.

وأعادت الصورة ذاكرة التونسيين إلى سنوات ما قبل ثورة 2011، حيث كان تعليق صور الرؤساء ممارسة روتينية ترمز إلى مركزية الحاكم، وتجسّد ثقافة تقديس الفرد وربط مؤسسات الدولة بشخص الزعيم.

وتفاعل النشطاء والمدونون على نطاق واسع مع الصورة، معتبرين أن وزارة الخارجية "أعادت إحياء طقوس تقديس الحاكم" التي ظنوا أنها طويت مع الثورة، والتي دفع الشعب التونسي ثمن التحرر منها تضحيات جسامًا.

وتناولت تعليقات عديدة رمزية الخطوة باعتبارها تراجعا عن مكتسبات الثورة وعودة إلى الوراء.

ظهور محمد علي النفطي وخلفه صورة معلقة لقيس سعيد ليس مجرد تفصيل بصري عابر، بل مؤشر واضح على انزلاق الدولة نحو منطق الزعامة الفردية وتقديس الصورة، في استعادة فجة لأساليب منظومة سقطت بثورة. عودة الصور إلى الجدران ليست بريئة، بل تكشف عن مشروع سياسي يحنّ إلى التحكم الرمزي والمؤسساتي، pic.twitter.com/PDqPESz7pF

— Politiket (@PolitiketAr) May 19, 2025

إعلان

ورأى مدونون أن الغاية من إظهار صورة الرئيس بهذه الصيغة رسالة سياسية للمعارضة والشعب بأن سلطة الحاكم حاضرة في كل مؤسسات الدولة، وأن ذلك يُستخدم كوسيلة "لإعادة تشكيل الوعي وثقافة الخضوع".

وأشار بعض النشطاء إلى أن الديمقراطيات الحقيقية تعلق رموز الدولة مثل العلم والشعار وليس صور الرؤساء، مؤكدين أن الأشخاص يرحلون وتبقى رموز الوطن.

وسخر آخرون من المفارقة بين شعارات الرئيس سعيّد عن "عدم الرجوع إلى الوراء"، وبين ما اعتبروه دليلا على تراجع المسار الديمقراطي، حيث كتب أحدهم: "ومازال ومازال"، في إشارة إلى استمرار الممارسات القديمة رغم تغير الشعارات.

من جهة أخرى، ربط كتاب ومثقفون بين هذه الصورة وسقوط صور الزعماء في انتفاضات الربيع العربي، معتبرين، أن التخلص من عبادة الصورة كان إحدى علامات الأمل بأن الشعوب تستطيع كسر دائرة الاستبداد وبناء ديمقراطية حقيقية.

مقالات مشابهة

  • اجتماع تاريخي للمقاومة اليمنية في تعز يدعو لتعزيز العمل العسكري وإنهاء الانقلاب
  • محافظة القاهرة: لا توجد أية خسائر للهزة الأرضية التي وقعت اليوم
  • محافظة القاهرة: لا توجد أي خسائر للهزة الأرضية التي وقعت اليوم
  • جندي من حاملي أعلام البيت الأبيض يفقد وعيه على الهواء ..فيديو
  • صفحات سوداء سوف يطويها التاريخ!!
  • كاتبة فرنسية: غزة رمز لرعب عالم يتراجع عن إنسانيته
  • صورة سعيّد بوزارة الخارجية هل تعيد إحياء طقوس تقديس الحاكم؟
  • رئيس الوفد يعلن رؤية الحزب في الإيجارات القديمة.. اليوم
  • فرص الكوادر الإماراتية وأثر برنامج المحتوى الوطني محور فعاليات ثاني أيام «اصنع في الإمارات» ​
  • اليوم العالمي للنحل..أعظم الملقحات التي تطعم العالم