لجريدة عمان:
2025-05-28@13:01:49 GMT

التكافل.. قوة في المجتمع لا ضعف

تاريخ النشر: 3rd, April 2024 GMT

التكافل.. قوة في المجتمع لا ضعف

شهد شهر رمضان المبارك الكثير من حملات التكافل الاجتماعي التي تهدف إلى فك كرب المكروبين ودعم الكثير من الأسر المعسرة سواء عبر التبرع من أجل بناء منازل جديدة لأسر تعيش في منازل غير صالحة للسكن أو عبر التبرع لإخراج مسجونين متعثرين في دفع التزامات مالية. ورغم أن هذا الأمر كان موجودا في المجتمع العماني من سنوات طويلة إلا أن وسائل التواصل الاجتماعي قامت بأمرين: الأول أنها جعلت الناس يعلمون عن هذه الحملات التضامنية والثاني أنها سهلت أمر الوصول إلى الحالات المعسرة نفسها أو بعضها على الأقل.

وفي الحالتين لا بأس في ذلك. لكن النقطة الإشكالية في هذا الأمر تتمثل في اعتقاد البعض أن هذا دليل على أن المجتمع يعيش في عوز وفي فاقة وأن على الدولة مسؤولية سد هذا العوز وتلك الفاقة. ورغم أن الدولة مسؤولة عن ذلك، ليس في ذلك شك، وهي تقوم بدور كبير في هذا الجانب إلا أن الحقيقة التي لا بد أن نعرفها في بناء المجتمعات أن حملات التضامن المجتمعية وكل جهد يقوم به المجتمع من أجل تآزره في كل النوائب والمحن التي تمر به بشكل جماعي أو بشكل فردي هو دليل قوة المجتمع وصلابته وأصالته. بل إن الأصل تقديم جهود المجتمع المحيط بأي حالة تعيش عوزا على جهود الدولة.

أمّا كثرة الجمعيات المعنية بأعمال الخير فهذا دليل صحوة المجتمع حول أهمية التكافل الاجتماعي وليس دليل ضعف في المجتمع أو تقصير من الدولة كما يعتقد البعض. لقد فرض تطور المجتمعات ودخولها من نمط حياتي إلى نمط آخر متواكب مع ذلك التطور بروز بعض التحديات التي يعيشها بعض الأفراد أو كثير منهم، كما أن ذهاب بعض المجتمعات إلى فكرة الفردانية في الحياة جعلتهم بعيدين عن القيام بواجباتهم الاجتماعية أو حتى الدينية الأمر الذي جعل صوت بعض الأسر المعسرة يظهر خارج المحيط الصغير الذي كان يجب أن يبقى فيه ووجد ذلك الصوت وسائل التواصل الاجتماعي التي أعانته على إيصال صوته إلى مساحة أبعد.. وكان الأصل أن تقوم المجتمعات الصغيرة بمعالجة هذه التحديات في محيطها الصغير عبر أساليب المجتمع التكافلية. ويمكن أن نقرأ الحملات التكافلية التي رأينها خلال شهر رمضان، على سبيل المثال، باعتبارها اعترافا من المجتمع بالتزامه بدوره الاجتماعي في التكافل مع الحالات المحتاجة والمعسرة.

وتفهم الدولة هذا الأمر، ودوره في بناء مجتمع قوي وصلب، ولذلك تشجعه وتقف إلى جواره وتعمل دائما على تنظيمه عبر تنظيم الجمعيات الخيرية.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

القوة المشتركة: تهديد المليشيا للقبائل وتخويفها يهدف في المقام الأول إلي الإستنفار وزج أبنائها في معارك خاسرة

قالت القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح ، أنها ظلت تتابع الحملات الممنهجة التي تقوم بها مليشيا الدعم السريع لترويع وتهديد المجتمعات خاصة في مناطق كردفان ودارفور ، وقد ظهر ذلك مؤخراً لقائد ثاني المليشيا ، وعدد من قادتها خلال مقاطع فيديوهات مصورة بهدف رفع الروح المعنوية لمليشياتهم المنهارة ، بعد الخسائر المتتالية التي تكبدوها في عدة معارك بكردفان ودارفور وام درمان.وأضافت في بيانها الصادر باسم المتحدث الرسمي للقوة المشتركة العقيد ، أحمد حسين مصطفى ، أن خطابات قادة المليشيا قد تضمنت تهديدات صريحة للمجتمعات محاولين تخفويها من تقدم القوات المسلحة .وأكدت القوة المشتركة أن هذه الإدعاءات هي إفتراء ، وكذب ، وتضليل لا أساس له من الصحة.وأشارت القوة أنها تابعت كذلك الحملة التي قامت بها المليشيا عبر مسؤوليها في ولاية شرق دارفور لحشد القبائل تحت ذريعة “الإستنفار مؤكدة بوضوح أن القوة المشتركة ، والقوات المسلحة ليست لديهما عداء مع أي جهة مجتمعية أو قبلية ، وانما هدفهما الوحيد هو دحر المليشيا التي اشتهرت بالقتل ، والإغتصاب ، والسرقات بالإضافة إلى السعي جاهدين لبسط الأمن والإستقرار والسلام في ربوع السودان.وتوعدت القوة المشتركة بدحر كل من تسول له نفسه الوقوف في صف هذه المليشيا بلا رحمة.ولفتت أن تهديد المليشيا للقبائل وتخويفها يهدف في المقام الأول إلي الإستنفار ، وزج أبنائها في معارك خاسرة داعية المجتمعات الكريمة إلى عدم السماح بزج أبنائها في صفوف المليشيا .وقالت القوة المشتركة أن الدعوات التي تطلقها المليشيا لإنضمام الشباب إلى هذه الحرب ، هي جزء من مشروع آل دقلو الذي يقوم في الأساس على مصالحهم الخاصة ، وهم مجرد أداة لدول خارجية توفر لهم السلاح ، والعتاد ، وتسعى لإيجاد مدخل لها إلي السودان لسرقة ثروات البلاد .ووجهت رسالة إلى كل المجتمعات السودانية بضرورة التعاون مع الدولة ، ورفض أي إغراءات تقدمها المليشيا ، لأن هذه العصابة لايمكنها أن توفر السلام ، والأمن والإستقرار وتوجهت بالدعاء للمولي عز وجل سائلة الرحمة والمغفرة للشهداء ، وعاجل الشفاء للجرحى ، والعودة للمفقودين.سونا إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • الجبهة الوطنية: الأزمات والتحديات التي تواجهها الدولة تتطلب حلولاً مبتكرة خارج الأطر التقليدية
  • سيفقد أولاد دقلو كل المدن التي سيطروا عليها وسيتحولون إلى مجرد مجرمين هاربين
  • تأملات في الصمت العربي والهتاف الغربي لغزة
  • القوة المشتركة: تهديد المليشيا للقبائل وتخويفها يهدف في المقام الأول إلي الإستنفار وزج أبنائها في معارك خاسرة
  • أكاديمية ليبية: العائلات فقدت أمانها.. والفقر يهدد بتفكك المجتمع
  • صدر حديثًا.. الإسلام الأرخبيلي في إندونيسيا.. المجتمعات والجماعات ومكافحة الإرهاب
  • لخدمة سكان المدن الجديدة.. «المجتمعات ‏العمرانية» تحدث خدماتها عبر المنصة ‏الإلكترونية ‏
  • المجتمعات العمرانية: تحديث الخدمات المتاحة على المنصة الإلكترونية بالمدن الجديدة
  • كاتبة إسرائيلية: الدولة التي تتخلى عن مختطفيها لدى حماس ليست بلدي
  • عثمان جلال يكتب: الدكتور كامل إدريس ومطلوبات المرحلة الانتقالية