زنقة 20 | متابعة

اختلفت الدول العربية في إعلانها عن هلال شهر رمضان، فبدأت دول مثل السعودية وقطر ومصر صيامها يوم 11 مارس الماضي، وخالفتها دول مثل المغرب و عُمان والأردن فبدأت صيامها في اليوم التالي 12 مارس.

لكن يبدو أن هذا الخلاف سيتحول إلى اتفاق في غرة شوال هذا العام، إذ يُتوقع أن تتفق الدول العربية على موعد واحد لعيد الفطر المبارك.

ولفهم الجانب الفلكي لذلك الاتفاق يمكن أن نبدأ من فهم شكل دورة القمر حول الأرض.

دورة القمر

حينما نرفع رؤوسنا للسماء ليلا فإننا نرى القمر في أطوار تتغير يوما بعد يوم، مثل الهلال أو الأحدب أو التربيع أو البدر، هذه الأطوار ليست إلا انعكاسا لضوء الشمس على القمر، والتغير الحاصل فيها يحدث بسبب دوران القمر حول الأرض كذلك.

يمكن لك بسهولة أن تلاحظ هذه الدورة من منزلك، فقط اصعد لسطح المنزل في نفس الموعد كل يوم وتأمل موضع القمر في السماء، ستجد أنه يغير مكانه وكأنه يقفز في السماء يوما بعد يوم، فيكون في أول الشهر الهجري قريبا من الأفق لحظة الغروب، ثم يصعد للأعلى بمرور الأيام.

والآن دعنا نفترض نظريا أننا قادرون على إعادة الزمن للخلف يوما بعد يوم، فهذا يعني أن القمر سيعود ليقف إلى جوار الشمس تماما في السماء، وفي علم الفلك فإن تلك هي لحظة الاقتران المركزي.

وبعد لحظة الاقتران يبدأ القمر في الابتعاد عن الشمس في السماء شيئا فشيئا، فلا نتمكن من رؤيته في البداية بسهولة لأنه يكون قريبا من الشمس، لكن بعد نحو 14 ساعة من لحظة الاقتران يمكن للعين المجردة أن تري القمر في السماء بعد غروب الشمس.

رؤية الهلال

وفقا للشريعة الإسلامية، يخرج المختصون من الهيئات الشرعية المختصة للبحث عن هلال رمضان بعد غروب شمس يوم الرؤية في التاسع والعشرين من رمضان، فإذا تمكنوا من رصده يكون اليوم الموالي غرة الشهر الجديد الذي هو شوّال في هذه الحالة، وإذا لم يتمكنوا من ذلك يكون اليوم الموالي متمما لشهر رمضان.

وبحسب دار التقويم القطري، فإن لحظة الاقتران المركزي (المُحاق المركزي) لهذا الشهر في يوم الاثنين 8 أبريل في تمام الساعة 21:22 بتوقيت الدوحة.

ويعني ذلك أنه بالنسبة للدول التي ستخرج لرؤية الهلال يوم 8 أبريل مثل السعودية ومصر، فإنه من غير الممكن رؤية الهلال من الأساس، لأنه سيكون قد غرب قبل غروب الشمس أصلا، وهو ما يعني أن الثلاثاء 9 أبريل سيُعلن اليوم المتمم لشهر رمضان، والأربعاء 10 أبريل أول أيام عيد الفطر المبارك.

أما بالنسبة للدول التي ستكون فيها رؤية الهلال يوم 9 أبريل مثل الأردن وعُمان، فإنه في لحظة الرؤية سيكون قد مضى يوم كامل تقريبا على مولد القمر الجديد، وهو ما يُعطي تلك الدول فرصة كبيرة لرصد الهلال وإعلان اليوم الموالي (الذي سيكون 10 أبريل في تلك الحالة) غرة شهر شوال وأول أيام عيد الفطر المبارك.

اتفاق الدول العربية

وفي بيان رسمي، صرح المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية بمصر أن غروب القمر قبل الشمس في الدول العربية التي خرجت للرؤية يوم 8 أبريل يجعل من التاسع من أبريل متمما لشهر رمضان.

ويتفق مع ذلك مركز الفلك الدولي، حيث تشير الحسابات التي أعلن عنها إلى أن رؤية الهلال يوم 8 أبريل مستحيلة في كل الدول العربية بسبب حصول الاقتران السطحي بعد غروب الشمس، ولكنها ممكنة بالعين المجردة وبسهولة يوم 9 أبريل.

ما سبق يعني أن هناك فرصة كبيرة هذا العام لاتفاق الدول العربية على موعد عيد الفطر المبارك، والذي سيكون في العاشر من أبريل 2024.

المصدر: زنقة 20

كلمات دلالية: عید الفطر المبارک الدول العربیة رؤیة الهلال فی السماء القمر فی

إقرأ أيضاً:

مأزق الوحدة العربية الكبرى

في هذا العالم الواسع الذي يعيش فيه قوميات، وأعراق، وطوائف، وديانات، وإثنيات عديدة ومختلفة، تسعى في معظمها إلى التعايش، والتوحد في وجه الأخطار المتعاقبة، وأن تكون جماعات قوية، وفاعلة، يطل العرب في هذا الزمن الغريب، وبكل أسف، وكأنهم خارج الزمن، وخارج المنظومة الاجتماعية المتعارف عليها، يظهرون في صور مختلفة، ومتخلفة، بدءا من التناحر، والاقتتال، والاحتشاد الطائفي والمذهبي، وانتهاء بالمؤامرات الصغيرة، والمشكلات الخفيّة، وكأنهم في غابة لا نظام لها، ولا قانون، فبينما تتجه الدول إلى الاتحادات، وتنسيق المواقف، وتنظيم الصفوف، في مواجهات كبيرة، وخطِرة تكاد تلتهم وجودها، يظل العرب في دوامة الصراعات الضيقة، دون رؤية واضحة، ودون بوصلة محددة، يتجهون إلى مصايرهم دون وعي في أحيان كثيرة.

ورغم أن قواسم الاتفاق، والتوحد أكثر من الاختلافات بين الدول والشعوب العربية، إلا أن العمل الفردي يغلب على معظم السياسات، ولذلك باءت محاولات الوحدة كلها بالفشل، فلم تنتهِ المشاكل الحدودية، وظلت التناحرات الطائفية والمذهبية في بعض الدول قائمةً، وهذا ما يجعل هذه الدول مفتتة، وممزقة، وغير فاعلة، بل أن لدى شعوبها أزمة هويّة واضحة، ولعل حرب «غزة» الحالية أظهرت ذلك المأزق، وكشفته بشكل واضح، فبينما يتغنّى العرب في إعلامهم، وكتبهم الدراسية، وفي وجدانهم القومي بالعروبة، والتاريخ والمصير المشترك، يبدو الواقع السياسي وكأنه بعيد جدا عن هذه الشعارات، بل وقريب من مواقف عدوٍ «كلاسيكي» ومعروف إلى وقت قريب، إلا أن الضبابية بدت واضحة على الموقف العربي الواحد، مما يجعل تلك الشعارات مجرد لافتات بائسة.

إن الوحدة أصبحت ضرورة حتمية لكي يستعيد العرب مكانتهم، ويستثمروا مواطن قوتهم، ويعملوا من أجل المستقبل، فالدول التي تعيش على أكتاف غيرها، يظل مصيرها معلقا بيدي عدوها، ويظل القرار السيادي منقوصا مهما بدا غير ذلك، فالحسابات العربية غالبا ما تُبنى قبل كل شيء على مصالحها مع الدول الكبرى، حتى ولو كان ذلك على حساب جارة شقيقة، يربطهما مصير مشترك، وجغرافيا، ودين، ومصالح أبدية، ولكن الواقع يقول: إن الضعيف لا يمكن أن يعتمد على ضعيف مثله، فهو يحتاج إلى دولة قوية تحميه، ونسي العرب مقولتهم الشهيرة، وشعارهم الكبير «الاتحاد قوة، والتفرق ضعف»، ولم يلتفتوا إليه في واقعهم، ولم يطبقوه في حياتهم السياسية.

إن الدول الكبرى لديها قناعة راسخة بأن الدول العربية يجب أن تظل ضعيفة، وتعتمد عليها في كل شاردة وواردة، وأن أي تقارب عربي يعني خطرا على وجودها الاستراتيجي في المنطقة، لذلك تعمل ليل نهار على إشعال المشكلات بين الدول العربية، وتوليد الخلافات، وخلق العداوات مع الجيران، وإبقاء الوضع على ما هو عليه، حتى يسهل عليها كسر هذه الدول، وتفتيتها، ليكون لها اليد الطولى في مصيرها، وتضمن وجودها العسكري لأطول مدة ممكنة، ولكن على العرب أن يعرفوا أن كل سرديات التاريخ تثبت أنه ليس للضعيف مكان في عالم القوة، وأن حزمة الحطب لو اجتمعت فلن يسهل كسرها، ولذلك على هذه الدول المتحدة في كل شيء إلا في الواقع، أن ترى المستقبل بعيون أوسع، وبحكمة أكبر، وتعلم أن الوقت حان للملمة الأوراق، والبدء في رحلة العمل الطويل والشاق في سبيل حلم «الوحدة العربية الكبرى».

مقالات مشابهة

  • لحظة وفاة شاب في حفل محمد رمضان وهروب الجمهور «فيديو»
  • 9 دول عربية على موعد مع “كسوف القرن”!
  • زخات الشهب وقلب العقرب.. 23 ظاهرة فلكية تضيء سماء أغسطس
  • 23 ظاهرة فلكية تضيء سماء أغسطس.. من زخات الشهب إلى اقترانات الكواكب والقمر
  • العراق يتذيل قائمة الدول العربية بأعلى نسبة ضريبة الدخل خلال عام
  • مرصد ناسا يوثق ظاهرتين فلكيتين فريدتين في يوم واحد!
  • السودان يرد على الجامعة العربية
  • مأزق الوحدة العربية الكبرى
  • "عجائب سماء العُلا".. فعالية فلكية وثّقت لحظة رصد مجرة درب التبانة من صخرة القوس
  • “عجائب سماء العُلا” فعالية فلكية وثّقت لحظة رصد مجرة درب التبانة