ارتفاع عدد ضحايا تفجير إفطار كتائب «البراء بن مالك» الإسلامية إلى 15 قتيلا وعدد الجرحى يتجاوز الـ50
تاريخ النشر: 3rd, April 2024 GMT
« القدس العربي»: ارتفع عدد ضحايا العملية التفجيرية التي استهدفت إفطار كتائب «البراء بن مالك» أمس الأربعاء إلى 15 قتيلا بينهم مدنيون.
وكانت طائرة مسيرة – مجهولة المصدر- قد قصفت الثلاثاء إفطارا رمضانيا نظمته كتيبة «البراء بن مالك» المحسوبة على الإسلاميين في مدينة عطبرة التي تبعد 310 كيلومترات شمال العاصمة السودانية الخرطوم.
وشهدت المدينة الواقعة في ولاية نهر النيل شمال شرق السودان، انتشارا واسعا للقوات النظامية وسط حالة من الذعر بين المدنيين.
وتتصاعد المخاوف من تمدد المعارك إلى عطبرة التي تعد من المناطق الآمنة التي نزح إليها الآلاف من المدنيين الفارين من مناطق الصراع.
وقالت لجنة أمن ولاية نهر النيل في بيان مقتضب إنها تواصل تحرياتها حول الهجوم، مشيرة إلى أن طائرة مسيرة استهدفت الثلاثاء جموعا من المصلين أثناء أداء صلاة المغرب، عقب تناول وجبة الإفطار الرمضانية بمدينة عطبرة، وأوقع الهجوم عدداً من القتلى والجرحى.
وأعلنت اللجنة أمس الأربعاء حظر تجوال الأشخاص والمركبات في كافة نواحي الولاية من الساعة الثامنة مساءً وحتى السادسة صباحاً.
ومنعت الافطارات الجماعية والتجمعات بجانب تكثيف التفتيش وزيادة التدقيق بالمعابر وإحكام العمل الأمني بالأسواق.
وحتى أمس ظلت السلطات تتحفظ على تفاصيل الحادثة، بينما طوقت القوات الأمنية منطقة وسط المدينة ومداخل المستشفيات التي نقل إليها المصابون.
وكانت الإحصاءات الأولية تحدثت عن عشرة قتلى، حتى مساء الثلاثاء، في وقت أظهر مقطع مصور آثار الدماء في قاعة الإفطار التي تتوسط المدينة والأضرار التي لحقت بالمباني في محيطه.
لكن مصادر طبية قالت لـ« القدس العربي» إن عدد ضحايا العملية ارتفع إلى 15 شخص بينهم مدنيون من أسر المقاتلين.
وأشارت إلى أن عدد المصابين تجاوز الـ 50 بينهم حالات حرجة، نقلوا إلى مستشفى السلاح الطبي التابع للجيش بالإضافة إلى مستشفى الشرطة ومستشفى عطبرة الحكومي.
وبرزت كتائب « البراء بن مالك» بعد اندلاع الحرب السودانية منتصف أبريل/ نيسان الماضي كمجموعة مسلحة محسوبة على الإسلاميين تقاتل إلى جانب الجيش في مواجهة قوات الدعم السريع.
وفي أعقاب العملية، سارع منسوبو كتيبة البراء إلى تأكيد سلامة قائد الكتيبة «المصباح أبو زيد» الذي أظهرته مقاطع مصورة داخل صالة الإفطار الرمضاني قبل تفجيرها بوقت وجيز. وحسب شهود عيان انطلقت الطائرة المسيرة التي استهدفت الإفطار من قرية «العكد» التي تبعد نحو 15 كيلومترا جنوب عطبرة، في وقت لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الحادثة.
وقال مواطنون تحدثوا لـ« القدس العربي» من مدينة عطبرة: « أن العملية نفذت بعد آذان المغرب مباشرة، عبر طائرة مسيرة استهدفت وسط صالة الإفطار».
ومن بين المدعويين مصابون سابقون تابعون للجيش وأُسَرُ مقاتلين قتلوا خلال الحرب المندلعة في البلاد منذ نحو عام بالإضافة إلى مدنيين موالين للحركة الإسلامية.
ويُشار أن كتيبة « البراء بن مالك» تناصب قوات الدعم السريع العداء ويتبادل الجانبان التهديد.
وبالتوازي برز على نحو معلن تباين في مواقف قادة الجيش السوداني بخصوص المستنفرين من المتطوعين المدنيين والمجموعات المسلحة – غير المقننة – المشاركة في الحرب السودانية.
وتحدث نائب القائد العام للجيش السوداني شمس الدين الكباشي الخميس الماضي عن رفض وجود مجموعات مسلحة خارج الجيش، مشددا على ضرورة تقنين «المقاومة الشعبية» والمتطوعين داخل معسكرات تابعة للقوات المسلحة، الأمر الذي أثار حفيظة الإسلاميين.
وشدد خلال خطاب عسكري الأسبوع الماضي، على عدم السماح للأحزاب السياسية باستغلال « المقاومة الشعبية» في تحقيق مصالحها لافتا إلى أنه سيتم سن قوانين لضبط ما اسماها «المقاومة الشعبية» لتكون تحت قيادة القوات المسلحة.
وعلى النقيض جاءت تصريحات مساعد القائد العام للقوات المسلحة ياسر العطا – الرجل الثالث في الجيش- الذي دعا إلى عدم الاكتراث لما يقال حول المقاومة الشعبية، مشيرا إلى أن أي عملية تصحيح للأخطاء يجب أن تتم خلال العمل.
وقال خلال خطاب السبت، أن أي حديث سلبي حول «المستنفرين» لا يساوي شيئا، وأنه مجرد كلام تذروه الرياح، مطالبا كل الفاعلين في البلاد بالانخراط في «المقاومة الشعبية».
وتتواصل التحذيرات من خروج الحرب السودانية عن السيطرة بشكل أكبر وتحولها إلى صراع أهلي واسع النطاق في ظل انتشار السلاح وعمليات التحشيد العسكري وتعدد الكتائب الجهادية والعشائرية المسلحة في أنحاء البلاد المختلفة.
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: المقاومة الشعبیة البراء بن مالک إلى أن
إقرأ أيضاً:
فيضانات تاريخية تضرب واشنطن.. ارتفاع المياه يتجاوز 5 أمتار وإجلاء عشرات الآلاف
تعيش ولاية واشنطن الأمريكية واحدة من أسوأ موجات الفيضانات خلال عقود، بعد أيام من الأمطار الغزيرة التي أغرقت مساحات شاسعة من الولاية، وأدت إلى مشاهد درامية تضمنتها عمليات إنقاذ من أسطح المنازل وجسور منهارة وطرق رئيسية مقطوعة، بينما حذّرت السلطات من أن الساعات المقبلة قد تحمل "ما هو أسوأ".
وأعلنت الولاية حالة الطوارئ، في وقت صدرت أوامر إخلاء لعشرات الآلاف من السكان، مع اقتراب منسوب الأنهار من تسجيل مستويات قياسية. وقال حاكم الولاية بوب فيرجسون إن واشنطن تواجه "حدثًا استثنائيًا وغير مسبوق"، داعيًا سكان المناطق المهددة إلى الالتزام الفوري بتوجيهات الإخلاء.
وشمل الإجلاء أكثر من 78 ألف شخص في منطقة زراعية حيوية شمال مدينة سياتل، وتحديدًا في سهل نهر سكاجيت الفيضي، حيث أكدت هيئة الأرصاد أن ذروة الفيضانات ستصل صباح الجمعة، ما ينذر بتفاقم الأضرار خلال الساعات التالية.
وامتدت تأثيرات الفيضانات إلى مناطق واسعة، إذ غمرت المياه عددًا من الجسور الحيوية، وتقطعت طرق رئيسية، بينما تسبب انهيار أرضي في إغلاق جزء من الطريق السريع رقم 90 شرق سياتل. كما أظهرت صور تداولتها وسائل الإعلام سيارات عالقة وسط الطين وجذوع الأشجار والمياه الراكدة، ما عكس حجم الفوضى التي تشهدها المنطقة.
وخلال الأيام الماضية، تدخلت فرق الطوارئ لإنقاذ العديد من السكان الذين حاصرتهم المياه داخل المنازل والسيارات، فيما نفذت طائرات هليكوبتر عمليات إنقاذ معقدة لعائلتين عالقتين فوق أسطح منازل غمرتها مياه بارتفاع تجاوز 4.6 مترًا. كما أُغلق مركز إطفاء في مقاطعة واتكوم بعد وصول مستوى المياه داخله إلى نحو 91 سنتيمترًا.
وفيما ألقى بعض الخبراء باللوم على تغير المناخ كعامل رئيسي وراء شدة الأمطار، أشار آخرون إلى أن الربط المباشر بين الظواهر المناخية الفردية والاحتباس الحراري يحتاج إلى دراسات متخصصة. ومع ذلك، يظل الإجماع العلمي قائمًا على أن تغير المناخ يؤدي إلى زيادة تواتر العواصف والفيضانات وحرائق الغابات وموجات الجفاف.
وتستعد الولاية الآن لوصول عاصفة جديدة أكثر غزارة بداية من يوم الأحد، ما يزيد المخاوف من تجدد الفيضانات واتساع نطاق الأضرار، في وقت تستمر فيه طواقم الإنقاذ في سباق مع الزمن لحماية ما يمكن إنقاذه قبل قدوم موجة الأمطار القادمة.