ما مصير ليبيا خلال الفترة القادمة؟.. خبراء يجيبون
تاريخ النشر: 7th, April 2024 GMT
مع تطور الأوضاع في ليبيا خصوصًا بعد تعرض منزل رئيس الحكومة الليبية المنتهي ولايته عبدالحميد الدبيبة بمنطقة حي الأندلس بالعاصمة طرابلس، لقصف صاروخي.
الأمر الذي جعل المواطنين يتساءلون ما هو مصير خلال الفترة القادمة خصوصًا بعد استضافة جامعة الدول العربية اجتماع ضم رئيس المجلس الرئاسي الليبي، ورئيس مجلس النواب، ورئيس المجلس الأعلى للدولة؟.
كل ذلك جعل بوابة «الفجر» تتواصل مع المتخصصين والمحليين السياسيون من أجل كشف السيناريوهات المحتملة خلال الفترة القادمة واستطعت الدولة الليبية تشكيل حكومة موحدة.
الانتخابات الرئاسية والبرلمانيةاستضافة جامعة الدول العربية اجتماع ضم رئيس المجلس الرئاسي الليبي، ورئيس مجلس النواب، ورئيس المجلس الأعلى للدولة، جاء في إطار دعم الملكية الليبية الخالصة للتسوية السياسية، وتعزيز دور المؤسسات الليبية في استيفاء جميع الأطر اللازمة لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في أقرب وقت".
استهدف الدبيبة
خلال الأيام القليلة الماضية استهدف منز عبدالحميد الدبيبة، رئيس حكومة “الوحدة الوطنية المؤقتة” في ليبيا، منطقة حي الأندلس بالعاصمة طرابلس، لقصف صاروخي، التزم الدبيبة الصمت.
التخلص من المؤامرات
من جانبه قال المحلل السياسي الليبي ورئيس التجمع الوطني للمصالحة، الدكتور إدريس محمد، إن ما حدث بعد انعقاد المؤتمر التحضيري، من جدل حول بعض المطالب الثانوية، لا يجب أن يقف حائلا حول الاستمرار في إنجاح مشروع المصالحة في ليبيا
وأضاف “محمد” في تصريحات خاصة لـ”الفجر”، أن ما حدث يُعتبر نوع من المناورات السياسية التي يعرضها ممثلو كل طرف مفاوض لتحسين موقفه التفاوضي ليس إلا، وهو متوقع في أي مرحلة من مراحل تطبيق مشروع المصالحة الوطنية العادلة التي ينادي بها كل مواطن ليبي حر شريف، بالإضافة إلى أن سبب الخلاف ليس سياسيا وإنما عسكريا، يمكن أن يحال إلى لجنة 6+6 العسكرية، للنظر فيه، والتوصل إلى حل توافقي.
الدكتور إدريس محمد
وتابع حديثه قائلًا: “أما مشروع المصالحة الوطنية العادلة هذا مشروع وطني بامتياز، وهو يشغل بال كل الشارع الليبي، وهو ما يؤكد أن الخلاف القائم ليس خلافا بين عموم الشعب الليبي، وإنما يدخل في المناكفات السياسية بين البرلمان من جهة، والمجلس الأعلى للدولة، وبين المؤسسة العسكرية في الشرق والغرب”.
أكد المحلل السياسي الليبي ورئيس التجمع الوطني للمصالحة، أن عندما يتم التخلص من المؤامرات الخارجية (المباشرة وغير المباشرة)، التي تقف ضد خيار الشعب الليبي في إقامة الاستحقاق الانتخابي، سنجد حكومة موحدة وجيش موحد ورئيس ليبي منتخب.
توحيد الصف هو الحل
نوهت الإعلامية علياء العبيدي، المتخصصة في الشأن الليبي، إلى أن الصورة الآن في ليبيا غير واضحة من أجل معرفة هل سنشهد انتخابات رئاسية أو برلمانية خلال الفترة القادمة أم لا؟ ويرجع ذلك عدم توضيح الأهداف المطلوبة خلال الفترة المقبلة.
واضافت «العبيدي» في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر يحاول خلال تلك الفترة توحيد الصف الليبي توحيد المؤسسة العسكرية الليبية من أجل عودة ليبيا إلى مكانتها الدولية.
استكملت المتخصصة في الشأن الليبي في حديثها قائلة:" أن الشعب الليبي من يستطيع أن يحدد مصيره من خلال التمسك والوحدة والبعد عن التفرقة بين بعضهم البعض".
أما بخصوص استهداف الدبيبة قال محمد فتحي الشريف، الباحث والمحلل السياسي، إن “قصف منزل الدبيبة بالصواريخ يعد استكمالا للمشهد العبثي الذي تعيشه الدولة الليبية منذ 2011 حتى اليوم، حيث إن المليشيات المسلّحة المتمركزة في طرابلس ومصراتة وغيرهما، تعد قنابل موقوتة تنفجر في أي لحظة”.
كشف محمد الشريف، في حديث خاص لـ”الفجر”، سبب استهداف الدبيبة قائلا: “من الممكن أن الاستهداف جاء بسبب تصريحات وزير الداخلية في حكومة الوحدة الوطنية عندما صرّح وقال إنه سيتم النظر في أمر تفكيك المليشيات بعد شهر رمضان”.
أكد الباحث السياسي أن “المليشيات في ليبيا أقوى من الدولة، وما حدث تلويح بالقوّة واعتراض على أي مسار سلمي” مشيرًا إلى أن الأزمة الليبية لن تنتهي إلا بحدوث أمرين؛ الأول حدوث المصالحة والآخر تفكيك الفصائل المسلحة، لكن هذا الأمر لن يتم إلا بإرادة دولية وتوحيد المؤسسة العسكرية والنظر في التكوينات المسلّحة في الغرب الليبي.
محمد فتحي الشريف
ويختتم الشريف تصريحاته قائلا إن “التفجير ينذر بأن هناك قلاقل قد تشهدها البلاد عندما يتم إقرار أي مشهد سياسي أو اتفاق يقضي بعقد المصالحة في ليبيا على سبيل المثال”.
لفت مروة محمد، المتخصصة في شؤون الليبية، إلى أن الانقسام الموجود بين الشرق والغرب يؤثر على استقرار ليبيا بشكل سالبي واستمراره يعني تقسيم ليبيا لذلك يجب توحيد الصف الليبي في أسرع وقت من أجل استعادة شرعية المؤسسات ووضع حد للانقسام الحالي ومن ثم إجراء الانتخابات والوصول بعد ذلك إلى مرحلة الاستقرار الدائم.
اضافت «محمد» في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن عودة الولايات المتحدة الأمريكية إلى ليبيا تأتي في إطار السعي لمواجهة نفوذ بعض الدول المنافسة في المنطقة لا سيما موسكو حيث تتطلع واشنطن لتكون ليبيا مركزا لها تجاه القارة الأفريقية، وهي بالطبع تريد إدارة الأزمة بما يتناغم مع مصالحها وتوجهاتها.
مروة محمداختتمت المتخصصة في شؤون الليبية، أن ليبيا استقبلت وفد إيطالي رفيع إلى بنغازي مؤخرًا بقيادة وزير الداخلية الإيطالي ماتيو بيانتيدوسي في تعبير عن نهج برجماتي تعتزم روما اتباعه أيضًا تجاه الشرق الليبي وهو طرف مهم يمكن الاعتماد عليه في الاستقرار الداخلي لليبيا والتحكم في تدفقات الهجرة وحتى نفوذ بعض الدول في منطقة المتوسط.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: ليبيا الانتخابات الرئاسية في ليبيا الشأن في ليبيا حكومة الدبيبة مصير ليبيا تقسيم ليبيا خلال الفترة القادمة المتخصصة فی رئیس المجلس فی لیبیا من أجل إلى أن
إقرأ أيضاً:
إلى أين يتجه الصراع بين إسرائيل وغزة؟ محررون بواشنطن بوست يجيبون
في حوار سياسي وفكري معمّق، ناقش 3 من كتّاب صحيفة واشنطن بوست البارزين، وهم دامير ماروشيك، وماكس بوت، وشادي حميد، مآلات الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة، وأسباب تعثر وقف إطلاق النار، وخيارات الخروج المتاحة من صراع بات يحمل طابع العبث والمأساة الطويلة.
واستهلت الصحيفة الأميركية تقريرها الذي تناول تفاصيل ما دار في الحوار بين الكُتّاب بالقول إن الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) لا تُظهر أي مؤشرات على قرب نهايتها، في وقت تؤكد فيه تقارير دولية حدوث مجاعة على نطاق واسع في القطاع المحاصر.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2ليبراسيون: هذه حكاية محتال انتحل صفة وزير دفاع دولة نووية وسرق الملايينlist 2 of 2كاتب إيطالي: لماذا محادثات روسيا وأوكرانيا ليست مفاوضات حقيقية؟end of listوأضافت أن تلك التقارير دفعت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى إصدار أمر بوقف القتال مؤقتا في بعض المناطق لإفساح المجال لوصول المساعدات.
لكن المتحاورين الثلاثة يرون أن هذا التراجع من قبل نتنياهو لا ينطوي على نية إسرائيلية حقيقة لإنهاء الحرب، بل يعكس محاولة للتهدئة أمام ضغط دولي متصاعد.
انهيار المسار السياسي وتفاقم الكارثة الإنسانية
ويؤكد شادي حميد -الذي يعمل أيضا أستاذا باحثا في الدراسات الإسلامية في كلية فولر اللاهوتية بولاية كاليفورنيا- أن دوافع استمرار الحرب لم تعد عسكرية، بل سياسية بحتة، حيث يقاتل نتنياهو من أجل بقائه في السلطة وحتى لا يفقد دعم حلفائه في اليمين المتطرف.
وينتقد حميد الدور الأميركي، معتبرا أن واشنطن -رغم امتلاكها النفوذ الأكبر على إسرائيل- ترفض استخدامه بفعالية. ويرى أن تعليق الرئيس دونالد ترامب على صور الأطفال الجائعين كان لافتا، لكن التعويل على تقلبات مزاجه غير المتوقع ليس إستراتيجية جادة.
لكن ماكس بوت -وهو زميل أول في مجلس العلاقات الخارجية الأميركي- يقول إنه لا يشعر بالتفاؤل إزاء الصراع لأن ديناميكياته الجوهرية لم تتغير، ذلك أن نتنياهو يعتمد على وزراء متشددين للبقاء في السلطة، وهؤلاء يطالبون باستمرار الحرب في غزة دون رحمة، بغض النظر عن التكلفة البشرية.
إعلانوأضاف أن معظم الإسرائيليين باتوا مستعدين لإبرام صفقة تنهي الحرب مقابل استعادة الرهائن المتبقين. لكن نتنياهو يرفض ذلك، سعيا وراء "هدف خيالي" يتمثل في القضاء التام على حركة حماس، دون تقديم أي خطة واقعية لما بعد الحرب.
ويُشبّه بوت هذا المسار بسياسات ترامب وأنصاره الجمهوريين في الولايات المتحدة، الذين يتبنون قرارات غير شعبية لترضية قواعدهم الانتخابية. كذلك يفعل نتنياهو، الذي يستمد بقاءه السياسي من دعم قاعدته اليمينية، رغم أن سياساته باتت محل رفض متزايد داخل المجتمع الإسرائيلي.
ويُعقِّب حميد على هذا الحديث بأن المشكلة لم تعد محصورة في الحكومة وحدها، مشيرا إلى نتائج استطلاعات حديثة تُظهر أن غالبية الإسرائيليين اليهود يؤيدون الطرد الجماعي للفلسطينيين من قطاع غزة، مما يعكس تحوّلا أكثر تشددا في الرأي العام.
يتساءل دامير ماروشيك، المحرر المسؤول عن تكليف الصحفيين بتغطيات إخبارية في قسم الآراء بواشنطن بوست، عما إذا كان هناك سيناريو يستطيع نتنياهو من خلاله إنهاء الحرب والبقاء بالسلطة في الوقت ذاته، معربا عن اعتقاده بأن ذلك هو أكثر الطرق ترجيحا لوضع حد للصراع في غزة.
ويرى أن السبيل الواقعي الوحيد لإنهاء الحرب هو أن يجد نتنياهو طريقة تُمكّنه من الحفاظ على موقعه السياسي دون الاعتماد على اليمين المتطرف.
بوت: الحكومة الإسرائيلية الحالية باتت حكومة أقلية بعد انسحاب حزبين دينيين منها، مما قد يفتح الباب أمام تحالف جديد مع الوسط ينهي الحرب دون المساس ببقاء نتنياهو في السلطة
ويلتقط بوت خيط الحوار مشيرا إلى أن الحكومة الإسرائيلية الحالية باتت حكومة أقلية بعد انسحاب حزبين دينيين منها، مما قد يفتح الباب أمام تحالف جديد مع الوسط ينهي الحرب دون المساس ببقاء نتنياهو في السلطة.
لا استسلام من حماس.. ولا بديل جاهزويتفق المشاركون على أن الرهان على استسلام حماس أمر غير واقعي. فالحركة، كما يقول بوت، ذات طبيعة عقائدية لا تقبل الهزيمة، لكنها أيضا تستمد مشروعيتها من غياب البدائل السياسية، ومن تصاعد مشاعر الظلم والاضطهاد لدى الفلسطينيين.
ويعرض بوت تصورا لحل انتقالي يتمثل في نشر قوة حفظ سلام عربية، وتأسيس صندوق دولي لإعادة الإعمار، ومنح السلطة الفلسطينية دورا محدودا في إدارة قطاع غزة رغم ما تعانيه من ضعف وفساد. وهو حل لا يعد مثاليا، لكنه أفضل من استمرار الفوضى الحالية، من وجهة نظره.
دامير: حماس تبدو وكأنها نابعة من نسيج الحركة الوطنية الفلسطينية، وما تفعله إسرائيل لا يزيدها إلا شرعية بين الفلسطينيين
ومن جانبه، يقول دامير إن حماس تبدو وكأنها نابعة من نسيج الحركة الوطنية الفلسطينية، وما تفعله إسرائيل لا يزيدها إلا شرعية بين الفلسطينيين. ويصفها بوت بأنها قوة كبيرة في غزة، وأن من مصلحة إسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والعالم العربي، أن يعملوا على استحداث بديل لها، خصوصا بعد أن بدأت تفقد الدعم العربي، على حد زعمه.
إبادة جماعية وصمة أخلاقية دائمةوفي أكثر فقرات الحوار إثارة للجدل، يصف شادي حميد النهج الإسرائيلي تجاه غزة بأنه يقترب من تعريف الإبادة الجماعية، قائلا إن القضاء على حماس كما يُصوَّر إسرائيليا يتطلب قتل كل من له أدنى صلة بالحركة، وهو ما لا يمكن تحقيقه دون حرب مفتوحة بلا نهاية.
ويأمل حميد أن يدرك مؤيدو إسرائيل في الغرب أن ما يجري يُلحق وصمة أخلاقية دائمة بمشروع الدولة الإسرائيلية، ويطالبهم بإعادة النظر في مواقفهم قبل فوات الأوان.
إعلانواتفق ماكس بوت مع حميد في هذا الرأي، إلا أنه -وهو المعروف بتأييده لإسرائيل- يعبّر عن "اشمئزازه" من أفعال دولة الاحتلال في غزة حاليا، معتبرا أنها تجاوزت حدود الأخلاق والقانون الدولي.
ويختم ماروشيك الحوار بنبرة واقعية، قائلا: "أكره أن أُنهي الحديث بهذا الشكل، لكنه يبدو مناسبا، فلا جدوى من اصطناع أمل أكبر مما تسمح به الوقائع "المأساوية" القائمة، فالمسار للخروج واضح منذ زمن، ولنأمل في أن يُسلك قريبا".