8 قتلى في قصف إسرائيلي لملحق السفارة الإيرانية في دمشق
تاريخ النشر: 1st, April 2024 GMT
دمشق- ذكرت وسائل إعلام رسمية أن غارات إسرائيلية أصابت ملحقا بالقنصلية الإيرانية في العاصمة السورية يوم الاثنين1ابريل2024، وسط تصاعد التوترات الإقليمية بسبب الحرب في غزة، حيث أفاد مراقب الحرب بمقتل ثمانية أشخاص.
وقالت وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية إن قائدًا كبيرًا في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإسلامي القوي، العميد محمد رضا زاهدي، كان من بين القتلى.
وهذه هي الضربة الخامسة خلال ثمانية أيام التي تضرب سوريا، التي يحظى رئيسها بشار الأسد بدعم واسع النطاق من إيران وحلفائها.
ولم يصدر تعليق فوري من إسرائيل، لكن الحادث سيزيد من التوترات حيث كثفت إسرائيل ضرباتها على الجماعات المسلحة المرتبطة بإيران خلال حربها في غزة ضد حماس.
وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية سانا إن "الهجوم الإسرائيلي استهدف مبنى القنصلية الإيرانية في حي المزة بدمشق".
وأكد مراسلو وكالة فرانس برس في مكان الحادث أن المبنى المجاور للسفارة، وهو ملحق، قد سوي بالأرض في أحد أحياء دمشق الراقية.
وأظهرت صور لوكالة فرانس برس كومة من الأنقاض بارتفاع طابقين بجوار مجمع مسيج.
كما أفادت وسائل إعلام إيرانية أن الغارات في دمشق دمرت المبنى الملحق بشكل كامل، وأن السفير لم يصب بأذى.
وقالت وكالة نور الإيرانية للأنباء إن حسين أكبري سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في دمشق وعائلته لم يصبوا بأذى في الهجوم الإسرائيلي.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره بريطانيا، إن "الصواريخ الإسرائيلية... دمرت مبنى ملحق بالسفارة الإيرانية... في دمشق، ما أدى إلى مقتل ستة أشخاص"، في حصيلة أولية سرعان ما رفعها إلى ثمانية.
وقالت وزارة الدفاع السورية إن هناك العديد من "الجرحى والقتلى" في الغارة الإسرائيلية، وندد وزير الخارجية السوري فيصل مقداد بالهجوم بعد زيارته للموقع.
وقال المقداد في بيان نقلته سانا: "ندين بشدة هذا الهجوم الإرهابي الشنيع الذي استهدف مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق وأدى إلى مقتل عدد من الأبرياء".
وذكرت سانا في وقت سابق أن "منظومات دفاعنا الجوي تصدت لأهداف معادية في محيط دمشق".
وتكثفت الضربات الإسرائيلية على أهداف في سوريا، معظمها مواقع للجيش السوري وكذلك مقاتلين مدعومين من إيران بما في ذلك مقاتلون من حركة حزب الله اللبنانية، منذ أكتوبر عندما بدأت إسرائيل قتال مقاتلي حماس المتحالفين مع حزب الله في قطاع غزة.
وتحظى حماس وحزب الله بدعم إيران، العدو اللدود لإسرائيل.
ويتبادل حزب الله والقوات الإسرائيلية إطلاق النار بشكل شبه يومي على طول الحدود اللبنانية.
وجاء الحادث في دمشق بعد ثلاثة أيام من إعلان المرصد عن غارات إسرائيلية أسفرت عن مقتل 53 شخصا في سوريا، من بينهم 38 جنديا وسبعة أعضاء في حزب الله المدعوم من إيران.
وقال المرصد إن هذا هو أعلى عدد من القتلى في صفوف الجيش السوري في الضربات الإسرائيلية منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس في 7 أكتوبر.
وقال رياض قهوجي، رئيس معهد الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري، لوكالة فرانس برس بعد ضربات الجمعة: "لقد أصبحت سوريا ولبنان ساحة معركة ممتدة من وجهة النظر الإسرائيلية".
وأضاف أن "الطائرات الحربية الإسرائيلية تضرب أهدافا في كلا البلدين بشكل شبه يومي في جهد متواصل لتدمير البنية التحتية العسكرية لحزب الله ولتشويه صورة الجماعة".
وأضاف أن "الضربات الإسرائيلية تصاعدت بشكل واضح من حيث الحجم والعمق" في لبنان.
المصدر: شبكة الأمة برس
إقرأ أيضاً:
حزب الله من رسالة البابا إلى زيارة السفارة البابوية… تأكيد كيانية لبنان
شكلت الزيارة التاريخية التي قام بها البابا لاوون الرابع عشر إلى لبنان مناسبة استثنائية لإعادة فتح الملفات المتصلة بالعلاقات الإسلامية – المسيحية، ولإبراز طبيعة التوازنات الدقيقة التي يقوم عليها الكيان اللبناني. وفي هذا السياق، برز انفتاح حزب الله الواضح تجاه الفاتيكان من خلال الترحيب الحار بالزيارة البابوية، والرسالة الرسمية التي وجهها إلى الحبر الأعظم، وما تضمنته من إشارات واضحة إلى أهمية العيش المشترك واحترام التنوع والتعددية والتمسك بهذا الكيان وبوحدة هذا البلد. هذا الانفتاح ليس تفصيلاً عابراً، بل يعكس توجهاً سياسياً – اجتماعياً يهدف إلى تثبيت حضور الحزب ضمن معادلة الاستقرار الوطني، وإبراز التزامه بالدور الجامع للدولة وبالنموذج اللبناني الذي يقوم على الشراكة بين مكوّناته.في الرسالة التي بعثها حزب الله إلى البابا، عبّر عن تقدير لموقع الفاتيكان المعنوي في لحظة حسّاسة تمر بها البلاد. وجاء التركيز على جمال لبنان وتنوّعه الطائفي المنظّم كمدخل لإعادة التذكير بأساسيات الصيغة اللبنانية، وبأن العيش الواحد والتوافق العام هما ركيزتان لا بدّ منهما لاستقرار النظام السياسي وأمنه الوطني.
واستحضرت الرسالة مقولة البابا يوحنا بولس الثاني الشهيرة: لبنان ليس مجرد وطن بل رسالة لتربط بين التجربة التاريخية للبنان وبين دوره الحضاري كجسر يصل بين المسيحية والإسلام، وبين الاتجاهات الثقافية والدينية المختلفة في الشرق والغرب. بهذا المعنى، حاول الحزب التأكيد أن التنوع ليس مصدر تهديد، بل هو جوهر الهوية اللبنانية ورسالتها إلى العالم.
تكشف الرسالة بوضوح رغبة حزب الله في تقديم نفسه طرفاً حريصاً على حماية الصيغة اللبنانية وعلى عدم المس بالحضور المسيحي في البلاد،. وتأتي هذه المقاربة في لحظة يتصاعد فيها الكلام عن سيناريوهات مواجهة واسعة على الحدود الجنوبية، وعن ضغوط إسرائيلية متواصلة على لبنان، ما يجعل أي خطاب حول الشراكة الوطنية ذا دلالات خاصة.
يسعى الحزب من خلال هذه المقاربة إلى القول إنه شريك في حماية لبنان لا طرفاً يهدد ركائزه، وهو يعتبر بحسب مصادره، أن تعزيز الثقة بين المكونات اللبنانية، وفي مقدمتها المسيحيون، ضرورة لصد محاولات زعزعة الاستقرار أو استثمار التناقضات الداخلية في سياق الضغوط الدولية.
يرى الحزب أنّ الفاتيكان قادر على لعب دور يتجاوز الرمزية الروحية إلى التأثير الدبلوماسي، خصوصاً في مواجهة الاندفاعة الإسرائيلية نحو التصعيد. ومن هنا جاء مضمون الرسالة ليطالب ولو بشكل غير مباشر بوقوف الفاتيكان إلى جانب لبنان في محطات حرجة، وبأن يكون الصوت المسيحي العالمي عاملاً مساعداً في تثبيت الاستقرار ومنع الانزلاق إلى حرب واسعة.
يترافق إرسال الرسالة مع استعداد وفد من حزب الله لزيارة السفارة البابوية قريباً، في خطوة تحمل أكثر من إشارة. فهي تعبير عن تمسك الحزب بالصيغة اللبنانية بكل عناصرها، وعن حرصه على تأكيد التزامه بالكيان الوطني ووحدة البلاد. كما تأتي لتقول إن الديمقراطية التوافقية ليست مجرّد صيغة حكم، بل أساس لاستمرار لبنان كفضاء مشترك بين مكوّناته. فالزيارة المرتقبة إلى السفارة البابوية هي رسالة إضافية تؤكد أهمية العلاقات الروحية والوطنية في الحفاظ على تماسك المجتمع اللبناني، وتمهد لنقاشات أوسع وأكثر تنظيماً حول الملفات الوطنية الكبرى خصوصاً في ظل المتغيرات المتسارعة التي تتطلب مقاربات جديدة أكثر هدوءاً وعقلانية.
يبرز في خطاب الحزب مقاربة مختلفة تجاه مفهوم حماية البلد. فهو يشير بوضوح إلى أنّ مسؤولية الدفاع عن لبنان وصون استقراره مسؤولية جماعية لا تقع على عاتقه وحده، بل تتشارك فيها المؤسسات الدستورية والجيش والشعب والقوى السياسية. هذه المقاربة تعكس محاولة تنظيم أولويات المرحلة المقبلة، وفتح الباب أمام نقاش وطني هادئ حول دور كل طرف في حماية الأمن الوطني. وفي هذا الإطار، يبدو الحزب كأنه يهيئ الأرضية لحوار منظم حول الاستراتيجية الدفاعية، بعيداً عن الاصطفافات التي حكمت النقاش في مراحل سابقة.
لم تكن الرسالة الحالية خطوة معزولة، فالعلاقة بين حزب الله والسفارة البابوية شهدت خلال السنوات الماضية، بحسب مصادر الحزب ، تواصلاً مستمراً كلما دعت الحاجة إلى التشاور حول ملفات تخص اللبنانيين. كما سعى الحزب إلى إبقاء خطوط التواصل مفتوحة مع بكركي، رغم الاختلافات السياسية والاضطرابات التي شهدتها العلاقة في الآونة الأخيرة. وقد ساهمت اللجنة المشتركة بين الطرفين في وضع إطار مؤسساتي للحوار، ما سمح بتخفيف التوترات واحتواء الخلافات وتعزيز فرص التفاهم
إن رغبة حزب الله في الانفتاح على المسيحيين، وإظهار التزامه بالشراكة الوطنية، ليست إجراءً شكلياً بل جزءاً من استراتيجية سياسية تسعى إلى تحصين الداخل اللبناني في زمن التحديات الكبرى. ففي ظل التحولات الإقليمية المتسارعة، يبدو الحوار المسيحي – الإسلامي ضرورة لا خياراً، ومساراً ملحّاً للحفاظ على ما تبقى من استقرار في لبنان.
المصدر: خاص لبنان24 مواضيع ذات صلة قاسم: أرحب بزيارة البابا إلى لبنان وكلفنا أشخاصاً من المجلس السياسي لزيارة السفارة البابوية وتقديم رسالة من "حزب الله" إلى البابا Lebanon 24 قاسم: أرحب بزيارة البابا إلى لبنان وكلفنا أشخاصاً من المجلس السياسي لزيارة السفارة البابوية وتقديم رسالة من "حزب الله" إلى البابا