أدانت حصار الفاشر.. الجزائر: قطع الأيادي الخارجية كفيل بوقف الحرب في السودان
تاريخ النشر: 11th, July 2025 GMT
متابعات – تاق برس- قالت الجزائر إن الدعم الخارجي لمرتكبي التجاوزات والجرائم ضد المدنيين في دارفور يعد عاملا مباشرا لاستمرار الحرب في السودان، مجددا دعوة الجزائر إلى “وقف كل أشكال التدخلات الأجنبية وإدانتها بشكل علني وحازم، كونها مساعدا مباشرا في هذه الانتهاكات”.
وأكدت الجزائر، يوم الخميس، على لسان مندوبها الدائم المساعد لدى الأمم المتحدة، توفيق العيد كودري، أن العدالة والمساءلة تبقيان من أهم الأسس التي يبنى عليها حل شامل للنزاع في السودان.
وفي كلمته خلال اجتماع لمجلس الأمن بشأن الوضع في السودان، أشار كودري إلى أنه “بعد مرور أكثر من 20 عاما على إحالة ملف دارفور للمحكمة الجنائية الدولية، لم تسجل لغاية الآن نتائج ملموسة، بالرغم من التقدم المحرز في بعض الحالات المرتبطة بالملف، مثل ما هو مبين في التقرير الدوري ال41 للمدعي العام”.
وأوضح الدبلوماسي الجزائري -بعد تقديم المدعي العام المساعد التقرير نصف السنوي للمحكمة الجنائية الدولية بخصوص الوضع في دارفور (غرب السودان)- أنه في ظل التطورات الراهنة في منطقة دارفور، خاصة منذ بداية النزاع الحالي منذ أكثر من سنتين، “تبقى العدالة والمساءلة من أهم الأسس التي يبنى عليها حل شامل للنزاع”.
وأكد من هذا المنطلق على أنه “من الضروري أن تأخذ المحكمة في عملها بعين الاعتبار وجود مسار للعدالة الانتقالية والمساءلة في إطار الجهود المبذولة لإرساء السلام في دارفور”، مشيرا إلى أنه لتحقيق هذا الهدف، “يجب تكريس كل الوسائل المتاحة لتنشيط وتعزيز الهياكل القضائية الوطنية، بهدف تكريس الملكية والقيادة السودانيتين للعملية بصفة كلية، من خلال إعطاء الأولوية للمسارات الوطنية، مع احترام مبدأ التكامل مع المحكمة الجنائية الدولية”.
تحقيق هذه الغاية -يضيف المتحدث- يكون كذلك عبر “إرساء أسس للشراكة والتعاون مع الفاعلين الدوليين والجهويين”، معربا في هذا الإطار عن ترحيبه “بروح التعاون التي أبانت عنها الحكومة السودانية مع مصالح مكتب المدعي العام والهيئات الأخرى ذات الصلة”. كما ثمن جهود الحكومة السودانية لتنفيذ الخطة الوطنية لحماية المدنيين والتي تتضمن كإحدى ركائزها الرئيسية، مبدأ سيادة القانون وحقوق الإنسان.
وأبرز السيد كودري في كلمته أنه من المهم أيضا “الارتكاز على الأطر المتاحة على المستويين الوطني والإقليمي لتحقيق الأهداف المرجوة، خاصة تلك المتعلقة بالمحاسبة في إطار قيادة وملكية سودانيتين”, مشيرا إلى أن “اتفاق جوبا للسلام وهياكل الاتحاد الإفريقي يمثلان مدخلين أساسيين للعمل على إيجاد الآليات المناسبة لبلورة الحلول المناسبة”.
ولفت في هذا السياق إلى أن تحقيق هذا المسعى يكون، من جهة، عبر تقديم الدعم الكافي من المجتمع الدولي ومن جهة أخرى من خلال الاستمرارية في الالتزام بالأطر ذات الصلة من طرف كل الفاعلين السودانيين. وعن التطورات الأخيرة في السودان وخاصة منطقة دارفور منذ اندلاع النزاع الحالي في أبريل 2023، شدد السيد كودري على أنه “لا يمكن إغفالها، في إطار الجهود الرامية لضمان محاسبة مرتكبي الجرائم والتجاوزات الجسيمة ضد المدنيين، في خرق واضح للقانون الدولي، بما في ذلك القانون الدولي الإنساني”.
وأشار في هذا الصدد الى أن عدم امتثال قوات الدعم السريع للقرار 2736 إلى غاية اليوم، من خلال مواصلة حصار مدينة الفاشر (عاصمة ولاية شمال دارفور)، التي يقطن بها مئات الآلاف من المدنيين العزل “في وضع إنساني كارثي”، يعتبر “حالة ملموسة من الضروري النظر فيها بعين قانونية صارمة”، إضافة للجرائم المرتكبة ضد العاملين الإنسانيين والمنشآت المدنية خاصة المستشفيات، التي تعتبر “خروقات جسيمة ترقى لجرائم الحرب، وبالتالي يجب أن تشمل المحاسبة مرتكبي هذه الجرائم”.
وأكد أن كل الجهود الرامية لإرساء السلام في السودان، بما فيها تلك المتعلقة بوضع أطر للعدالة الانتقالية والمحاسبة، يجب أن تتم في إطار احترام تام لسيادة السودان ووحدة أراضيه. وجدد الدبلوماسي في ختام كلمته، دعوة الجزائر “لتغليب لغة الحوار على صوت البنادق واستخدام القوة بغية إيجاد حل دائم للنزاع بين الإخوة السودانيين وحماية المدنيين”، معربا في هذا الإطار عن دعمها التام لجهود الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة.
الجزائرالسودانالمحكمة الجنائية الدوليةالمصدر: تاق برس
كلمات دلالية: الجزائر السودان المحكمة الجنائية الدولية الجنائیة الدولیة فی السودان فی إطار إلى أن فی هذا
إقرأ أيضاً:
مسيرة لميليشيا الدعم تقصف ملجأ للمدنيين في الفاشر
أفاد مصدر طبي سوداني بأن قصفا لمليشيا الدعم السريع بطائرة مسيّرة علي ملجأ في مدينة الفاشر شمال إقليم دارفور يضم مجموعة من المدنين تسبب في مقتل 8 مدنيين كانوا يحتمون به.
وبحسب المصدر الطبي ، فقد إستهدف القصف ملجأً يؤوي عشرات المدنيين ما أسفر عن سقوط ضحايا في صفوف المدنيين العزل.
ويُشار الي ان مدينة الفاشر السودانية شهدت - وذلك وفقاً لشهادات من السكان وشبكة تنسيقية لجان مقاومة الفاشر- استمراراً للقصف طيلة يوم الأربعاء، وسط معاناة إنسانية متفاقمة.
ويعتمد سكان المدينة على ملاجئ حفروها أمام منازلهم لحماية أنفسهم من الهجمات المتكررة.
وتتصاعد وتيرة المعارك بين الجيش السوداني وميليشيا الدعم السريع في دارفور، حيث تحاصر الأخيرة مدينة الفاشر منذ أكثر من عام، في محاولة لفرض سيطرتها الكاملة على الإقليم.
وتُعد الفاشر آخر مدينة رئيسية في دارفور لا تزال تحت سيطرة الجيش، بينما تسيطر قوات الدعم السريع على معظم أنحاء الإقليم.
كما حذرت الأمم المتحدة من تدهور الوضع الإنساني في الفاشر، خاصة مع تصاعد أزمات المجاعة وانتشار الكوليرا، وارتفاع أعداد النازحين في ظل حرب دخلت عامها الثالث، وأسفرت عن مقتل عشرات الآلاف وتشريد أكثر من 13 مليون شخص في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية عالمياً.
يُذكر أن السودان يعاني من انقسام جغرافي وعسكري، حيث يسيطر الجيش السوداني على شمال وشرق ووسط البلاد، في حين تبسط ميليشيا الدعم السريع سيطرتها على أجزاء من الجنوب ومعظم إقليم دارفور.