شمسان بوست / متابعات:

في الأيام الأخيرة، أدلت جماعة الحوثي، بينها زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي، ورئيس ما يسمى بالمجلس السياسي الأعلى، مهدي المشاط، بتصريحات بشأن عملية السلام في اليمن، والعلاقة مع المملكة العربية السعودية.

وحول ذلك، أشار الكاتب الصحفي اليمني عدنان الجبرني، إلى أن الحوثيين، عادوا منذ نحو أسبوع “للحديث عن اتفاق السلام وضرورة التقدم فيه خاصة البنود الانسانية _مرتبات، تعويضات …_ بعد جمود هذا الملف منذ منتصف ديسمبر الماضي بإعلان المبعوث اتفاق المبادئ لتثبيت ما تم التوصل اليه حتى ذلك الحين، وانتظاراً لما ستؤول اليه تداعيات الحرب على غزة وعمليات البحر الأحمر”.

استجداء وابتزاز

وقال في مقال له، إن “عبدالملك الحوثي والمشاط ومحمد علي الحوثي وبعض أعضاء الدائرة السياسية للجماعة (المجلس السياسي) ظهروا خلال الأيام الماضية، يتحدثون بمفردات شبه متطابقة والرسالة واحدة، خاصة تجاه السعودية، ويمكن وصف خطاب قادة الجماعة تجاه الرياض بأنه مزيج من أمرين: “الاستجداء” و “الابتزاز”.

وأوضح أن الدافع الأول: “هو عودة السخط الشعبي وارتفاع الاصوات المنددة بفساد الجماعة وممارساتها القمعية والفاسدة مجدداً بعد انقشاع لافتة “مش وقت احنا مشغولين بغزة” جزئياً، بالتزامن مع زيادة تعقيد الوضع الاقتصادي في مناطق سيطرتها”.

والثاني بدافع ما تعتقد الجماعة أنها حققته من مكاسب وتحوّل في وضعها بفعل عملياتها البحرية المنسَّقة مع المحور، إذ توسع الحديث الى العلني عن التعويضات. بحسب الكاتب.

انعطافة وتكتيك معهود

وأضاف: “اللافت حرص المتحدثين، عبدالملك والمشاط وقيادات أخرى، على جملة “نحن لا نشكل خطرا على أحد” في توقيت متزامن، وهذا تكتيك الجماعة المعهود منذ 20 سنة، عندما تكون في أزمة وتريد بعض المكاسب فإنها تشرع في تبني خطاب مصبوغ بالتذاكي، ثم ما تلبث أن تعود لوجهها الآخر (الحقيقي) بعد أن ترتب وضعها لموجة جديدة من الحرب”.

وتابع : “قد تفسّر هذه التصريحات و”الانعطافة” بأنها نتيجة لضغوط حقيقية بموجبها ستخفض الجماعة انخراطها ضمن عمليات البحر -هذا ملحوظ منذ أسبوعين- وغيرها لحساب البُعد المحلي، (أستبعد أن يستمر هذا لكنه قد يكون تكتيكياً)، أو أن الجماعة صارت ترى أن جهدها العسكري في البحر يعد مكتسبا استطاعت تثبيته والتعايش مع ردة الفعل بشأنه، وبالتالي تريد نقل المعركة الى سجال اولويات بين السعوديين والامريكان في محاولة لعزل مسار التسوية عن عملياتها البحرية وتداعيات ما يجري في غزة على مستوى المنطقة”.

اتجاه المؤشرات

وأشار الكاتب إلى إعلان الخارجية الأمريكية بأن مبعوث الرئيس بايدن ليندركينغ سيصل الى المنطقة هذا الاسبوع لاجراء نقاشات بشأن إيقاف هجمات الحوثيين في البحر الأحمر.

وقال إن “المؤشرات تتجه نحو استئناف لمسار التسوية، لكن هناك عوامل قد تؤدي الى عكسها مثل: تلويح الحوثي بمزيد من الاجراءات بعد العيد عقب تدشينه علمة ١٠٠ ريال المعدنية السبت الماضي، ورد البنك المركزي اليمني بقرار يلزم البنوك بنقل مراكزها الى عدن، والثاني مقتل قادة الحرس الثوري في سوريا يوم أمس وما اذا كان سيقود الى رد ايراني منسق عبر أذرع المحور وفي المقدمة الحوثي وبالتالي عودة التصعيد محليا واقليميا”.

ومؤخرا قالت جماعة الحوثي ، إنها مستعدة للتوقيع على خارطة الطريق، مع المملكة العربية السعودية، ولوحت في الوقت ذاته، إلى أنها قد تستهدف المملكة في حال سمحت للولايات المتحدة بتنفيذ ضربات على مواقع الجماعة من داخل الأراضي السعودية.

المصدر: شمسان بوست

إقرأ أيضاً:

سفير سابق عمل في اليمن يفضح انحياز منظمات دولية كبيرة لصالح الحوثيين ويؤكد إن ''إنهاء الحوثي يبدأ بتمزيق اتفاق ستوكهولم واستعادة الحديدة''.. عاجل

كشف السفير البريطاني الأسبق لدى اليمن، إدموند فيتون براون، أن منظمات إنسانية دولية، عملت على تغيير توجه المجتمع الدولي في تعامله مع الصراع اليمني، بما يصبّ في مصلحة جماعة الحوثي.

وفي مقال نشره في منتدى الشرق الأوسط، وجّه الدبلوماسي البريطاني انتقادات حادة لمواقف بعض المنظمات، مثل أوكسفام، والعفو الدولية، ومكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا)، مشيراً إلى أن هذه الجهات مارست ضغوطاً أفضت إلى تحوير السياسات الغربية تجاه اليمن وفرض قيود على العمليات العسكرية ضد الحوثيين.

وأشار فيتون براون، الذي تولّى منصب سفير بريطانيا لدى اليمن بين عامي 2015 و2017، إلى أن الاستجابة الدولية للنزاع كانت في بدايتها "صحيحة ومتماسكة" عام 2014، لكنها انحرفت تدريجياً، لتبلغ ذروتها في اتفاق ستوكهولم أواخر 2018، الذي وصفه بـ"المشين"، مؤكداً أنه منح الحوثيين فرصة للتموضع دولياً وممارسة الابتزاز.

وأوضح أن القرار الأممي رقم 2140، الصادر في نوفمبر 2014، قد شخص التهديدات المحدقة باليمن، وفرض عقوبات على شخصيات معرقلة، في وقت كانت الحكومة الشرعية بقيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي تحظى بدعم دولي واضح، باستثناء إيران.

وأكد أن التدخل العسكري الذي قادته السعودية في مارس 2015 جاء استجابة لطلب رسمي من الحكومة اليمنية، ووفقاً للمادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة المتعلّقة بحق الدفاع عن النفس، مشيراً إلى أن جماعة الحوثي أقلية لا تعكس الطيف اليمني، وتتخذ مواقف طائفية معادية للأغلبية السنية في البلاد.

وانتقد فيتون براون ما اعتبرها "سيطرة للرؤية الإنسانية الضيقة" على دوائر صنع القرار في العواصم الغربية، موضحاً أن بعض وزارات التنمية والمنظمات الإغاثية مارست نفوذاً تجاوز في كثير من الأحيان تأثير وزارات الخارجية، ما أفضى إلى ضغوط كبيرة لتقييد أي عمل عسكري ضد الحوثيين، حتى عند ارتكابهم انتهاكات جسيمة، بينها الاعتقال التعسفي والتعذيب والقتل.

ووصف فيتون براون تحالف تلك المنظمات بـ"اللوبي الإنساني"، وقال إنه كان أكثر تأثراً بالغارات الجوية التي ينفذها التحالف بقيادة السعودية، مقارنةً بانتهاكات الحوثيين، وأن وسائل الإعلام الغربية عكست هذا التحيّز بصورة "غير دقيقة ومنحازة".

وأضاف أن مواقف عواصم غربية، مثل واشنطن ولندن، بدأت تتغير تدريجياً نتيجة ضغوط الرأي العام، مشيراً إلى أن وزير الخارجية الأمريكي الأسبق جون كيري، وبتأثير من سلطنة عُمان، تبنّى نهجاً أكثر تساهلاً مع الحوثيين، وسعى للتوصل إلى تسوية "بأي ثمن".

وتطرق إلى محادثات الكويت عام 2016، قائلاً إنها كشفت انحياز المجتمع الدولي لمطالب الحوثيين، رغم غياب أي التزام جاد منهم بالحلول التفاوضية. كما أشار إلى أن اتفاق ستوكهولم ساعد الحوثيين في كسب الاعتراف الدولي، وتوسيع نشاطهم السياسي والإعلامي، دون أن يلزمهم بأي تنازلات حقيقية.

وفي تحليله للواقع الراهن، شدد الدبلوماسي البريطاني على أن ما ينقص القوى المناهضة للحوثيين هو التكاتف الجاد مع الحكومة الشرعية، وتوفير الإمكانات لاستئناف العمليات العسكرية، لا سيما في جبهة الساحل الغربي واستعادة مدينة الحديدة، والتي اعتبرها أولوية قصوى.

وحذر من أن تهديد الحوثيين للملاحة الدولية في البحر الأحمر لن يتوقف ما لم يتم "تمزيق اتفاق ستوكهولم"، لافتاً إلى تراجع الحماسة السعودية لمواصلة الحرب، ما يتطلب – بحسب رأيه – تدخلاً أمريكياً مباشراً، خاصة من إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي اعتبره أكثر وضوحاً في دعمه لحلفاء واشنطن.

وأكد أن إيران تمثل المصدر الأكبر لزعزعة الاستقرار في اليمن والمنطقة، من خلال دعمها للحوثيين، وحزب الله، والمليشيات العراقية، داعياً إلى ضرورة دمج السياسة الأمريكية تجاه اليمن ضمن إطار أوسع لاحتواء النفوذ الإيراني.

وختم السفير البريطاني السابق مقاله بدعوة إلى ممارسة مزيد من الضغوط على طهران، بما يؤدي إلى تغيير سلوك النظام الإيراني، إن لم يكن إسقاطه، معتبراً أن الجمهورية الإسلامية تمر بـ"لحظة ضعف"، وأن التعامل معها عبر اتفاقيات مرحلية مثل "خطة العمل الشاملة المشتركة" يمنحها الوقت ولا يفضي إلى حل جذري

مقالات مشابهة

  • السيد القائد عبدالملك الحوثي: الضلال خطير جداً على الناس في كل مجالاته
  • السيد القائد عبدالملك الحوثي: الانحراف في حالة الشرك انحرافٌ خطيرٌ جداً فيه انصرافٌ تام عن هدي الله ونهج الله
  • سفير سابق عمل في اليمن يفضح انحياز منظمات دولية كبيرة لصالح الحوثيين ويؤكد إن ''إنهاء الحوثي يبدأ بتمزيق اتفاق ستوكهولم واستعادة الحديدة''.. عاجل
  • السيد القائد عبدالملك: من مقامات النبي إبراهيم التي ذكرت في القرآن الدروس الكثيرة لنهتدي بها
  • السيد القائد الحوثي: نتوجه بأطيب التهاني والمباركة لأبناء أمتنا الإسلامية بدخول شهر ذي الحجة المبارك
  • السيد القائد عبدالملك الحوثي: التصعيد في غزة يدفعنا إلى الاستمرار والسعي نحو التصعيد ضد العدو الإسرائيلي
  • السيد القائد عبدالملك الحوثي: العدوان الإسرائيلي على مطار صنعاء يهدف إلى الضغط على الموقف اليمني المناصر للشعب الفلسطيني المظلوم
  • فرنسا ترفع السرية عن نشاط الإخوان.. ماهر فرغلي يكشف التفاصيل
  • وزير الخارجية : الحكومة اليمنية حريصة على انهاء الانقلاب الحوثي
  • الزنداني يؤكد حرص الحكومة على تحقيق السلام في اليمن