بعد استماعي إلى التسجيل الكامل لخطابه،
الفريق ياسر العطا يتكلم عن نظام سياسي كامل جديد كليا.

نظام يبدأ من انتخاب لجان الأحياء وينتهي بتكوين حكومة وإعادة تشكيل مجلس السيادة. بشرعية جديدة قائمة على التمثيل عبر الإنتخاب القاعدي التصاعدي من الأحياء ثم المحافظات فالولايات وصولا إلى أعلى هرم السلطة.

ينطلق خطاب ياسر العطا من حقيقة الانهيار شبه الكامل للدولة وتعطل دولابها عن العمل، وهي حقيقة لها أسباب بعضها موضوعي من واقع الحرب والبعض الآخر متعلق بضعف، تقصير، أو تواطؤ وحتى عمالة أو خيانة قيادة الدولة الموجودة، ويشمل ذلك مجلس السيادة الذي ألمح بوضوح إلى وجود شكوك حول ارتباطات أجنبية بداخله، وأكد على ضرورة إعادة صياغته بموجب شرعية المقاومة الشعبية، النظام الجديد الذي يطرحه العطا.

مع كل التحفظات التي يثيرها هذا الطرح، إلا أنه من المؤكد جاء ليلبي ضرورة واقعية. لابد من فتح أفق وطني جديد وإقامة نظام سياسي جديد كليا وبأسس جديدة. هذا مطلوب فعلا مهما كانت المخاوف من الإقدام فيه بطبيعة البشر الذين يتوجسون دوما من الجديد.

هناك مخاوف ومحاذير من إقامة نظام سلطوي شمولي جديد على طريقة نظام نميري أو نظام القذافي. ولكن هناك أيضا فرصة جديدة في هذا لتطوير تجربة ثورة الإنقاذ وفكرة المؤتمر الوطني. تظل تجربة الإنقاذ إرث وطني يمكن ويجب الاستفادة منه بتطوير الجوانب الإيجابية وتجنب السلبيات وهو النموذج الأقرب.

في النهاية الطبيعة لا تقبل الفراغ، ولابد من نظام ما في مرحلة الحرب وما بعدها. الفريق ياسر العطا فتح المجال للنقاش حول هذا الموضوع، وطرحه بطبيعة الحال يظل مجرد اقتراحات قابلة للتعديل والإضافة والرفض كليا، ولكن في النهاية لابد من نظام جديد.

هل يتكون عبر الحوار السياسي الموسع المنفتح، أو يكون نظام مغلق نوعا ما أو متحكم في تكوينه هذا يتوقف على إرادة شعب كامل.

في رأيي يجب أن يؤخذ كلام ياسر العطا بانفتاح وبجدية وفي نفس الوقت بشكل نقدي. نتفق حول ضرورة النظام الجديد ولكن شكله يجب أن يخضع لنقاش موسع باقصى قدر ممكن حتى يصل الشعب إلى المطلوب والذي يلبي تطلعاته في نظام سياسي مستقر زدولة راسخة قوية متطورة ومزدهرة.

لا أحد يريد بعد كل التضحيات والدماء والخسائر والمعاناة أن نعود كما كنا قبل الحرب، ولا أحد يريد إعادة إنتاج تجربة فاشلة شمولية أو غير شمولية. نحتاج إلى مجهود فكري وأخلاقي يوازي التضحيات التي قدمت في هذه الحرب لتأسيس دولة جديرة بالدماء التي سالت في هذه الحرب.

الخلاصة؛ الطرح الذي تقدم به الفريق ياسر العطا مطلوب وجدير بأن يؤخذ بجدية على الأقل من ناحية كونه طرح ثوري يخرج من القالب النمطي القديم لفكرة فترة إنتقالية وحكومة تكنوقراط تشكلها الأحزاب المتصارعة على السلطة، فكرة إدخال الشعب بقوة واستيعاب طاقاته في المشاركة السياسية وفي غيرها من الأنشطة العامة إجتماعية وثقافية وغيرها وفي إطار وطني خالص وبإرادة وطنية صقلتها الحرب، الحرب التي عنوانها السيادة والاستقلال والكرامة عكس الإطار السالف إطار ثورة ديسمبر الذي كان جوهره الاستلاب وفقدان الهوية والسيادة و الذي اتسم كذلك بالسيولة والفوضى وعدم الجدية؛ ثورة أريد لها أن تكون ضد إرادة الشعب وهويته واستقلاله وانتهت إلى تحكم السفارات والمبعوثين في شأننا الداخلي باسم المدنية والديمقراطية وأرادت أن تفرض قوى عملية مرتهنة للخارج فوق رأس الشعب.

نحن الآن نتكلم عن طرح في إطار مختلف هو إطار السيادة وامتلاك الإرادة الوطنية والقرار الوطني، إطار الانتصار وهزيمة الأعداء والخونة. ويجب أن يكون بمستوى التضحيات التي قدمها الشعب السوداني، ويليق بأن بالدماء والأرواح التي قدمت من أجله. هذه هي اللحظة المناسبة لإعادة تحديد مستقبل السودان ويجب استقلالها بشكل صحيح ولأقصى حد.

حليم عباس

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الفریق یاسر العطا نظام سیاسی

إقرأ أيضاً:

«التكبالي»: الشعب تخطى الخط الأحمر الذي وضعه «الدبيبة».. والمظاهرات ستزداد

قال عضو مجلس النواب، علي التكبالي، إن عبد الحميد الدبيبة، رئيس الحكومة المؤقتة، يجب أن يذهب إلى المحكمة لأنه من المطبعين، وعلى حسب القانون الليبي المطبع مع دولة الاحتلال تسحب منه الجنسية، ويتم محاكمته ويسجن.

وأضاف «التكبالي»، خلال لقاء مع قناة «ليبيا الحدث»، أن الدواعش الذي يريد أن يطلقهم كما قال المفتي: إنه «يريد أن يطلق المسجين في معتيقة»، موضحا أنه يريد أن يطلق المسجين الدواعش؛ ليفسدون في الأرض، وينضمون إليه، ويقول للعالم أنا مسيطر على المنطقة الغربية كلها.

وأوضح أنه إذا خرج الدبيبة من الحكم فسوف يتعرض للمحاكمة، لافتا إلى أن هذه العائلة قد سرقت الكثير من المليارات من مال الشعب الليبي، وبالتالي سيتعرض للمحاكمة وربما إلى القتل من الجماهير الغاضبة.

وأشار إلى أن الدبيبة استطاع خلال فترة ما أن يضع خطا أحمر بينه وبين الشعب حتى لا يثور عليه، ولكن الشعب يعي واجتاز هذا الخط، والآن خرج إلى الشوارع، ويتحدى الميليشيات التي تريد حماية الحاكم الفاسد.

وأكد أن المظاهرات سوف تزداد خاصة أن إطلاق النار على المتظاهرين سوف يزيد الأمر سوءا، مشيراً إلى أن خبرته المحدوده جعلتهم يطلقون النار على الجماهير مما أدى إلى زيادة المظاهرات.

الوسومالتكبالي الدبيبة

مقالات مشابهة

  • سوريا ستطلق مجموعات عمل دولية لإنهاء الإرث الكيماوي الذي خلفه نظام الأسد
  • بين الهلال وفلومينيسي.. هذا الفريق الذي يستحق لقب الحصان الأسود في المونديال
  • ما الذي يحرك الطلب على المشاريع العقارية التي تحمل توقيع المشاهير؟
  • أدانت حصار الفاشر.. الجزائر: قطع الأيادي الخارجية كفيل بوقف الحرب في السودان
  • «التكبالي»: الشعب تخطى الخط الأحمر الذي وضعه «الدبيبة».. والمظاهرات ستزداد
  • رجل لا يعرف الراحة.. مصطفى بكري: «لا ننسى إنجازات الفريق كامل الوزير»
  • رجل لا يعرف الراحة.. مصطفى بكري: لا ننسى إنجازات الفريق كامل الوزير
  • سيناريو حسين ياسر المحمدي.. مخاوف في الأهلي من انتقال نجم الفريق للزمالك
  • أوجلان: العمل المسلح ضد تركيا انتهى.. وإنشاء إطار سياسي أمر حاسم
  • محلل سياسي: بقاء الحوثيين مرهون بمخططات الدول التي تسعى لتمزيق اليمن والسيطرة عليه