أردوغان يتعهد بمواصلة تنفيذ أجندته الاقتصادية
تاريخ النشر: 2nd, April 2024 GMT
أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التزامه بالمضي قدما في تنفيذ أجندته الاقتصادية، رغم الهزيمة غير المتوقعة في الانتخابات المحلية بالبلاد.
ووفقا لوكالة بلومبيرغ، خسر حزب العدالة والتنمية الحاكم بزعامة أردوغان السيطرة على العديد من بلديات المدن الرئيسية، بما في ذلك إسطنبول وأنقرة، لصالح المعارضة، فيما وصف بأنه "هزيمة غير مسبوقة".
وردا على هذه الانتكاسة، تعهد أردوغان بمنح فريقه الاقتصادي مزيدا من الوقت لتنفيذ إجراءات تهدف إلى عكس مسار الانكماش الاقتصادي، معربا عن تفاؤله برؤية نتائج إيجابية في النصف الأخير من العام.
وشهدت الليرة التركية ارتفاعا ملحوظا مقابل الدولار، حيث ارتفعت بما يصل إلى 2.2% وسط تداولات ضعيفة بسبب عطلة عيد الفصح في الأسواق الأوروبية.
وارتفعت بنسبة 1.3% إلى 31.96 للدولار اعتبارا من الساعة 3:45 مساء اليوم، لتصبح العملة الأفضل أداءً في الأسواق الناشئة اليوم.
وشدد الخبير الإستراتيجي بشركة تيليمر في دبي لبلومبيرغ حسنين مالك على أن خسارة أردوغان في الانتخابات المحلية لها تداعياتها على تشكيل سياسة الاقتصاد الكلي.
كما أكد أن معالجة التضخم أصبحت أولوية سياسية واقتصادية، مما يشير إلى تحول محتمل نحو السياسة التقليدية على المدى القصير.
وتمثل الانتخابات البلدية الأخيرة المرة الأولى التي يأتي فيها حزب العدالة والتنمية خلف حزب الشعب الجمهوري العلماني المعارض على نطاق وطني.
وأعرب المستثمرون عن مخاوفهم بشأن التداعيات المحتملة على السياسة الاقتصادية إذا واجه أردوغان هزيمة انتخابية، خاصة في ضوء الزيادات الكبيرة في أسعار الفائدة مؤخرا.
وأشارت بلومبيرغ إلى أنه على الرغم من هذه التحديات، ساعدت تصريحات أردوغان بعد الانتخابات في تخفيف الضغوط على مؤشرات المخاطر المختلفة للبلاد.
وشهدت مقايضات العجز الائتماني وعوائد السندات لأجل 10 سنوات انخفاضا اليوم الاثنين، مع انخفاض تكلفة تأمين الديون التركية ضد التخلف عن السداد لمدة 5 سنوات إلى أدنى مستوى منذ 4 مارس الماضي.
علاوة على ذلك، شهد العائد على السندات الحكومية بالليرة لمدة 10 سنوات انخفاضا ملحوظا إلى 26.4%.
وأكد وزير الاقتصاد والخزانة التركية محمد شيمشك التزام فريقه بتنفيذ البرنامج الاقتصادي الحالي بشكل حاسم، مع إعطاء الأولوية للادخار والحفاظ على السيطرة على الإنفاق العام.
وأشار إلى العمل على تحقيق هدف كبح التضخم بشكل دائم إلى أرقام فردية من خلال مزيج من السياسة النقدية المتشددة وسياسات الائتمان الانتقائية.
وفي ضوء الدور المحوري الذي تلعبه إسطنبول باعتبارها مركز تركيا الاقتصادي ومعقلها السياسي، فإن نتائج الانتخابات الأخيرة تحمل آثارا كبيرة، حيث ارتفع معدل التضخم في المدينة إلى 78.25% في مارس/آذار الماضي، مما يؤكد التحديات الهائلة التي تواجه الحكومة في تثبيت الأسعار.
وعلى الرغم من ذلك، يتوقع البنك المركزي انخفاضا تدريجيا في التضخم إلى 36% بحلول نهاية العام.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ ترجمات حريات
إقرأ أيضاً:
الوجوه والأقنعة وتبدُّلها في علم السياسة العالمية
رفيا عبود **
ظاهرة تبديل الوجوه والأقنعة في السياسة العالمية من الظواهر المعقدة التي تعكس التغيرات الديناميكية في العلاقات الدولية. يشير هذا المصطلح إلى التغيرات التي تطرأ على الأنظمة السياسية أو القادة أو السياسات العامة، والتي قد تكون نتيجة لضغوط داخلية أو خارجية.
من هذا المنطلق يمكن أن ندخل إلى فهم السياسة العالمية وكيف نسقطها على تعامل البلدان مع بعضها البعض وحتى على الصعيد الداخلي ومدى تأثيرها بعلاقة الأفراد فيما بينهم في الجسم الواحد للدولة.
مفهوم تبديل الوجوه والأقنعة
تبديل الوجوه والأقنعة يعني تغيير القيادات أو السياسات أو الأيديولوجيات التي تتبناها الدول في سياقات معينة. يمكن أن يحدث هذا التبديل بشكل علني أو سري، وقد يكون مدفوعًا بأسباب متعددة تشمل التغيرات الاقتصادية، الضغوط الاجتماعية، أو التوترات الدولية.
ويسأل سائل: هل هذا صحي في التعاملات الدولية؟ أم أننا أمام أمر واقعي يجب أن نتعامل معه ونتعايش في سياسته الجديدة؟
ويمكن الإجابة عن هذه التساؤلات المشروعة بتحليل الأسباب التي تدفع لتكون عقلية جديدة ونجملها فيما يلي:
الضغوط الداخلية: يمكن أن تؤدي الاحتجاجات الشعبية، الأزمات الاقتصادية، أو عدم الاستقرار السياسي والأمني إلى استبدال القادة أو تعديل السياسات. التغيرات الدولية: تتطلب التغيرات في النظام الدولي، مثل صعود قوى جديدة أو تغير في التحالفات، من الدول إعادة تقييم سياساتها وقادتها. استراتيجيات البقاء: قد تلجأ الأنظمة إلى تغيير قياداتها أو سياساتها كاستراتيجية للبقاء في السلطة وتجنب الانهيار. التأثيرات الثقافية والإعلامية: تؤدي وسائل الإعلام دورًا كبيرًا في تشكيل الرأي العام، مما قد يؤدي إلى الضغط على القادة لتغيير سياساتهم أو حتى استبدالهم.وهذا يقود إلى وجود أثار تؤثر بشكل مباشر في الجماهير والقادة كحدٍّ سواء وينتج معطيات جديدة أهمها:
عدم الاستقرار السياسي: قد يؤدي تبديل الوجوه إلى عدم استقرار سياسي ، حيث يمكن أن يسبب تغييرات مفاجئة في السياسات الداخلية والخارجية. تغيير في العلاقات الدولية: قد تؤدي التغييرات في القيادة إلى إعادة تشكيل العلاقات مع الدول الأخرى، مما يؤثر على التحالفات والخصومات. فقدان الثقة: يمكن أن يؤدي تبديل القادة بشكل متكرر إلى فقدان الثقة بين المواطنين والحكومات، مما يزيد من مشاعر الإحباط والقلق. فرص جديدة: رغم الآثار السلبية المحتملة، يمكن أن يفتح تبديل الوجوه فرصًا جديدة للتغيير الإيجابي وإصلاح السياسات.هنا.. لا بُدّ أن يرتبط بمدى قرب القيادة الجديدة بالمواطنين إن استطاعت ردم هذه الهوة الناشئة على عدم الثقة من وراء ممارسات لا تزن بميزان مفهوم الدولة ومع ذلك يمكن أن نقدم بعض الأمثلة في التاريخ القريب بسلبياته وإيجابياته، ونذكر منهم:
ثورات "الربيع العربي" (2010-2011): شهدت عدة دول عربية تغييرات جذرية في القيادة نتيجة للاحتجاجات الشعبية. فقد تم الإطاحة بعدد من القادة الذين حكموا لفترات طويلة، مما أدى إلى عدم استقرار سياسي كبير وتغييرات في السياسات. الحرب الباردة: خلال هذه الفترة، شهدت العديد من الدول تبديلات في القيادات استجابةً للضغوط الخارجية والداخلية. كانت هناك تغييرات ملحوظة في السياسات الخارجية للدول نتيجة للصراع بين الكتلتين الغربية والشرقية. التغييرات في الصين: شهدت الصين تغييرات كبيرة في القيادات والسياسات منذ أواخر القرن العشرين، حيث انتقلت من الاقتصاد المخطط إلى اقتصاد السوق، مما أثر بشكل كبير على السياسة العالمية.وأخيرًا.. تُعد ظاهرة تبديل الوجوه والأقنعة جزءًا لا يتجزأ من علم السياسة العالمية. فهي تعكس التغيرات المستمرة في الأنظمة السياسية والعلاقات الدولية. بينما يمكن أن تؤدي هذه الظاهرة إلى عدم الاستقرار والتحديات، إلا أنها أيضًا توفر فرصًا للتغيير والإصلاح. ولا ريب أن فَهم هذه الظاهرة يعد أمرًا ضروريًا لتحليل الأحداث السياسية وفهم العقليات المعقدة التي تُشكِّل العالم اليوم.
** صحفية سورية
** يُنشر بالتعاون مع مركز الدراسات الآسيوية والصينية في لبنان