برعاية وحضور السيدة الأولى… مركز أمل الخاني يفتتح مسارات الأمل للأطفال المصابين بالتوحد
تاريخ النشر: 5th, April 2024 GMT
ريف دمشق-سانا
بتقنياته العلاجية الحديثة والمتطورة، يحول مركز أمل الخاني للتوحد والاضطرابات النمائية الألم الذي يعانيه الأطفال المصابين بالتوحد إلى أمل، ويرسم الطريق أمام دمجهم في المجتمع المحيط بهم.
ويُعد “التوحد” أحد الاضطرابات التابعة لمجموعة من اضطرابات التطور المسماة باللغة الطبية اضطرابات في الطيف الذاتويّ، ويظهر غالباً في سن مبكرة لدى الأطفال (سن الرضاعة)، وقبل بلوغ الطفل سن الثالثة.
وعلى الرغم من تفاوت خطورة هذا الاضطراب بين الأطفال، إلا أن أبرز أعراض هذا النوع من الاضطرابات تظهر في تأثيرها على قدرة الطفل على الاتصال مع المحيطين به وتطوير علاقات متبادلة معهم، ويشكل التشخيص المبكر أمراً محورياً في العلاج، وهي عملية معقدة تتطلب مهارات وقدرات خاصة من القائمين عليها.
ومن صعوبة هذا التحدي تأتي أهمية مركز أمل الخاني للتوحد والاضطرابات النمائية الذي افتتحته السيدة الأولى أسماء الأسد وسط بلدة الصبورة الهادئة في ريف دمشق، ليكون ملاذاً هادئاً يناسب احتياجات الأطفال المرضى، ويمنحهم الفرصة للاستكشاف والتركيز، بالإضافة إلى تعزيز استجابتهم للعلاج والتفاعل مع البيئة المحيطة بهم.
المركز هو الأول من نوعه في سورية، ليس فقط لتوفيره الرعاية الطبية اللازمة لهذه الشريحة من الأطفال، بل لقدرته الفريدة والمتميزة على تطورهم نفسياً واجتماعياً، وتشجيعهم على التقدم في طريق التعافي.
من خلال زيارتنا إلى المركز، تعرفنا على قصة مركز أمل الخاني للتوحد والاضطرابات النمائية الملهمة، حيث يشع في المكان ضوء أمل لجميع من يحتاجونه من الأطفال، ويبث في عائلاتهم الأمل بتحول أبنائهم نحو حياة أفضل.
وتقول ندى الغبراء أمين سر جمعية الرجاء التنموية: “نحن في جمعية صندوق الرجاء التنموية أسسنا في البداية مركز عصافير الجنة للأطفال المصابين بمتلازمة داون، وبعده انطلقنا لتأسيس مركز أمل الخاني للتوحد الذي سمي باسم المغفور لها أمل الخاني رئيسة الجمعية ومؤسستها عام 1970 قبل أن يتم إشهارها عام 2004، ومؤسسة هذا المركز أيضاً، بمشاركة العديد من أصحاب الأيادي البيضاء”.
وعن مراحل التشخيص والعلاج توضح الغبراء “يأتي الطفل إلى المركز ونقوم بتشخيصه وكل طفل لديه بيانات معينة ودراسات خاصة، وبعد التشخيص نحدد المكان الذي يناسبه ونبدأ بمعالجة كل طفل حسب إمكاناته التشخيصية، ثم نعطيه التدريبات التي تهمه ليستطيع بالنهاية الاندماج بالمجتمع”.
يتميز المركز برؤية متقدة ومبتكرة لمساعدة أطفال التوحد على الشفاء، فهو يضم أحدث التقنيات العلاجية والأجهزة الحديثة، بالإضافة إلى أقسام التكامل الحسي والتحفيز العصبي والسمعي والبصري، وقسم الحجرات التفاعلية والظلام وقسم العلاج الوظيفي، حيث ينفرد كل قسم بمعالجة مشكلة من المشاكل التي يعانيها الطفل، ليصل أخيراً إلى التعلم والتكلم والاستقبال والإبداع.
وأشارت الدكتورة دعاء عثمان من مصر والتي أسهمت في تأسيس المركز إلى أن مركز أمل الخاني يضم معظم الخدمات التي يحتاجها طفل التوحد، ويتضمن أقساماً علاجية متطورة مثل حجرة التكامل الحسي متعدد الأركان لمعالجة مشكلة الحركات التكرارية والسلوك النمطي التي تعيق الطفل عن التعلم، وقسم منهجية التحفيز العصبي القائم على تقنية “Glenn doman” لمواجهة مشكلة مسارات الدماغ والجهاز العصبي”.
كما يعتمد القائمون على المركز حسب عثمان على تقنيتي “نيروفيدباك” التي تراقب نشاط الدماغ لدى لأطفال المرضى وتقدم ردود فعل فورية له، وتقنية “بيوفيدباك” التي تعد أحد الأساليب العلاجية يتعلم المريض من خلالها التحكم في وظائف جسمه الفيزيولوجية بهدف تحسين صحته الجسدية والنفسية والعقلية.
التحديات والصعوبات التي ارتبطت بمرض التوحد، لم تمنع بعض الأطفال من تحقيق إنجازات استثنائية والتواصل مع العالم الخارجي، وهو ما يسعى إليه مركز أمل الخاني ليكون أطفال التوحد في المكان الصحيح لتحقيق أسمى المبادئ الإنسانية.
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
متحفا الغموض والتاريخ الطبيعي ببغداد.. تجربة تجمع بين الترفيه والعلم
بغداد- تزخر العاصمة العراقية بالعديد من المتاحف المتنوعة التي تثري محتوى المدينة ما بين الترفيه والعلوم المختلفة، ففي الوقت الذي يأخذك "متحف الغموض" في رحلة تجمع بين العلم والتسلية، ينتقل متحف التاريخ الطبيعي بزائريه إلى عوالم مختلفة لا يمكن وصفها بالكلمات.
ويقدم هذان المتحفان تجربتين مختلفتين ولكنهما متكاملتين، إذ يجمعان بين المتعة والفائدة، ويثبتان أن بغداد لا تزال تحتفظ بمكانتها كمركز ثقافي وحضاري في المنطقة.
فكرة المتحفيقول مدير متحف الغموض علي زهير إن الفكرة ولدت من رحم الحاجة إلى تقديم تجربة مختلفة للأطفال، تجمع بين العلم والتسلية بطريقة محببة، مضيفا خلال حديثه للجزيرة نت "متحفنا هو الأول من نوعه في بغداد، ولدينا فروع أخرى في أربيل ودهوك".
ويضيف زهير أنه مشروع المتحف بدأ بعد زيارته لإقليم كردستان العراق، حيث التقى بمهندس طرح عليه الفكرة فرحب بها على الفور.
المتحف يقدم تجربة فريدة للأطفال وتخرج عن المألوف في ألعاب الأطفال التقليدية، ويوضح زهير "نحن نقدم عالما من الخيال العلمي، يتخطى التعقيد في دراسات الفيزياء والرياضيات، ويجعل الأطفال يحبون هذه العلوم بطريقة ممتعة وشائقة".
وجهة للعائلاتيقول أشرف أنس، وهو أحد العاملين في المتحف، إن المتحف "يمثل وجهة مثالية للعائلات والأطفال والشباب، حيث يمكنهم الاستمتاع بتجربة عملية لما يتم دراسته في المدارس نظريًا"، ويضيف أشرف أنه المتحف "ينقل العلوم من الكتب إلى الواقع، ونجعلها تجربة ممتعة وشيقة للأطفال".
وأشار أنس خلال حديثه للجزيرة نت إلى أن المتحف استلهم بعض الأفكار من تجارب أخرى في دول عربية وأوروبية، لكنه قام بتطويرها وتقديمها بطريقة مبسطة ومناسبة للأطفال، مؤكدا "نحن نسعى إلى خلق جو من المرح والتشويق، وفي الوقت نفسه نقديم معلومات قيمة للأطفال".
إعلانومن بين الألعاب والتجارب التي يقدمها المتحف ما يسمى "جسر التحدي" وألعاب الألغاز، التي تساعد الأطفال على تنمية مهاراتهم العقلية والتفكير النقدي، ويقول المتحدث نفسه "نحن نؤمن بأن التعليم يجب أن يكون ممتعا، وأن الأطفال يتعلمون بشكل أفضل عندما يستمتعون".
تجربة رائعةيقول مصطفى حسن وهو أحد مرتادي المتحف للجزيرة نت إن المتحف "تجربة رائعة وجديدة في بغداد"، إذ يقدم بشكل عملي أشياء كثيرة سبق له دراستها في المرحلة الابتدائية، ولمسها وشعر بها ما يقدم المتحف من أنشطة.
ويقول حيدر حافظ وهو زائر آخر للمتحف إن الأخير يتضمن ألعابًا لتنشيط العقل والذهن، وهي فكرة جميلة تصلح لجميع الأعمار لما تتضمنه من فوائد وترفيه، أعادته إلى أيام دراسة الفيزياء، ولكن بشكل أكثر روعة.
وأما حيدر محمد عباس، فقد أعرب عن إعجابه بجمالية الأفكار التي يضمها المتحف، مشيرا إلى أن الأطفال كانوا يشعرون بمتعة لا توصف أمام هذه التجربة.
متحف آخروإلى جانب متحف الغموض، يتيح متحف التاريخ الطبيعي لزواره التعرف على عوالم الكائنات الواسعة والمبهرة، وتقول مديرة مركز بحوث ومتحف التاريخ الطبيعي هناء هاني الصفار إن المتحف يحوي قاعة معروضات تضم محنطات لكائنات حية حيوانية مختلفة الأشكال، بعضها محنط والبعض الآخر جبسي يحاكي الطبيعة، بالإضافة إلى قاعة المعروضات، منوهة إلى أن للمتحف أربعة أقسام علمية هي: قسم الحشرات واللافقريات، وقسم الفقريات، وقسم الأسماك، وقسم النبات، والبيئة.
وتوضح الصفار أن المتحف تأسس في الثاني من مارس/آيار 1946 إبان عهد الملك فيصل، ولكل قسم من أقسام المتحف كادر تدريسي وفني يقوم بعدة مهام، منها التشخيص وإبداء المساعدة والمشورة لعدة جهات، مضيفة أن رواد المركز ينقسمون إلى نوعين، رواد الأقسام العلمية وأغلبهم من طلبة الدراسات العليا، حيث يعتبر المركز مرجعا وطنيا في التشخيص في العراق، كما يرتاد المتحف -وخاصة قاعة المعروضات- زوار من مختلف الأعمار، من الأطفال إلى الكبار.
ولفتت الصفار إلى أن المتحف يشهد إقبالاً كبيراً خلال الفترة الربيعية، وذلك لإقبال رحلات المدارس والكليات من مختلف محافظات البلاد.
عوالم مختلفةويقول سفيان السعيدي وهو أحد زوار المتحف، في حديث للجزيرة نت إن متحف التاريخ الطبيعي من أجمل المتاحف التي زارها في العراق، إذ ينقل الزائر إلى عوالم مختلفة.
ويضيف السعيدي أن المتحف يضم مجالات ترفيهية وعلمية متنوعة، تشمل التاريخ والجغرافيا والفيزياء والكيمياء، مما يجعله متحفا تاريخيا متكاملاً.
ويبدي المواطن العراقي إعجابه بتنوع المعروضات في المتحف، حيث يجد الزائر في كل ركن من أركانه عناصر من مختلفة، مما يجعله تجربة تعليمية وترفيهية متميزة.