عين ليبيا:
2025-12-14@02:34:19 GMT

ليبيا.. والرقص مع الأمريكان مجدداً

تاريخ النشر: 5th, April 2024 GMT

“أياً  كان حجمك.. سواء أتبعت المهادنة أو التجاسر أوالرقص.. فلا أمان للأميركان”.

قبل 34 عاماً صبيحة الثاني من أبريل 1990 صدم الرئيس العراقي الراحل صدام حسين العالم بتصريحه المدوي الشهير آنذاك بأنه سيحرق نصف إسرائيل بالأسلحة الكيماوية إذا ما أقدمت على مهاجمة العراق.. على الفور دقت في واشنطن ولندن ساعة العمل لإعادة ترتيب وضع المنطقة العربية رداً على ذلك التهديد والصوت غير المعهود في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي.

. تطورت الأحداث بالمنطقة وتوترت سريعاً.. وبعدها بأربعة أشهر صبيحة الثاني من أغسطس إجتاح الجيش العراقي دولة الكويت وسيطر عليها كاملة في ظرف ساعات.. ويستحضر العرب خوامد (داحس والغبراء) وتتعزز الإصطفافات المقيتة وتدخل المنطقة العربية منذ ذلك الحين في غياهب الفوضى والنكوص.. وتبدأ رسمياً الولايات المتحدة وحلفائها إعادة رسم وتخريط المنطقة (جيوسياسيا) وإطلاق مشروع الشرق الأوسط الجديد.

لم ينتبه العراق حينها إلى الفخ والشِراك الذي أُستُدرج إليه حينما أوهمت السفيرة الأميركية (جلاسبي) في بغداد حينها النظام العراقي (الحليف والصديق) أنها وحكومتها قد غضت النظر عن ذلك الإجتياح اللعين.. لكن الوقائع أثبتت أن التحشيد العسكري الأميركي السريع وغير المسبوق (جواً وبحراً وجواً) لإدارة جورج بوش وحرب تحرير الكويت لم تكن إلا مراسم قص شريط مشروع إعادة بناء الشرق الأوسط بتفاصيل أميركية خالصة.. ومخرجاته تفكيك الجيوش وتفتيت السلم الأهلي وتحويل الدويلات الهشة إلى أسواق استهلاكية.. وهو ما تعيشه المنطقة الآن.

وفي صبيحة التاسع من أبريل شؤم آخر (2003) هوى تمثال الرئيس صدام حسين في إحدى ساحات بغداد بعد أن إعتلاه الجنود الأميركان وسط هتافات جموع الشامتون لتصل الرسالة لكل جبابرة الأنظمة العربية بأن مراحل مشروع الشرق الأوسط تسير وفق الجدولة الأميريكية.. وأن لكل موقف وكلمة ثمن في سوق السياسة الأميركية.. وأن تهديد صدام حسين للكيان الإسرائيلي ووصول الصواريخ العراقية لتل أبيب هي محظورات وخطوط حمراء واضحة المعالم يدفع كل من يتجاوزها الدماء والأرواح والأموال والسيادة ثمناً لها.

وفي ليل الحادي والعشرين من ديسمبر من عام 1988 هوت طائرة ركاب أميركية بمئتين وسبعين راكباً فوق قرية لوكيربي الأسكتلندية.. وبعد مداولات أميركية بريطانية يوجه الإتهام منتصف نوفمبر 1991 للنظام السياسي الليبي آنذاك بالمسئولية عن إسقاط الطائرة المدنية.. وتدخل ليبيا في قصة درامية طويلة استنفذت قرابة عقد من الزمان انتهت بتسوية (خديعة) ظاهرها تسليم أسلحة الدمار الشامل مقابل رفع أسم ليبيا من قائمة الإرهاب وعودتها للمجتمع الدولي.. لكنها كانت في الحقيقة أشبه باحتضان أفعى (الكوبرا) لضحيتها.. حيث شعر النظام حينها (بدفء) التسامح الغربي الذي ما فتئ غرز سكاكينه في جسد ليبيا لتنفث (هيلاري كلينتون) سموم الإنتقام في آخر أوردة نظامها السياسي على ضواحي سرت عام 2011.

لم تشفع المهادنة ولا التجاسر ولا الرقص مع الأميركان.. ظلت الخديعة والإنتقامية تسكن الإدارات الأميركية المتعاقبة.. من يتجرأ على المساس بالخطوط الأميركية لأمن وإستقرار منطقة الشرق الأوسط وفق المواصفات الأمريكية تطاله نيرانهم ولو بعد حين.. لا مجال للثقة والعواطف والتنازلات عند الإقتراب من المجال الأميركي.

فاتورة حساب مشهد السفير الأميركي مضرجاً بدمائه في بنغازي صبيحة الحادي عشر من سبتمبر 2012 لم تقفل بعد.. جاءت (ستيفاني ويليامز) عبر بوابة البعثة الأممية (UNSMIL) وخدرت الجميع وذهبت حاملة معها (كاتلوج) عن مواصفات وسلوكيات كل شخوص المرحلة السياسية (النتنة).. لتجد (ستيفاني خوري) كراس تحضير المرحلة (الأميركية) القادمة جاهز للعمل.. جولات المبعوث الأميركي الخاص (نورلاند) بين (عاصمتي) البلد طرابلس وبنغازي والقوى المتنفذة بهما والتوابع من المدن والكيانات والشخوص .. تظهر حرص وإقتدار منقطع النظير لهذا النورلاند على خلخلة بنيان ليبيا غير المرصوص و(خنق) كل محاولة محلية ووطنية لاستنشاق شيء من أكسجين التعقل والتراجع عن الإنقسام والإحتراب والعداء.

البلاهة والرقص مجدداً مع الأمريكان على مسرح غرب ليبيا تسير سراً وبياناً.. وما التسليم المجاني للمواطن المسن (المريمي) كوديعة مقابل إستمرار السلطة.. وكشف مستور وودائع وعورات المصرف المركزي لـ(نورلاند).. والمحاولات الغبية لتشكيل قوات محلية لمجابهة التغلغل الروسي في صورة نادرة لإنشاء مرتزقة من أبناء البلد.. وتسليم مفاتيح تأمين إقليم طرابلس للشركات الأميركية الأمنية لن يكون إلا مُسكِن ومُخدِر قبيل الجراحة المقبلة.. ولن يشفِ للإدارة الأمريكية غليل الإنتقام وسلوك العربدة من بلد لا زال حاضراً حتى في نشيد البحرية الأميركي.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: الشرق الأوسط

إقرأ أيضاً:

هند الضاوي: ترامب يعتبر جماعة الإخوان أحد أدوات الحزب الديمقراطي في الشرق الأوسط

قالت الإعلامية هند الضاوي إن المواقف الدولية تجاه جماعة الإخوان تشهد تغيرًا واضحًا، مؤكدة أن الولايات المتحدة في عهد ترامب وعددًا من الدول الأوروبية بدأوا في ملاحقة الجماعة وتجفيف منابعها، باعتبارها جماعة إرهابية تمتلك شبكات ممتدة داخل أوروبا وخارجها، وسبق أن تورطت في عمليات إرهابية داخل القارة.

أدوات الحزب الديمقراطي

وأضافت هند الضاوي، خلال تقديم برنامج "حديث القاهرة"، المذاع على قناة القاهرة والناس، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعتبر جماعة الإخوان أحد أدوات الحزب الديمقراطي في الشرق الأوسط، مشيرة إلى أنه يسعى إلى إضعاف أذرع الجماعة المرتبطة بحركة حماس لمنع أي عمليات مشابهة لهجوم 7 أكتوبر.

بابا الفاتيكان يستقبل أعضاء لجنة جائزة زايد للأخوة الإنسانيةهل يجوز للوالد كتابة كل ممتلكاته لبناته فقط دون إخوتهم؟.. أمين الفتوى يجيب

وأشارت هند الضاوي إلى أن جماعة الإخوان كان لها دور بارز في أحداث 2011 ضمن ما وصفته بـ"الأجندة الغربية"، باعتبارها البديل الذي جرى تجهيزه لسنوات للدول التي مرّ فيها مشروع "الفوضى الخلاقة".

صراع مع الدول المركزية القوية

وأضافت هند الضاوي، أن الغرب كان يدرك أن الجماعة ستدخل في صراع مع الدول المركزية القوية في المنطقة إلى أن تحين لحظة إعادة تشكيل الشرق الأوسط، وتفتيت بعض الدول العربية والإسلامية على أساس ديني ومذهبي، في مشهد يشبه ما حدث بعد سقوط الخلافة العثمانية.

طباعة شارك الإخوان جماعة الإخوان الولايات المتحدة ترامب الحزب الديمقراطي

مقالات مشابهة

  • «سايينت» تعزز عملياتها في الشرق الأوسط لدفع التحول في قطاعات الطاقة والمرافق والنقل والاتصال
  • تأهيل إسرائيل لعضوية الشرق الأوسط
  • تحذير عالمي: حرارة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ترتفع أسرع من أي مكان آخر على الأرض!
  • من هم أغنى 5 شخصيات في الشرق الأوسط لعام 2025؟
  • أردوغان: وقف إطلاق النار في غزة هشّ.. وتركيا مستعدة لقيادة مسارات السلام
  • «الليجا» تُطلق مشروعاً استراتيجياً في المنطقة
  • هند الضاوي: ترامب يعتبر جماعة الإخوان أحد أدوات الحزب الديمقراطي في الشرق الأوسط
  • إطلاق شركة “وايزمِن الشرق الأوسط” في أبوظبي لتعزيز حلول الطاقة الذكية في المنطقة
  • نائب مهدّد ويتجوّل فرحا بالأعياد؟!
  • عاجل. بارّاك: هذه لحظة ترامب في الشرق الأوسط وإيران هي العقبة وطبيعة المنطقة القبلية تمنع قيام دول كبرى