هل سيغير هجوم القنصلية قواعد الاشتباك بين إيران و"إسرائيل"؟..سيناريوهات ثلاثة للرد
تاريخ النشر: 7th, April 2024 GMT
اتخذت "إسرائيل" خطوة تصعيدية خطيرة ضد إيران، باستهداف القنصلية الإيرانية في دمشق، ما أدى لمقتل 7 بينهم 3 من كبار قادة الحرس الثوري الإيراني.
ومن شأن هذا التصعيد الإسرائيلي أن ينقل الصدام مع إيران من الظل إلى الواجهة، في مرحلة تشهد المنطقة فيها توتراً غير مسبوق من جراء العدوان المستمر على غزة منذ الـ7 من أكتوبر.
ويمكن القول إن هذا هو أعنف مستوى من التصعيد الإسرائيلي ضد إيران، ما يثير قلقاً دولياً من تداعياته على المشهد الإقليمي الملتهب أساساً، فكيف سيكون شكل الرد الإيراني؟
هجوم خطير
وطيلة الأشهر الماضية، كانت "إسرائيل" تنفذ ضربات ضد أهداف وعناصر من الحرس الثوري الإيراني في الأراضي السورية، لكن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها استهداف قنصلية دبلوماسية منذ بداية التصعيد.
واستهدفت طائرات، يعتقد أنها إسرائيلية، مبنى القنصلية الإيرانية في حي المزة بدمشق، وهو ما أدى إلى سقوط 13 قتيلاً، بينهم 7 من مستشاري وقيادات الحرس الثوري (العدد الباقي من السوريين).
وسارعت العديد من دول العالم إلى إدانة الهجوم، من بينها السعودية وقطر والإمارات وسلطنة عُمان والكويت، معتبرةً ذلك خرقاً للمواثيق الدولية التي تؤكد على حماية البعثات الدبلوماسية من أي هجمات.
واعترف الحرس الثوري الإيراني بمقتل 7 من مستشاريه العسكريين في الهجوم، بينهم محمد رضا زاهدي، القيادي الكبير في فيلق القدس، والعقل المدبر للحرس الثوري في سوريا ولبنان.
تأهب إسرائيلي
وحتى اللحظة ليس هناك اعتراف إسرائيلي رسمي بالهجوم على القنصلية الإيرانية، إلا أن وزير أمن الاحتلال يوآف غالانت قال، مساء الثلاثاء (2 أبريل)، إن بلاده تخوض حرباً متعددة الجبهات في الشرق الأوسط.
ويبدو أن القيادي بالحرس الثوري زاهدي كان مطلوباً لـ"إسرائيل" منذ زمن؛ لكونه المسؤول الأول عن التسليح والتنسيق مع "حزب الله" اللبناني، وغيره من الفصائل الموالية لإيران.
وطلبت "إسرائيل" من سفاراتها في جميع أنحاء العالم تعزيز إجراءاتها الأمنية في أعقاب الهجوم على القنصلية الإيرانية في دمشق.
ونشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية بياناً تحذيرياً للدبلوماسيين الإسرائيليين جاء فيه: "نطلب منكم الاستمرار في اتخاذ تدابير وقائية وإيلاء المزيد من الاهتمام خلال العمليات الروتينية".
تهديد إيراني
وتعهد الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، بأن الهجوم على قنصلية بلاده لن يمر من دون رد، مضيفاً: "يوماً بعد يوم، نشهد تعزيز جبهة المقاومة واشمئزاز وكراهية الدول الحرّة للطبيعة غير الشرعية".
في حين قال التلفزيون الإيراني الرسمي، إن مجلس الأمن القومي اجتمع واتخذ مجموعة من القرارات المناسبة بشأن الهجوم، في الوقت الذي حمل وزير الخارجية، حسين أمير عبد اللهيان، واشنطن مسؤولية الهجوم.
وعقد مجلس الأمن اجتماعاً طارئاً بطلب من إيران، دعا خلاله الأمين العام للأمم المتحدة جميع الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، لتجنب مزيد من التصعيد، إلا أن المجلس أخفق، الأربعاء (3 أبريل)، في إصدار بيان صاغته روسيا، يدين الهجوم.
وأوضح خالد خياري، مساعد الأمين العام لشؤون الشرق الأوسط وآسيا والمحيط الهادئ، أن "أي إساءة تقدير قد تؤدي إلى توسيع الصراع في المنطقة المضطربة بالفعل، مع عواقب مدمرة للمدنيين الذين يواجهون معاناة غير مسبوقة في سوريا ولبنان والأرض".
حرب الظل
وفي تقرير لها، قالت وكالة "بلومبيرغ" الأمريكية، إن "حرب الظل" بين إيران و"إسرائيل" وصلت مرحلة جديدة وخطيرة، إثر الهجوم الذي استهدف قنصلية طهران في دمشق.
ويثير الهجوم مخاوف من أن يؤدي إلى أعمال عنف أكبر، وحول هذا يقول المحلل في مجلس العلاقات الخارجية في واشنطن، ستيفن كوك، لصحيفة "فايننشيال تايمز": إن "هناك قابلية للتصعيد"، مشيراً إلى أن "الحرس الثوري قادر على تخفيف القيود المفروضة على وكلائه في العراق وسوريا، ما يعرض القوات الأمريكية للخطر مرة أخرى".
من جانبها قالت صحيفة "هآرتس" العبرية، إنه "أمام إيران أربعة سيناريوهات، الأول عدم الرد الفوري، والصبر في الانتقام، بينما يتمثل الخيار الثاني في الرد بسرعة وبشكل متناسب، والخيار الثالث التوجه نحو التصعيد الكامل من خلال حزب الله، أما الخيار الرابع فهو إشعال حرب واسعة في المنطقة".
تغيير قواعد الاشتباك
الهجوم الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية، من وجهة نظر الباحث في الشؤون الإيرانية، مصطفى النعيمي، يندرج ضمن نطاق "تغيير قواعد الاشتباك الإسرائيلية مع المليشيات الإيرانية العاملة في سوريا".
ونقل موقع"الخليج أونلاين"عن النعيمي قولة "بعد استخدام مجموعة من التكتيكات السابقة كالاغتيالات بالمسيرات، اليوم تتم الاغتيالات بالمقاتلات من الجيش الخامس، وتحديداً من طراز إف 35".
وأشار إلى أن "إسرائيل تعمل على تحديد حجم المخاطر والتهديدات، ومن خلال تلك الاستراتيجية تقوم بتوظيف القدرات العسكرية عبر يدها الطولى المتمثلة في سلاح الجو الاستخباري والمقاتل من أجل تنفيذ تلك الضربات على تلك المليشيات التي ترى بأنها أصبحت تهدد أمنها القومي".
وأوضح النعيمي أن التحرك الإسرائيلي لتنفيذ تلك الضربات إنما تم بضوء أخضر أمريكي، بدلالة الهجمات على محيط مدينة البوكمال، وكذلك استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق.
وتوقع أن تتسع خلال المرحلة القادمة عمليات الاستهداف لتشمل أهدافاً أبعد من البوكمال، وربما تصل إلى داخل الأراضي العراقية، "خصوصاً أن العراق لا يزال عاجزاً عن كبح جماح الفصائل الموالية لطهران، ولا تزال تطلق المسيرات باتجاه إسرائيل".
سيناريوهات ثلاثة للرد
ويرى النعيمي أن هناك ثلاثة سيناريوهات للرد على الضربة الإسرائيلية، يتمثل الأول في توجيه ضربات على القواعد العسكرية الأمريكية المنتشرة في محيط حقول النفط بالمنطقة الشرقية، وكذا استهداف حلفاء واشنطن مثل "قوات سوريا الديمقراطية" التي تنشط بشكل كبير شرق الفرات، وغيرها.
أما السيناريو الثاني، فيتمثل في توجيه ضربات عبر المسيرات ضد القواعد الأمريكية شمال ووسط العراق وغرب الأنبار، بينما يتمثل السيناريو الثالث في توجيه ضربات عبر المسيرات من داخل سوريا باتجاه الجولان، دون أن يكون لها تأثير، "لإرضاء الداخل الإيراني فقط".
ولفت إلى أن طهران تدرك أنها لو أقدمت على توسيع نطاق الاستهداف باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة، فإن الرد سيكون حاسماً ضد "حزب الله" وكذلك في سوريا، مرجحاً ألا تُقدم إيران على توسيع الصراع، بل سيقتصر ردها على أهداف تابعة للولايات المتحدة، وليس "إسرائيل".
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
أول تعليق من ترامب على هجوم سوريا.. ماذا قال عن الشرع؟
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن الولايات المتحدة سترد على تنظيم الدولة إذا تعرضت قواتها لهجوم آخر، بعد مقتل جنديين أمريكيين ومترجم على يد مسلح في سوريا.
وقال ترامب، في تصريحات أدلى بها للصحفيين أمام البيت الأبيض، إن الأمريكيين الثلاثة قتلوا في كمين، وأن ما حصل كان هجوما شنه تنظيم الدولة ضد كل من الولايات المتحدة وسوريا.
وأضاف أن الهجوم نفذه التنظيم "في منطقة شديدة الخطورة في سوريا، لا تسيطر عليها تماما" الحكومة السورية.
ولاحقا، قال ترامب عبر منصته تروث سوشيال إن "الرئيس السوري أحمد الشرع غاضب ومستاء للغاية من هذا الهجوم".
وسبق ان أعلنت القيادة المركزية الأمريكية "سنتكوم"، مساء السبت، مقتل عسكريين اثنين ومدني أمريكيين وإصابة 3 جنود آخرين، إثر كمين نفّذه مسلح من تنظيم الدولة في سوريا.
وقالت "سنتكوم"، في بيان عبر منصة شركة "إكس"، إن عسكريين أمريكيين تعرضوا لكمين نفذه مسّلح من تنظيم الدولة.
وأضافت أن الهجوم أسفر عن مقتل عسكريين اثنين ومدني، وإصابة 3 عسكريين آخرين، مشيرة إلى أنه جرى اشتباك مع المسلح أدى إلى مقتله.
وقال ثلاثة من المسؤولين في سوريا لرويترز إن الرجل الذي هاجم عسكريين سوريين وأمريكيين كان عضوا في قوات الأمن السورية.
من جانبه، قال متحدث باسم وزارة الداخلية السورية إن منفذ الهجوم في تدمر "لا يملك أي ارتباط قيادي داخل الأمن الداخلي ولا يعد مرافقا للقيادة".
وتابع بأن "قوات التحالف الدولي لم تأخذ تحذيراتنا باحتمال حصول خرق لتنظيم الدولة بعين الاعتبار"، لافتا إلى أن التحقيقات جارية بشأن ارتباط منفذ العملية بتنظيم الدولة.
في وقت سابق، قال مسؤولان سوريان لرويترز إن قافلة من قوات عسكرية سورية وأخرى أمريكية من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم الدولة تعرضت لإطلاق نار اليوم السبت خلال قيامها بدورية في مدينة تدمر وسط سوريا.
وقالت وكالة الأنباء الرسمية "سانا: إن حادث إطلاق النار في تدمر أسفر عن إصابة عنصرين من قوات الأمن السورية وعدد من أفراد القوات الأمريكية فيما قُتل مطلق النار.
ونقلت الوكالة عن مصدر أمني سوري إن حركة السير توقفت على الطريق الدولي بين دير الزور ودمشق مؤقتا على خلفية الحادث في تدمر بالتزامن مع تحليق مكثف للطيران في أجواء المنطقة.
وتابع بأن مروحيات أمريكية تدخلت لإجلاء المصابين إلى قاعدة التنف.