ماذا تفعل الزوجة إذا اكتشفت خيانة زوجها؟
تاريخ النشر: 9th, April 2024 GMT
أكد مفتي الديار المصرية السابق علي جمعة أن الزوجة حتى لو تأكدت من خيانة زوجها لا يحق لها التفتيش وراءه.
وردّ الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، على سؤال عما إذا كان يحق للسيدة التفتيش وراء زوجها، حتى إذا كانت متأكدة من خيانته لها.
وقال خلال برنامجه “نور الدين” الذي يعرض على إحدى الفضائيات المصرية، أمس الاثنين، إنه لا يحق للزوجة التفتيش وراء زوجها، موضحًا أنه تُعرض عليه الكثير من القصص التي تؤكد فيها سيدات أنهن على يقين من خيانة أزواجهن لهن.
“تلبيس إبليس”
وأضاف أن 99% من هذا التأكُّد لا يعد مُؤكَّدًا سواء في توثيق الشرع أو توثيق القانون أو توثيق الاجتماع البشري.
وأشار إلى أنّ الأفكار التي تراود السيدات في مثل هذه الحالات التي تدعي من خلالها استشعارها بهذه الخيانة هي جميعها من “تلبيس إبليس”، وفق تعبيره.
ولفت إلى أن تأكد السيدة بأن زوجها يخونها ما هو إلا إلحاح غبي من الشيطان الرجيم لدفع المرأة إلى المعصية من خلال تزيينها لها.
العفو والصفح
وأكد الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، أنه في حال أن الزوج أو الزوجة اكتشف الخيانة عبر الهاتف المحمول بعد التجسس، عليه بالصفح والعفو وهذا أمر القرآن، متابعا: “الغلطان في الحالة دي من يتجسس ويفتش ويكتشف في المحمول لأنه ضر نفسه.. والعمل إيه بقي.. الحل موجود وجاهز بس هل نقدر عليه.. الله يقول “فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره إن الله على كل شيء قدير”.
وأضاف: “علينا بالعفو والصفح وهذا أمر كبير أن نحقق العفو والصفح.. مش أنا اللى بقول كده.. ربنا اللي بيقول كده وده نور الدين.. العفو والصفح.. ينبغي علينا عدم الدخول في الورطات.. وبتكون حاجة كبيرة ومش بنلاقي حل لها”.
كلمة السر
وفي ذات السياق أجاب الدكتور علي جمعة على سؤال: “هل من حق الزوج أو الزوجة الحصول على كلمة السر للهاتف المحمول ويفضلوا يفتشوا في موبايلات بعض؟”، قائلا: “لا ليس من حق الزوجة أو الزوج الحصول على كلمة المرور وهذا الأمر من الخصوصيات”.
وأضاف: “يجب على الزوج والزوجة احترام الخصوصية والاحترام يقلل من المشاكل كثيرا بل يعدمها ولما عملنا بحث في أسباب الطلاق قبل ظهور الإنترنت كان هناك 7 أسباب أولها الحالة الاقتصادية بنسبة 60%.. وتدخل الأهل وطوارئ الحياة.. وبعد كده بقي الحالة الاقتصادية ثم الإنترنت.. الشات من أسباب الطلاق.. طب افترض إنها ما كانتش شافت وكانت نزوة وعدت.. الرجل بيحب مراته وعاوز يحافظ عليها.. خلاص ارحموا من في الأرض يرحمكم في السماء.. كل القيم الدينية التي تدعو إلى الرحمة والصبر تؤدي على عدم التجسس.. وده ليس دعوة للبنات أو الرجال ولكن احنا بنتكلم عن ما يثير الضغينة وهذا بلاء كبير.. الشفافية ممنوعة والرجل يغفر للجميع”.
فتاوى مثيرة للجدل
وفي فتاوى أخرى سابقة، أثار علي جمعة الجدل وأطلق في نفس البرنامج فتاوى أثارت صخبا، منها أن الجنة ليست حكرًا على المسلمين فقط، وأن أصحاب الأديان الأخرى أيضًا سيدخلون الجنة، وتفسير ذلك من خلال آية في القرآن الكريم.
وسئل جمعة عن العلاقة بين الجنسين في سن المراهقة وحكم الشرع في شاب قال لفتاة بحبك، فرد الشيخ: “لو أبوها عارف.. يبقى عادي”.
وقال جمعة إن الصداقة بين الولد والبنت والخروج معًا في شلة ليس حرامًا، والبشرية كلها كانت على حد الاختلاط، موضحا أن الصداقة بين الجنسين مباحة طالما فيها عفاف، وتعريف العفاف أن تكون العلاقة خالية من المحرمات والسرية.
العربية نت
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: علی جمعة
إقرأ أيضاً:
علي جمعة: الدنيا دار ابتلاء والله يقلب الإنسان بين الخير والشر
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن الله سبحانه وتعالى يقلب الإنسان بين الخير والشر، وذلك لأنه جعل هذه الدار دار تكليف لا دار تشريف.
وأضاف جمعة، في منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، انه بدأ مع الإنسان بدار التشريف فخلقه في الجنة من غير تكليف، إلا أنه وجّهه ألا يأكل من هذه الشجرة هو وزوجه: ﴿فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ﴾، فَنُقِل من دار التشريف إلى دار التكليف؛ فالإنسان في أصله مشرَّف، لذلك أسجد الله له الملائكة، وهو مشرَّف، لذلك بدأ معه من غير تكليف.
واستمر التشريف في مرحلة الطفولة؛ فالطفل عندما يولد وإلى أن يبلغ ليس مكلَّفا، إنما هو في حالة التشريف، ثم بعد ذلك يبدأ التكليف، والتكليف يستلزم الابتلاء؛ فعندنا امتحان، واختبار، وابتلاء؛ والابتلاء هو الامتحان والاختبار.
فيقلب الله سبحانه وتعالى هذه الحياة، ولم يجعلها خالصة من غير كدر، من غير نكد، من غير مشكلات، من غير أزمات، من غير كوارث، من غير مصائب؛ لا، بل فيها كل ذلك: فيها الكوارث، وفيها المصائب، وفيها الشر، وفيها الخير، وفيها الضيق، وفيها السعة، اختبارا وابتلاء: ﴿تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ﴾ يمتحنكم ويختبركم ﴿أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا﴾، وقال تعالى: ﴿وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً﴾، ثم قال: ﴿وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ﴾؛ أي بعد ذلك سنرجع إلى الله سبحانه وتعالى ليحاسبنا، ليعطي من فعل خيرا الخير، ويعطي من فعل شرا الشر. نبلوكم، ونختبركم، ونمتحنكم؛ فالله سبحانه وتعالى يقلب علينا الخير والشر لأننا في دار تكليف، ولأن هذا التكليف فيه مشقة، فهو نوع من أنواع الابتلاء والاختبار.
إذن فلابد من نتيجة الامتحان، ونتيجة الامتحان تظهر يوم القيامة، ولذلك من دعاء الصالحين: «اللهم إنا نسألك حسن الختام».
والنبي ﷺ يبيّن لنا أن حسن الختام هو الأساس، وأنه بيد الله؛ «فإن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة حتى لا يبقى بينه وبينها إلا ذراع»، والذراع اثنان وأربعون سنتيمترا، لم يبلغ نصف متر، وخطوة الإنسان نحو خمسة وسبعين سنتيمترا، فهي أكثر من الذراع، «حتى لا يبقى بينه وبينها إلا ذراع»؛ أي بينك وبين الجنة اثنان وأربعون سنتيمترا، «فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار». ولماذا هذا القلق؟ هذا القلق يحفزك على عمل الخير، ويحَفِّزك على الخوف الإيجابي، وهو الخوف من الله: ﴿قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ﴾، ثم قال: ﴿مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ * وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾.
ولذلك فالضُّر، والشر، والمصيبة، والكارثة، والأزمة إنما هي عبارة عن اختبار وابتلاء لابن آدم. بعض الناس ينسى هذا، ويختزل الضر والشر والمصيبة والأزمة والكارثة ونحو ذلك في معنى الانتقام، كأن الله فقط منتقم؛ لا، هذه هي الدنيا: فيها الضر، وفيها الخير، فيها الشر، فيها الأزمات، فيها ما فيها، وفيها أيضا الرحمة والسعة والنعمة: ﴿وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا﴾. هذه الآية هي الأساس. قد يحدث أن يكون هناك غضب من الله على قوم فينزل بهم العذاب، لكن هذا خلاف الأصل، وخلاف سير الحياة وسنّتها؛ فسير الحياة وسنّتها هي هذه الآية: ﴿وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾؛ هذه هي أساس العلاقة بينك وبين الله.
ولذلك يجب عليك إذا أصابتك مصيبة الصبر، وإذا أصابتك نعماء الشكر؛ فأنت بين الخوف والرجاء، وبين الصبر والشكر. «عجبًا لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير؛ إن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له، وإن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له». فيتبين أن المؤمن حقًا أمره عجيب. غير المؤمن إذا صبر أو شكر قد يسقط عنه بعض أفعاله السيئة فيخف عنه، لكن المؤمن تُكتب له هذه المواقف؛ فالمؤمن معه الوعاء الذي يأخذ فيه ثواب الله، أما غير المؤمن فعنده وعاء، ولكن فيه ثقوب، فكلما امتلأ فرغ، وكلما انثال إليه الثواب انثال منه، فلم يبق له يوم القيامة شيء. ويأتي يوم القيامة وأصحاب الحقوق عليه كثيرون، فلا يجد ما يكفي لسداد هذه الحقوق، في الحساب الذي قيل فيه مرارًا إنه طوله خمسمائة سنة.
﴿وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾؛ من ذا الذي يتألى على الله؟ ولذلك ترى أنه يرزق الإنسان من حيث لا يحتسب، ومن غير حساب، ويؤتي الخير من يشاء كيف شاء ومتى شاء، وكذلك ينزل الضر على من يشاء كيف شاء ومتى شاء؛ لأن الأمر أمر امتحان وابتلاء.