مئات القتلى بيد الاحتلال في كارثة مجمع الشفاء الطبي
تاريخ النشر: 3rd, April 2024 GMT
خلف الجيش الإسرائيلي مئات القتلى ودمارًا كبيرًا وكارثة إنسانية في مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة، بعد أسبوعين من اقتحامه للمجمع وحصاره، وإحراق وتدمير مباني المجمع ومعظم المنازل بالمنطقة المحيطة.
وأشار المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إلى أن حجم المجزرة الفعلي وأبعادها لم تٌكشف بعد بالكامل، لافتًا إلى أن تقديراته الأولية تفيد بأن أكثر من 1500 شخص وقعوا ما بين قتيل وجريح ومفقود، نصفهم من النساء والأطفال، بفعل المذبحة الإسرائيلية في مجمع الشفاء الطبي ومحيطه، وذلك بناءً على الإفادات الواردة إليه ومشاهداته، حيث إن هنالك مئات من الجثامين داخل المجمع وفي المنطقة المحيطة به، منها جثامين محترقة وأخرى مقطعة الرؤوس والأوصال، ومن بين الضحايا أكثر من 22 مريضًا على الأقل قتلوا على أسرة المستشفيات.
ولا يزال الطاقم الطبي في مشفى الشفاء يحاول إحصاء الأضرار الهائلة التي لحقت بمختلف أقسام المستشفى، ويقول الطبيب مروان أبو سعدة مدير مجمع الشفاء الطبي لوكالة "سبوتنيك" عن الدمار الذي لحق بالمشفى:" تم تدمير كل مباني مجمع الشفاء الطبي، ولم تبق هناك حياة في هذا المجمع، ولقد دمر بيتي ولم أشعر بحجم الحزن والمرارة التي أشعر بها بعد تدمير مجمع الشفاء".
عمل عمليات جراحية في كل التخصصاتويضيف: "هذا المكان كان يعتبر المستشفى الأكبر في فلسطين، بسعة سريرية تزيد عن 750سرير، ويحتوي على 26 غرفة عمليات، وكان يستقبل سنوياً أكثر من ربع مليون مريض من قطاع غزة، وكان المشفى مجهز بكل الأقسام، ويقوم بعمل عمليات جراحية في كل التخصصات، بما يزيد عن 17 ألف عملية سنوياً".
وأكد مروان أبو سعدة مدير مجمع الشفاء الطبي، أنَّ مجمع الشفاء انتهى من الوجود، وطالب المجتمع الدولي بتوفير بدائل لسكان غزة وشمال غزة، وإنشاء مشفى ميداني بالسرعة القصوى، لتقديم العلاج للجرحى والمرضى.
وكان آلاف الفلسطينيين يحتمون داخل مجمع الشفاء الطبي، بعدما نزحوا اليه، جراء القصف العنيف من قبل الجيش الإسرائيلي، ويعتبر المجمع الطبي أحد المواقع القليلة في غزة التي يمكنها الحصول على بعض الكهرباء والماء.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الجيش الإسرائيلي مجمع الشفاء الطبى كارثة إنسانية غزة المجزرة مجمع الشفاء الطبی
إقرأ أيضاً:
ورقة تحليلية: فجوة كبيرة بين الرواية الإسرائيلية وأعداد قتلى جيش الاحتلال في غزة
غزة - صفا
كشف مركز الدراسات السياسية والتنموية يوم الاثنين، في ورقة تحليلية حديثة عن وجود فجوة خطيرة بين الرواية الرسمية الإسرائيلية وأعداد القتلى الفعليين في صفوف جيش الاحتلال خلال الحرب على قطاع غزة، والتي اندلعت في 7 أكتوبر 2023.
وبحسب الورقة التي جاءت بعنوان: "مؤشرات ارتفاع قتلى جيش الاحتلال خلال 'طوفان الأقصى': تحليل وإعادة تقييم الرواية الإسرائيلية"، فإن "إسرائيل" تعتمد على سياسة إعلامية متعمدة للتعتيم على الخسائر البشرية، عبر استخدام أساليب مثل التصنيف الغامض لحالات الوفاة، وإخفاء الهويات العسكرية، وتنظيم جنازات سرية، في محاولة لاحتواء التداعيات النفسية على الجبهة الداخلية.
واستندت الورقة إلى تقارير ميدانية وشهادات جنود وتسريبات عبرية، لتقدير عدد القتلى بين 1000 و1300 جندي، مقارنة بالرقم الرسمي الذي لا يتجاوز 900 قتيل، مشيرةً إلى مؤشرات بارزة على هذا التعتيم، أبرزها:
تزايد التصنيف تحت بند "الموت غير القتالي"، ودفن الجنود دون إعلان أو تغطية إعلامية، وتسريبات عن وجود قتلى مصنّفين كمفقودين، وتغييب متعمّد للأسماء والرتب العسكرية في الإعلام الرسمي.
وأكدت الورقة أن هذه الفجوة لا تعكس فقط خللاً في المعلومات، بل تعكس أزمة هيكلية في منظومة الحرب والإعلام الإسرائيلي، مشيرة إلى أن استمرار الحرب وتزايد أعداد القتلى يهددان بتفكيك الجبهة الداخلية وتفاقم أزمة الثقة بين الجيش والمجتمع، ما ينذر بتصاعد الاحتجاجات داخل المؤسسة العسكرية.
وقدّم المركز توصيات للاستفادة من هذه المعطيات، من بينها، ضرورة إنشاء قاعدة بيانات موثوقة لرصد قتلى الاحتلال، وتوظيف الشهادات والتسريبات في بناء رواية إعلامية فلسطينية مضادة، وإنتاج محتوى إعلامي عربي ودولي يبرز كلفة الحرب البشرية، ودعم الخطاب السياسي الفلسطيني ببيانات تُبرز فشل الاحتلال رغم الخسائر.
وحذّرت الورقة من أن الأعداد الحقيقية للقتلى تمثل "قنبلة موقوتة" قد تُفجّر المشهد السياسي والأمني داخل الكيان الإسرائيلي، في ظل الانقسام الداخلي وتآكل صورة "الجيش الذي لا يُقهر".