العيد … والفرح وقت المصائب / د. نبيل الكوفحي
تاريخ النشر: 3rd, April 2024 GMT
العيد … والفرح وقت المصائب
د. نبيل الكوفحي
العيد من شعائر الاسلام ( ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب)، يعقب العيد عبادتي الصيام و الحج. وهو بحد ذاته عبادة اذ يبدأ بصلاة العيد ويتخلله التكبير والتهليل. يستحب فيه الفرح وزيارة الارحام والتكافل. نفرح لقدومه لانه طاعة، وينبغي ان نشغله بالطاعات.
هدا العام ظرف العيد مختلف، فيأتي في ظل العدوان والابادة على غزة، فهل يسن لنا الفرح فيه كبقية الاعياد؟!
لست بمقام المفتي، لكني اورد مقاربة اجتماعية منتشرة،
فقد دأبت كل العائلات عندما تفقد احدها بموت سواء كان طبيعيا أو حادثا لفترة قريبة من العيد او في خلاله أن تقتصر العيد على الصلاة دون اظهار الفرح فيه و الزينة.
الان؛ اهلنا في غزة يبادون ويحاصرون ويجوعون بشكل لم يعهده احد من العالمين، فهل نعتبر ما يحدث كأنه لا يعنينا؟! ام نعتبرهم اهلنا ( كما نقول صباح مساء) ونحن نقرأ قوله تعالى ( إِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ). وهل نستشعر و نتمثل قوله صلى الله عليه وسلم ( مثلُ المؤمنين في تَوادِّهم ، وتَرَاحُمِهِم ، وتعاطُفِهِمْ . مثلُ الجسَدِ إذا اشتكَى منْهُ عضوٌ تدَاعَى لَهُ سائِرُ الجسَدِ بالسَّهَرِ والْحُمَّى). اذا كان كثير منا لا يستطيع نصرتهم بمال او رد عدوان أو غيره من فعل مؤثر، فهل لا يستطيع نصرتهم بالتضامن معهم بعدم اظهار الفرح في العيد، كأن ما يحصل لهم يخصه ويهمه؟!. أظن الامر مستطاع ، وقد جعل الله اقل درجات انكار المنكر هو انكار القلب، وكلنا يستطيعه.
لا نحرم اظهار الفرح بالعيد ( فهو من سنة العيد)، لكن عدم التوسع في المباح أولى والله اعلم. ونصرتهم بما نستطيع واجب، والواجب مقدم على السنة والمباح.
بالتأكيد هذا الشعور لدى الكثيرين، وربما يتحرج بعض أهل الفقه والعلم من الحديث فيه، لكن ارشاد عامة الناس في أمر بحتارون فيه واجب بلا شك. والفتوى كما قال العلماء تتغير بتغير المكان والزمان والحال ، فهو عمر بن الخطاب يسقط حد السرقة في عام الرمادة،
مقالات ذات صلة مقْرط العصا وتعدد مستوى إقلاعاته 2024/04/03شخصيا ؛ أميل ( كرأي لا كفتوى) الى تقديم واجب التضامن والنصرة على سنة اظهار الفرح، والشعور بمصابهم كانهم اهلك الاقربين، فان عجز البعض عن ذلك، فالاقتصاد في الفرح اولى من الاسراف فيه وان كان حلالا، لعل الله لا يعدنا ممن خذلهم، وذلك أضعف الايمان.
وتقبل الله طاعتكم وبلغكم العيد وكف عدوان المحتلين عن أهلنا هناك ونصرهم.
المصدر: سواليف
إقرأ أيضاً:
الرقيب الشرمان ينقذ شابًا من الانتحار في إربد: “نحن نؤدي واجبًا إنسانيًا قبل أن يكون أمنيًا”
صراحة نيوز -في موقف إنساني يعكس جوهر رسالة مديرية الأمن العام في حماية الأرواح، نجح الرقيب السائق سعد الشرمان من مرتبات قوات الدرك – وحدة الأمن النووي، في إنقاذ شاب حاول إنهاء حياته بمحافظة إربد، مستغلًا تواجده في المكان خلال إجازته الرسمية.
وأوضح الشرمان، في حديثه لإذاعة الأمن العام، أنه صادف شابًا في حالة اضطراب نفسي شديد، يهدد بإلقاء نفسه من مكان مرتفع. فبادر فورًا إلى التدخل بهدوء وحرفية، وبدأ حوارًا إنسانيًا مع الشاب لبناء الثقة وامتصاص توتره، ليتمكن بعد وقت وجهد من إقناعه بالعدول عن فكرته وإنزاله بسلام.
وأكد أن هذا التصرف نابع من الواجب الأخلاقي والإنساني الذي يحمله كل منتسب في جهاز الأمن العام، مشددًا على أن الرسالة الأمنية لا تقتصر على تطبيق القانون، بل تشمل حماية الإنسان واحتواء لحظات ضعفه.
وختم الشرمان حديثه بكلمات مؤثرة قائلاً: “نحن لا نؤدي واجبًا أمنيًا فقط، بل إنسانيًا أيضًا… فالحياة أغلى من أن نخسرها بلحظة ضعف.”
هذا التصرف البطولي أعاد التذكير بالوجه الإنساني العميق للمؤسسة الأمنية، التي تضع سلامة المواطن وكرامته في صلب أولوياتها.